أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أميرة أحمد عبد العزيز - في ذكري النكبة - وليكن فيلما (عائد إلى حيفا)














المزيد.....

في ذكري النكبة - وليكن فيلما (عائد إلى حيفا)


أميرة أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 01:30
المحور: الادب والفن
    


في ذكري النكبة 15 مايو 1948، وفي وسط هذا الواقع العربي المخزي اليوم، يصعب أن تجد ما يعبر عن النكبة وما حل ويحل بالأمة العربية بالكلمات، فقلت وليكن الحديث عن فيلم (عائد إلى حيفا) إخراج: قاسم حول، وهو للحق معبر عن اليوم أكثر من أمس.
القصة للكاتب العربي الفلسطيني (غسان كنفاني) والتي صدرت عام 1969، وقد قرأت لغسان كنفاني من قبل روايته (رجال في الشمس) فتعلقت من خلالها بشاعريته، فهي رواية ثقيلة وشديدة الوطأة على النفس وبسيطة في ذات الوقت، بها من شدة الأثر على النفس، ولكنها أيضا تلمس القلب برقة، والشدة شدة الموضوع والرقة في تناول الشاعر، فبحق غسان كنفاني فنان عظيم، وإن لم يكن هذا الصدق الفني -بقدر ما هو في غسان كنفاني- يجب أن يكون في أي فنان، ففي هذه الحالة يكون أديبنا العربي (غسان كنفاني) يستحق لقب (فنان عبقري).
إن غسان كنفاني صاحب أسلوب شاعري، رقيق، طيب الحس، تلمس الصدق الفني والوطني فيه، وأمثال غسان كنفاني وهم ندرة في وطننا العربي، قلة في العالم -على حد علمي- يجذبونني بصدقهم وروعتهم، وعلى غراره من الفنانين المبدعين العرب، المخرج الراحل (عاطف الطيب). هؤلاء الجواهر في وطننا العربي، غيرهم سقطوا مع النكسة، أما هم فأثبتوا أنهم رجال مبادئ لا أتباع زعامات، يسقطون مع سقوط الرايات الظاهرة، هم يشاهدون الراية الوطنية حتى إن أسقطها من يده حاكم أو أسقطتها خيانة أو خزي أو خذلان.
أما عن فيلم (عائد إلى حيفا):
فهو حدوته بسيطة تبدو في الظاهر رويت كثيرا من قبل، الفلسطيني الحيفاوي (سعيد) وزوجته (صفية) يجبرا في 1948 (النكبة) أن يتركا بيتهما ومدينتهما (حيفا)، ويباعد بينهما وبين بيتهما قبل أن تأخذ الأم طفلهما الرضيع (خلدون)، ويستعمر البيت رجل وامرأته من يهود بولونيا، واللذان يعثران على الرضيع (خلدون) فيقوما بتربيته كيهودي (إسرائيلي) ويسموه (دوف)، ولا يعرف أنه عربي إلا حين يصير شاب وقبل ثلاث سنوات –فقط- من لقائه بسعيد وصفية.
بعد 20 عام من النكبة تقريبا، نجد فيهم (سعيد وصفية) عاشا في مدينة أخري ولديهما أبناء منهم الشاب (خالد) الذي يريد الانضمام إلى الفدائيين.
بعد هذه السنوات، يتملك صفية وسعيد الحنين لرؤية بيتهما في حيفا -كما يبدو- وذلك حين وجدوا الفرصة مواتية لذلك، وبداخلهم أمل الوصول لابنهما، وحين يصلا عند البيت يتفحصوه من الخارج ثم يطرقوا الباب وتفتح لهما المرأة البولونية التي احتلته وتستقبلهما، ويخبرها سعيد بكلمات واضحة قائلا (احنا مش جايين نخرجك من البيت، ده محتاج نضال، احنا جايين نشوفه بس).
