أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - تَابْحِيرْتْ نْإيمُوسْكانْ(بستان آلعفاريت)














المزيد.....

تَابْحِيرْتْ نْإيمُوسْكانْ(بستان آلعفاريت)


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


وبحرْصٍ حثيث، شرعتُ أتلمس مصدر آلصوت .. أتُراهُ يكون هناك في تلك الخميلة المعشوشبة أسفل المنحدر الخلفي حيث مَرْج آلعفاريت (تَابْحِيرْتْ نْ إيمُوسْكانْ) .. مَنْ يدري .. لم أخَفْ لمْ أكسل لم يكل عزمي رغم تعب مشقة الصعود والاِنحدار .. دنوتُ، وبلا تردد آجتزْتُ سياج شُجَيْرات الدفلى ( أليلي ) وداليات (أزيلي) وعساليج الدلب والعليق .. غطستُ في ضيق المَجال ورحابته كيربوع لا تحده حدود في ظلال منضودةٌ أحواضُ خُضَرِها وصفوف أكواز ذرتها اليانعة مرصوصة بنظام حريص على العناية والرعاية .. صَمْتٌ ناعم يسود يكسره لَجَبٌ خفيف يصدره وقعُ خَطْوِي على أوراق الأشجار آليابسة والخشاش آلمتناثر .. شرعتُ أبحث عن عين ماء لا بُدّ تكون في مكان ما تسقي هذه الخيرات برُواء لا ينقطع صبيبُه .. مشيتُ وخيوطَ البَللِ أتبعُ النداوةَ المرشوشة في التراب على الحجر .. خفضت رأسي مرارا .. تسللتُ بين الأفنان الدانية آلمتشابكة .. أصابَتْ أطرافي الأشواكُ .. خدشَتْ قدمَيَّ طفيلاتُ ناتئةٌ حادةٌ .. توغلتُ في آلحَمَإ .. هُوووهْ .. سمعتُها مرة أخرى .. لا بُد يكون هو .. أسرعتُ أقفُو الهمسَ الرجيفَ .. وكلما تقدمتُ أكثر آزدادَتْ حِدّة الصوت .. هي فرصتي يجب أن لا أضيعَها .. سأحادثه على مهل أناجيه سيخطرني بطريقة أو أخرى سيُفْهِمُني ما يفوه به .. لا بد يقول لا بد يفعل .. كفى توجسا كفى ترددا كفى وَجَلا .. باركَا .. قلبي يَـجِبُ .. أكيد سيخبرني، لكنّ هُوووهْ لم تعد تُسمعُ .. تحولَتْ في لحظة إلى شيء كالنحيب يدنو يقتربُ .. ثم .. أرسلْتُ عينَيّ متفحصا غير متوجس أرقبُ الصدى المنبعث من غَيْضَة مشوكة دهماء قرب صفصافة مائية عملاقة (أبْلِيللز) بسوالف تتهادى ترتعشُ .. تُزيح عصايَ آلرُّضاضَ والصُّفَاحَ وعُشيْبات الخلجان .. وإذا بها مغمضة آلمُقَلِ .. تتزلزلُ تتحرك على غير هُدى في هُوّة غائرة يتخبط بعضها ببعض تصيتُ بزُحَار يخرق القلب يشق السماع .. جِرااااءٌ ضئيلة الحجم حديثة الولادة بالكاد تتململ في المكان .. مَنْ رماها هنا ؟ أ تراهم تخلصوا منها رشقوا بها الهواء .. أمْ هَوَتْ من رَميم آلسماء ..؟؟!!.. تركتُها على حالها .. تراجَعْتُ .. فكرتُ في جوعها المحتمل آلأكيد، في خطورة تركِها على حال مَنْ تركها عُرضة الأخطار المحدقة .. ما بيدي حيلة .. عَلَيّ أن أتوقع كل شيء .. قد تظهر أمهم في أي لحظة تسد أفواهَهم المفتوحة حَلَماتُ أثدائها المتدلية .. قد يكون برفقتها كلبٌ ثائر وآخر لا يلوي على شيء وآخر يقفو آلأثرَ .. ربما .. مَن يدري .. لم أجرؤ على فعل أي شيء .. عَلَيّ أن أتصرف بسرعة قبل أن يقع المحضور .. هكذا خمنت .. " الله يتولى الجميع .. " .. قال جدي مرارا .. " .. الحياة مليئة بالمكاره والتناقضات، ومن رحم الصيف اليابس تنبثق عواصف الأنواء .. " .. كانت تردد عمتي .. " .. الضعيف لا مكان له في عيشة الجبال الوعرة .. ".. قال مقدم الرمَا ناصحا بضرورة رباطة آلجأش في مقامات آلحياة .. " لا تتدخلْ .. !! .. اترك الأجَمة تفعل فعلها آجْ طيزكي آتِييْ الشغل نسْ ..!!.. " .. أوصى الراعي عبدالسلام .. وكذلك فعلت .. لم أفعل شيئا .. لم أتدخل .. تقهرقرتُ تراجعتُ أبحث عن مخرج ممكن من ورطة موشكة وسمعتُ لهاث .. هَـهْـهَـهْـهَهْ .. وحسحسة تنساب بسلاسة بين سيقان عبـاد الشمس، فررتُ .. دون آنتظار، آختزلتُ الطريق .. جعلت أنطُّ أثبُ أخوضُ حياض أعراش النعناع وعُشيبات آلتوابل .. أعفسُ الأمواه آلمكدرة .. يُخضِّبُ الغيصُ قدمَيّ .. أتعثر في عروق يقطين ملتوية بارزة وخفية .. أعْدُو لا ألوي على أمر .. أناورُ المنحدر الصخري أسلكُ مسالك غير مطروقة .. غرستُ أظافري في فجوات ما صادفتُ من الحجر .. تشببت بما وجدَتْ يداي مِن مَدَاك ومَرْو وسَدْر وجذور جعداء وتَشْدَابَّا وأشواك إيسَنَّانْ نْ كُوشَمْغَلْ وبقايا كريش تمَسَكَ به هلعي، فآنفلتَتْ قبضتي، هَـوى (أكشوط نُوسكلو) غصن شجيرة من يدي .. شْلُوووبْ .. شرع يطفو على الماء .. انزلقت رجلي، وفي وقت وجيز وجدتُني غارقا في وحل لجة ضيقة أسفل القاع أين يجتمع صبيب منبع ماء البستان (تالعينتْ نتبحيرت) .. آآآهْ هْ هْ .. شرعْتُ أتوجعُ أتألمُ أستنجدُ أزْحَرُ أهشُّ تضرب الهواء عصايَ بجوار كلبة رقطاء مستشاطة تنبح تهـر فوق رأسي ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غُولَااااكْسْ أيها آلْمُمْتَحَنُون
- اِسْمُهَا آلحَياة
- كأنّهَا صُورَتُكَ في عَسَفِ آلظَّلاَمِ
- تِيسِيلَا نَلْگامُوسْ
- قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ فَأَوْدَتْ بِهِ آلَّلعَنَات
- تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)
- آحَرُّودْ (طِفْل)
- مُمَانَعَةُ آلْقَمَر
- قطاف
- هَلُمَّ التَّو السّاعَة العَجَل
- دَمُ شَاعرٍ
- مُدَرسونَ نحنُ لسنا مطافئ
- غُودَااانْ / الصّبيحُون
- طابق الكرودا Tabak Lagroda
- مثل أرزية سامقة
- مُجَرَّدُ حَادِثٍ كَانَ يَعْبُرُ آلسَّبِيلَ
- لَمّا
- أنامل تنسج أنوار آلقمر
- فَعَلْتُهَا وَأَنَا مِنَ آلضَّالِّينَ
- مُوتْ لَارْضْ


المزيد.....




- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - تَابْحِيرْتْ نْإيمُوسْكانْ(بستان آلعفاريت)