أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميرة أحمد عبد العزيز - أمتي وهزيمة اليوم














المزيد.....

أمتي وهزيمة اليوم


أميرة أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد]:11


(غدًا أو بعد غد، سيعرف الشعب العربي أن الواقع الذي يكرهه هو الناتج الطبيعي لتجزئة أمته، حينئذ ستصبح الوحدة العربية هدفًا شعبيًا ملحًا) دكتور عصمت سيف الدولة
أكاد أسمع جملة المهندس محمد سيف الدولة التي قالها يوما في أحد الندوات: (نحن أمة مهزومة)
نعم، ولعلك تري المعني المؤسف لهذه الجملة فيما يفعله أبناءها، أبناء هذه الأمة -أمتنا العربية- وهم يهرعون بعيدا عنها، ويحاولون فك القيود التي تربطهم بها اعتقادا منهم أنهم يصيروا بهذا خارج حالة الهزيمة بالاغتراب.
منذ تلك الحملة الاستعمارية التي هبت على أمتنا في نهاية القرن الثامن عشر، حاول الكثير من أبناءها اللحاق بالفرنجة الإنجليز أو الفرنسيين، وفي المقابل اعتقد أخرين أن الأسلم والأفضل اللحاق بالدولة العثمانية ممثلة في تركيا قاصدين تغشية الأمة العربية وتحصينها بها.
ومنذ عهد ليس بقريب ولا بعيد كان الاتحاد السوفيتي محل آخر للفرار بالاغتراب، وأمريكا وإيران اليوم، وكذلك تركيا بعض الشيء.
ومحل اغترابهم هو سعيهم الارتباط وتلبسهم بحضارات وثقافات هذه الأمم، وكذلك تبني أحلامهم وتطلعاتهم الصالحة منها والطالحة، فإن كانت أمريكا فهي الليبرالية والفردية والرأسمالية، وإن كانت روسيا فتكون الديكتاتورية وأفكار تاريخية عن الشيوعية والاشتراكية، وإن كانت إيران فيكون التشيع والأفكار الديكتاتورية أيضا، وهكذا...
وفي كل هذا فإن هؤلاء لا يرتبطون بتلك الأفكار عن أصالة فكرية لديهم، فمثلا قد يوجد في أمتنا شيعي عن اقتناع لكن في المقابل كثير جدا يكون عن اغتراب، ويوجد اشتراكيون عرب ولكن يوجد أيضا من يفهمون الاشتراكية طبقا لما يفهمه الروسي من واقعه وليس الاشتراكية العربية، وحتى وهم يعارضون، يعارضون كأنهم جزء من تلك الأمم، فنكاد نسمع وراء الكلمات المعارضة صوت التركي والإيراني والأمريكي والروسي ولا نسمع صوت العربي.
في كل هذا يوجد من لم يفر بالاغتراب، من لا يرضي إلا بكونه عربي أصيل، ورغم الهزيمة يرفضون هؤلاء إغراءات المنتصرين والاغتراب.
أما الفارين فليعلموا أن امتنا العربية المهزومة اليوم التي يريدوا الفرار منها، هي التي ولدت من رحم الإسلام، والإسلام أساس حضارتها، وهي التي تتميز بهذا عن باقي الأمم التي دخلها الإسلام، وكما قال الدكتور عصمت سيف الدولة:
(أنه حيث نبحث عن حضارة إسلامية خالصة من الآثار الشعوبية لا نجدها إلا في الحضارة العربية. وحيث نبحث عن حضارة عربية خالصة من الآثار القبلية لا نجدها إلا في الحضارة الإسلامية)
فالأمة العربية ليست حضارة تنتصر للاستبداد ولا الليبرالية ولا الإقطاع ولا الرأسمالية، تلك الأفكار دخيلة علينا تمثل مشاكل هؤلاء الذين يريد أبناء كثر من أمتنا اللحاق بهم.
((فنحن العرب، مثلا، أيا كانت عقائدنا الدينية، لم نعرف في تاريخنا القومي أزمة الحرية التي عرفتها أوروبا في القرون الوسطى. لم نحتج إلى كتاب أو فلاسفة، من أمثال روسو، ليضعوا لنا نظريات تبرر أن الناس متساوون أمام القانون، وأن لكل منهم حق الرأي وحق التملك وحق العيش ولم نقض قروضا لنعترف بالملكية حقا للنساء، ولم نخض حروبا لنكسب الحريات المدنية أو السياسية. لم تعوزنا يوما الحجة لندين الاستبداد، لقد کنا نخضع للاستبداد عاجزين عن مقاومته، متربصين به، وكنا نعرف دائما أنه استبداد غير مشروع، وكان المستبدون أنفسهم يعرفون. ونحن العرب ـ مثلا آخر ـ لم نعرف قط نظام القطاع الذي عرفته أوروبا. كانت لدينا ملكيات كبيرة من الأرض، تمكن أصحابها من الاستبداد الذي يخالف القانون والعرف والتقاليد والعقيدة السائدة. كنا نعرفه ـ حيث وجد في تاريخنا ـ عدوانا ماديا وكان المعتدون أنفسهم يعرفون. ولم يكن الإقطاع في أوروبا مجرد ملكيات كبيرة من الأرض ، بل كان نظاما من الحقوق المشروعة التي يمارسها أمراء القطاع في مواجهة تابعيهم . كان الإقطاع سيادة يدعمها القانون، وتؤيدها التقاليد والعقائد، وتطيقها الأخلاق، وقد يتغنى بها الفن قصيدا وألحانا. ولما لم نعرف الإقطاع نظاما لم تعرف البورجوازية ثورة)) دكتور عصمت سيف الدولة، الشباب العربي، الهوية ومشكلة الانتماء.

وأمتنا وإن كانت مهزومة اليوم، فغدا ستنتصر بإذن الله، ولكن هؤلاء المغتربون يؤخرون باغترابهم وتزييفهم للواقع والهروب منه هذا اليوم، يوم النصر الذي يحل بثورة عربية تنهي الاستبداد والتجزئة والاحتلال والصهيونية والاستغلال في الوطن العربي، ليحل محلهم دولة واحدة عربية حرة غير مجزأة ولا محتلة ولا مستبد بها (دولة عربية واحدة اشتراكية ديمقراطية).



#أميرة_أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعضا من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (4)
- بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (2)
- الشعب ضد لاري فلينت
- قراءة في مبحث (الشباب العربي الهوية ومشكلة الانتماء) للدكتور ...
- بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية
- كيف ترى الحركة الوطنية قضايا العمال ومشاكل المجتمع؟
- تحرير المرأة وحرية الوطن
- مقابر العائلة المالكة
- أفلام وول ستريت
- الهولوكوست في الواقع العربي
- القانون والرجل الخطأ
- بين الفانتازيا والواقع الفعلي
- وصية (رجل حكيم)
- (الوصايا) أحد نماذج الاستبداد المتحضر
- كتاب الدولة اليهودية ل ثيودور هرتزل (عرض وتحليل)
- أرض الوطن
- مصر والأمة العربية
- كتاب تجديد الفكر الإقتصادي (لإبراهيم العيسوي) عرض وتقديم لأح ...
- خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)
- مات المستشار طارق البشري أحد بناة الجسور في الأمة العربية


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميرة أحمد عبد العزيز - أمتي وهزيمة اليوم