أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أميرة أحمد عبد العزيز - بعضا من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (4)














المزيد.....

بعضا من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (4)


أميرة أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7552 - 2023 / 3 / 16 - 20:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كانت أفضل مرحلة في التعليم ويمكن في عمري كله "مرحلة الثانوي العام" في (مدرسة العباسية التجريبية بنات)، كان يسبقها صداقات طياري، وخليط عجيب من البشر، وأحلام لم تجد لها متنفسا.
أما مرحلة الثانوي العام، خرجت منها بأقرب وأعز صديقة، وخرجت منها بذكريات هي الأجمل في حياتي، حتى بأخطائها تظل هي الأجمل والأفضل، ولولا ما وصلت له من نضج التجربة لكنت تمنيت أن أعود لها، ونضج التجربة هو ما جعلنا أدرك قيمتها.
كان بها بعض السمات، فكلنا تقريبا من أبناء الطبقة المتوسطة بسماتها العامة المتعارف عليها وقتها -فترة نهاية التسعينات تقريبا- مشاكلنا وظروفنا وحتى أخطاءنا متقاربة وفي بينها خط رابط، وفي هذه الفترة كانت مصر تعيش مرحلة خصخصة الشركات التي بدأت في الثمانينات، ولكن لم يظهر بعد أثرها الشديد على الطبقة المتوسطة، سواء اقتصاديا أو أخلاقيا، لكن طبعا كان الأثر الاقتصادي سابق الأخلاقي.
في مدرستنا كان يوجد أنشطة -لا أجدها اليوم في مدارس خاصة أو مدارس أعلي في الدرجة المالية من الخاصة-، من هذه الأنشطة التي كانت بمدرستنا (المسرح)، مع العلم أن ليس فقط مدرستنا التي كان بها مسرح، فالمدارس التي شاركت معنا في هذا النشاط على مستوي الإدارة من بنات وبنين –على حد علمي أغلبها- كان بها مسرح ومنها مسارح كبيرة. وكان يوجد أيضا من الأنشطة (المكتبة والخدمة الاجتماعية والإذاعة المدرسية)، وشاركت في هذا كله بقدر، وكونت من الإذاعة المدرسية والمكتبة والخدمة الاجتماعية صداقة وصحبة.
والدي توفي يوم نتيجتي في أولي ثانوي، وقبل وفاته حدث أن شركة (شاهر سنترلك) بيعت في الخصخصة، وكان هو محاسب فيها، وأتذكر دورها في حياتنا.
ووفاة والدي كان عن عمر 40 سنة تقريبا لمرض وليس بسبب أصيل له علاقة بخصخصة الشركة، برغم أن والدتي ترجع أحد أسباب سوء حالته لبيع الشركة الذي قضي فيها شبابه، وكان يعتبرها شركته واعتقد أنها كانت تمثل له جانب كبير جدا عزيز وغالي في حياته.
من الممكن أن تكون ظروفي ومشاهدتي وذكرياتي هذه، هي السبب في أني ألمس التناقض في الواقع المعاش وأشعر به.
ليس بالضرورة أن نشعر ونعي جميعا مثل بعضنا البعض حتى بمرورنا بمثل ذات التجارب، وفي اعتقادي -أنه للأسف- بيننا من يري كل تراجع تتطور، ويحسبه تغير اجتماعي طبيعي وعلينا أن نتأقلم ونتكيف معه، يبدو كمن يفكر على طريقة الحرباء، لكن الحقيقة إن هذا لن يكون إلا على طريقة الضفدع الذي حاول أن يتكيف مع الماء الساخن حتى مات في صمت.
لا أحد يتحمل الخطأ غيري، ومثلي وغيري الكثير، نحن الذي من فقدنا البوصلة وضاعت أحلامنا وضيعناها بمجرد دخولنا الجامعة، ثم وكأننا مع التراجع الاجتماعي كنا نحاول أن نتأقلم معه، حتى صحو فينا ماضينا وأدركنا كم التناقض حين اشتد وظهرت نتائجه علينا وعلى الواقع حولنا. فصرنا نرفضه بشده، ونريد التغيير.
لا يعني هذا أن نقف عن العمل والاجتهاد بالممكن في ظل الواقع، فلا أحد يستطيع هذا، لكن مع إدراكنا ووعينا بالتناقض حتى لا نموت في صمت.
فلقد حدث تراجع عن مكتسبات اقتصادية واجتماعية للمواطنين لصالح أقلية من سلطة ورأسماليين عرب ومصريين وأجانب، وأصبح التعليم والتربية سلعة، وصار الربح هو الأساس والمزيد من الربح الذي جعل المدارس والتعليم بكلفة عالية، وفي المقابل لا يوجد بها أنشطة مثل المسرح وغيره لأبنائنا، وإن طلب هذا يصبح بمزيد من الأموال وناتج رديء مثل كل شيء محيط بنا، ولقد صار الكل ملتهي بحاله ولا يوجد خطوط ترابط بين أبناء الشعب غير المادة.
علينا ألا ننظر لهذا كله باعتباره يمثل خطوات للأمام، بل إنها رجعية شديدة عن خطوات تقدمية، تلك الخطوات التقدمية التي لم تكن أفضل الممكن وبها ذلات كان علينا تخطيها بدلا من هدم الخطوات التقدمية نفسها.
وحتى لا تصعب علينا وعلى الأجيال القادمة، يجب أن نبدأ الحركة نحو إزالة العقبات التي تحول دون اقتصاد ديمقراطي اشتراكي يهدف لتحقيق احتياجات الأغلبية المادية والمعنوية وليس امتيازات للأقلية والسلطة والأجانب.



