أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميرة أحمد عبد العزيز - بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية














المزيد.....

بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية


أميرة أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7289 - 2022 / 6 / 24 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما احتاط لحساسية عدد كبير من أبناء الشعب العربي في مصر اتجاه حقيقة موضوعية ليست ذات قبولا نفسيا لديهم، هذه أننا أمة عربية، وذات حضارة عربية إسلامية. واعتقد أن الأمر الثاني لهو شديدا عليهم أكثر من الأول، فالبعض يتقبل حقيقة وجود الأمة العربية، لكنهم لا يتقبلون فكرة أن الإسلام يمثل الهيكل الأساسي للحضارة القومية العربية، لعلهم كانوا يتقبلون أننا حقا أمة عربية ولكن ذات حضارة أمريكية مثلا أو فرعونية..
كنت أتلمس لعدد من هؤلاء عذرا، هؤلاء من لا يعتقدون في الإسلام عقيدة، علما بأن ليس معني أن الإسلام يشكل هيكل الحضارة القومية العربية أن الشعب كله يعتنق الإسلام دينا أو يجب عليه هذا. بل أن بإمكان المواطن العربي أن يغير دينه إن كان مسلما، أو أن يلحد، مع ذلك تستمر سمات حضارته الأصيلة تشكل شخصيته ومؤثرة فيه. ذلك كما أن المسيحية شكلت قسطا وافرا من الهيكل الحضاري لأغلب الأمم الأوربية، وعلى هذا يكون كل شخص سوي في تلك الأمم الأوروبية يحمل في داخله سمات الثقافة المسيحية، حتى ولو كان مسلما، وانا أكتب هذه الكلمات الأخيرة، اعتقد أن ذاتي كشخص مسلم لا تتقبل هذه الفكرة أيضا، لكنها الحقيقة الموضوعية وإلا صار المقابل مسوخا مغتربين، بعيدون عن الأصالة.
الأهم أن ما لفت انتباهي، أن يوجد من بين المصريين مثلا، الذين لا يتقبلون فكرة الحضارة العربية الإسلامية لارتباطها بالإسلام، تراهم ينادون بفكرة العودة لما قبل الحضارة القومية، وبالعودة لحضارة شعوبية (الفرعونية)، ولا يجدون في هذا غضاضة ولا ضيق، برغم ما يشوب هذه الحضارة التي تنسب لفرعون (الحاكم الأوحد) من سمات مضادة للحرية، ومن سمات مضادة لمعتقداتهم التي يعتنقونها اليوم، لكنهم مع هذا يدافعون عنها في مواجهة الثقافة العربية الإسلامية، ولتكن بديلا عنها، إنهم يريدون أن يوقظوا الموتى ليدفنوا حيا مكانها، وتراهم يحاولون تزيين وجه الميت بأكاذيب.
يقول مصطفي كامل (لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا) سأوسع مجال الجملة وأقول: (لو لم أكن عربية لوددت أن أكون عربية)، ثم سأتجاوز لاختيار ثالث غير أمتنا، وأقول: (لو لم أكن عربية لوددت أن أكون عربية، ولو كان اختيارا غير الأمة العربية، لوددت أن أكون مرتبطة بأمة أصيلة مرتبطة بحضارتها، قابلة لتراثها).
لا أعلم هذه الأيام بدقة الوضع السينمائي والفني في البلاد الأوربية، فأنا أهوي الأفلام التراثية وخاصة الأجنبية. لكن بشكل عام معروف أن السينما اليوم تحمل آثار الغزو الإمبريالي الثقافي للأمم والشعوب بشكل قوي. لكن بالنسبة لما نسميه كلاسيكيات السينما، فنجد مثلا السينما الإيطالية لها مميزات مرتبطة بالحضارة الإيطالية، وكذلك الأمة البريطانية ويظهر هذا في الأداء التمثيلي والأعمال الخاصة بتراث شكسبير وأمثاله، وتري الفرنسيون وهو من أجن السينمائيين في العالم يقدموا ما يعبر عن حضارتهم، والفرنسيون كما يبين نتيشة عنهم قوما متصالحين مع بربرياتهم – هكذا كانوا، ولا أعلم ماذا عن حالهم اليوم؟-، أما الأمة الروسية، فتلك الأمة تعبر أعمالها السينمائية الكلاسيكية وتراثها الأدبي والمسرحي عن علو إنساني يغلب على الأفكار المادية التي جلبتها الثورة الروسية عام 1917.
انبهر واغتبط كثيرا من مثل هؤلاء، خاصة الأمة الفرنسية والروسية، والأصالة سبب هام للانبهار وليس الجمال الظاهري، ولمن الظاهري كما يقال ما يبهر في البداية كضوء قوي يضرب في العين ثم ينتهي للاشيء، أما الأصالة فهي عمق واستمرارية.. مثل هذا النوع الأول الظاهري الغير عميق متمثل في النسبة الأكبر من السينما الهندية، وفي مصر في بداية السينما -إلا القليل-. ولم تبدو السينما العربية في مصر تصنع اتجاه يمثل سينما أصيلة إلا في جيل عاطف الطيب وداوود عبد السيد ومحمد خان، ثم للأسف انقطع الحبل بعد ذلك.



#أميرة_أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ترى الحركة الوطنية قضايا العمال ومشاكل المجتمع؟
- تحرير المرأة وحرية الوطن
- مقابر العائلة المالكة
- أفلام وول ستريت
- الهولوكوست في الواقع العربي
- القانون والرجل الخطأ
- بين الفانتازيا والواقع الفعلي
- وصية (رجل حكيم)
- (الوصايا) أحد نماذج الاستبداد المتحضر
- كتاب الدولة اليهودية ل ثيودور هرتزل (عرض وتحليل)
- أرض الوطن
- مصر والأمة العربية
- كتاب تجديد الفكر الإقتصادي (لإبراهيم العيسوي) عرض وتقديم لأح ...
- خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)
- مات المستشار طارق البشري أحد بناة الجسور في الأمة العربية
- في محاولة التغيير الإجتماعي
- ألام الماضى والحاضر
- إنها حياة رائعة (صورة لحياتين)
- فيلم أناس عاديون، 1980
- الرؤية عن بعد عند المثقف الوطني العربي


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميرة أحمد عبد العزيز - بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية