أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - أفكار: متشرّدون، ضائعون بلا سكن!














المزيد.....

أفكار: متشرّدون، ضائعون بلا سكن!


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 18:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


——
*فكَّر كاتبا:لخضر خلفاوي*
——
-عندما تكون في وضعية الشرود الجسدي و النفسي ، فأنت متشرّد ، تجوب الطرقات و الشوارع و الأحياء ، دون أن يكون لك عنوان قار فيه يخصك شخصيا .تبحث عن سكن مهما كانت مواصفاته ، كمأوى تحتمي به و ينجّيك من اغترابك مع نفسك و مع الوجود و مع النّاس .. سكَن يستر وحدتك و سقف يحميك للتخلّص من حالة العراء التي تهدد يومياتك و ربما تهددك باقي أيّان عمرك ..
-فليس منْ اللائق و لا من الحكمة إذا اقترح عليك أحدهم فرصة الإيواء بالمّجّان و يُسكنكَ إليه و معه ؛ و ما تلبث أن تبدأ العيش معه حتى تستيقظ فيك جملة من السّلوكات الجدلية من الانتقادات لصاحب السكن و انتقادات ل السكن ذاته .. تخوض منطلقا في انتقاد متواصل لتفاصيل السّكن الذي آواك فيه ، و أن تنتقد طلاء الجدران و ألوانه ، أو كأن تنتقدَ شكل و توزيع أثاثه و نوعيته و تذمّ اختياراته، أن تنتقد الستائر و أن تنتقد عاتبا ربما بحدة عليه موضع السّكن الذي اختاره قبل مجيئك و حطّت فيه رحالك .. و تنسى سريعا بأنك كنت وحيدا ، بلا عنوان محدّد ، بلا مأوى ، تجوب - شوارع الدّنيا - دون وجهة محددة ، دون سكن قار …و مع مرّ الأيّام دون أن تنتبه تجد نفسكَ
مُكلّفها بأداء دور ( المُعارض) أو بالأحرى دور ( الجُندي اللّئيم و المُحترف في آن ) و بأتم معاني اللفظة و الوصف متضادّا، عدوانيا ، و ربما متضايقا من الحياة بسبب خياراتك .. تلك الحياة التي توفّرت لكَ داخل هذا السّكن!. تنفرُ ربّما من هذا السّكن و تتشعّب الخلافات مع من اختارك و آواكَ و تقبلك تحت كنفه ، تلبسُ الخلافات عقلية ( التضاد و التناطح) ، تتفاقم عقلية ( الندّية) و العناد .. قد يوحي لك الله - إن كنت محظوظا !- فتنظر إلى نفسكَ في المرآة في لحظة منفلتة منك من لاوعيك الباطن (وحي ما !)، تجدَك شخصا مختلفا ، يرتدي بدلة ( حربية، عسكرية قتالية) مثبّت عليها أو مُزوّدة بجميع أنواع الأسلحة، البيضاء منها و النارية .. تبدو لك نفسك كأنّك عُدتَ لتوّكَ من حرب أو معارك ضروس !. و ربّما لا تتذكّر كيف و متى ارتديت هذه البدلة الحربية و هي تعطيك زيّ شخص مُحارب في حالة استنفار قصوى و لا ادري كيف أقحمت نفسك في هكذا حرب ! أو لا تذكر كيف و متى وضعت خوذتها العسكرية على رأسك و انطلقت في جبهة قتالية حامية الوطيس و لا كيف أطلقت ما لا يحصى من الطلقات النّارية و لا عدد الطعنات التي وجهتها إلى غيرك في تلك المعارك و الحروب .. لا تفهم ، بل لا تستوعب ما الذي أوصلك إلى هذا الخراب و إلى هذا الدّمار !؟
-*كنتُ أُحدثكم عن ( العلاقة الشائكة بين الرّجل و المرأة) مذ فجر البشرية ..
*نسينا الهدف المقدّس و النبيل و البسيط في آن واحد ؛ لماذا خُلقنا و لأيّ شيء خُلقنا ! و نسينا الغاية الأولى و الأخيرة من سكن الرّجل للمرأة و سكن المرأة للرجل.. نسينا حتى من خلقنا و تطاولنا على وجوده و قبّحتا آياته فكيف لا ننسى أنفسنا المخلوقة من أنفسنا : ( و منْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا).
-هذا الحال ؛ لأن أولياء الشيطان و إبليس متمسكون برأي و بدين هذا الأخير حيث أفنوا أعمارهم في بث التشكيك في الآيات و محاربة كل يقين وجودي، و "الآيات" هي ( الحجج) ، هي خلاصات حقيقية مقدسة للحقيقة التي أتاحها الخالق للإنسان كي لا يشقى و لا يضلّ و ينفق عمره في الجدل العقيم و البحث العابث في شيء أو أشياء وجودية مفروغ منها :( التّفاحة! آدم هو السبب! حوّاء هي السبب ! هم هكذا لا يتبدّلون !! و هنّ هكذا لن ينفع شيء معهن!!)…
-بسبب هذه العقلية العصيانية و هذا التمرّد عن سنّة الخالق في الكون صار معظم النّاس بلا سكن و في العراء التّام دون أن يشعروا .. بعبارة أخرى ، يعاني الرجل و المرأة أزمة سكن فظيعة ، لكنها ليست أزمة حقيقية بل ( أزمة افتراضية عِيشَت بتفاصيلها و حذافيرها واقعا ) افترضها لهما مذ البداية إبليس و أهواء أنفسهم !.

