أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الصباغ - امام عيسى: الشيخ الاحمر















المزيد.....

امام عيسى: الشيخ الاحمر


زهير الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


بعض الملاحظات الذاتية
تعرفت على شعر احمد فؤاد نجم واغاني الشيخ امام عيسى من الصديقين جورج خليفي، منتج سينمائي واستاذ تدريس مادة السينما والتصوير، وميشيل خليفي، مخرج سينمائي، وذلك في مطلع السبعينات. وكانت تصلنا بدورها الأغاني من خلالهم من بلجيكا على اشرطة الكاسيت. وكنا مجموعة من المثقفين الفلسطينيين، نمضي ليالي متواصلة نستمع لاغاني الشيخ امام في شقة الصديق سعيد زعبي في مدينة الناصرة. وكنا نطرب لألحانه وادائه الغنائي، وكانت كلمات الأغاني تشحذ ذهننا ونأخذ نفسرها ونعيد تفسيرها حتى نصل الى معناها الحقيقي. وكنا دائما نربط بين ما تحتويه كلمات الأغاني من مواقف ثورية، ومواضيع فكرية-سياسية من جهة، والاحداث المتسارعة التي كانت تجري في مصر وفي العالم العربي من الجهة الأخرى.
لا شك ان اشعار نجم واغاني امام شكلت بالنسبة لنا بصيصا من الامل والتفاؤل استطاع ان يخترق ظلمة واقعنا الدامسة والتي اشتركت في صياغتها حياتنا الاضطهادية من جهة، والاحداث المأساوية في المنطقة التي نعيش فيها، من الجهة الأخرى.
جاءت هذه الأغاني لتبعث فينا الامل الممزوج بالتفاؤل غير المشروط في ان الأوضاع المؤلمة والحزينة لا بد وان تزول وان النكسات التي اصابت الشعبين الفلسطيني والمصري لم تشترك في صياغتها الشعوب العربية بل أنظمة حكمها على اختلاف درجات ممارساتها الرجعية. وكانت هذه الأغاني تشحننا بالثقة بالمستقبل ومن خلال لغتها الشعبية والتلقائية، كانت تعكس لنا أفكارا ثورية، عميقة ولاذعة، ضد الظلم والاستغلال الطبقي والقهر والذل، ومن اجل التغيير الجذري والمستقبل والحياة الإنسانية والسعيدة.
بعد الزيارة واللقاءات بمصر، قررت نشر اللقاءات في كتاب تحت عنوان "قضية وثلاثة مناضلين" وكان هذا الكتاب، وحسب قول الشاعر احمد فؤاد نجم، هو اول كتاب ينشر في العالم العربي عن ظاهرة الثنائي نجم-امام.
البداية في قرية أبو النمرس
ولد الشيخ إمام محمد أحمد عيسى في 2 تموز عام 1918 في قرية أبو النمرس في محافظة الجيزة في مصر. أُصيب في عامه الأول بالرمد الحبيبي، وبسبب الجهل واستخدام طرقٍ شعبيةٍ لعلاجه، فقد الطفل الصغير بصره.
أراد والده أن يصبح ابنه شيخًا مهمًا، فكان يأخذه إلى الجمعية الشرعية في القرية ليحفظ القرآن، وكان لإمام ذاكرةٌ قوية وأذنٌ موسيقية حيث كان يستمتع بسماع الأناشيد في المناسبات الدينية والأهازيج في الأفراح.
قضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم .وكان إمام يندس في مواسم الأفراح والحج، وسط الحريم ليسمع غناءهن وأهازيجهن فنشأ صاحب أذن موسيقيه.
أخذت الجمعية الشرعية قرارًا بالإجماع بفصله بعد أن علموا بأنه يستمع للإذاعة رغم أنه كان يستمع عبرها إلى تلاوة القرآن، وبسبب فصله فقد عنَّفه والده بشدة وطرده من القرية وحذره من العودة إليها، فلم يتمكن من حضور جنازة والدته عند وفاتها.
تعرّف الشيخ إمام في القاهرة على الشيخ درويش الحريري الذي كان من أهم الموسيقيين فأُعجب الأخير بموهبته وصوته وتولى تعليمه الموسيقى، وعرَّفه على كبار المطربين ومنهم زكريا أحمد في منتصف الثلاثينيات حيث استعان به في حفظ الألحان الجديدة واكتشاف نقاط الضعف فيها، لأن أحمد لم يكن يحب الاستماع إلى الألحان لفتراتٍ طويلة.
كان إمام يحفظ ألحان أم كلثوم التي يلحنها لها زكريا أحمد، إلى أن بدأت هذه الألحان تتسرب إلى الناس قبل أن تغنيها ومنها ألحان أغاني "أهل الهوى"، "وأنا في انتظارك" و "الأولة في الغرام"، عندها قرر زكريا أحمد الاستغناء عن الشيخ إمام.
الشيخ امام يلتقي باحمد فؤاد نجم
وفى عام 1962، التقى الشيخ إمام عيسى بأحمد فؤاد نجم رفيق دربه، وتم التعارف بين نجم والشيخ إمام عن طريق زميل لابن عم نجم كان جاراً للشيخ إمام، فعرض على نجم الذهاب للشيخ إمام والتعرف عليه، وبالفعل ذهب نجم للقاء الشيخ إمام وأعجب كلاهما بالآخر. وعندما سأل نجم إمام لماذا لم يلحن أجابه الشيخ إمام أنه لا يجد كلاما يشجعه، وبدأت الثنائية بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وتأسست شراكة دامت سنوات طويلة. ويُعتبر أن الدور المباشر الذي لعبه الشاعر أحمد فؤاد نجم في حِراك الشارع العربي هو بفضل عبقرية الشيخ إمام. ثم انضم لهما عازف الإيقاع محمد علي وكوَّن الثلاثة فرقةً تولت التأليف والتلحين وإحياء الحفلات، وكانوا يعتمدون على كلمات العديد من الشعراء منهم نجيب سرور وتوفيق زياد.
هزيمة 1967 ومؤثراتها
كانت نقطة التحول الجديدة في حياة الشيخ إمام وأغانيه مع أحمد فؤاد نجم، هي هزيمة العرب في حرب عام 1967، حيث أتت هذه الهزيمة بعد سنواتٍ من الشحن القومي ورفع المعنويات، فعبّر الشيخ إمام بصوته عن رأي الشارع العربي والمصري الساخر من السلطات التي تسببت بالهزيمة. فكانت أغاني مثل "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا- يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار" وأغنية "يعيش أهل بلدي وبينهم مافيش – تعارف يخلي التحالف يعيش" بالإضافة إلى أغنية «بقرة حاحا النطاحة». وسرعان ما اختفت هذه النغمة الساخرة الانهزامية وحلت مكانها نغمة أخرى مليئة بالصحوة والاعتزاز بمصر مثل «مصر يا امة يا بهية - يا ام طرحة وجلابية».
انتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام، كالنار في الهشيم، داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين. استوعبت الدولة، في البداية، الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتليفزيون.
لكن سرعان ما انقلب الحال، بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برئت المسئولين عن هزيمة 1967، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة تعاطي الحشيش سنة 1969 ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن جهاز الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهما.
الشيخ امام يتلقى دعوة للزيارة من وزارة الثقافة الفرنسية
في منتصف الثمانينيات، تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وفتح ذلك الباب للعديد من الجولات في الدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت جميعها نجاحات كبيرة.
ألقى الأمن المصري القبض على الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم بسبب أغانيهما ودخلا السجن، ورغم وجودهما في المعتقلات لفترةٍ طويلة، إلّا أنهما لم يتوقفا عن التأليف والتلحين ومواكبة القضايا التي تحدث خارج أسوار السجن، فكانت أغاني مثل "شيِّد قصورك" سببًا في زيادة نقمة السلطات عليه خاصةً مع عبارة "والخمارات جنب المصانع والسجن مطرح الجنينة – وأطلق كلابك في الشوارع واقفل زنازينك علينا".
