أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ديار الهرمزي - هل انقرض السومريين بعد اندثار حضارتهم؟















المزيد.....

هل انقرض السومريين بعد اندثار حضارتهم؟


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 21:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ماذا حدث للسومريون؟
هل انقرضوا ؟
هل هاجروا المنطقة ام ماذا؟
هل اضاعوا بين قوميات في منطقة؟
هل رجعوا إلى موطنهم الأصلي؟
لماذا لم تستمر ثقافتهم بعد انهيار اماراتهم؟
ماذا حدث لهم؟
ماذا حدث للغتهم؟
لماذا يكون إنتمائهم إلى اونكاريا أو فنلندا أو منغوليا أو تركيا أو هند وأفريقيا؟
لماذا لم تكون إنتمائهم إلى اشوريين أو كلدانيين؟
هل قسم من شعوب المنطقة أحفاد السومريين؟
هل ثقافتنا هي إرث ثقافي سومري؟
لماذا لم تستمر ثقافة السومرية؟
ماذا بقي لنا من حضارة السومر ؟

التاريخ هو كنز المعلومات و مدرسة الحياة.

اندثار الحضارة السومرية خسارة تاريخية لثقافة الإنسان ومصير مجهول بالرغم آراء كثيرة المؤرخين .


يظهر عرض اراء الباحثين في القضية السومرية شبه إجماع على قول بأن السومريين من الاقوام الوافدة إلى وادي الرافدين التي أسست لحضارة ظلت متواصلة لما يزيد على ثلاثة آلاف عام متتالية.

اما الوجهة التي اتخذتها تلك الاقوام بعد افول حضارتها فقد تعارضت فيها اراء الباحثين، فمنهم من ذهب إلى القول بذوبانهم في الاقوام الأخرى التي سكنت العراق،

ورجح اخرون نزوحهم خارج وادي الرافدين، وذهب فريق ثالث إلى القول بوجود باقية لهم في اهوار جنوب العراق احتفظت بملامحها والكثير من طرق معيشتها الأولى التي تؤيد تلك الصلة.

ومن أبرز الآراء حول مصير السومريين.

تلاشي السومريين

يعتقد المؤرخ ديلا بورت ان السومريين قد تلاشوا في كفاحهم ضد العيلاميين وقد أحرقت مدنهم واختفت لغتهم ثم أصبحت مدنهم جزء من أكد.

 كما قال الباحثان دياكوف وكوفاليف في كتابهما الحضارات القديمة بما نصه (العموريين والعيلاميين قضوا على السومريين نهائيا).

الانتقال إلى الأهوار

يقول هنري فيلد ان سكان الاهوار هم النسل المباشر للسومريين الذين عاشوا في العراق قرابة خمسة الالاف عام خلت، وانهم دفعوا للحياة في الأهوار لغرض الحماية.

 وقد ذهب إلى ذلك الراي ويلفرد سيكر حيث يقول: فقد كانت هذه الاهوار ملجأ أمينا لبقايا الشعوب المغلوبة منذ أقدم عصور التاريخ.

وممن يؤيد ذلك الراي العالم الآثاري سيتن لويد، فحينما تحث عن سكان الأهوار يقرر إن حياتهم وظروفهم تشابه لحد بعيد حياة اولئك الاقوام القدماء الذين استوطنوا الدلتا التي كانت في دور الجفاف في عصور ماقبل التاريخ،

وان مضايف شيوخهم الجميلة المدورة التي تشبة بناء الكنائس والمبنية كلها من القصب والطين تقرب لحد كبير جدا من ما يمثل الهياكل الاصلية للمعابد السومرية في الالف الرابع قبل الميلاد.

يبدو أن طرق معيشة سكان الاهوار المخالفة لجيرانهم البدو وغيرهم جعل بعض الباحثين يعتقد بانحدار سكان اهوار جنوب العراق من السومريين الأوائل،
ولم يلتفتوا إلى ان البيئة هي التي فرضت على إنسان اهوار الجنوب نوع معيشته وطريقتها لحصول الموائمة والتكيف، وليس طرق المعيشة مختصة لجيل من الناس أو عرق من الأعراق، فقد استوطنت كثير من القبائل البدوية تلك المناطق.

