رحيل مزمن

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 09:32
المحور: الادب والفن
    

اقول ان المرأة كالطائر الجميل ان اطلقته وعاد اليك فهو يريدك .. وان طار ولم يرجع فليس لك مهما حاولت من وسائل في اصطياده .. فلا تحارب من اجل مكان ليس لك فيه ... قد نبكي ونحزن لفقدانه ولكن اياك من الانكسار فهو لن يشف الجراح بل يزيد من لوعة الفراق والم النفس .. ولاتعاتب احدا فالجميع يدرك ما يفعله .. .. من لايهمه امرك اترك امره . وكن مستعدا لغيابه . الاختفاء من حياتك مثل نجم شع ولمع ثم احترق وتلاشى في سماء حياتك .. والنجوم حين تموت لاترجع تبقى حجارة في فراغ الكون تتشظى وتختفي . هكذا حال من تركك في وسط الطريق . تشعر في بداية الامر بألم حاد يشق صدرك على فراقه . وقد يتحسن الالم .. وقد يتغير شكله .. لكنه سيظل موجودا انه جزء منا .. انه نحن . لاتبالغ في حب شخص حتى لاتنكسر .. وكل باب يغلق برغبة صاحبه لاتطرقه .. من ضيعك عمدا لاتبحث عنه .. اعجبني قول احد الادباء .. يقول فيه .. " وانزلته من درجة انه كل الناس .. الى منزلة انه ككل الناس .. غريبا كان .. ثم الاغلى .. ثم غريبا من جديد مثل بقية الناس " . هكذا تكون المعادلة لاشيء يدوم في مركزه مادام صاحبك يواصل الرحيل ويبتعد عنك بمسافات زمنية طويلة .. لن نبوح بكل مايؤلمنا فبعض الكتمان كرامة .. وامسح اثرك بعد الرحيل حتى لاترجع اليه جراء ضعف اوشوق . ايقنت ان من يملك قلبا طيبا يملك اسوء حظ في الدنيا .. يقول جبران خليل جبران " ليسَ علَيك أن تكون قويّـا دائماً، مُرّ بلحظاتِ الضُّعف ولا تَخجل منها لأنَّها جزءٌ من إنسانيَّتك " ... يقولون ان تحب انثى فتلك فطرة .. ان تسعدها فذلك فن .. ان تحافظ عليها فتلك رجولة .. ان تدعمها فذلك حب .. اي الامور انا عملتها معها . ولكن اعرف انني دعمتها بقليل من الامور لكون الظروف غير مواتية لان افعل كل تلك الامور .. لو ان الظروف كانت مختلفة ونحو الافضل لفعلت اكبر من هذا وذلك .. ولكن مشكلتي معها انها لم ترى الوجه المشرق من شخصيتك لانها دوما تركز على الجانب المظلم من القمر في نقاط الضعف .. مرة تبحث في كتاباتك لعلها تجد مايؤكد شكوكها وظنونها.. ومرة تلقي اللائمة عليك لان الماضي لن يساعدك بشيء .. وظروف الماضي كانت فوق قدرتك وطاقتك . هكذا هي .. لبوة متمردة . اقول لها ان اخترت الغياب فاكملي غيابك لاتبالي فقد نجوت من الحنين وسهر الليالي ولعنة الاشتياق ..

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات