أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف














المزيد.....

المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سنوات وحكاية حرق المحاصيل الاستراتيجية تتكرر بصورة جريمة إبادة الزرع والضرع وإلحاق أفدح الخسائر المادية وغيرها في البلاد والعباد.. والجريمة تكررت قبيل أيام بحرق محاصيل الحنطة في النجف العراقية. ويبدو أنها وصلة جديدة من وصلات العزف الإرهابية التي تستهدف الأمن الغذائي العراقي وابتزاز الدولة في مصدر عيشها واستقلاليتها وتهديد مستقبلها.. إن القضية ليست مجدودة بحجم ما يتم إحراقه ولكتها تدخل عميقا في بنية الوعي ومسار فعله ووسائل الأداء في ضوء الناجم عن الجريمة من حيث دفع فاتورة عدم حماية الأمن الغذائي فكيف نقرأ تلك الجريمة الظاهرة ولماذا يستمر الصمت عليها والامتناع عن كشف من وما يقف وراءها!؟ هذه ومضة في قراءة المعضلة بأمل توحيد جهود الدفاع عن الوطن والناس ومصالحهما في أمن وطني ينتصر للحياة والاستقرار والتقدم فهلا تفكرنا وتدبرنا؟؟؟
***

مختلف بلدان العالم تضع بين أبرز أهداف موازناتها وخططها الاقتصادية، قضية الأمن الغذائي وما تتطلبه من إجراءات منها الاهتمام الواجب بـ(المحاصيل الاستراتيجية) التي تشكل العمود الفقري لتحقيق الأمن الغذائي وبصورة أعم وأشمل الأمن الوطني برمته..

من هنا وجدنا على سبيل المثال في النموذج العراقي الذي تستفحل فيه حالات الاستهداف والابتزاز بمختلف ميادين ومحاور خططه الاقتصادية، نجد ظاهرة استهداف المحاصيل الاستراتيجية بوصف ذلك نهجا خطيرا يستهدف الأمن القومي بمقتل..

هنا لا يقف الأمر عند اعتراض فعل الزراعة وفقرات أنشطتها بل ربما يغضون الطرف عن فعل الزراعة نفسه بقصد التربص ليذهبوا بعد ذلك إلى الأبعد باستهداف مخرجات جهود الفلاح العراقي حيث تأتي حرائق الحنطة كالتي اُرتُكبت في النجف على المحصول الاستراتيجي من جهة وتطعن الفلاح وجوديا لتفرض عليه حالا من الانكسار والشعور المضاعف بالخسارة والاحباط وتدفعه لترك الريف بمعنى تخريب الحقل الرئيس الأول للاقتصاد الإنتاجي في العراق…

وفي مثال مصر العربية والسعودية والإمارات نجد هذه البلدان وغيرها عديدة أخرى اهتمت بوضوح بالمحاصيل الاستراتيجية ووسائل توفيرها بأقل التكاليف من جهة وبما يحفظ الأمن الغذائي ومن ثمّ الأمن الوطني حيث استقلالية القرار وتمكين البلاد من الأداء الإنتاجي المميز المستجيب لاستراتيجيات الخطط الاقتصادية الكبرى…

لكننا كما أوردنا، نجد أن مواسم حصاد المحصول الاستراتيجي في العراق عادة ما تعرض للحرق والإتلاف دع عنكم عدم وجود الدعم المطلوب لزراعته والأسمدة والأمواه بخلاف ظواهر بيئية من جفاف ومتغيرات مناخية غير مؤاتية لم يجر التعامل معها [من طرف الدولة] لا من قريب ولا من بعيد!

فالحصص المائية متروكة لنهب دولتي الجوار إيران التي قطعت آخر قطرة ماء وتركيا التي تضحك على الذقون بإرسال كميات لا علاقة لها بحجم الحصة المنتظرة على وفق القوانين والعهود الدولية!

ومن جهة جرائم حرق الحنطة وكل المحاصيل الاستراتيجية لا نجد سوى استنكارا رسميا لم يترك للفلاح ما يقوله بهذي الوقائع الإجرامية المرتكبة بحقه وبحق الأمن الوطني والقومي! وهكذا تمر الجرائم وكأن شيئا لم يحدث ولم يكن!! أليست تلك تغطية على المجرم كونه معروف المرجعية حيث المستفيد من خراب الاقتصاد الوطني العراقي مازال منذ عشرين سنة عجافا يمتص خيرات البلاد وأهلها ويبتزهم بتقديم منتجه الزراعي حتى منه الخضراوات ومنتجات حيوانية أولية بسيطة بأسعار تدر عليه الدولار المحروم منه دوليا!

كيف يمكن تمرير كل تلك الجرائم بلا وصول إلى من يقف وراءها ويرتكبها سواء ارتكبها بصورة مباشرة أو بوساطة منفذين مأجورين!!؟

لقد طفح كيل الفلاح العراقي تجاه ما يجري اليوم؛ وعندما يقارن الشعب أوضاعه بدول المنطقة وهو الغني بثرواته وبقدرات أبنائه على الإنتاج يجد أن نهج الاقتصاد الريعي من جهة أي التشغيلي لا الاستثماري وإهمال البيئة وتخريب مصادر الحياة فيها من مصادرة المياه وحرق الغابات و-أو تجريفها وإتلافها، قد تركت الأرض الخصبة لتبور وتصير أرضا يباباً مع اتساع التصحر وغزوه ما تبقى من بساتين ومزارع…

فلتتحرك قوى الشعب المنتجة بنهج منظَّم لمجابهة المعضلات التي استفحلت ولتفرض مطالبها في حماية جهودها ومنتجاتها بخاصة هنا من المحاصيل الاستراتيجية قبل استفحال جرائم التخريب والحرق وهي ما يماثل جرائم إبادة الحياة من زرع وضرع!!

وليكن العراق في حضن عربي بات يخطط استراتيجيا لمستقبله بالعقل العلمي والضمير الجمعي الأكثر وعيا ونضجا.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟
- بمناسبة اليوم العالمي للعمال: جانب من آثار الحرب والسلام على ...
- ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحت ...
- ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصنا ...
- عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات في العراق! ألا تكفي لإع ...
- تهنئة بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جم ...
- في العيد الـ 75 لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ومهامه ...
- زخة مطر تكشف مستور قصور الخدمات وإهمال المدن، وتعيد ملف المي ...
- تهنئة بالعيد التاسع والثمانين للحزب الشيوعي العراقي
- رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2023 من وحي واقع المسرح العرا ...
- معالجة موجزة في مخاطر منطق التلقين وضرورة التوجه الحداثي الم ...
- اليوم العالمي للمرأة بين تهنئتها باعتراف أممي بعيد لإنصافها ...
- اليوم العراقي للمسرح 24 شباط
- الشعب يرفض مسودة لائحة تنظيم المحتوى الرقمي لأنها منصة تفتح ...
- قانون انتخابات يجري إعداده بعيدا عن أصحاب المصلحة الحقيقية ل ...
- ثلاثي المال والسلطة والدين السياسي وبطلان مخرجات تحالفهم الك ...
- قرار المحكمة بحرمان مواطني كوردستان من مرتباتهم باطل دستوريا ...
- تفاقم أزمات فقراء العراق مع انهيارات وتذبذبات بسعر صرف الدول ...
- في اليوم الدولي للتعليم انهيار بمنظومة التعليم في العراق اشت ...
- احتفال الجماهير الرياضية بمنجز شعبي في إقامة بطولة الخليج ال ...


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف