أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - فاعلية السيمياء في العنوان البحثي - اختيار العنوان والدلالة المؤسسة على ذلك .














المزيد.....

فاعلية السيمياء في العنوان البحثي - اختيار العنوان والدلالة المؤسسة على ذلك .


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 19:05
المحور: الادب والفن
    


إن اختيار عنوان البحث يحتاج إلى عدة معايير، منها:
أولًا: ألا يكون هذا العنوان قد كُتب فيه من قبل.
ثانيًا: أن يقدِّم هذا العنوان حلًّا لمشكلة معينة.
ثالثًا: أن يكون هذا العنوان معبرًا عما في داخل البحث، والعكس صحيح.
رابعًا: توجد عناوين تتكون من متغيرين وعناوين تتكون من ثلاثة متغيرات.
خامسًا: كذلك توجد عناوين تطبيقية، بمعنى أن نقول –مثلًا- النفاق دراسة بنيوية ،وهكذا.
سادسًا: كما توجد عناوين وصفية (ضمن الدراسات الوصفية فقط) مثل: الإدارة، دورها وأهدافها.
سابعًا: العنوان البحثي هو بداية المرحلة البحثية؛ ولذلك يجب أن يُختار بعناية، ويكون فيه قدر من الإبداع والتجديد، ولا يكون تكرارًا للمكرر، كما يجب أن تكون صياغته ملائمة وواضحة وسهلة.
وبناءً على ما تقدم فإن بعض العناوين تجنح إلى الغموض والتكلُّف وهي في حقيقة الأمر بناء أجوف إذا طالعت ما تحتها من كلام وأفكار، كما أن بعض العناوين تعطي انطباعًا خادعًا في بداية الأمر كما يصدق عليها المثل "أسمع ضجيجًا ولا أرى طحنًا"، فهي مجرد توهمات يحاول بها الكاتب خداع الآخرين؛ لكن المتمرِّس يدرك ذلك من الوهلة الأولى.
وإنني على يقين من إدراك علمائنا القدامى لقضية دلالة العنوان، وإلا فما تفسير هذه العناوين التي سطروها على الصفحات الأولى من كتاباتهم كعنوان البخاري على غلاف صحيحه "الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه"، وتم اختصاره فيما بعد لصحيح البخاري.
فهذه العناوين تحمل علامات معرفية متعددة لا يدركها إلا أصحاب الفَهم الراقي.
وانظر إلى كتاب: "عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي" للإمام ابن العربي المالكي.
يقول ابن خلكان في ترجمة ابن العربي: "العارضة: القدرة على الكلام، يقال: فلان شديد العارضة إذا كان ذا قدرةٍ على الكلام، والأحوذي: الخفيف الشيء لحذقه، وقال الأصمعي: الأحوذي المشمر في الأمور، القاهر لها، الذي لا يشذ عليه منها شيء"( ).
يقول ابن العربي بعد أن طلب منه تلاميذه وألحوا عليه في الطلب في هذا الأمر "فخذوها عارضةً من أحوذي، علم كتاب الترمذي، وقد كانت همتي، طمحت إلى استيفاء كلامه بالبيان، والإحصاء لجميع علومه بالشرح والبرهان؛ إلا إنني رأيت القواطع أعظم، والهمم أقصر عنها، والخطوب أقرب منها، فتوقفتُ مدةً إلى أن تيسرت مندة الطلبة واغتنمتها"( ).
"والتحفة هي الشيء الجميل والمتقن والذي يكون على هيئة جيدة وشكل محكم".
فلعل المؤلف - رحمه الله - أراد أن يشير إلى أن كتابه هذا هو أجمل وأتقن ما أتى به الأحوذي المشمر في الأمور من مباحث جليلة واستنباطات دقيقة وإشارات طيبة فجزاه الله خير الجزاء.
وأريد أن ألفت نظر أخي الكريم أن مقدمة (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) مقدمة جليلة لما حوته من أبحاث قيمة تضمنت نقاطًا أساسية لا ينبغى للباحث الأحوذي أن يغفل عنها"( ).
وكتاب "القبس شرح موطأ مالك بن أنس" للإمام ابن العربي المالكي.
وغيرها من العناوين في كافة التخصصات. ففي القراءات تجد "حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع" للإمام الشاطبي.
وفي اللغة تجد "الخصائص" لابن جني، ولماذا اختار هذا العنوان؟
وفي الأدب والنقد تجد "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر" لابن الأثير.
و"العمدة في محاسن الشعر وآدابه" لابن رشيق القيرواني.
وفي التفسير تجد "تفسير الماتريدي أو تأويلات أهل السنة" للماتريدي.
وغير ذلك كثير، في دلالة واضحة على أهمية البناء المعرفي للعنوان ولتوطيد العلاقة بينه وبين مضمون الكتاب، وهذا بخلاف المتأخرين الذين سقطت أو ضعفت لديهم هذه المسألة بصورة كبيرة.
وعندما اعتبر نقَّادنا المتأخرون أن قضية العنوان وعتباته من الابتكار الغربي فهي مغالطة كبيرة لا أتحملها ولا يتحملها كل مخلص لأمته غيري، فهذا من تراث أمتنا، ومن ابتكار أجدادنا، وإن جهله أو حاول طمسه المعتدي.
كما أنني أدوِّن نقطة أخرى متعلقة بالعنوان، وهي أن الموضوع محل البحث قد يتناوله أكثر من شخص ولكن بزوايا واتجاهات متعددة، وقد وُجد ذلك في تراثنا، فالقرآن "كتاب" واحد وقد تناوله عشرات المفسرين، فهل يحق لنا أن نقول إن هذا تكرار؟ قطعًا لا؛ لماذا؟ لأن كل عالم ومفسر له بصمة علمية خاصة في قراءة النص وفك شفراته، وهذه قضية خلقها الله في كل إنسان لا يمكن أن يتشابه اثنان في كتابة ذات الموضوع.
وكذلك شروح السنة، وشروح المعلقات، وشروح السير وغيرها من العلوم، كل إنسان له بصمة أسلوبية محددة، كما أن كل إنسان له مكوناته العملية وعطاءاته المعرفية التي تجعل من قراءاته منجزًا مغايرًا للآخرين، وهذا نقطة غاية في الأهمية.
يمكن لمن أراد دراسة كتاب من هذا النوع كشرح المعلقات للزوزاني وابن الأنباري، تناول الفروق المنهجية في العرض والتناول بين كلا الشرحين، والزيادات التي زادها كل منهما في شرح الكتاب، والعوامل والسياقات المؤثرة في شرح كلا الرجلين، والموازنة بين أسلوب الزوزاني وابن الأنباري في الشرح، وغير ذلك من القضايا كالمسافة الزمنية بين شرح ابن الأنباري والزوزاني وأثر ذلك في الشرح.



