أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميرة أحمد عبد العزيز - تحرير المرأة وحرية الوطن















المزيد.....

تحرير المرأة وحرية الوطن


أميرة أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة منذ أيام، وفي إنحاء العالم اختلف شكل الاحتفال، فيوجد دول تعتبر يوم 8 مارس عطلة رسمية، ويخرج الناس احتفالا به في الشوارع، ويوجد دول تكتفي بإحياء الاحتفال بقطاعات رأسية دون توقف العمل في هذا اليوم، ويوجد دول مثل مصر، كل يدلو بدلوه، الدولة تصنع احتفالا يمثلها، وتجد قطاعات حكومية ضرورة مشاركتها مثل الثقافة والسياحة والآثار والإعلام.......وغيرهم، وعلى النطاق الشعبي، تقريبا يقتصر الأمر على رواد السوشيال ميديا مثل صفحات الفيس بوك، التي لا تخلو من الإسفاف، فيبدو كأن اليوم دعاية لشأن آخر، وبالتالي لا يخدم ولا أجده معبرا عن يوم المرأة العالمي، والقليل من السادة الرجال من يعي أمر المناضلات، والأكثر يذكر الذكري على طريقة برامج ما يطلبه المستمعون، أو احتفال السيدة ليلي علوي في فيلم حب البنات بعيد الحب، فيرسل تهانيه للأخت والأم والصديقة والقريبة والحبيبة أو أخري يحاول إغوائها، والبعض يتخذ الأمر فيما يبدو في نطاق حلقة ضمن حلقات عملا يوميا -الله أعلم الغاية منه-.
بالنسبة لي وجدت الذكري مناسبة لأفرغ فيها حديثا معادا رتبته، فمن عام وفي نفس تاريخ ذكري الاحتفال، قمت باستغلال الحدث للبحث والقراءة في قضايا المرأة، وفكرت أن أقرأ (المنفستو) الخاص بقضية تحرير المرأة (للثوري) قاسم أمين -تلك دعابة ليس أكثر- فلدي اعتقادي بأن قاسم أمين لم يكن يوجه حديثه سوي لطبقته ولطرح رؤية لمشكلة تخص النساء فيها ولا علاقة للأمر بالمرأة المصرية عموما، فالمرأة المصرية كان لديها ومازال واقع متخلف، في أرض كانت محتلة واليوم تعاني من التبعية للخواجات، كما كانت ومازالت تعاني من الاستبداد والاستغلال على كافة الأصعدة مثل أغلب الشعب.
المهم، قرأت (المنفستو)، أولا بدي لي أن السيد قاسم أمين لا يختلف عن كثير من هواة الاحتفال بيوم المرأة العالمي في مصر الذين يتخذون المناسبة للدعاية للنموذج الذي يبتغونه في المرأة وليس ما تبغاه المرأة بالضرورة، فمن المرأة المصرية في عهد السيد قاسم أمين الفلاحة المصرية التي كانت يدها بيد زوجها في الحقل وقد تحدث عنها قاسم أمين وقال:
((المرأة الفلاحة تعرف كل ما يعرفه الرجل الفلاح، مداركهما في مستوى واحد لا يزيد أحدهما عن الآخر تقريبا))
لكن تلك المرأة الفاعلة العاملة التي رآها مساوية للرجل، لم تكن هي مراد قاسم أمين ومقصده فذكر:
((إننا نرى أن المرأة في الطبقة العالية أو الوسطى متأخرة عن الرجل بمسافات شاسعة ذلك لأن الرجال في هذه الطبقات تربت عقولهم واستنارت بالعلوم، ولم تتبعهم نساؤهم في هذه الحركة، بل وقفن في الطريق، وهذا الاختلاف هو أكبر سبب في شقاء الرجل والمرأة معا))
((فالرجل المتعلم يحب النظام والتنسيق في منزله، وله ذوق مهذب يميل إلى الأشكال اللطيفة، والإحساسات الدقيقة، والالتفاتات الرقيقة، ويبلغ الاهتمام بها عند بعض الأفراد حدا ينتهي إلى إهمال الأمور المادية، يفهم بكلمة ويود لو يفهم بالإشارة، يسكت في أوقات، ويتكلم في أخرى، ويضحك في غيرها، له أفكار يحبها، ومذهب يشغله، وجمعية يخدمها ووطن يعزه، له لذائذ، وآلام معنوية؛ فيبكي مع الفقير، ويحزن مع المظلوم، ويفرح بالخير للناس، وفي كل فكرة تتولد في ذهنه أو إحساس يؤثر على أعصابه يود أن يجد بجانبه إنسانا آخر فيشرح له ما يشعر به ويتسامر معه، وهذا میل طبيعي يجده كل شخص من نفسه. فإذا كانت امرأته جاهلة؛ كتم أفراحه وأحزانه عنها، ولم يلبث أن يرى نفسه في عالم وحده، وامرأته في عالم آخر؛ إذ هي تعتبر أن الرجل ما خلق في هذه الدنيا إلا ليشتري لها الأقمشة الغالية والجواهر النفيسة، وليصرف أوقاته في ملاعبتها، كأنه صورة أكبر من الصور التي كان يشتريها لها والدها في صغرها لتلهو بها))
كان قاسم أمين يبغي أن يغير نساء طبقته لنموذج يعجبه ويعجب أمثاله، لم يرد الأجنبية التي اعتبرها متحررة بشكل زائد، فكان الحل هو تعديل موديل طبقته وتحريره للحدود التي يرضاها لتشكل سعادته. وبالطبع هو لم يري في النماذج الغربية سوي من احتك وأعجب بهم، ولكن المجتمع الأوربي والغربي فيه النساء العاملات والمناضلات، الذي دشن اليوم العالمي للمرأة في العقد الأول من القرن العشرين بنضالهم.
لقد أثار إعجابه المجتمع الغربي الذي تعامل معه بسطحية، تماما كما كان يريد الخديو إسماعيل مصر نموذج من أوربا السطحية، وبصرف النظر عن احتياجات المجتمع والشعب الموضوعية.
ثم، ما لفت نظري في كتاب تحرير المرأة أكثر من موضوعه الرئيس، هو حديثا أِشبه بالنكتة لولا مرارة الواقع -لكن حقا شر البلية ما يضحك-.
قاسم أمين تحدث في كتابه عن الغرب المتقدم الذي أدي تقدمه كما يشير صاحب الكتاب إلى سيطرته على الأمم الضعيفة، وتحدث عن الأمم القوية التي تنهش الضعيفة والذي يرجع ضعفها لضعف العلم وعدم استخدام العقل بحيث لا تقدر قيمة ثرواتها، فيما تقدر الأمم القوية علميا الثروات -لا أعلم لماذا ذكرني هذا الحديث بالدكتور محمد البرادعي-.
حدثنا قاسم أمين عن قانون التزاحم، وعن بنظرية داروين في التطور -فيما يبدو إيمانه بها-، وقد أعطي أمثلة للقارئ، فقال:
((وإنما الذي يحمل الإنكليزي على أن يسكن الهند، والفرنساوي الجزائر، والروسي الصين، والألماني زنجبار هو حب المنفعة والرغبة في تحصيل الثروة من بلاد تحتوي على كنوز لا يعرف أهلها قيمتها وطرق الانتفاع بها)).
تلك هي النكتة يا سادة في الواقع المر، قاسم أمين بصره ووعيه أدرك احتلال إنجلترا للهند وفرنسا للجزائر في هذا الكتاب الذي كتبه سنة 1899، ولم يبصر ويدرك احتلال إنجلترا لمصر التي كانت تحت الاحتلال الفعلي من 1882! لا تبعية مثل اليوم لنعتقد في ضعف بصيرته بل احتلال صريح، فكان عمي أو تغافل وكذب منه متعمد.
رأي قاسم أمين الاستبداد في مصر لكنه لم يري ثمة احتلال، بل كان يري مصر تحيا عهدا من الحرية لم يماثله عهد آخر، فقال:
((نحن اليوم متمتعون بعدل وحرية لا أظن أن مصر رأت ما يماثلهما في أي زمن من أزمانها، وهما الأمران اللذان تحتاج إليهما الأمة أشد الاحتياج، ولا يتيسر بدونهما نجاح في عمل من الأعمال العظيمة التي يقوم بها إصلاحها. فما علينا إلا أن ننتهز فرصة ما وصلنا إليه، ونحرث أرضنا، ونسقي غراسها، وننتظر من الثمرات فإذا نضجت اقتطفناها))

