أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية حياة بعد الموت














المزيد.....

رواية حياة بعد الموت


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


رواية حياة بعد الموت رولا صبيح
وهم الذكرى ... شبح الحكاية
بقلم /سليم النجار
مما لاشك فيه أن رواية ” حياة بعد الموت ” بكل تراكميتها ستظل متعلقة بوجدان القارئ طالما في الصحراء ثوابت وجود الأفق رغم امتدادها لذا نراها تقول : ( في هذا البلد لا يقع تحت مسمى جرائم . ولكن عندما يتعلق الأمر بسياسات بلدي أجدني ألبس قناع الخوف وأصمت ؛ ص١٣ ) .
وكأن لسان الراوية تقول أن العقل الشرقي ينسى والعقل الغربي يتذكر . فالنصوص في ” حياة بعد الموت ” المقطعية المرتبطة فنياً بلغة مكثفة برزت فيها تقنية دمج العناصر الهامة المتعلقة بالربط والتحليل والاسترجاع التاريخي والتي انغرزت في جسد الرواية ضمن ثنائيات متوالية تحكي عن الزمان / الحاضر – الماضي – الحاضر / بجرأة أدبية فكرية تراكمية تجترح عوالم خاصة به / عودة المغترب ….. المدينة المزروعة في النخاع ….. رسالة النقطة …. الإنسانة …. وعوالم خارجية / العلمنة الكاسحة ! : ( – نزار ؛ أنا سأسافر إلى سوريا خلال أيام ؛ وأن وافتني منيني هناك على يد الروس أو الإيرانيين ؛ او داعش أو النظام ؛ فلاتهتم ؛ … أوصيك ان تقرأ عندما أموت كل ما كتبت … فلعلك تفهمني وتسامحني … ! ص٢٩٥ ) .
فالكاتبة من خلال تراكمية أحداثها بين الذاتي والموضوعي استطاعت وبذكاء توظيف اسم الوطن / الثورة / على لسان الراوية التي تتوق العودة إلى مدينتها حلب كما كانت ؛ ( تشوهت الحقائق وطُمست ؛ ومن يدفع الثمن هو السوري البائس الذي لفظه الواقع بعيداً عن وطنه مخلفاً وراءه كل شيء إن كان موالياً أو معارضاً ص٢٦ ) .
رواية ” حياة بعد الموت ” ؛ كهوية ؛ كأسم ؛ لم تزل موجودة حتى الآن : إنَّ الجواب السائد على سؤال : من أنت؟ هو أنا كذا وكذا ( يتبع الاسم : انا راوية او ساردة ؛ مثلا ) . في الأسطورة الأغريقية الثانية هناك ” مساواة ” ؛ لايوجد لا انشقاق ” البراهمانا ” ولا ” انشقاق ” الرَّب ؛ أمَّا في الأسطورة الفارسية فإنّ المسألة هي ” وحدة أصلية ” شقهاّ ” أهرومزاد ” . وفي الحكاية العربية إنّ ” الأختلاف ” في نمط الوجود البدائي للذكر والأنثى ؛ ونمط سردهما لايدل على إلاّ تفسيرات لحقيقة بسيطة : الأنثى هي بداية أي تفسير لأية حكاية ؛ ولكن هذا التفسير يحوّل هذه الحقيقة البدائية إلى ” نتيجة ” تستنتج من سياق الأسطورة ؛ أي نتيجة لعملية الأسطرة ذاتها ؛ لعملية إنتاج معنى ما ؛ وهذا ” السياق ” هو النسيج الذي يكشف اختلاف ثقافة عن أخرى ؛ إذ أنَّه ليس بالتأكيد مجرد ” صدفة ” ؛ ما هو السياق الذي يكشفه ؛ إذاً ؛ ” سفر الوطن ” ؛ ( شعر البحر ان ليس لهؤلاء دية وليس خلفهم من مطالب ؛ فابتلعهم وهو سعيد بغنيمته ؛ لتهلل له أسماكه هاتفة بإسمه وانتصاره على الإنسانية ص١٦١) .
