أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - ماذا يعني أن تكون كاتبا؟














المزيد.....

ماذا يعني أن تكون كاتبا؟


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 18:51
المحور: الادب والفن
    


أن تكون كاتبا، يعني عندي أن تكون جزءا من العالم، وفردا ضمن الإنسانية، وأن تستعمل لتبرير وجودك هذا، إحدى أهم هبات الطبيعة، ألا وهي اللغة.
الكتابة هي اللغة، والنضال معها وضدها، من أجل التعبير عن نفسك وعن الفئة التي تنتمي إليها بشكل من الأشكال. ومع تنامي وعيك بالحياة وبالموجودات حولك، يتطور أسلوب تعاملك مع اللغة فتنتقل من اللغة المشتركة العمومية، إلى لغة خطابك الخاصة بك، فتبدا بتجميع مفردات قاموسك اللغوي، ما بين اللغة المحكية واللغة الراقية، لتتحول بعدها إلى مروض لهذه اللغة، وصانع ألعاب ماهر فيها، وسرعان ما سيتخذ خطابك اللغوي هذا منحى نحو جنس أدبي ما، قد تجد نفسك الأقرب إليه تعبيرا، فنراك بعدها شاعرا أو ناثرا أو كاتبا دراميا.
لقد اخترت من البداية أن اكتب الشعر وأتمرن في المسرح في عين الوقت، متأثرا بعبارة إغريقية، أو مأخوذة عن الإغريق، مفادها إن الشعر والمسرح صنوان.
وبينما أنا أخوض مغامرة الشعر وتاريخه وأشكاله وأعلامه، راسيا بشكل نهائي على قصيدة النثر دون غيرها من الأوعية الشعرية، كنت بدأت مسيرتي المسرحية ممثلا ضمن الكومبارس، وموضبا للديكور، ومساعدا للمخرج، ومعدا للنصوص، ومن ثم مخرجا لثلاث مسرحيات إبان حياتي الجامعية، ولكن بعد سنوات طويلة، وتقلبات في الحياة والمصير، رسوت على التأليف في الأدب المسرحي ضمن تيار اللامعقول أو مسرح العبث، تحديدا، وأنجزت في ذلك عدة مسرحيات نشرت في كتب، منها ما هو بالعربية الفصحى ومنها ما هو مكتوب بالعامية العراقية، ومنها المكتوب بالعامية التونسية، وقد تم تقديم بعض تلك النصوص على خشبات مسارح تونس وخارجها.
أنا الآن أعيش في السويد، بلد الشعر والمسرح، بلد غونار إيكولوف وتوماس ترانسترومر، بلد أوغست سترندبيرغ العظيم الذي أمضيت حياتي متتبعا خطاه مقلدا إبداعه في الرواية والدراما، لعلني ذات يوم أن اكتب عملا يشبه ولو قليلا مسرحية "ثلاثية الطريق إلى دمشق"، أو رواية "الغرفة الحمراء". ومن يدري، فلربما الأقدار هي التي قادتني، منصاعة إلى رغباتي الدفينة الغائرة تحت طبقات ذاتي، إلى أن ينتهي بي مطاف حياتي هنا، في هذه المدينة الجميلة التي تنام على كتف بحر البلطيق، فتذكرني كل يوم بساحل البحر الأبيض المتوسط الذي يمتد حتى يقترب من شرفة بيتي في "سوسة" البهية، جوهرة الساحل، فأسمع كل فجر، تلاطم الأمواج تضرب كورنيش "بوجعفر" برفق، والنوارس ترقص للشمس تداعبها لكي تطلع من جديد.
-------------
* نص الكلمة التي ألقيتها يوم 21 فبراير أمام طلبة معهد تعليم السويدية لغير الناطقين بها، Sfi, بطلب من معلمتي الأستاذة ل.م. يوهانسون..



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد قصيدة النثر: مقدمة وقصيدة..
- جِنان في جنين..
- أنا اسمي بغداد، أنا أدعى شهرزاد..
- دعاء وبراء وعواطف... قصيد في خمس حركات
- ست قصائد من مقتبل العام..
- هايكواتٌ عَشرةٌ في نهاية العام..
- لا ترمني بوردة..
- سفينة الحيارى.. تسع قصائد نثر
- إنهُ شِعرٌ دُبِّرَ في ليل..
- سارة هالستروم: تذوب الجذور في سرير من الغرباء..
- حَمَّامُ عَليّ..
- عاد ولم يعد..
- دعاء الطلِّسم..
- ليل الروح المظلم..
- بيان الثلج..
- وحدك في هذه الصحراء..
- إيمان محمد: تحولات العنف وهروب الذاكرة خلف أظهر الأشجار..
- سفينة الحيارى..
- نعيمة شهبون بين تُفّاحَة الشعر وكُمَّثْراه..
- سجلماسة..


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - ماذا يعني أن تكون كاتبا؟