أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - زوج في ملكوت الاخرى














المزيد.....

زوج في ملكوت الاخرى


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 17:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل كان يكفيها ان تمزق ثياب النوم وان تدلق علب العطور امامه لترضى عن نفسها وتؤكد له ان ما بينهما قد انتهى. هل كان يكفيها ان يختفي صوتها من قبل ان تصرخ وتبكي بحرارة بين يدي والدتها لتعود الى بيتها باسمة. تعترف بأن سلوكها في هذه المرة كان غريبا وغير دقيق لما كانت تحس به، بيدا ان له ما يبرره وقد انتصرت لنفسها في متعلقات كانت ترى دوما انها تذكرها بحالة النفاق او الكذب الابيض لاستمرارية الزواج من غير حب لتحافظ على بيتها من اجل اطفالها. تقول نعم ما حصل بيننا لم يكن مفاجأة لي ولا لأبنائه كذلك، لانهم اعتادوا على فوضى قراراته وبشكل خاص ما يتعلق بزواجه من اخرى ما بين الحين والاخر. مضى الزمن بتلك الاسرة والاهل من حولهم في حالة كر وفر من اجل اصلاح ذات البين. وما هربت منه طوال اربعين عاما وهو فترة زواجهما يندفع نحوها بدم بارد وهي تستمع بشرود لزوجها وهو يخبرها بنيته بيع البيت الذي جمعهم ليبدأ حياة اخرى مع اخرى من دون اي اعتبار للتضحيات التي قامت بها من اجل ان يبقى هذا البيت قائما وصالحا لامتداد تناسل الابناء والاحفاد تكمل بحرقة ومن اجله هو، بيدا انه كان يعيش لنفسه في ملكوته ينتقي من الاكل ما لا يضره ويبعد عن نفسه مشاكل الابناء واحتياجاتهم، يحيا لنفسه زاهدا بحبنا وصوفيا في حب نفسه. اليس من حقها بعد كل هذه التضحيات ان تكمل حياتها في بيتها حتى الموت. هل تراه يستطيع ان يفهم ان غضبها عليه في هذه المرة لم يكن من اجل كرامتها وكيانها بعيون ابنائها، وانما خوفا على كيان الاسرة من الانهيار والوقوع في جحيم المأساة، ولكنه لن يعرف! لانه سكن البيت جسدا لا روحا. تناضل وابنائها حتى لا يتم بيع البيت. تجاهلت حقيقة انه يعرف اخرى كما وكأنها تخبئ حزنها لتحزن حزن ابنائها. هل تراها تنجح وهي تضع بعين الاعتبار امتلاكه وحده حق التصرف بالبيت وتنجح بإيقاف قراره الجاحد ببيع البيت بقوة الحق من غير ان تغلبها عاطفتها ومن غير ان ترضى مساومته على بيع البيت لتمويل زواجه الثاني. انها الان تناضل لان تبقى في بيتها وان يتحمل وحده نتائج نزواته. يعوزها الندم وقد رضيت بحلول التسكين التي كان يقدمها الاهل لمصلحة الاولاد الذين كبروا واصبح معظمهم اباء وامهات اشك في حقيقة صلاحهم لبناء أسر سعيدة. لا تعرف كيف سيكون عليه حالها وهي الضعيفة بسبب عمرها وامراضها المزمنة. تلك مشكلة من ضمن الاف المشاكل التي يهرع معظمنا لقبول حلول نرى فيها غدا من دون ان يعنينا ان نفكر بما بعد الغد، لنجني البؤس حين لا نفكر بحلول جذرية. الحقيقة ان ضعف تلك السيدة واخفاء مشاعرها ورضاها بنصيبها التعس جعلها ضيفة في بيتها، ليس لها حقوق او حضور في حياة زوجها. وان كنت اتمنى لها ان تنجح وتبقى سيدة نفسها وسيدة البيت كما قررت، لكنني اشك بخلاصها من احساس التشرد بوعد منه بالبقاء بالبيت دون اللجوء للبيع، ربما لم يعد يكفيها مثل هذا الوعد لتكمل حياتها معه كأن شيئا لم يكن. فالكذب لم يعد متاحا او محمودا في حالتها هذه، وكل شيء كان ينهار منها من دون ان تميز ان حياتها تنتهي شيئا فشيئا معه.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخيم الزعتري ومال ليس لنا!!
- عريس لابنتي!!
- مخيم الزعتري وشعوب ستبقى ضائعة!!
- التوجيهي.. وماذا بعد!!
- اعترافات تولستوي
- طعام.. صلاة .. حب!!
- قليلا من المربى!!
- هل كانت مجنونة!!
- نجاح الكوتا ليس نجاحا!!
- الحلول لا تأتي خلعا!!
- الارتزاق بالتمويه!!
- الزنبقة السوداء للكاتب الكسندر دوماس
- جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف
- عمل المرأة في بيتها!!
- كورونا وحصار طروادة
- المرأة بصورتها المشرقة
- رائحة الجوافة العطنة!!
- السلامة في الحذر!!
- كلن يعني كلن تحت القانون!!
- من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟


المزيد.....




- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - زوج في ملكوت الاخرى