أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - هل انتهاك حصص العراق المائية بسبب التغير المناخي أم القرار السياسي سواء الداخلي ام الخارجي؟














المزيد.....

هل انتهاك حصص العراق المائية بسبب التغير المناخي أم القرار السياسي سواء الداخلي ام الخارجي؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7618 - 2023 / 5 / 21 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصص العراق المائية وآثارها بين التغير المناخي والقرار السياسي
— ألواح سومرية معاصرة
هذه معالجة بومضة موجزة عن حصة العراق المائية بين ظروف المتغيرات المناخية والقرار السياسي؛ سواء (الإهمال) الداخلي أم التنازلات غير المبررة وغير المقبولة لصالح ما يجري من قرار سياسي خارجي بالتجاوز على حصة المياه من دجلة والفرات فإيران تقطع كليا وتركيا تكاد تصل مستوى القطع الكلي!!! إذن التجاوز على حصة العراق ليس بسبب التغير المناخي حسب، بل بصورة أخطر بقرار (سياسي) خارجي يستغل الخلل الاستراتيجي الراهن في التوازن بين العراق ودولتي إيران وتركيا


لقد وجدنا استراتيجيات دول في المنطقة تتخذ قرارها السيادي والريادي في تبني ما يجابه المتغيرات المناخية ويحمي مطالب شعوبها وحاجاتهم. وها نحن نرصد حيوية مصر والإمارات سواء في حجم تحويل الصحارى إلى بساتين وغابات نخيل ومزارع محاصيل استراتيجية مستثمرة بتقنيات حديثة ما تملكه من ثروة مائية ومدافعة عنها..؛ إلا اننا نجد في الوقت ذاته واقعاً آخر في عراق ما بعد 2003 إذ أهملت حكوماته المتعاقبة ملف المياه مثلما كثير غيره من ملفات.

وبرصد السياستين الداخلية والخارجية لتلك الحكومات العراقية سنجد فشل نهج إدارة ملف المياه بسلامة، الأمر الذي أفسح المجال لتمادي كل من إيران وتركيا في السياسة المائية فقطعت الأولى عشرات الروافد وحوّلتها لأنهر داخلية من دون النظر إلى حقوق العراق الملزمة في تقاسم حصص تلك الأنهر؛ أما تركيا فلم ترسل من حصة العراق إلا النزر اليسير مما لا يسد حاجة زرع أو ضرع ولا يصل إلى ربع الحصة التي يحددها القانون للعراق.

ولم يتبقّ في واديي دجلة والفرات إلا قليل مياه مما تلوث بالنفايات وبمخلفات المعامل والحقول التركية دع عنك الاستهلاك العراقي الجائر للماء، وهو استهلاك غير منظم بتقنيات استثماره الحديثة المعروفة..

وكثرما شهد استهلاك المياه في العراق حالات تسمم سواء للبشر كما بمثال مئات آلاف الإصابات بين أهالي البصرة أم للثروة السمكية وكيف قضت على حقول منها بالكامل.. بجانب تفاقم حجم المساحات المتصحرة بعد زوال بقايا ما كان يحيط بالمدن من أحزمة خضراء!!

لقد دقت نواقيس الخطر مراراً ولم يسمع المواطن ما يفيده سوى وعود مضللة فيما تستمر المشكلة في ضوء خلل الموازنات الاستثمارية من جهة حيث ترك الأرض بلا من يعمل فيها وحتى من تبقى هجر القرى والأرياف بعد أن نفقت ثروته الحيوانية وبارت أرضه ولم يعد ممكنا العيش فيها!

وعلى صعيد المفاوضات مع دول الجوار نجدها خاضعة هي الأخرى لخلل استراتيجي ليس بسبب ضعف العراق بضعف سلطته حسب وإنما بسبب نهج تلك السلطة بفسادها المافيوي المسلح بالعنف الميليشياوي وبسبب إلحاق العراق بتبعية مقيتة لمراجع قرار خارجية عزلته عن عمقه العربي الذي كان يمكن أن يشكل قوة جدية مهمة يحتمي بها ويستعين في سياق أي تفاوض مع جارتيه الشرقية والشمالية..