ذاع صيت الثنائي نجم وإمام والتف حولهما المثقفون والصحفيون خاصة بعد أغنية: «أنا أتوب عن حبك أنا؟»، ثم «عشق الصبايا»، و«ساعة العصاري»، واتسعت الفرقة فضمت عازف الإيقاع محمد على، وكونوا فرقة للتأليف والتلحين والغناء ساهم فيها العديد من الشعراء. لم تقتصر اغانيهما على أشعار نجم فغنت لمجموعة من شعراء عصرها أمثال: فؤاد قاعود، سيد حجاب، نجيب سرور، توفيق زياد، نجيب شهاب الدين، زين العابدين فؤاد، آدم فتحى، فرغلى العربي، وغيرهم.
قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر وكان يغني وهو ذاهب إلى المعتقلات اغنيته المشهورة "شيد قصورك" ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهما بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
سياسات أنور السادات الاقتصادية والسياسية وتوقيعه لمعاهدة كامب ديفيد سببت صدمة للثنائي وهما في المعتقل، فلم تتمكن جدران السجن من حجب الأغاني التي ألَّفاها ولحَّناها ردًا على هذه الأحداث، فأصبحت أغانٍ مثل "شرفت يا نيكسون بابا"، "حلاولا" و"احنا معاك"، "الفول واللحمة" على لسان كل مصري وعربي رافض لسياسات السادات، وهو ما جعل الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم يبقيان في السجن حتى اغتيال السادات.
اللقاء الأول مع الشيخ امام عيسى
التقيت بالشيخ امام عدة مرات كان أولها في شهر تموز 1983 عندما قمت انا ورفيقة دربي مها بزيارة لجمهورية مصر العربية. وهناك في القاهرة وفي احد احيائها الفقيرة والمهملة – حي الغورية – التقينا بالشاعر احمد فؤاد نجم وبالمغني-الملحن الشيخ امام عيسى وبالرسام التشكيلي وظابط الإيقاع محمد علي. التقينا بهؤلاء المبدعين اكثر من مرة واستقبلونا في بيوتهم بحفاوة بالغة.
عندما التقينا به كان جالسا يتحدث مع جيرانه. وعندما عرف اننا فلسطينيين رحب بنا كثيرا ودعانا للصعود الى شقته المتواضعة حيث جلسنا نتحادث وحيث ابدى الشيخ امام اهتماما بالغا بالفلسطينيين وبالناصرة بالذات والتي كان قد سمع عنها بعض الشيء. بعد ذلك دعانا الشيخ امام الى جولة قصيرة في حي الغورية حيث وصلنا مقهى الفيشاوي التاريخي الذي يقع في خان الخليلي على مقربة من مسجد الحسين. وبموجب اقتراح الشيخ امام، طلبنا ثلاثة اكواب من الشاي الأخضر الذي يشتهر الفيشاوي بتقديمه، وجلسنا نحتسيه ونتحادث.
الملاحقة والاعتقال
منذ بداية تلحينه وغنائه، واجه الشيخ امام عيسى ردود فعل عدائية من نظام الحكم الناصري الذي لم يتحمل نقد اغانيه اللاذع. وحاول النظام، في البداية، احتواء الثنائي نجم-امام فسمح لهما بإقامة حفلة في مقر نقابة الصحافيين. ولكنه بعد ذلك قام بسجنهما عدة مرات. ويستذكر الشيخ امام تلك الفترة فيقول فيها:
كل العالم العربي انفعل بالنكسة وخاصة الشعب المصري، فكنا بنقول كلام لاذع في الأوضاع التي تحدث وأيضا في النظام الحاكم وان الجيش المصري يضيع كالعصافير على يد الصهاينة وان السلاح لم يدرب عليه حتى يستعمله واخذته منهم إسرائيل. عندما بدانا نشتغل في القذف بالأوضاع وبالنظام وصلت الاعمال الى اذان عبد الناصر فطار صوابه. ازاي 30 مليون يسجدون وازاي الاثنين دول يتهجموا على سيد البلاد. ... فكروا في احتوائنا في سنة 1968. بدأوا فعملوا لنا حفلة في مقر نقابة الصحافيين ودعي جمهور من النقاد والفنانين. وكان هذا اول لقاء لنا بالجمهور، فكانت سهرة موفقة وفيها التجلي.
