أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أميرة أحمد عبد العزيز - خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)














المزيد.....

خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)


أميرة أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 07:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أتذكر هذه القصة القصيرة من إحدي المجموعات القصصية لإحسان عبد القدوس، ورغما عن إنني قد قرأتها منذ أكثر من عشرين عاما، إلا أن هذه المجموعة القصصية ومنها هذه القصة كانت لها محل منظور دوما في ذاكرتي.
وتحكى القصة عن بنت أمها كانت مصابة بالجنون وأورثته لأختها إلا أن جنونهما كان من النوع الهادىء الإنعزالي، ومن شدة خشية هذه الفتاة أن تلقي مصيرهما هذا ولأنها لمست شكل وصفة جنونهما الذي يتسم بالإنعزالية والبعد عن المجتمع، فقد غالت في أخذ سلوك مضاد تماما للانعزالية، وأصبحت تفرض نفسها على كل من حولها بل أنها قد اختارت العمل في مجال الفن لتكسب شهرة وحب الآخرين، في نهاية القصة تدخل الفتاة مستشفي الأمراض العقلية مع أختها، إلا أن أختها يفرج عنها فهي مصابة بجنون من النوع الهادىء أما فتاتنا هذه فكانت مازلت تمكث في المستشفي فهي مصابة بنوع آخر من الجنون..
وفي فيلم (العذراء والشعر الأبيض) المأخوذ عن قصة لإحسان عبد القدوس، نشاهد فتاة تم أخذها من الملجأ وتربيتها فى كنف أسرة كأسرة بديلة لها، ونراها حين صدمت في حقيقة نسبها وأنها ليست طفلة يتمية بل مجهولة النسب، وخشية على نفسها أن يؤدي بها إرهاق التفكير في الأمر إلى طريق الجنون، فهي تسرف في السهر خارج المنزل وتبرر تصرفها هذا بقولها (أن الناس لو قالوا عليا بسهر أحسن ما يقولوا عليا مجنونة).
قد يسرف المرء في الاهتمام بآراء الناس واعتقادهم فيه وحكمهم عليه، وخلال سعيه لنيل استحقاق وحكم ايجابي عنه في المجتمع ولتجنب الوسم بأنماط سلوكية معيبة ومحط للسخرية والازدراء أو عدم القبول من أعضاء المجتمع، فهو يتلمس لذلك طرقا يحاول بها أن يصل لهذا الهدف، إلا أنه فجأة قد يكتشف -أولا يكتشف ولكنها تظل حقيقة- أن كل الطرق تؤدي إلا روما، وأن الإسراف والمغالاة لم تجعله يتفادى المصير، بل وصل عن طريق مختلف وقد يكون مختصر وأقصر الطرق لذات المصير.
فالخشية من الوسم بالعصابية بسبب تأخر الزواج قد يجعل الفتاة تصمت عن اتخاذ موقف وتصرف هو الأصدق لشخصيتها وذاتها مثل عدم الرد بجدية عن تصرف أو كلام لا تجده لائق وتجده مغازلة مستترة أو شبه ظاهرة وتتلطف بدلا من أن تتشدد وذلك لكي لا تنعت بالعصابية وبأنها تتصرف بجنون وأنها تعتبر كل شخص يتربص بها، إلا أن الطريق الآخر لتجنب هذا الوسم قد يوصل بها على الأغلب لنفس النتيجة (إنها فتاة ترغب في مغازلة الآخرين لها وتتربص بهم لكي تشعر أنها مرغوبة فيبدو كأنه نوع آخر من الجنون أو العصابية) فتجنب الوصول للعصابية بهذا الشكل لم يجعلها تتفادى الأمر بل وقعت فيه عن طريق آخر ومختصر بسلبيتها.
إن أفضل الطرق في رأيي لتجنب الوقوع في العصابية هو عدم الاسراف في الاعتداد بآراء الآخرين فينا وتصوراتهم عنا، فآراء الناس وتصوراتهم عنا لا تعبر عن حقائق موضوعية بل عن رؤيتهم الذاتية وأهواءهم وثقافاتهم وخبراتهم، كما أنها لا تؤثر فيهم ولا تعرقل حركتهم اليومية وبالتالي لا يجب أن تؤثر وتعرقل مسيرتنا وحركتنا اليومية.
فالإتزان يكمن بداخلنا بأن تكون مواقفنا وتصرفاتنا مصداق لذاتنا، وذاتنا مصداق لمواقفنا وتصرفاتنا.



#أميرة_أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات المستشار طارق البشري أحد بناة الجسور في الأمة العربية
- في محاولة التغيير الإجتماعي
- ألام الماضى والحاضر
- إنها حياة رائعة (صورة لحياتين)
- فيلم أناس عاديون، 1980
- الرؤية عن بعد عند المثقف الوطني العربي
- بليه – ميلاد أسطورة
- الأمم المتحررة لا تتأفف من صانعي بنيانها الحضاري ولا تتنكر ل ...
- أسس الإشتراكية العربية (عرض لمنهج جدل الإنسان)


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أميرة أحمد عبد العزيز - خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)