إذن، المعضل ليس في التغير المناخي وحده، ولكنه في النهج السياسي للحكومات المتعاقبة حيث إهمال تدوير عجلة الاقتصاد سواء منه الصناعي أم الزراعي وما يشكله من عرقلة ثقيلة بوجه استثمار ما يصل من الحصة المائية أو إفقاره من فرص تخزين موارده لافتقاره للبنى التحتية المناسبة الأمر الذي أهدر الاستفادة من مياهه بتركها تتبعثر بين الخليج العربي وصحارى البلاد!

وهكذا نجد أن القرار السياسي الداخلي منه والخارجي هو ما تحكّم بصورة خطيرة بالحصة المائية مقابل حال الصمت الرسمي العراقي على قطع الأنهر من إيران وعلى التجاوز المجحف بحق الحصص العراقية من طرف تركيا!!

لنتذكر هنا أنّ دور مجلس الأمن والأمم المتحدة سيكون أقوى بحال كان القرار العراقي نوعيا أقوى ومختلفا جوهريا عما يتم إدارته اليوم من قول شيء وفعل شيء آخر ومما هو أكثر من المناورات المضللة لمآرب تمرير اللعبة التي لن تصل بالعراق وشعبه إلا إلى كارثة وجودية كما أشرنا وهي كارثة فناء عندما سنصل عتبة عقد تالٍ من الزمن لن يستطيع العراق حينها توفير الماء لأكثر من 15% من سكانه!! ما يعني مجابهة 85% انعدام توافر الماء باي شكل علما ان النسبة الباقية لا يصلها من الماء سوى كمية ضئيلة تسجل اليوم وليس غدا نسبة 90% من ماء ملوث بالمواد الكيمياوي ونفايات المعامل والمصانع وغير ذلك من عوالق أخرى!!! فكيف يمكننا أن نتحدث في مثل هذي القضية الوجودية بصيغ (أحاديث لا تعدو عن كونها دردشة للاستهلاك المحلي من طرف سلطة تطوف على أكوام وأكداس من المعضلات المستفحلة فيما نهجها يكرر ويجتر ما سلف منذ 2003 حتى يومنا!)؟؟؟

وبعد هذه الومضة التوضيحية نتساءل في ضوء كل ذاك القصور من طرف المسؤولين تجاه ملف المياه: أليس من حق الشعب العراقي ومنظماته الحقوقية إدامة الحملات الوطنية والدولية بكل ما يتعلق بحقوق العراق في مياهه كونها قضية وجودية لا تقبل المماطلة أو التسويف!؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان قاسم الساعدي يتألق في أمستردام وسط معارض التشكيل المع ...
- بشأن السياسة التركية المائية تجاه العراق وخاصة بمرحلة الانتخ ...
- المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف
- الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟
- بمناسبة اليوم العالمي للعمال: جانب من آثار الحرب والسلام على ...
- ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحت ...
- ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصنا ...
- عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات في العراق! ألا تكفي لإع ...
- تهنئة بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جم ...
- في العيد الـ 75 لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ومهامه ...
- زخة مطر تكشف مستور قصور الخدمات وإهمال المدن، وتعيد ملف المي ...
- تهنئة بالعيد التاسع والثمانين للحزب الشيوعي العراقي
- رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2023 من وحي واقع المسرح العرا ...
- معالجة موجزة في مخاطر منطق التلقين وضرورة التوجه الحداثي الم ...
- اليوم العالمي للمرأة بين تهنئتها باعتراف أممي بعيد لإنصافها ...
- اليوم العراقي للمسرح 24 شباط
- الشعب يرفض مسودة لائحة تنظيم المحتوى الرقمي لأنها منصة تفتح ...
- قانون انتخابات يجري إعداده بعيدا عن أصحاب المصلحة الحقيقية ل ...
- ثلاثي المال والسلطة والدين السياسي وبطلان مخرجات تحالفهم الك ...
- قرار المحكمة بحرمان مواطني كوردستان من مرتباتهم باطل دستوريا ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - هل انتهاك حصص العراق المائية بسبب التغير المناخي أم القرار السياسي سواء الداخلي ام الخارجي؟