بالتأكيد مصطفي كامل كان يعد لأمثال قاسم أمين ظاهرة غير مفهومة.

لم يتوقف الهزل عند هذا الحد بل توسع في اتجاه التاريخ، فلما تحدث عن الاستبداد ذكر أن بلاد العرب كانت متقدمة حتى جاء التتار فأصابها التخلف والانحدار، فذكر:
((إلى أن رزي المسلمون بوقائع التتار في الشرق وانقراض الخلافة منه، وزالت دولة العرب من الأندلس، وانتقلت العلوم الإسلامية إلى أوروبا، فرجع المسلمون إلى حالة الجاهلية الأولى، ومن ذلك الحين انطفأ مصباح العلم من الشرق بأجمعه))

فهل اختار قاسم أمين لفظ (التتار) جهلا، أم قاصدا تحرجا ذكر الصليبين؟ وترك من يشأ من القراء أن يجمع الصليبين مع التتار دون أن يتحدث هو عن الخواجات الأوربيين، وعن دور الاحتلال الصليبي الذي استمر 200 عاما بالأرض العربية. لماذا لم يذكرهم قاسم أمين أهو حدث ضعيف في التاريخ، أم لأنهم أوربيون.

قاسم أمين تغافل الاحتلال البريطاني لمصر، بل يبدو أنه لم يبصر مصر، كما نحن نعيش اليوم وسط نخبة لا يبصرون التبعية، ويجادلون في كامب ديفيد والمبادئ الوطنية، بل وصلوا للجدال في (إسرائيل)، ويتلجلجون عندما تحدثهم عن فلسطين (أرضنا العربية المحتلة).



#أميرة_أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابر العائلة المالكة
- أفلام وول ستريت
- الهولوكوست في الواقع العربي
- القانون والرجل الخطأ
- بين الفانتازيا والواقع الفعلي
- وصية (رجل حكيم)
- (الوصايا) أحد نماذج الاستبداد المتحضر
- كتاب الدولة اليهودية ل ثيودور هرتزل (عرض وتحليل)
- أرض الوطن
- مصر والأمة العربية
- كتاب تجديد الفكر الإقتصادي (لإبراهيم العيسوي) عرض وتقديم لأح ...
- خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)
- مات المستشار طارق البشري أحد بناة الجسور في الأمة العربية
- في محاولة التغيير الإجتماعي
- ألام الماضى والحاضر
- إنها حياة رائعة (صورة لحياتين)
- فيلم أناس عاديون، 1980
- الرؤية عن بعد عند المثقف الوطني العربي
- بليه – ميلاد أسطورة
- الأمم المتحررة لا تتأفف من صانعي بنيانها الحضاري ولا تتنكر ل ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميرة أحمد عبد العزيز - تحرير المرأة وحرية الوطن