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آليات ومراحل البحث المعرفي.
- البحث العلمي: تقديم لا بد منه.
- عرض لكتاب جمالية الكتابة المسرحيَّة والسَّرديَّة عند السيد ح ...
- علم القيمة وعلم الثمن
- عوامل النشأة والتكوين - قراءة في عوامل خارج النص-
- الفاعلية الاجتماعية في النصوص الإبداعية
- أزْمة النقد ونقد الأزْمة (ابن الأثير 3) (انفتاح النص وثراء ا ...
- التناص الخطابي بين البنية السطحية و البنية العميقة
- انبعاث العتبات الصوفية من النص الحديث -قراءة كرونولوجية -
- فاعلية المنجز العربي في مشروع تُشُومِسكي اللغوي
- الوجدان وهموم الواقع
- أزمة النقد ونقد الأزمة ابن الأثير وقضية التناص
- الفاعلية بين النصوص
- رقمنة الحياة - الشات جي بي تي- Chat GPT-
- تمائم الموت وعصارة القلب
- تحديات الإيقاع بين الماضي والحاضر
- العتبتات النصية -سلطة اللغة الشعرية-
- أدباء تحت الطبع
- مسارات حركة التجديد في الشعر الحديث
- إيقاع القافية ودلالته الشعرية


المزيد.....




- النساء والفنون القتالية: تمكين للعقل والجسد
- الشاعر معز ماجد: اللغة منظومة تاريخية وجمالية تشكل نظرتنا لل ...
- مشروع CAST الكوري يأسر الشرق الأوسط وتايوان ويعرض الانجذاب ا ...
- المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا
- مهرجان مراكش يعلن عن المتوجين بجوائز -ورشات الأطلس-
- معرض العراق للكتاب.. زوار يبحثون عن الغريب والجديد
- Strategic Culture: تجاهل العقيدة النووية الروسية المحدثة يقر ...
- اللغة الأكادية في العراق القديم تكشف ارتباط السعادة -بالكبد- ...
- مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف ...
- المصور الأميركي روجر بالين: النوع البشري مُدمَّر!


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - فاعلية السيمياء في العنوان البحثي - اختيار العنوان والدلالة المؤسسة على ذلك .