تخبر المرأة (سعيد) و(صفية) بأمر ابنهما، ثم هما ينتظرا حضوره، لتكون المفاجأة ليس فقط أنه تربي كيهودي ولكن أنه يقابلهما وهو في ملابس (الجيش الإسرائيلي) ويخبرهما بأن كونه من أصل عربي فهذا لا يمثل لديه فرق، وأنهما بالنسبة له غرباء وعلى الجانب الآخر، وقال الشاب نصا (الشخص قضية)، فيقول سعيد له: (ابني خالد)، ثم يؤكد سعيد ويوضح للشاب ويقول: (لاحظ إني بقول ابني خالد مش أخوك خالد، لأن فعلا الرجل والشخص قضية، ابني خالد انضم للفدائيين).
يؤكد الفيلم على فكرة أن نضال شباب مثل (خالد) هو الأمل في تحرير الوطن، وأن (دوف أو خلدون) عار، وخالد ومن مثله هم من يمثلوا شرف الأمة، وأن بالفعل الوطن ليس مجرد ماضي بل هو المستقبل، فعلينا النضال والاستمرار في النضال لتحريره.
أهم فكرة في تصوري في هذا الفيلم هو (دوف أو خلدون)، هذا الشاب العربي هوية لكنه صهيوني فكرا.
وملاحظة أخري تظهر في المرأة البولونية اليهودية، أنها تمتلك روح التردد التي على ما يبدو كانت لدي يهود من الصهاينة عام 1948، هذا التردد بين الرجوع عن هذه الأرض والعودة لبلادها وبين الغوص في هذه المقامرة، أما (دوف) وهو عربي الهوية فإن التربية الصهوينية لم تجعل للتردد عنده وجود فصار صهيونيا فكرا وولاء.
وهذه الفكرة هامة لليوم وغدا، للأجيال الحالية واللاحقة، فإننا نترك أبناءنا لا نعرفهم شيئا عن فلسطين والعروبة، ونتركهم ينشؤوا نشأة إقليمية، وعلمانية، وفردية، وبين نزعات فرعونية وأمثالها، ونزعات اغتراب أوربية وأمريكية، فنضيع هذه الأجيال ونضيع معهم المستقبل، ونحن نعتقد اعتقادا -ليس له أصلا علميا- أنهم عندما يكبرون سيعرفون ويتغيرون.
لقد قالها (سعيد) للسيدة البولونية حين عرف أن (دوف) أو (خلدون) عرف قبل ثلاث سنوات بأنه عربي، قال لها: (أخبرتيه الحقيقة بعد فوات الأوان).. وهذا مربط الفرس، فلكي ننقذ الوطن والجيل الحالي والأجيال القادمة والمستقبل، وجب عدم ترك الأمر لفوات الأوان، ولنقل الحقيقة اليوم (فلسطين عربية ونحن عرب وهذه أرضنا وواجب علينا تحريرها والصهاينة مغتصبين ومستعمرين وليس لهم حق في ذرة من تراب أرضنا العربية).



#أميرة_أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمتي وهزيمة اليوم
- بعضا من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (4)
- بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (2)
- الشعب ضد لاري فلينت
- قراءة في مبحث (الشباب العربي الهوية ومشكلة الانتماء) للدكتور ...
- بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية
- كيف ترى الحركة الوطنية قضايا العمال ومشاكل المجتمع؟
- تحرير المرأة وحرية الوطن
- مقابر العائلة المالكة
- أفلام وول ستريت
- الهولوكوست في الواقع العربي
- القانون والرجل الخطأ
- بين الفانتازيا والواقع الفعلي
- وصية (رجل حكيم)
- (الوصايا) أحد نماذج الاستبداد المتحضر
- كتاب الدولة اليهودية ل ثيودور هرتزل (عرض وتحليل)
- أرض الوطن
- مصر والأمة العربية
- كتاب تجديد الفكر الإقتصادي (لإبراهيم العيسوي) عرض وتقديم لأح ...
- خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أميرة أحمد عبد العزيز - في ذكري النكبة - وليكن فيلما (عائد إلى حيفا)