ولكن الامر تغير في السبعينات حيث اعتقل الثنائي مرات عديدة. كان الشيخ امام يحتفظ بشنطة تحوي ملابسه وحاجاته الضرورية وكان دوما جاهزا للاعتقال. وصرح الشيخ امام: "كنا في كل سنة لنا لقاء في الزنازين. كنا بنخش مرفوعي الراس ونخرج مرفوعي الراس وظللنا على هذا الحال حتى العام 1978."
ويتابع الشيخ امام فيروي، "انه بعد اغتيال السادات في العام 1981، قبض علي ووجهوا لي تهمة توزيع 50 أزازة بيره فرحة بموت السادات. مكثت في السجن 15 يوم. ومكثت انا ونجم بالمعتقل من 1961 حتى 1971، وكنا في تلك الفترة نعمل أيضا. وكنت في طابور الصباح أقف امام زنزانة نجم وكان يسمعني الاشعار التي كان يكتبها وكنت احفظها وارجع الى زنزانتي الحنها بالغناء والايقاع دون عود طبعا – ومن ثم احفظها."
بعد عودته من زيارة إسرائيل في العام 1977، قام السادات بحملة اعتقالات واسعة شملت حوالي 2000 من الوطنيين، اليساريين، الناصريين والجماعات الدينية. وكان بين المعتقلين الثنائي نجم وامام. ومن داخل السجن استطاعا تهريب بيان الى الراي العام وفيه ادانة شديدة لنظام خنق حرية التعبير، ودعوة لكل احرار العالم للتضامن مع السجناء السياسيين في مصر. وجاء في البيان ما يلي:
جريمتنا في اعين السلطات هي اننا نغني للفقراء، والمستغلين والجياع وليس للصوص ومصاصي الدماء. ونحن نغني للتحرير والتضامن، وليس للاستسلام والاهانة الوطنية. نحن نفني الشعر للمناضلين، وليس للقوادين، وندافع عن الكرامة الوطنية، واستقلال شعبنا، ونقف بحزم مع الكلمة الصادقة، ومع قضية الشعب الفلسطيني – الشعب الذي خسر ارضه دون ان يبدأ باي عدوان، والذين نسيهم تجار "السلام" ... ونحن نغني لغد نحن على ثقة بان سواعد الكادحين، ستبنيه على حطام العفن الذي يخنق المجتمع المصري.
القيمة الفنية-السياسية لاغاني الشيخ امام
امتلك الشيخ امام صوتا جهورا يعطي مساحة واسعة وقوية للأغاني الحماسية، وهو ما جعل ألحانه وأغانيه تجد طريقها بسلاسة إلى قلب أي حراك أو مظاهرة، حتى أصبحت أغانيه أناشيد للثورة، وتتردد في أي تجمع جماهيري، حتى من لم يعرفها من قبل يحفظها ويرددها سريعا.
حدث ذلك خلال ثورة 25 يناير عندما شقت أغاني الشيخ إمام طريقها لميدان التحرير بعد رحيله بسنوات. وحتى بعد أحداث 30 يونيو 2013 أذاعت بعض القنوات الفضائية بعضا من الأغاني للشيخ إمام، والتي لم تكن معتادة على إذاعتها مثل "مصر يامّه يابهية"، وبين الأغاني الرسمية الموجهة التي كانت تردد للجيش وجدنا أغنية مثل و"دولا مين" تذاع على القنوات للجنود إلى وقت قريب حتى تستجدي وتستعطف وتجذب الجماهير ناحية الجيش المصري. وتجدد الثقة مرة أخرى وأيضا من الأغاني المذاعة” واه ياعبد الودود “والتي استخدم فيها الشيخ إمام بذكائه مقام فرح بدلا عن مقام الصبا الذي يعبر عن الحزن.
