اسيا الوسطى و العصور الوسطى

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7600 - 2023 / 5 / 3 - 00:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

أسرة سوي وبدايات أسرة تانغ

لا يوجد تاريخ آسيا و أفريقيا في مناهج الدراسية الأوربية وخاصة في مراحل المتوسطة والثانوية .
أما بالنسبة لتاريخ الدولة العثمانية يذكر قليلا و كل ما يذكر فقط السلبيات بحق العثمانيين.

كل الإمبراطوريات عبر التاريخ أقامت بقوة السلاح والحروب والاجتباح و تدمير المدن وتهجير نتيجة العنف.
توسعت إمبراطورية الرومانية في أوربا وشرق الأوسط بقوة السلاح.

كذلك بدأت الحروب الصليبية للاستيلاء على الأرض المقدسة باستعمال العنف والقسوة بحق المواطنين في بلداننا.

كذلك كل دولنا التي قامت ودونت في كتب التاريخ أسست بقوة السلاح.
هكذا هي مراحل حياة الإنسان منذ وجود الإنسان على هذه الأرض

يجب أن تكون كتابة التاريخ بعيدة عن انحياز لجهة لأسباب سياسية أو قومية أو مذهبية أو حزبية.

كتابة التاريخ هي أمانة في رقبة الكاتب ويجب لا أن يزور التاريخ كما يحدث في بلداننا مع الأسف الشديد.

لقد تشكلت إمبراطوريات في آسيا الوسطى منذ زمن بعيد وقدموا كثير من انجازات منها صناعة الورق والاقمشة والعجلة و وسائل النقل وادوات زراعية والتجارة والتنظيم الإداري والعسكري وفن البناء وخاصة القصور والمعابد وغيرها .

خلال حكم سلالتي سوي وتانغ، توسعت الصين إلى شرق آسيا الوسطى.

كان على السياسة الخارجية الصينية تجاه الشمال والغرب الآن التعامل مع البدو الرحل التورك، الذين أصبحوا المجموعة العرقية الأكثر هيمنة في آسيا الوسطى.

وللتعامل مع أي تهديدات من قبل التورك وتجنبها، أصلحت حكومة سوي التحصينات واستقبلت بعثاتهم التجارية والإتاوات.

وأرسلوا الأميرات الملكيات للزواج من زعماء العشائر التوركية، وكان مجموعهن أربعة في الأعوام 597 و599 و614 و617.

أثارت أسرة سوي الاضطرابات والصراع بين الجماعات العرقية ضد التورك.

في وقت مبكر من حكم سلالة سوي، أصبح التورك قوة عسكرية رئيسية يستخدمها الصينيون.

عندما بدأ الخيتان غاراتهم على شمال شرق الصين عام 605، قاد جنرال صيني 20 ألف توركي ضدهم، ووزع مواشي ونساء الخيتان على التورك كمكافأة.

وفي مناسبتين بين العامين 635 و636، تزوجت أميرات تانغ الملكيات من مقاتلين تورك أو جنرالات في الخدمة الصينية.

طوال عهد أسرة تانغ حتى نهاية عام 755، كان هناك ما يقرب من عشرة جنرالات تورك يخدمون تحت حكم أسرة تانغ.

في حين أن معظم جيش تانغ كان مكونًا من الفابينغ المجندين الصينيين، لكن غالبية القوات التي يقودها الجنرالات التورك كانوا من أصل غير صيني، وكانوا يشنون حملات كبيرة في الحدود الغربية حيث كان وجود قوات الفابينغ قليلًا.

وكانت بعض القوات «التوركية» من البدو الهان الصينيين، وهم شعب غير متطبع بالثقافة الصينية.

تضاءلت الحرب الأهلية في الصين بالكامل تقريبًا بحلول عام 626 م، مع هزيمة زعيم الحرب الصيني في أوردوس ليانغ شيدو عام 628؛ بعد هذه الصراعات الداخلية، بدأت أسرة تانغ هجومًا ضد التورك. وفي عام 630، استولت جيوش تانغ على مناطق من صحراء أوردوس ومقاطعة منغوليا الداخلية الحديثة وجنوب منغوليا من التورك..

