أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - هل كانت مجنونة!!














المزيد.....

هل كانت مجنونة!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 00:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في يوم ميلادي وان كان يوما عاديا ويشبه لكل الايام التي تمر. الا انه يظل يوما مختلفا ومميزا بالتهاني والامنيات وبعض الاهتمام في زمن التباعد الذي نعيشه بسبب جائحة كورونا. مثل معظم المناسبات التي فقدت اهميتها اصبح التعاطف والمشاركة مجرد صورة او دعوة او امنية او مواساة بدعاء في مناسبات الحزن. لم يكن بؤسا مني مشاركة الاهل في دعواتهم والتي كان جلها لخير الانعتاق من هذا الحجر الشامل الذي شل الحياة على كل الارض بيدا انه لم يكن ابدا الشيء الذي اتمناه واحلم به في مناسبة خاصة مثل يوم ميلادي .اتذكر اول قالب كيك قدم لي، وكان بشمعة واحدة كبيرة وقفت شامخة كالمنارة تتوسط القالب المثقوب من منتصفه وكأنها تأخذ ضمنا بعض من حصتنا ونصيبنا من الحياة المنتظرة. حين يتقدم بنا العمر تأخذ الحفرة بالاتساع على حساب الشمعة وان كانت في حينها كبيرة والاحلام اكبر. كان يوم ميلادي يوما عاديا طبيعيا لكنه على الجهة الاخرى من العالم الغربي المتقدم حيث الشمعة هي التي تكبر وتتسع مع العمر بمزيد من الفرص على حساب الحفرة. كانت احداهن تحتفل بيوم ميلادها على ضوء الشموع الخافتة المليئة بالألوان وامامهما قائمة من الطعام بانتظار الكعكة التي سيكون تذوقها بداية لسنة جديدة وسعيدة. كانت تتناول العشاء مع زوجها بصمت وان استدعى الامر فأنها كانت ترد بإجابات قصيرة مختصرة. انتهت المائدة وجيء بالكعكة لكنها لم تستطع ان تشاركه فيها وقالت بصوت مسموع لاذنيها قبل اذنيه: انها لم تعد ترى فيه رجلا يمكن ان تكمل معه حياتها! كانت تعرف بأنها ترمي بعشرين سنة زواج بما فيهم من ابناء وبنات. كانت تعرف بأنها ترمي باستقرارها مع رجل تعودت منه الا يقول لها: لا! كانت تعرف انها ستكون المجنونة بعيون الاهل والاصدقاء والتي هدمت بيتها بيديها. لكنها لم تستطع ان تقاوم فكرة انها تعيسة وانها ما تزال تحلم بحياة اخرى ليست هي الحياة التي تعيشها. كانت ما تزال تحلم بأن وراء الباب يوجد الضياء، ومن حقها ان تعطي لنفسها فرصة حتى لو قالوا بأنها مجنونة. الحقيقة ان تلك السيدة محسودة من سكان العالم الثالث الذين تمضي حياتهم في طابور من العنوسة والبطالة. يعيشون على هامش الحياة وفي عالم افتراضي مسكون بالخوف والكوابيس بدلا من الاحلام في حياة حقيقية . محسودة تلك المرأة لانها لم تكن السيدة المغلوبة على امرها، ولن تكون كذلك الانسانة التعيسة لتحيا ظروفا قاسية لا تقبلها. نغبطها لانها تتمرد عنا بتخيلها امتلاك خيوط اللعبة بعيدا عن سلطة العيب والقلق من شح المال. هي تحتاج لان تقاتل لتربح بعيدا عن قلق الخسارة فأرادتها بيدها كما تتخيل ولو اننا لا نتخيل معها بهذا الافتراض ربما لأننا محكومين بواقع ثابت بالامتهان لمبدأ الربح والخسارة وهذا ما يجعل معظم خطواتنا ثقيلة او معدومة. ما ادهشني حالة الشك التي اصابتني حيال تلك السيدة. وقعت بحيرة بين ان اتعاطف مع قرارها لتغيير حياتها ام انضم لمن قالوا بانها مجنونة!.
الحقيقة اننا نتعاطف مع تلك القصص وكل القصص التي نقرأ عنها سواء في الكتب او في الحياة عموما لانهم يتمردون وينوبون عنا في ممارسة الحياة بامتلاكهم حرية الاختيار وتغيير الواقع من حولهم، فيما يلوذ معظمنا بنفسه هائما على هامش الحياة مقهورا من دون احلام او ميلاد جديد.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاح الكوتا ليس نجاحا!!
- الحلول لا تأتي خلعا!!
- الارتزاق بالتمويه!!
- الزنبقة السوداء للكاتب الكسندر دوماس
- جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف
- عمل المرأة في بيتها!!
- كورونا وحصار طروادة
- المرأة بصورتها المشرقة
- رائحة الجوافة العطنة!!
- السلامة في الحذر!!
- كلن يعني كلن تحت القانون!!
- من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟
- انا كارنينا ودروس بالحب
- الخاطبة والازمة السورية!!
- هل نحتاج عرفات جديد....؟؟
- ثرثرة حول قصة موت معلن!!
- رواية العاشق!!
- صاحب السعادة عادل امام!!
- انت قلت!!
- طلاء اظافر


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - هل كانت مجنونة!!