”جيفارا مات“
عندما أذيع نبأ اغتيال "تشي جيفارا" في أكتوبر 1967 ردد الكثيرون أشعارا عن اغتيال الثائر الأسطورة، ولكن أغنية الشيخ إمام التي كتبها احمد فؤاد نجم "جيفارا مات" كانت الأكثر شهرة وتأثيرا. أخذت أغنية ”جيفارا مات“ طابعها الجنائزي على مقام "الصبا"،

جيفارا مات جيفارا مات آخر خبر في الراديوهات
ثم بعد ذلك يتجه إلى السخرية في اللحن:
جيفارا مات،
ما رأيكم دام عزكم يا أنتيكات،
ياغرقانين في المأكولات والملبوسات،
يامحفلطين ياملمعين ياجميسينات...
ثم يطعم اللحن بإيقاع الأيوب الصوفي في جزء آخر:
عيني عليه
ساعة القضا
من غير رفاقة تودعه
يطلع أنينه للفضا
يزعق ولا مين يسمعه
ثم يتجه اللحن للتحريض في آخر جزء للأغنية:
خلاص خلاص
مالكوش خلاص
غير بالبنادق والرصاص
دا منطق العصر السعيد
عصر الزنوج والأمريكان
الكلمة للنار والحديد
والعدل أخرس أو جبان
صرخة جيفارا يا عبيد
في أي موطن أو مكان
مافيش بديل
مافيش مناص
يا تجهزوا جيش الخلاص
يا تقولوا عالعالم خلاص…
تميزت بعض أغاني الشيخ امام بنغمة ساخرة، ولكنها سرعان ما تحولت إلى نغمةٍ مليئة بالفخر والاعتزاز وشحذ الهمم وتقوية الروح الوطنية، فكانت أغاني مثل "مصر يا أمة يا بهية"، والتف حولهما الشباب العربي وانتشرت أغانيهما كالنار في الهشيم في كل أنحاء الوطن العربي، وأصبحت هذه الأغاني رمزًا للمرحلة، وترسخت هذه الأغاني أكثر بعد أن لاحقتهم السلطات المصرية حيث تهجم الشيخ إمام عليهم في أغانيه وذلك بعد أن تمت تبرئتهم من هزيمة النكسة.
الشيخ امام يغادر الدنيا
بعد سنوات من التلحين والغناء والعطاء، ترجل الشيخ امام، فارس الغناء السياسي اللاذع، من على صهوة جواده، واعتكف في غرفته المتواضعة في حي الغورية في القاهرة حتى توفي في 7 حزيران/ يونيو عام 1995. وهكذا طويت صفحته الخاصة، وفتحت صفحات من مريدي الشيخ امام، الذين مشوا في اثره واحيوا تراثه. ونشأت العديد من الفرق الموسيقية التي واصلت تراثه ورددت اغانيه التي لا زال بعضها يناسب فترات زمنية حالية.



#زهير_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولاكو يسكن في حارتنا
- -لاهوت التحرير- وعلاقته باليسار والماركسية
- النظام الصهيوني والجريمة، داخل المجتمع العربي الفلسطيني في د ...
- في الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الثوري احمد فؤاد نجم
- اسرائيل: -فيلا في غابة- ام مستعمرة استيطانية تدعى صهيونستان؟
- الفجوة بين الوعي الاجتماعي والوعي السياسي لدى بعض المثقفين ا ...
- مؤثرات الماركسية على الفكر الاجتماعي
- السرقة الصهيونية الكبرى للممتلكات الفلسطينية
- التطهير العرقي الصهيوني في حي الشيخ جراح وقرية سلوان
- من اشعل نار الفتنة العنصرية في القدس المحتلة
- التحليل الماركسي للعرق وتقاطعه مع الطبقة
- يافا مدينة فلسطينية تقاوم الاستيطان الاستعماري الصهيوني
- من بيت الحكمة الى همجستان
- المنافسة بين الاحزاب الصهيونية على الاصوات العربية
- التهجين اللغوي للخطاب العربي
- في الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الثوري احمد فؤاد نجم
- من المركزية الأوروبية إلى علم اجتماع عربيّ
- قطاع غزة تحت الحصار العسكري الصهيوني
- العنف السياسي الصهيوني: أنماط ودوافع
- مساهمة في الحوار الهاديء والنقد البناء


المزيد.....




- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الصباغ - امام عيسى: الشيخ الاحمر