أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عصام محمد جميل مروة - البحر مَقبرة الفقراء حينما يبحثون عن حماية















المزيد.....

البحر مَقبرة الفقراء حينما يبحثون عن حماية


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 17:30
المحور: حقوق الانسان
    


ليست المرة الاولى التي يغضب البحر بعد دوران متعدد الأوجه في عتمات الليالي المضيئة من انوار القمر في عز ايام الصيف حينما يركب التائهون آليات غير مضمونة ولا يعرفون عنها شيئاً لا اسماً لأصحابها ولا لوائح طعامها او حتى خارطة نجاتها اذا ما تعرضت للإهتزاز والإرتجاج كما يحصل على متون المراكب السياحية في ايام النزهة البحرية على شواطئ البحر الابيض المتوسط الذي يشتهر بتعدد جزرهِ الخلابة الممتدة والمتقابلة ما بين حوض تركيا وقبرص وسوريا ولبنان وصولاً الى سواحل مصر وتونس وليبيا والمغرب حيث تبدأ من هناك رحلة البحث عن اخر آمال إنسانية الإنسان . و العمل بإتجاه رسم ما تبقى للآمال للشباب في منحهم رائحة الحرية اذا ما قاموا في مجازفة تحدى امواج البحر بحثاً عن اشارات التي تدل الى مرافئ وموانئ اوروبا بداية من نقطة التلاقي عند ايطاليا وربما اسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
لعبة الموت هنا اكبر رهان يخوضها الشباب والعائلات التي تبيع اغلى ما لديها للحصول على كرسي او مكان وقوفاً !؟. على متن مراكب اساسا ً لا يمكنها ان تكون قوارب صيد على اطراف الشواطئ في تلك الدول الفقيرة والمنهكة من تتالي الحروب ومآسيها اذا ما تخطينا اسباب ودوافع السرية التامة عندما ينعقد شِراء وحجز مكاناً مع أُناس بلا قلب او شفقة او حتى إسقاط المسئولية عن الاجابة عن وجهة المسير او خطة العبور والإبحار !؟. لكن رُعاة تلك القوارب والمراكب التي ليس بمقدورها سوى تعميم ساعة الصفر التي لا يعرف عنها شيئاً الا بعضاً من الاشخاص الذي يختبئون خلف توابيت الموت !؟. لأن إصطيادهم للأفراد يكون سهلاً بعد تقديم فرص التسهيل ""وتبليط البحر في مخيلة الذين ذاقت بهم سبل الحياة في بلادهم من الجوع والمرض والفقر والتهميش وحتى السكن تحت سقف من الصفيح"" !؟..
9 حزيران ابحر المركب وعلى متنهِ حسب الإعلام المحلي لليونان "" حوالى - 500 - 700 شخص "" ، من دول متعددة - مصر - فلسطين - الباكستان - سوريا -وربما هناك بعض المجموعات من دول افريقية وليس مؤكداً بعد الإغراق المباشر للمركب عندما أبحر من سواحل ليبيا على اطراف مدينة طبرق متجهاً الى السواحل الإيطالية وكان يحتضن العدد الاكبر من ابناء سوريا كما ورد بعد وقوع الصاعقة لدى الاهالي فقط .
250 شخصاً معظمهم من مستوى اعمار لا تتجاوز الاربعة عقود ومعهم نساء واطفال لاقوا حتفهم في تلك الليلة المشئومة بعدما رفضت اليونان وخفر سواحلها استقبال المركب وتسهيل عملية الانتقال. لكنهم رفضوا و دفعوا من على المركب الى متابعة الابحار بلا خارطة وبلا دلائل نحو سير مجهول ومستقبل سيما الغرق والجنوح كان اخر نهاية ذلك المركب ومن على ظهرهِ وفي باطنهِ . تم إكتشاف المجزرة او المغرقة صباح الاربعاء بعد سلسلة اقاويل من هنا او هناك بعد فقد الاهالي "" المتواجدون "" على احر من الجمر لإستماع رنات هواتف الذين إلتزموا صيغة الصمت والأوامر خوفاً من فضيحة لحظة العبور .