إن فكرة انحدار سكان أهوار الجنوب من السومريين جعلت بعض الدارسين المحليين يفترض وجود جماعة مستقلة أو قبيلة معينة حافظت على كيانها عبر التاريخ لتكون شاهدا على تلك الصلة،

وقد ذكروا تلك الجماعة بغير حجة تاريخية أو دليل معتبر، ساقهم إلى ذلك تقارب الألفاظ بين كلمة «سومر» وتلك الجماعة،

كما فعل مهدي الحسناوي في كتابة الموسوم (الأهوار حضارة سومر) حيث يقول في معرض حديثه عن عشيرة الصيامر: ويقول البعض ان هؤلاء من احفاد السومرين وانتقلت تسميتهم من (سيامر) إلى (صيامر).

وقد ذكر ذلك الراي قبله عباس عزاوي نقلا عن محمد حسن حيدر والمرجح تاريخيا ان أصل تسمية صيامر نسبة إلى نهر من انهار البصرة يقال له الصيمر أو إلى قرية الصيمرة التي كانت على صدر ذلك النهر ثم اندرست عند اندراس  البصرة  القديمة فتفرق سكانها إلى البطائح ولقبوا باسم قريتهم.
حسب رأي شخصي صيامر / سيامر اوصيمر هي كلمة مركبة سومرية من كلمتين صو / سو تعني ماء وكلمة مر ( مرد ) رجل مجازا الشعب حسب اللغة التوركية و لا زال يستعمل هذه الكلمة في لهجة العراقية الدارجة.

وقد ذكر تلك القرية المندرسة غير واحد من الجغرافيين أمثال ابن حوقل وياقوت الحموي.

والمعروف عن عشائر الأهوار إنها عشائر عربية يمانية لها أنساب معروفة.
اذا أهل الاهوار عربية يمنية فهذا يدل انهم ليسوا من اصول السومرية.

الهجرة إلى فلسطين

يذكر جون ساسون في كتابه من سومر إلى أورشليم: إن الآثار التي اكتشفت تخبرنا بأن مدن سومر هدمت حوالي 2000 ق.م

ولكن القصة التي تذكر تهديم مدن السومرين لاتقول ان السومرين قضي على مدنهم،

ولاتقول لنا كذلك انهم اختفوا كشعب، وانما تشير إلى انهم تفرقوا وخرجوا من تلك المنطقة، أي انهم بقوا كناس مميزين ولكنهم خرجوا من ارض سومر ورحلوا عنها،

ولم يخرجوا من ارض سومر وحدها بل تركوا وادي الرافدين كله، وذهبوا شمالا باتجاة حاران/ تركيا،

وتقول التوراة ان هذه الجماعة كانت مكونة من إبراهيم النبي وتارح وابيه لوط وغيرهم.

ويقول ساسون ان هذه المجموعة كانت تتكلم اللغة الأكادية وهي لغة سامية عندما كانت في سومر بعد أن اندثرت اللغة السومرية، وتبنت بعد ذلك لغة قريبة من الكنعانية ثم الكنعانية التي تفرعت عنها اللغة العبرية التي تكلمها اليهود في ما بعد.

ويضيف ساسون ان عدم ورود اسم سومر في التوراة ضمن مايسمى بملائمة الشعوب حيث جاء في سفر التكوين القول وأبناء سام عيلام وآشور وازفخشد ولود وآرام) كما هو واضح من هذه الأسماء فإن سومر لم يذكر في اللائحة،

المذكور هو سام وبعض الأسماء التي اطلقت على بلدان ظهرت في اوقات مختلفة على مقربة من سومر (لايعرف شيء في الوقت الحاضر عن ارفخشد ولود).

ويتساءل ساسون عن سبب عدم ذكر سومر مع انها منطقة كانت في القلب من بقية الاقطار المذكورة.

ويقول على ان الجواب على هذا التساؤل الذي أصبح اليوم مقبولا من قبل الباحثين هو ماذكرة الاثاري المعروف صموئيل نوح كرايمر في كتابة السومريون.

حيث يقول أن سومر تكتب في الألواح المسمارية (شُومر) وليس سومر وسام الذي يكتب (شُم) في التوراة.

