أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟














المزيد.....

من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


قصة للدكتور سبنسر جونسون والتي يتحدث فيها عن كيفية التعامل مع التغيير الذي قد يطرأ على الحياة عموما مؤكدا في مقدمة القصة ومن خلال تجارب الاخرين سواء كانوا افرادا او مؤسسات كيف انهم تحركوا مع قطعة الجبن ولم يقفوا عند فقدانها محققين النجاح في حياتهم الشخصية والعملية.
انها من نوعية الكتب العلمية والتي باتت الاكثر مبيعا في العالم وقد تحولت فيها الكتابة الى مناهج عمل مثيرة وممتعة.
قطعة الجبن ترمز هنا لما نريد الحصول عليه في حياتنا سواء كان وظيفة، او اقامة علاقات مع الاخرين، او الحصول على المال، او منزل كبير، او الحرية، او الصحة، او الاهتمام والسلام الروحي. اما المتاهة في القصة فهي ترمز الى المكان الذي نمضي فيه الوقت بحثا عن ضالتنا المنشودة.
القصة تتحدث عن اربع شخصيات صغيرة: قزمين وفأرين، جميعهم يبحثون داخل متاهة عن قطعة الجبن التي تمثل لهم السعادة والنجاح، يشتركون جميعهم كل صباح بارتداء بدلة العدو وحذاء الجري!. فيما يستخدم الفأرين سنيف وسكوري طريقة المحاولة والخطأ البسيطة في البحث عن قطعة الجبن، يستخدم القزمان هيم وهاو طريقة مختلفة تعتمد على قدرتهما على التفكير والتعلم من خبراتهم الماضية وكثيرا ما كانا يرتبكان اثناء البحث بمعتقداتهم وعواطفهم.
حين وجد جميعهم نوع من الجبنة المفضلة لديهم وحفظوا الطريق الموصل له، سكنوا في مكان قريب من الجبن. ومع الوقت تحولت ثقة القزمين هيم وهاو الى تكبر وغطرسة لدرجة انهم لم يلاحظا ما كان يحدث حولهما بعكس الفأرين سنيف وسكوري الذين كانا يراقبان ويتحسسان المنطقة لرؤية اذا حدث عليها تغيير عن الامس، لذلك لم يندهشا حين اكتشفا ان الجبن انتهى في المنطقة (ج) كما كانوا يسمونها فقد كانوا مستعدين طوال الوقت لتقبل التغيير ومواجهته فخلعا نعليهما وكانا قد احكما ربطهما في عنقيهما واعادا ارتداءه واتخذا قرار البحث عن جبن جديد في منطقة جديدة دون مغالاة في تحليل الموقف او التحسر لما حصل.
اما هيم وهاو شريكا سنيف وسكوري في المنطقة (ج) فقد وصلا للمنطقة كما يفعلان كل صباح معتبرين ان الجبن امرا مسلما به لكن في ذلك الصباح لم يجدا الجبن فأخذا بالصراخ لعل الجبن يعود!( كلما كانت قطعة الجبن هامة لك فأنت بحاجة للاحتفاظ بها رغم ما تواجهه من صعاب). استمر القزمان لفترة طويلة بالعودة الى المنطقة (ج) لعل الجبن يعود.
وبينما كان هيم وهاو يحاولان اتخاذ قرار كان الفأرين قد دخلا المتاهة مارين بجميع متاهاتها باحثين في كل محطة عن جبن! الى ان وجدا الجبن في المحطة (ن) وقد كان مخزن للجبن اكبر مما كانا يتوقعانه. وحين قال هاو لصديقه هيم ما دامت الحياة تسير لا بد ان نسير معها مقترحا عليه ان يقوما بدخول المتاهة مرة اخرى والبحث عن جبن جديد! كان الغضب قد اعمى هيم عن السماع لصوت العقل ولم يفكر انه اذا لم يتغير فانه قد يفنى.
هاو تحرك بالمتاهة وحده بعد ان اخفق في اقناع صديقه هيم في البحث عن جبن جديد! وحدّث نفسه بأن عليه ان ينهض ويتحرك مع قطعة الجبن!. كثير من المرات اصابه الوهن والخوف وهو يسير داخل المتاهة دون ان يهتدي الى شيء، وكثيرا ما واجه ممرات مسدودة داخل المتاهة، لكنه كان يقول لنفسه ان قليلا من الخوف مفيد احيانا. في احدى المرات سخر من نفسه لان الهواجس تمنعه من مواصلة المسير باتجاه جديد لكنه رغم الممرات المظلمة اخذ يبتسم من السعادة لانه ايقن انه عندما تحرر من شعور الخوف شعر بالحرية واستمتع بما يفعل. في بعض الاحيان كان يتحسر على الوقت الضائع الذي امضاه في المحطة (ج) منتظرا الجبن!، وكان كلما اعاد التفكير فيما حصل لهما، تذكر ان الجبن لم يختفي بين العشية وضحاها لانه كان ينقص شيئا فشيئا وما تبقى منه اصبح قديما ولم يعد له مذاق جيد، بل ربما بدأت طبقة من العفن تظهر عليه، على الرغم انه لم يلاحظ ذلك ولا هيم ايضا.
تؤكد القصة ان عدم التغيير امر لا يتفق مع نواميس الطبيعة، لان التغيير لا بد له ان يقع باستمرار سواء توقعناه او لم نتوقعه، وحين نغير من معتقداتنا فأننا سنغير تصرفاتنا ايضا. فهل نبقى ونرفض التغيير ونرضى بالجبن وطعمه غير مستساغ ام نتحرك بالتخلص من الجبن القديم ونستمتع بمذاق الجبن الجديد.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا كارنينا ودروس بالحب
- الخاطبة والازمة السورية!!
- هل نحتاج عرفات جديد....؟؟
- ثرثرة حول قصة موت معلن!!
- رواية العاشق!!
- صاحب السعادة عادل امام!!
- انت قلت!!
- طلاء اظافر
- المرأة اللاجئة في عيدها
- حين يختلط الحابل بالنابل!!
- ملعب رياضة ام إبادة!!
- لطفا بنا ايها العام الجديد
- زوجة في الاربعين!!
- ثوب الاثارة والوصول الى العالمية!!
- الاسير سمير السرساوي يتنفس حرية
- الخاشقجي يطيح بمصداقية الاعلام
- عانس بأرادتي!!
- اوراق مهمة تحت اقدام المارة!!
- جامع الفراشات
- طلب زواج بالحافلة


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