بعد هذا الانتصار العسكري، فاز الإمبراطور تايزونغ بلقب الخان العظيم بين مختلف الأتراك في المنطقة الذين تعهدوا بالولاء له وللإمبراطورية الصينية (مع عدة آلاف من التورك سافروا إلى الصين للعيش في تشانغآن).

وفي 11 يونيو عام 631، أرسل الإمبراطور تايزونغ أيضًا مبعوثين إلى القبائل التوركية الشرقية حاملين الذهب والحرير من أجل إقناعهم بإطلاق سراح السجناء الصينيين المستعبدين الذين أسروا أثناء انتقال السلطة من سوي إلى تانغ في الحدود الشمالية؛ نجحت هذه البعثة بتحرير 80 ألف رجل وامرأة صينيين وأرجعوا بعد ذلك إلى الصين.

بينما استقر التورك في منطقة أوردوس (إقليم شيونغنو سابقًا)، اتبعت حكومة تانغ السياسة العسكرية للسيطرة على السهوب الوسطى. مثل سلالة هان السابقة، قامت أسرة تانغ، جنبًا إلى جنب مع الحلفاء التورك مثل الأويغور، بغزو وإخضاع آسيا الوسطى خلال عقدي 640 و650.

وخلال فترة حكم الإمبراطور تايزونغ وحده، شُنت حملات كبيرة ليس فقط ضد الغوكتورك، ولكن أيضًا حملات منفصلة ضد تويوهون وشويونتو.

شن تايزونغ أيضًا حملات ضد دول الواحات في حوض تاريم، بدءًا من ضم قاراخوجا في عام 640.

استولى التانغ على مملكة قارا شهر المجاورة عام 644، واحتلت مملكة كوجا عام 649.

استمر التوسع في آسيا الوسطى تحت حكم خليفة تايزونغ، الإمبراطور غاوزونغ، الذي غزا التورك الغربيين الذين حكمهم الخاقان أشينا هلو في عام 657 بجيش بقيادة سو دينغفانغ.

هُزم أشينا وجرى استيعاب الخانات في إمبراطورية تانغ. وقد كانت المنطقة تدار من خلال محمية أنسيشا وحاميات أنسيشا الأربعة.

انتهت هيمنة تانغ خارج جبال بامير في أفغانستان بثورات التورك في عام 665، لكن تانغ احتفظ بوجود عسكري في قيرغيزستان وطاجيكستان وشرق أوزبكستان وشرق كازاخستان.

ثم غزيت هذه الأراضي لاحقًا من قبل الإمبراطورية التبتية إلى الجنوب في عام 670.

بالنسبة لما تبقى من أسرة تانغ، تناوب حوض تاريم بين حكم تانغ والتبت حيث تنافسا للسيطرة على آسيا الوسطى.

هذا هو التاريخ مليئة بالتجارب والعبر والدروس الحياة .
هذه هي الحقيقة ما حدثت من الأحداث في آسيا الوسطى و لها علاقة ما يحدث في آسيا الوسطى في وقتنا الحاضر على سبيل المثال احتلال الصين منشوريا التي تقع في شمال الشرق من الصين.
واحتلال الصين المنغولية الداخلية التي تقع في جنوب منغوليا.
واحتلال الصين لتركستان الشرقية التي تقع في شمال الغرب من الصين واحتلال الصين لتيبت التي تقع في غرب الصين.
هذه هي نتائج الصراعات السياسية في العصور الوسطى والتي لا زال تعاني منها الشعوب راضخة تحت احتلال الصيني.


المصادر :
- الأهرامات تركستانية .. سانا.

- ذكر ملوك التورك والصين.. مروج الذهب ومعادن الجوهر لمسعودي..مجلد 1.
- أين و متى حدث باللغة الدانماركية لمؤلف KAI PETERSEN.
- ميثولوجيا سيبيريا مترجم من اللغة الروسية إلى اللغة النرويجية..

Central Asia, history
of"، Encyclopædia Britannica، 2002

Christoph Baumer "The History of Central Asia – The Age of the Silk Roads (Volume 2) PART I: EARLY EMPIRES AND KINGDOMS IN EAST CENTRAL ASIA 1. The Xiongnu, the First Steppe Nomad Empire"


 Millward، James A. (2007). Eurasian Crossroads: A History of Xinjiang. Columbia University Press.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات