أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - قلب صغير














المزيد.....

قلب صغير


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 22:09
المحور: الادب والفن
    


تركت الام ابنها الصغير، ينزوي في غرفته، احست ان الما كبيرا يعتصره، احال وجهه من البياض الى السواد.مرتساعة كاملة بعد ولوجه غرفته، غريزة الامومة تحركت،طرقت باب غرفة ابنها الصغير،فتحت الباب كعادتها ,كان صغيرها يصلي.
-ماذا تفعل يا بني؟
-صليت صلاة احتمال لؤم الثعالب ومكر الدئاب وطهر الملائكة.
- اعي جيدا ان صلتك بالله وثيقة، وثقتك بالواحد الاحد كبيرة وصلواتك مختلفة عن صلواتنا. اعلم ذلك جيدا.ذاك اختيارك و احترمه. الآن و حالا اخبرني ما بك؟
- لا اريد ان اشغلك باوجاعي الصغيرة،فانت عانيت كثيرا،قاومت على كل الواجهات,
- لن تستطيع مراوغتي يا بني.افرغت ما في جعبتك.هذا امر,
انفرجت اساريره،ابتسم في وجهها احمرت و جنتاه،ضحكت حتى ظهرت غمازتيها،احس انها،فكت الشفرة.
-تخاصمتي معاها؟
مطأطئ الراس،لا يجرأ على النظر في عينيها.بحركة من راسه اكد لها استنتاجها.
-اسمع يا بني:تلك الفتاة التي اتيت بها الى منزلي،وقدمتها لي على انها صديقتك،لاشك انها فتاة طيبة و اخلاقها عالية،فعين و قلب الام لا يخطآن.هي فتاة رائعة،وجميلة ايضا.اترك امرها للقدر،ان كانت من نصيبك ستعود اليك لامحالة،لا تبحث عنها،لا تسعى وراءها.اتركها تقرر ما تراه مناسبا لها .لا تزعجها أبدا لا تحاول الانتقام منها.وحدرك من اللجوء الى الاتستعرض امامها .لا تحاول استغلال صديقاتك الاخريات كي تغيضها,فانا اعرف حيلك كلها.
على وقع كلمات امه الاخيرة،انفجرا ضاحكين, بلهجة آمرة توجت بكلامها لابنها الصغير:
-هات ما عندك و الا اشبعتك"قريصا" على فخديك.
باس على راس امه،وضع راسه على فخدها،شرعت في المسح على راسه،اغمض عينيه ثم قال
-أمي الحبيبة لم أكن يوما ضعيفا،و لم يحدث أناصغرت اكتافي في اي موقف كما تعلمين,تحديت كل الصعاب و انتصرت.
-أجل بني اعلم ذلك،
- تلك الفتاة عندها أتذكرها أشعر وكأن العشب ينبث بين اصابعي.. اشعر انه من أعلى راسي، يتعرش شجر البلوط ليعاند السماء. على جبهتي تبنث الازهار و الرياحين.. كما تنبت بعض الورود بين مفاصل الصخر,عنداتذكرها احن الى بحار المياه المالحة في عينيها,كانت فاتنة.
-كانت؟كيف؟ الم تعد فاتنة؟ذكرني باسمها؟
-لا أريد ان اتذكر اسمها يا أمي حتى لا يفيض فمي بعصير التين و الرمان, لا اريد ان اتذكرها حتى لا يبزغ فجر الحب من مقلتي.
- آح.. يا وليدي هادي قادات ليك الضربة.جات فيك ضربة قاسحة.
-نعم امي ولدك جاب الربحة..كنا نلعب سويا مع صغار العصافير و الفراشات في تاغبالوت نوحليمة،كنا نحلم بركوب سجادة بيضاء تحملنا مع الريح نحو مملكة صغار الملائكة،كنا نريد ان نحيا بعيدا عن خارطة مدينة محاصرة بعيون الحاقدين و المتربصين ..
-نمشيو نخطبوها؟
انفجرت الام والابن ضاحكين، ضحكا حتى دمعت عيناهما.. نهض جلس القرفصاء،نظر الى وجه امه البشوش.باس مرة اخرى على راسها..كانت الوحيدة التي تستطيع فك كربته بكلمة و احدة فقط..دخل الابن البكر فجأة على وقع قهقهات الام و الابن الصغير,ابتسم في وجه اخيه ،نظر مباشرة في عينيه ثم سأله:
-سالا الفيلم؟
الام رمقت المتكلم بنظرة،حازمة و صارمة، نظرة جعلت ابنها الاكبر يسكت عن الكلام وعن المزاح.نظرة كانت بالف كلمة.للابن الاصغر نهض من حجر امه،توجه مباشرة الى الحنفية المتبتة في وسط المنزل،وشرع في غسل وجهه،ثم احنى راسه و ترك الماء ينزل على رأسه،و كانه يحاول اطفاء حريق اشتغل داخل رأسه بعد سماع كلام اخيه,صوت نزول المياه على راس الصغير،،تركته لا يسمع صوت امه وهي توبخ ابنها البكر على مزاحه السخيف.
-تا مالك خضر؟الدري مقسح و انت زايد كاضحك عليه؟
اغلق صنبور الماء،اعتدل،وقف امه واخزه ينظران اليه،كان شعره المجعد،و المبلل ينزل حتى اكتافه،كانه أحد افراد فرقة"ناس الغيوان" الدائعة الصوت،
-تبار ك الله على العربي باطمة.
الاخ الاكبر في محاولة لانتزاع الابتسامة من اخيه،كان حب و احترام كبيرين يسود بين الاخوين,
- غير خودوني لله غير خودوني،انا ماصابر علي جرا انا ما صابر.صفايح بن يدين حداد انا ما صابر.
على وقع كلمات ابنها الاصغر، الصدر الحنون هرعت نحوه بسرعة ،ضمته الى صدرها، صمت عن الكلام،نزل المطر غزيرا من عينيه زاد قميصه بللا على بلل ماء الحنفية .لم يقوى على المقاومة،انهار ين يديها.
ساعدته على الوصول الى غرفته،القى بنفسه على السرير.بقيت جالسة بالقرب منه،تواسيه.



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهائية قصة
- الصهباء
- من دكريات الكوليج2
- في الحانة القديمة
- حكاية من زمن الكوليج
- النادلة
- حوار 2
- مليكة
- قبر ابي
- مدكرات معلم 03
- الحياة
- مدكرات معلم 01
- مدكرات
- مدرس
- الرفيقين
- تاعبالوت
- الفقراء
- ملاك1
- لباس من شجر
- ضحايا


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - قلب صغير