أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روني علي - جلسات فوق منصة مهجورة














المزيد.....

جلسات فوق منصة مهجورة


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


في الجلسة الأولى
كانت الريح أشد فتكا بسنابل القمح
وفستان الكلمات كان ..
قصيرا جدا جدا
كل من على الشرفات تنحنحوا
كل من في الزنازين تمتموا من أنوفهم
والعيون كانت ..
تترقب معاصم أُدخلت قيود العنة
ولم تبرح صريرها

في الجلسة الثانية
كان السوط يلعق عنق السماء
تاهت أبجديات الحرية في استحضار الشعارات
حينها .. كان وحيدا
يتمدد على بساط من أنياب الذئب
ويستمع إلى نشيد ..
يصدحه غراب فوق عش النوارس
ليمضي في غيبوبته إلى أن يتذكر

في الجلسة الثالثة
لم يستيقظ الصباح من وكره
فئران تجوب ملاعب العالم فوق الصدور
لا ليل هنا
لا صباح هنا
التوقيت ..
أنين النزلاء
قرقعة مفاتيح الزنازين
ومحاضر الدخول إلى صراط الإغماء والاحماء
ولا صوت ... سوى
قهقهات تشد العصابة على شفاه الزمن

في الجلسة الرابعة
يبحث عن تاريخ ميلاده
من نزف شريان في فمه
في الصعقة الأخيرة يتذكر ..
أنا من مواليد عنوسة الحجل
لا .. أنت من سفر اللقطاء
هنيهة .. تتلخط الجدران بحراشف الثعابين
وتسدل جحور الضوء غمامة صيفية النعاس
ليمضي في لثم قدمه المنسي بين ألبومات صوره

في الجلسة الخامسة
لم يتحرك الطفل القابع في جرحه فوق بساط الريح
ليبدأ شريط الاستذكار
اللحظة الجميلة كانت ..
حين تحسس أصابعه
كم كانت رائحة التبغ ذكية في ذاك الليل المهجور
كم كانت جزمة الجلاد أنيقة
وكم كان صوته مدويا في فمه ..
أنا ..أنا

في الجلسة السادسة
يقرأ في تواريخ موت من احيا هناك ..
كلما مر بقعة ضوء في الجوار
معتقل كتب .. يسقط الجلاد
وآخر كتب .. الشهادة حياة
فكتب في زاوية مهجورة ..
الحرية عادة سرية يمارسها الجلاد من حبل المشانق
ليدخل في دورة غيبوبته
و ... يحلم

في الجلسة السابعة
سلاسل تشد معاصم الياسمين من المهد إلى النطق
حلب تشد رحالها إلى دمشق
والشام تتسكع على المفترقات
متهم أنت بشق صف الوطن
هكذا أطلقت المنصة شخيرها
هنيهة ..
تسدل الزنزانة جفنيها
ليعم الظلام مع أنين يفرد عباءة الوسن ..
بلادي .. بلادي
سجن وسجان ودوي المآذن

في الجلسة الثامنة
كان الله نديم العد
واحد اثنان .. لا صوت لا وطن
قهقهات تشد أزرار وريد يبتسم
لائحة تزكم أنف الخيانة
خائن أنت ...
يشم رائحة تبغ يسربل بين عينيه
ويمضغ لعابه بين أسنانه
و .. يغفو من جديد

في الجلسة التاسعة
قرقعة على الباب
التيار يزيل دمامل النعاس من فخذيه
بين الصمت والصمت ..
يشد المحقق ذؤابة الطفل من فكيه ..
عربي انت .. سجل وانتهى
يتذكر سهل سروج
وصفير الصباح من ناي الرعاة
يدندن في حلقه .. kes nebe kurd dimirin
ويوقع ببصمته .. كوردي أنا

في جلسة المائة والرابعة عشرة بعد الألف
لم يسمع شخير الليل
حمل أشلاءه المبعثرة في حقيبته المهترئة من لسعات الاتهامات
ليمتطي عواء قطار ..
يحمل الوطن من مخفر إلى مخفر
من فرع إلى فرع
من بساط إلى بساط
وتحت إبطه وثيقة ممهورة بأختام السلاطين ..
حامله ممنوع من الصرف في نداءات الوطن
والوطن .. يحتضر بين اسماله
قبل أن يشق الفجر طريقه إلى كوباني

١١/٥/٢٠٢٣



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براعم ثملة
- سائق التكسي
- استرحة في أوحال السراب
- صهيل في دفاتر الأمس
- خريطة تحت الركام
- حبات من اكليل الندم
- مصرع مقاتل في غير أوانه
- حين تمطر المسافات
- غيبوبة العمر
- غيوم حبلى بالنابالم
- بقايا من سقطة النسيان
- ظل في قفص الاتهام
- قهقهات الصبا بين هالات الدخان
- دماء متخثرة
- سكته .. ونفير المعاول
- مدن من لدغة الفياغرا
- تقرحات في نبض الصمت
- لا شيء معي
- لحظة سكر
- سراج من أنياب الغول


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روني علي - جلسات فوق منصة مهجورة