أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - الشعر العمودي وقصيدة النثر/ نموذج لقصيدتين














المزيد.....

الشعر العمودي وقصيدة النثر/ نموذج لقصيدتين


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


يدور الحديث والنقاش كثيرا حول شكل القصيدة بين العمود والنثر بعد غياب لافت للنظر لقصيدة التفعيلة بشكلها السيابي والتي كانت حلقة وسطا بين العمود والحر بشكله الذي ظهر فيما بعد فكان مقبولا من قبل سدنة الأدب الرفيع المدافعين عن الشكل الكلاسيكي للقصيدة العربية، ولكن أليس الشعر هو الشعر الذي يصل إلى المتلقي بغض النظر عن شكله، فمثلا نجد شاعرا عموديا وهو عبد الرزاق عبد الواحد قدم واحدة من أجمل قصائد النثر العراقي ألا وهي قصيدة (الزائر الأخير) فهي تقف بنفس المستوى لبعض قصائد عبد الواحد ذات القيمة الفنية العالية كقصيدة (في رحاب الحسين) مثلا فمن منا يتذكر قصائد المديح القبيحة لهذا الشاعر بينما بقيت الزائر الأخير وفي رحاب الحسين ما بقي الذوق الشعري.
والعراقي بطبعه القديم محب للشعر وهذا أمر طبيعي لأن في العراق ولد الشعر، وقبل أيام قرأت نصين لشاعرة وشاعر ولفت هذين النصين انتباهي لجمالهما، النص الأول للشاعرة البصرية جنان المظفر . والنص الثاني للشاعر عدنان الفضلي .
نص المظفر مسبوكا بفخامة العمود وسلاسة العبارة واستخدمت قافية العين التي تحمل عادة قوة في الإلقاء وأكثر القصائد العينية هي هكذا .
لنقرأ مثلا:
(أغفوا على جرح يمازج أضلعي
صلبت على قيد المواجع أدمعي)
حيث نجد تكرار حرف العين يمثل كضربات القدر الموجعة المتوالية، والغفوة هنا لا تعني الغفوة الوقتية بل هي غفوة لأخذ استراحة المقاتل من جرح بعمق العراق.
أو:
(هذا أنا وأنين ناي حرقة
فوسادتي تصحو تهدد مضجعي)
هنا تستخدم الشاعرة حرف النون كأنها تنقل إلينا عزف الناي الحزين، وتتحول الوسادة من شيء مريح إلى تهديد فلاشيء يريح وسط كل هذا الوجع.
أو:
(ما زال عطرك ينثني في راحتي
شاخت بأوردتي دموع توجعي)
وهل للوطن عطر؟ نعم، للوطن أكثر من عطر في راحات عشاقه، لكن في لحظات الوجع هذا العطر ينثني في لحظات العجز والدموع من طول ما انهمرت فأنها تشيخ في الأوردة، أي وجع هذا.
أو
(لا تطلبوا مني تذاكر سفرتي
فهويتي هذيان طفل لا يعي)
لا نستطيع السفر دون هوية وتذاكر وهنا الشاعرة ترفض كل هوية إلا هوية هذا الطفل الذي يهذي دون وعي، ألا يذكرنا هذا البيت بما قاله السياب (كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام).
أو
(يا قبلة العشاق وجهك مقمرا
وثراك طهر لا تملي، تجزعي )
تعود الشاعرة لتخاطب مدينتها وغزل المدن وهو مما برع به الشعراء العرب عادة.
وقصيدة (قيد الوجع) منشورة ضمن مجموعة الشاعرة المعنونة (هدير حكاية) الصادرة عن دار أمل الجديدة سنة 2021 وفيه تجمع الشاعرة بين العمود وقصيدة النثر.
بينما عدنان الفضلي في نصه المبهج (في الطريق إلى الناصرية) المنشور في مجلة مرسى أدب في العدد الرابع سنة 2023 يقدم لقارئ الشعر وجبة دسمة من قصيدة النثر الحقيقية فلنقرأ مثلا:
(قد يصادفك مشحوف، لم يكتب عليه لفظ الجلالة
لا عليك...
إنه يعود لبوذا، وقت جاء يتعلم العزف الجنوبي في مضارب بني أسد
نسيه عند جدتي التي، أورثتني الضلالة اللذيذة والإلحاد السومري
وقد... تسقط نظراتك على أطلال بئر، تحرسه أفعى خضراء
لا عليك...
هذا منبع الأهوار، التي سكنها شعب يتلو على نفسه فقط...
الابوذيات التي تكتبها النسوة، مدافة بالطين وبقايا القصب.)
في مواجهة تناثر هدير هذه الكلمات لا أجد أمامي إلا الصمت والاستمتاع بشغف...
أو مثلا
(في الطريق إلى الناصرية...
ستشاهد آثار البساطيل على طول الطريق
هي ليست للجنرالات...
هذه آثار ( المگارید ) السومريين...
الذين لا يجد المخنثون، حطبا لنيران حروبهم بغيرهم
وأينما تلتفت في ذلك الطريق...
ستشم رائحة شواء، تنبعث من قلوب الأمهات والعشيقات
كون نارهن أزلية متقدة بوقود الفقد.)
فهل ثمة كلام يقال بعد هذا...
-------
وأقول قصيدة النثر الحقيقية لأن ما نقرأه من بعض النصوص تنسب إلى قصيدة النثر أساءت لهذا النوع الجميل من الشعر والذي صار مقربا من المتلقي القارئ والمستمع في نفس الوقت.
طبعا اخترت مقاطع أو أبيات من النصين ويمكن للقارئ الاستمتاع ببهجة الشعر حينما يقرأها.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- بسامير 14
- بسامير 12
- بسامير 11
- بسامير 10
- بسامير 9
- بسامير 8
- بسامير 6
- بسامير 5
- كعيبر
- بسامير 4
- بسامير 3
- بسامير 2
- بسامير 1
- شئ عن الهوية
- بيني وبين إيران
- المحتوى الهابط في الادب
- في الحاجة الى التنوير واشياء اخرى
- البصرة مدينة الرب التي تحرسها الانهار


المزيد.....




- كيف نكتب بحثا علميا متماسكا في عالم شديد التعقيد؟
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- هند صبري لـCNN: فخورة بالسينما التونسية وفيلم -صوت هند رجب-. ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - الشعر العمودي وقصيدة النثر/ نموذج لقصيدتين