نكست الحكومة اليونانية الاعلام لفترة ثلاثة ايام حداداً على ارواح فضائح مشتركة ما بين دولهم وما بين اليونان اذا ما كانت وافقت على إستقبالهم وتأمين فرص وتنظيم محاضر اللجوء في اسلوب حضارى كما مرَ عند المؤتمر الصحفي لخفر السواحل حينما قالوا اننا نتبع تعاليم وبرنامج الامم المتحدة ونتلقى دعمهم ونقف حاجزاً بوجه كل من يريد العبور بطريقة عشوائية مما يؤدى الى ما نحنُ عليه وعمق الازمات في إستقبال اللاجئين.
ومن البديهي بعد الإتهام والتقصير في عمليات الإنقاذ اليوناني ، الا ان احد النواب في الاحزاب العنصرية ادان واستنكر عملية الموت وترحم على فقدان الاولاد والنساء والشباب ، وقال بكل خبثٍ ولؤم اننا لا نفتح ابوابنا للسارقين !؟.
فمن هنا تبدأ عمليات المحاسبة مباشرة عن من هو المسؤول اولاً واخيراً حول مسيرة المئات من مراكب الصيد الصالحة او الغير صالحة للإبحار وعلى متونها ربما المئات في مساحات لا تتسع الا لبعض الاشخاص وحتى لمسافات جداً قريبة و بلا حماية او رعاية منعاً للغرق !؟. كما يتم إرسال الزوارق السريعة للإنقاذ التي تتميز بكل مواصفات البدخ والصناعة والحداثة وعلى متونها العشرات من خفر السواحل المدججين بالسلاح لحماية شواطئ بلادهم من الغزو المتعارف عليه مؤخراً في التدبير والتدبيج لمعاهدات حماية الحدود المائية ما بين الدول . فكيف سيكون الحال اذا ما كانت معظم الدول الغنية وجهة "" الشخاتير العاجزة "" ، فهناك سردية وحيدة لا ثالث او ثانية لها وهي من حق أرباب خفر السواحل إغراق مراكب مَنْ لا يصغي الى مؤشرات التراجع وعدم إختراق الحدود الدولية.
إنها لعبة البحث عن الموت في البحر !؟.
إبتلع البحر جثث اكثر من 109 اشخاص من الابرياء الذين عانقت ارواحهم اكثر من "" 30000 - الف مفقود وغريق ما بين ليبيا وايطاليا بعد سقوط انظمة الموت مباشرة اثناء ثورات الربيع العربي "" . لكن الحرب كانت برغم قساوتها تقاسمت الالام مع اعباب البحر الذي يداعب الجثث المترامية في الذاكرة منذ تلك المراحل الاليمة بعد انفجار اصوات مدافع لا تفرق بطريقة موتها عن الامواج العاتية وقعر البحر الذي يحتضن الى الأن الالاف من الشهداء الذين سقطوا غرقاً بعد بحثهم عن الحرية على متن محيطات مجهولة القاع .
ما كان فظيعاً وقاسيا اكثر من الموت نفسهِ هو التأكيد بعد البحث عن لوائح واسماء ناجون من مهلكة الإغراق الذي على ما يبدو إنهُ لن يتوقف وبفعل مجهول او معلوم لردع وصول مراكب السفر والنجاة من أتون بلاد الحروب عبر البحر والمصير المجهول سعياً للمستقبل في بلاد افضل من بقايا بلادنا التي تآكلت حتى صارت رماداً وسقماً ناتج عن انانية مدعومة بكل صلفٍ موثق!؟.
تعتبر اليونان المترامية جزرها في شرق البحر الابيض المتوسط عند نهاية الحدود الاخيرة للإتحاد الأوروبي .
فلذلك تُنظمُ وتُعدُ وجهة الفارين والهاربين من الحرب والفقر والجوع والمرض والعوز للأفراد الأتيَّين من دول افريقية واسيوية ومن جوار بلاد الحوض للبحر المتوسط ، سوريا - لبنان - فلسطين - ويسعون بكل ما لديهم من زنود و قوة بدنية لمعاندة امواج البحر والموت المتوقع ، قد يكون افضل وارحم حال في الاف المرات اذا ما نجوا بحياتهم وتم عبورهم سباحة الى بلاد اوروبية خصوصاً الشمالية منها والإسكندنافية ، النرويج ، السويد ، فنلندا ، الدانمارك .
إزاء تلك الهالة من الحزن على فقدان الالاف من ابناء بلاد الحروب يبقى التساؤل غامضاً حول عمليات الإتهام والإتهام المتبادل ما بين مساومة البحر على إحتضانهِ فقراء يبحثون عن مقبرة ، ام عن زعماء لتلك الدول الأشبه بالعصابات والمافيا التي تُساوِمُ على بقائهم توابع لها او الفرار مرغمين وإن كانت نسبة النجاة لا تتجاوز فسحة رحلة خوض غمار فوق امواج تتكسر على اجساد بشرية بريئة طامحة للعيش الكريم فقط .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 18 حزيران - يونيو / 2023 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيُها اللبناني بدك تترَّوى شوَّى
- جلسة الرابع عشر من حزيران متوارثة مغلوبة على أمرها
- النفط السعودي والتحريض الأمريكي والإنفراج الفينزولي
- إطلالة ثقيلة ما تزال تحفر عميقاً في جراحات النكسة
- اطلال ثقيلة ما تزال تحفر عميقاً في جراحات النكسة
- قِمم اوسلو تتسع تهديداتها ضد الجارة روسيا
- نموذج حضاري ضعيف
- البوارج والمكائد -- من حصاد الحروب --
- لاءات القِممُ العربية -- كُلها لَعَمُ --
- نعم نحنُ نُحِبُ هذا البلد -- ja , Vi elsker dette landet--&# ...
- إعادة ترميم أثار النكبة يحتاج الى مثابرة بلا جُبنٍ -- فلسطين ...
- حسناء و شمطاء .. وتاجٌ مُغتصبْ
- عودة نغمة التوطين في لبنان
- زيارات إيرانية وإخفاقات سورية
- جهد شاق يبذلهُ العمال -- بلا مساومة على حساب الأجور المتدنية ...
- إجلاء رعايا ألغرب -- مقابل إدخال ترسانات أسلحة لإطالة آماد ح ...
- عندما يُكشف الضلال -- سوريا غلطة زعماء أم صحوة ضمير شعب تائه ...
- المجازر الصهيونية متغلغلة في عقلية زعماء إسرائيل -- قانا لن ...
- لماذا دائماً أمريكا تُستهدف
- هل قُدِرَ لنا تذكرها -- أم تجاوز ما حفرتهُ من جراح -- حرب ال ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تؤكد إطلاق نار من -أسلحة ثقيلة- في الفاشر بالس ...
- الآلاف يتظاهرون في مدريد دعما للفلسطينيين ورفضا للحرب في غزة ...
- بايدن: وقف إطلاق النار في غزة ممكن -غدا- إذا أفرجت حماس عن ا ...
- اعتقال رجل هدد بسكينه مراهقين يصطادان السمك.. شاهد ما حدث خل ...
- -منطقة منكوبة-.. نازحون في مخيم الركبان بسوريا يناشدون الأمم ...
- شاهد:-حان الوقت للإطاحة بالديكتاتور!-.. عائلات الأسرى الإسرا ...
- غضب أهالي الأسرى والجنود الإسرائيليين يتصاعد ضد حكومة نتنياه ...
- الإمارات ترحب بتصويت الأمم المتحدة لصالح عضوية دولة فلسطين
- السعودية.. بيان من الداخلية بشأن إعدام مواطنين سوريين والكشف ...
- السفير ماجد عبدالفتاح: وساطة مصر لوقف إطلاق النار في غزة تحظ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عصام محمد جميل مروة - البحر مَقبرة الفقراء حينما يبحثون عن حماية