باريس الكبرى جنوبا
9/5/23



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *من الحياة: القدر؛ أو الليلة التي أحييتُ فيها النساء جميعاً!
- *هل تدرون … أبي هو من أهلي ! ؟
- *أُمي عن ظهر و عن قلب*!
- *أفكار: اغتراب الروح و الفكر
- * -الأفيون- البديل - أو خشخاش الأصدقاء- الأزرق!
- من تجربة الكِتابة ، أفكار عدة حول كُتّاب الحياة البديلة:أسوا ...
- من مفكرة الإلكترونية: مجموعة خواطر و سرديات تعبيرية
- *أفكار : تشخيص الأزرق الآسر !
- *أفكار: نخب الغرب المختصة تدق ناقوس الخطر و تتباكى على ضحايا ...
- *أفكار : -الثامن 8 من مارس : عَيب المرأة السطحية المستمرّ !
- *كما ثيران -الكوريدا: ( مجموعة نصوص قصيرة من مفكرتي الإلكتر ...
- *أفكارPensées/Thoughts : معارك الأنا و وجود ال -هو- ! (من مف ...
- *انتشلتُ -أفلاطوني- من سوق ( البراغيث)!
- القَدّيس ضلال !
- *نصف العالم /*Un monde coupé en deux/ *A world cut in half!
- *حول تجربة الكتابة و صعاليكها: الخيمياء الشيطانبة التخريبية ...
- *-الكوغار- Cougar و الكَباب!
- *كلّنا متسوّلون!
- أفكار و رؤى « وجودية وجدانية » …
- *أصحاب النّار!


المزيد.....




- ارتطمت ثم انفجرت.. لحظة اصطدام طائرة روسية بدون طيار بمبنى س ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لقصفه أهدافا إيرانية
- مصدر في قوات الأمن الإيرانية: إسرائيل سترى قريبا ورقة طهران ...
- ترامب: -على الجميع إخلاء طهران-
- ما الذي يجعل منشأة فوردو النووية في إيران عصية على الهجمات ا ...
- حرب إسرائيل وإيران.. هل أسقطت إيران طائرات -إف 35- إسرائيلية ...
- هل تشي تغريدات ترامب وتصريحاته بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟ ...
- شركة -رافائيل- الإسرائيلية تهدد برفع دعوى ضد فرنسا بعد إغلاق ...
- قمعٌ وضربٌ واعتقالاتٌ وترحيل: الأمن المصري يحتجز نشطاء في -ا ...
- تقرير: مستوى مقلق جديد للحوادث المعادية للمسلمين في ألمانيا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - أفكار: متشرّدون، ضائعون بلا سكن!