لكن ما يهمنا في هذه الجزئية ليس هو الدلالات السيكولوجية بحد ذاتها ؛ بل ما يهمنا الكشف عن آليات التحويل الدلالي والصوتي التي تؤدي إلى التحويل السردي . فبعد أن تم تحويل نْسجْ إلى صورة مشهدية ؛ ظهرت الآلم في الأفق السردي ؛ وبعد ظهور الموت على شكل فرح قالت الساردة : ( ثأر البحر لأسماكه التي سمّمها الإنسان وقتلها دون رحمة وكان الضحية اللاجئ السوري ؛ وكأنه حكم على السوري أن يدفع فاتورة غدر الإنسان منذ أزمان ص١٦٢ ) .
ومن هنا تنفتح روح نقدية في جثة التاريخ ؛ ليستيقظ هذا الأخير مفخخا بالاحتمالات ؛ فلا هو كائن خيّر عن بيئة ؛ ولا هو كائن شرّير عن بيئة ؛ بل كلاهما معاً في تداخل مستمر سوف يحكم الرواية بأكملها ؛ فمن حيث هذا الكائن شرير بما يتواطس في بحاره من الحروب واليباب ؛ وما يرتفع من بخار الشعوب ليؤلف السحاب ؛ سينفخ في النص ما يكفي من الحيرة لتعميق الشروخ المحفورة بين التجارب عمودياً وأفقياً ؛ حيث لا تكفي التجربة الماضية لتكوّن لدينا – كقراء – توقُّعاً سليماً حول ما قد يمتطيه المسقبل من الفناء ؛ حين تنهمر دماء الأبرياء عقوبةً علينا من الظلم .
ينبغي أن نؤكد هنا بأن حضور الحكاية ( في النص على وجه الخصوص ) يقترح قبص الأشياء بدل قبضها ؛ لأننا نستعمل الحكاية ونستعمل الذكرى . ولاننسى الجو الشطرنجي المخيم على النص ؛ وهذه الطريقة التي تقوم بها الساردة بلعب دور المساعد في أغلب الحالات ؛ فماذا نقول عن شخص يتصرف بهذه الطريقة ؟
للجواب على هذا السؤال ؛ ماذا يقول عن نْزرْ ؛ لنرَ ما إذا كان في دور نزار السردي ما يؤكدها أم لا ؛ النزر يعني القليل من كل شيء ؛ والنزور هو قليل الكلام ؛ وهو الذي لايتكلم حتى تتزره وبناءً عليه فمن الواضح ان الكاتبة رولا في هذا النص نصيباً من اسم روايتها ؛ إذن فهي مقترنة بحالتين ؛ الزيارة للحياة كما جاء في المقطع الأول للرواية ؛ وقلة الكلام وضاءلة الحضور في المقطع الثاني بعد الموت .
يمكن القول أن رواية ” الحياة بعد الموت ” للكاتبة رولا صبيح ؛ هي النهاية الحقيقية ؛ أي أنَّ البدابة تحتاج ؛ منذ البداية ، وهم معيَّن ما عن كونها البداية .
وهم البداية يأخذ شكلاً مكانياً إنَّه وهمٌ مكانيُّ عن المكان ؛ بالضرورة. فكان قرار الساردة مغادرة هذا الوهم والعودة إلى الوطن .



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية أبواب ومفاتيح
- رواية بقعة عمياء
- رواية أنت طالق
- رواية منّ السما
- زحمة أفكار تستريح على رصيف الرواية
- رواية صيف مع العدو
- رواية أسرار القوقعة
- ملحمة الخلاص في عالم موبوء
- رواية هكذا صرت ملاكا
- رواية مرايا للكاتبة نسرين الحمود
- رواية الحب ثالثا وأخيرا
- رواية ابنة السفير
- رواية التي كانت أنا
- رواية حنظلة
- رواية أدراج الإسكافية للكاتبة فداء الحديد
- رواية سهام أبو عواد
- رواية محطات على قارعة الزمن
- تعبت الروح أيها العاشق للكاتبة عواطف الكنعاني
- رواية وقتلت مرتين
- رواية مطارح سحر ملص


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية حياة بعد الموت