#أميرة_أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (2)
- الشعب ضد لاري فلينت
- قراءة في مبحث (الشباب العربي الهوية ومشكلة الانتماء) للدكتور ...
- بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية
- كيف ترى الحركة الوطنية قضايا العمال ومشاكل المجتمع؟
- تحرير المرأة وحرية الوطن
- مقابر العائلة المالكة
- أفلام وول ستريت
- الهولوكوست في الواقع العربي
- القانون والرجل الخطأ
- بين الفانتازيا والواقع الفعلي
- وصية (رجل حكيم)
- (الوصايا) أحد نماذج الاستبداد المتحضر
- كتاب الدولة اليهودية ل ثيودور هرتزل (عرض وتحليل)
- أرض الوطن
- مصر والأمة العربية
- كتاب تجديد الفكر الإقتصادي (لإبراهيم العيسوي) عرض وتقديم لأح ...
- خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)
- مات المستشار طارق البشري أحد بناة الجسور في الأمة العربية
- في محاولة التغيير الإجتماعي


المزيد.....




- آيساب روكي يفصح عن تفاصيل -لطيفة- حول طفله الثالث من ريانا
- كيف وصل نادي الهلال السعودي إلى الفوز على مانشستر سيتي؟
- -نكسة كبرى للعدالة -.. انتقادات حادة لقرار بريطانيا مواصلة ب ...
- لقي مصرعه بعد مقتل نجله بأيام... جنازة كبيرة لعالم نووي إيرا ...
- استثمارات بملايين الدولارات.. ازدهار الصناعة التي تعتمد على ...
- دبي تقترب من إطلاق تاكسي جوي يوفر للركاب بديلا أسرع ويخفف ال ...
- محكمة الاستئناف في الجزائر تؤكد حكم السجن 5 سنوات الصادر بحق ...
- عاجل | حماس: كارثة ومخاطر جديدة تهدد أطفال قطاع غزة مع انتشا ...
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 10 شهداء في قصف للاحتلال على ...
- هل يستفيد ترامب من فكرة -استحقاق نوبل- أكثر من فوزه بها؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أميرة أحمد عبد العزيز - بعضا من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (4)