إن فكرة ارجاع الأصل اليهودي إلى عنصر ذات حضارة عظيمة لم يكن وليد فرضية جون ساسون بل سبق إلى ذلك العالم النفسي المعروف  سيغموند فرويد حينما حاول ربط اليهودية بالعنصر المصري والحضارة الفرعونية.

 اما بخصوص ماذكرة ساسون حول نزوح سكان سومر الجماعي –على فرضية حدوثة – وربطة بنصوص توراتية تشير إلى خروج إبراهيم  الخليل مع عائلتة وتارح وأبيه لوط ماهي إلا محاولة من الكاتب لإثبات الاصل السومري لإبراهيم،

وهذا يتعارض مع رواية التوراة نفسها التي تذكر ان إبراهيم ينتمي إلى القبائل  الآرامية وهي قبائل نزحت من وطنها الاصلي في جزيرة العرب واستقرت على ضفاف الفرات في شمال سوريا ثم نزل بعض اسرها إلى العراق ومن جلتهم أسرة إبراهيم.

والامر الآخر الذي يجب الإشارة إليه هو أن خروج إبراهيم إلى حران لم يكن جماعيا حتى يكون دليلا على أنه هجرة سومرية وانما برفقة افراد كما اشارت إلى ذلك التوراة نفسها.

أما بخصوص محاولة إيجاد توافق بين لفظة شام أو سام وشومر فهي ظاهرة البطلان لما يوجد بين اللفظين من فرق شاسع يضاف إلى ذلك ان المجموعة السامية التي تذكرها رواية التوراة من عيلامين وآشوريين وارفكشاد ولوديين وآراميين وإن كانت تضم غير الساميين من لوديين وعيلاميين.

 لاتوجد بينهم وبين السومريين أي صلة من الناحية اللغوية أو الأنثروبولوجية.

المصادر:-

باقر، طاهر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة.

تعدى إلى الأعلى ل:أ ب سوسة، احمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات الاثارية والمصادر التاريخية،.


ينظر كريمر، صموئيل، الاساطير السومرية، ترجمة عبد القادر، يوسف داود.

باقر، طه, مقدمة في ادب العراق القديم،.



^ H.R. HALL, The Ancient History of the Near East, Methuen & CO. LTD, LONDON


 انظر عبد المنعم المحجوب: ما قبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية.

 ديلا بورت، بلاد مابين النهرين، ترجمة محرم كمال.

سليم، د.شاكر مصطفى، الجبايش، دراسة انثروبولوجية لقرية في اهوار العراق، اطروحة دكتوراة في الفلسفة مقدمة لجامعه لندن,

تيسكر، ولفرد، المعدان أو سكان الاهوار،

الحسناوي، مهدي، الاهوار حضارة سومر جنائن الماضي.. سحر الحاضر،

 العزاوي، عباس، عشائر العراق،

 العامري، ثامر عبد الحسن، موسوعه العشائر العراقية،

سوسة، احمد، العرب واليهود في التاريخ



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء آخرى عن أصول السومريون
- هل السومريين من اصول الرافدين؟
- جامع مجيد بك رمز أثري في خانقين
- عبد المجيد عمر عبد الرحمن خلوصي البياتي في ذاكرة
- صفاء خلوصي البياتي المفكر الذي نقش اسمه في قلوبنا.
- جسر الوند ( كوپري) رمز أثري في خانقين
- صراع بين قبائل الصينية والتوركية وهجرة التورك
- اسيا الوسطى و العصور الوسطى
- اسيا الوسطى والعصر القديم
- تاريخ آسيا الوسطى ما قبل التاريخ
- تاريخ آسيا الوسطى
- خانات آسيا الوسطى
- دولة الشيبانية التي لا نعرف عنها إلا قليل
- نصير الدين الطوسي فيلسوف وعالم فلك ورياضيات.
- أكنكان إله حرب (ميثولوجيا حضارة مايا)
- اولمك الحضارة المنسية في أمريكا
- التسلسل الزمني لتاريخ القديم الحلقة الثامنة
- التسلسل الزمني لتاريخ القديم الحلقة السبعة
- التسلسل الزمني لعصور وسطى متأخرة الحلقة السادسة
- التسلسل الزمني لعصور وسطى متوسطة الحلقة الخامسة


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ديار الهرمزي - هل انقرض السومريين بعد اندثار حضارتهم؟