أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مدينة النصر، مدينة النساء وأعجوبة العالم..














المزيد.....

مدينة النصر، مدينة النساء وأعجوبة العالم..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7626 - 2023 / 5 / 29 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


سلمان رشدي هو كاتب بريطاني هندي شهير صنع لنفسه اسماً من خلال أسلوبه الأدبي الفريد وسرد القصص القوي. إحدى أحدث رواياته التي صدرت قبل أيام معدودات، هذه التي بين أيدينا، مدينة النصر، هي مثال ساطع على موهبته الاستثنائية ككاتب.
"مدينة النصر" هي رواية تدور أحداثها في مدينة نيويورك في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر. تتبع القصة حياة العديد من الشخصيات التي تكافح للتعامل مع الصدمة والفوضى التي عصفت بالمدينة. ينسج رشدي خيوطا متعددة معاً، كل خيط يستكشف جانبًا مختلفًا من عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001.
في جميع ثنيات هذه الرواية ودهاليزها المتشعبة وشخصياتها الكثيرة، يستكشف رشدي موضوعات الهوية والصدمة والخلاص. يتعمق في تعقيدات عالم ما بعد 11 سبتمبر وتأثير الهجمات على الأفراد والمجتمع ككل. كما يتطرق إلى قضايا العرق والدين والهوية الثقافية، ويسلط الضوء على التوترات والتحيزات الموجودة في أمريكا الحديثة.
ييتعد هذه المرة سلمان رشدي عن أسلوبه الأثير في استعمال الواقعية السحرية كأداة سردية، ليذهب بنا صوب الفانطاستيك، الفانتازيا، Fantasy في روايته الجديدة بعنوان "مدينة النصر".
لقد تمت صياغة هذه الرواية ببراعة على أنها اعادة صياغة لملحمة قديمة، وهي عبارة عن سردية حب ومغامرة وأسطورة، وهي في حد ذاتها شهادة على قوة الخيال الروائي عند كاتب عظيم من طراز سلمان رشدي.
انها حكاية ملحمية أسطورية لامرأة تخلق إمبراطورية خيالية إلى حيز الوجود، لتستهلكها على مر القرون. هذه الرواية هي قطعة من الخيال الفائق للكاتب سلمان رشدي الحائز على جائزة بووكر، والأكثر مبيعًا على مستوى العالم.
ففي أعقاب معركة غير مهمة بين مملكتين منسيتين منذ زمن طويل في جنوب الهند في القرن الرابع عشر ، تواجه فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات لقاء إلهيًا من شأنه أن يغير مجرى التاريخ.
بعد أن شهدت وفاة والدتها، أصبحت بامبا كامبانا المنكوبة بالحزن وعاءًا يحمل اسمها، الإلهة بامبا، التي تبدأ في التحدث من فم الفتاة، من خلال منحها صلاحيات تفوق إدراك بامبا كامبانا، تخبرها الإلهة أنها ستكون مفيدة في نهوض مدينة عظيمة تسمى بيسناغا -حرفياً "مدينة النصر"- أعجوبة العالم.
وعلى مدى المائتين وخمسين عامًا التالية، أصبحت حياة بامبا كامبانا متشابكة بعمق مع حياة بيسناغا، بدءًا من زرعها الحرفي من كيس من البذور السحرية، إلى تدميرها المأساوي بأكثر الطرق إنسانية: غطرسة من هم في السلطة. وبظهور بيسناغا ومواطنيها إلى حيز الوجود ، تحاول بامبا كامبانا تنفيذ المهمة التي حددتها لها الآلهة: إعطاء النساء وكالة متساوية في عالم ذكوري.
من الشخصيات المركزية في الرواية مالك سولانكا، الأستاذ المتقاعد الذي انتقل مؤخرًا إلى نيويورك من لندن. يعاني مالك من أزمة منتصف العمر وتطارده ذكريات ماضيه المضطرب. بينما يحاول فهم حياته في هذه المدينة الجديدة ، ينجذب بشكل متزايد إلى امرأة شابة تدعى ميلا، التي لديها أسرارها وصراعاتها.
شخصية رئيسية أخرى هي جيمي كابور، وهو رجل أعمال ناجح يكافح في أعقاب الهجمات على مركز التجارة العالمي.
تأثر عمل جيمي بشدة بالمأساة، وهو يكافح من أجل الحفاظ على شركته، كما أنه يتعامل مع قضايا شخصية منها انهيار زواجه وعلاقته بابنته.
ما يميز مدينة النصر عن الروايات الأخرى عن أحداث 11 سبتمبر هو استخدام رشدي البارع للغة وقدرته على خلق شخصيات حية ومعقدة. يكتب بأسلوب شعري وغنائي، ينسج سردية متعددة لخلق قصة غنية ومتعددة الطبقات. شخصياته معيبة وإنسانية، كل واحد يكافح للعثور على مكانه في عالم تغيرت بشكل لا رجعة فيه بسبب المأساة.
في الختام، تعتبر مدينة النصر لسلمان رشدي رواية قوية ومثيرة للتفكير تستكشف تعقيدات الحياة في أمريكا بعد 11 سبتمبر.
وبحسب كلام الناشر "جوناثان كايب"، فإن كل القصص لها وسيلة للابتعاد عن منشئها، وبيسناغا ليست استثناءً. ومع مرور السنين، يأتي الحكام ويذهبون، وتنتصر المعارك ويخسرون، وتتغير الولاءات، يصبح نسيج بيسناغا ذاته نسيجًا أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى - مع بامبا كامبانا في مركز الحياة والعالم.
تجعل لغة رشدي البارعة في سرد ​​القصص، ولغته الفائقة الشعرية، وعوالمه الخيالية، قراءة رواياته من الأمور التي يجب القيام بها لأي شخص مهتم بالأدب المعاصر، وبعالمنا هنا والآن.
--------
* كل الحقوق محفوظة لموقع الحوار المتمدن www.ahewar.org،



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجهيز الآلات ووضع الرموز ..
- من يقتل الزهرة؟
- دَليلُ المُتَحيّرينَ..
- مضيئة..
- لقد احتجتكَ في الظلامِ ولَمْ تُنِرْ ..
- الحرب..*
- من الواقعية إلى جحيم جنون العظمة: سترندبرغ روائيا..
- لا أقسم بهذا البلد...
- الصحو في الليل للبحث عن شمس النهار..
- لعل رغيفي أن يحترق..
- ماذا يعني أن تكون كاتبا؟
- ما بعد قصيدة النثر: مقدمة وقصيدة..
- جِنان في جنين..
- أنا اسمي بغداد، أنا أدعى شهرزاد..
- دعاء وبراء وعواطف... قصيد في خمس حركات
- ست قصائد من مقتبل العام..
- هايكواتٌ عَشرةٌ في نهاية العام..
- لا ترمني بوردة..
- سفينة الحيارى.. تسع قصائد نثر
- إنهُ شِعرٌ دُبِّرَ في ليل..


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مدينة النصر، مدينة النساء وأعجوبة العالم..