الاطفال في سوق العمل لا حقوق لهم!!

عبله عبدالرحمن
كاتبة
(Abla Abed Alrahman)

الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 18:47
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة
    

اثناء عملي في مخيم الزعتري مع احدى المنظمات الانسانية والتي كانت تعنى بالطفل. قامت المنظمة بإجراء دراسة تستهدف عمالة الاطفال والتي كانت منتشرة بشدة في المخيم. اذ كان الاطفال يقفون عند بوابة المخيم ينقلون امتعة القادمين الجدد من اللاجئين والمسموح لهم بدخول المخيم على عربة من الحديد بثلاث عجلات صغيرة يجرونها بظهر منحني، او ينقلون عليها امتعة المغادرين لأرض المخيم، اذ ان الدخول للمخيم لم يكن يتم الا بتصريح من الجهات الامنية خوفا على سلامة اللاجئين. فكان الاطفال يكسبون رزقهم لصعوبة دخول السيارات وتجولها داخل المخيم باستخدام مثل هذه العربات التي انتشرت وصارت مورد رزق لكثير من العائلات المقيمة على ارض المخيم. كان ينظر الى هؤلاء الاطفال في المخيم وكأنهم رب الاسرة اذ يتحملون مسؤولية الاب الغائب عن عائلته لظروف اعتقاله او استشهاده او انضمامه لصفوف المقاومة. ورغم اجتهاد كل المنظمات الانسانية على ارض المخيم في الحاق هؤلاء الاطفال بالمدرسة الا انهم كانوا يواجهون مسألة تسربهم سريعا لذلك ولتحقيق بعض الرفاهية لهؤلاء الاطفال وبعد ان تعذر اقناعهم بترك عملهم تم انشاء مراكز يمارسون فيها بعض الانشطة العقلية والرياضية بإشراف مختصين اضافة الى تقديم وجبة غذائية. الحقيقة ان هذه المراكز نجحت بتحقيق حيوات افضل لكثير من الاطفال الذين تهيأت لهم الفرصة من خلال هذه المراكز في اعادة التفكير بأنفسهم كنفس انسانية لها حقوق وعليها واجبات، فكان لهذه المراكز الفضل الكبير في اعادة ترتيب حياة الكثيرين من الاطفال بما ينفعهم مستقبلا.
الاستبانة التي قمنا بتوزيعها بأسلوب العينة العشوائية على اللاجئين كانت عبارة عن مسج ميداني لعدد العاملين في كل اسرة لحصر دخلها. طبعا كان هناك تخوف ورفض من الكثيرين، بيدا اننا استطعنا ان نقوم بالمهمة كما هو مطلوب منا. الحقيقة اننا نحن المنفذين لمثل هذه الدراسة كنا نشبه كثيرا لمجتمع الدراسة ونحتاج لان نفهم حتى نقوم بتعبئة الاستبانة كما تريدها الجهة القائمة على الدراسة، اذ اننا كذلك لم نكن نعرف ان العمل بالمنزل يعتبر عملا ولكن من دون اجر. مجهود كبير كان يقع علينا ونحن نشرح لمجتمع الدراسة ان جلي الاواني وتنظيف الكرفانة والطهي ورعاية الاسرة عموما كنا نسجلها اعمال مأجورة بحسب الاستبانة. لذا علينا نحن معشر النساء ان نطالب بأجورنا بدلا عن اعمالنا الكبيرة في بيوتنا ان لم يكن اموالا بل تقديرا على الاقل! وان نثق بدورنا واهمية وجودنا. الحقيقة ان يوم العمال مناسبة للتذكير بظاهرة انتشار عمالة الاطفال لنرحمهم مما يتعرضون له في الشوارع. ونؤكد انه مثلما ان القائمين على شؤون المخيم لم ينجحوا بالقضاء على عمالة الاطفال في مجتمع صغير مثل المخيم لصعوبة توفير المال الذي يحصلون عليه من عملهم، فأنهم قد نجحوا في انشاء مراكز تعمل على بناء وتوجيه الاطفال الى ما ينفعهم. كذلك فإننا نرى مع من يرى صعوبة القضاء على ظاهرة انتشار عمالة الاطفال الذين يجوبون الشوارع بطبق حلوى او بالونات ملونة او علب الماء في الشوارع لتوفير المال اللازم لعيش اسرهم، فأننا نثق بأن قليل من الجهد قد يحصد الكثير من الامل لهؤلاء الاطفال الذين تركوا مدارسهم لمساعدة اسرهم وذلك بدراسة احوال اسرهم الاقتصادية وتقديم الدعم المناسب. اذن هي دعوة وامل بدراسة ظاهرة عمالة الاطفال المنتشرة بشدة في الشوارع بإيجاد الحلول المناسبة لرد طفولتهم اليهم، لان هؤلاء الاطفال هم المستقبل الآمن او غير الآمن لنا فيما بعد.

#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل