|
الحلول لا تأتي خلعا!!
عبله عبدالرحمن
كاتبة
(Abla Abed Alrahman)
الحوار المتمدن-العدد: 6715 - 2020 / 10 / 26 - 13:59
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اريد حلا قد تكون العبارة الاثيرة على لسان كل من يسكن على هذه البسيطة بسبب وباء كورونا المسلط كسكين، يهدد ويلوح بإنهاء حياة الملايين من البشر المنتظرون لا حول لهم ولا قوة. وعلى اهمية هذه العبارة لكنني اقصد هنا، فيلم الفنانة فاتن حمامة: التي تألقت في ايصال معاناة البطلة (درية ) الزوجة المغلوبة على امرها. ينجح الفيلم في اعادة النظر بقوانين الاحوال الشخصية بالسماح للمرأة المصرية بحق الخلع، ولكن بقيت معاناة (درية ) تلك الانسانة المسالمة التي سلكت طريقها للقضاء لطلب الطلاق بشكل رسمي بعد ان استحالت الحياة الزوجية بينها وبين الانسان الذي جمع القدر بينهما. حكاية درية شبيهة لقصص سيدات كثيرات في عالمنا الثالث استهلكت حياتهن بروتين المحاكم فجاء حكم القضاء ظالما وغير منصف لأنه انحاز لأدلة باطلة من تأليف الزوج وعلى اساسها تم رفض دعوى الطلاق. تدخل البطلة بنوبة بكاء في نهاية الفيلم وقد مر على قضيتها اربع سنوات بانتظار حريتها. يكسب الزوج ويخسر القضاء في رعايته لمعاناة انسانية اطلع على كل فصولها ومع ذلك حكم على الزوجة بالعودة للجحيم. يحسب لفيلم (اريد حلا) انه اوجد حلا للمرأة بتمكينها من افتداء نفسها بدفع المهر او التعويض على الزوج كحل يأخذ بعين الرأفة بالطرفين، بيدا ان قوانين الاحوال الشخصية ما زالت قاصرة في موضوع حضانة الاطفال. ومشهد الام التي القت بطفليها في نهر دجلة انتقاما من زوجها (في لحظة شيطانية غاب فيها عقلها ونسيت انها تلقي بأطفالهما معا!) لأنه الزوج حصل بقرار من المحكمة على حق حضانة اطفالهما ولا ندري ايهما نرثي!. اي عمى اصاب قلب هذه الام، واين ذهب عقلها" وكيف طاوعها الكلام لتقول: بأنها القت بطفليها بالنهر ليشعر طليقها بما تشعر به حين اصبحت ترى طفليّها بمواعيد محددة. هنا ينبغي ان نقف ونجتهد لان الحلول لا تأتي خلعا. والمسلم به حتى لو ان القضاء لم ينصف تلك الام في حرمانها من حضانة اطفالها فأنها ستبقى الام التي تخاف على اطفالها وترعاهم بكل وجدانها. علينا ان نعيد التفكير من اول السطر والا فقدنا انسانيتنا ونحن نحث الخطى في طريق الانتقام بعيدا عن التسامح والغفران. استوقفتني احداهن، وما قالته انما هو صورة لاختياراتنا التي نبني عليها قراراتنا الحياتية المهمة وقد عجزت بالرد عليها، واكتفيت بهز رأسي وانا اسمعها، وهي تشرح لي فكرتها عن اسباب رفضها للعريس الذي تقدم لها بمباركة من والديها. فهو عريس كامل من وجهة نظر الام: شهادة عليا، واسرة متعلمة وكريمة ولكنه لم يكن كاملا بالنسبة للابنة التي رفضته وحجتها انه حين زارهم مع اهله لرؤيتها لأول مرة اختار المقعد المجاور لوالدته وكان لديه خيار ان يجلس الى جانب والده وتصرفه هذا دلها على ان امه ستكون بينهم في جميع القرارات التي عليهم ان يأخذوها فيما بعد. وحين لم ادري ان كان ما قالته صائبا او خاطئا فلست متخصصة بالتحليل النفسي هززت رأسي دهشة وقلت لنفسي هشاشة افكارنا تضيع علينا كثير من الاشياء العظيمة. وفي قصة اخرى نصطدم بأفكار الاخرين ولا ندري ماذا نقول: حين يرفض احدهم عريس تقدم لشقيقته لأنه تربية امرأة لوفاة الاب!. وهنا علينا ان نقف مرة اخرى ونسال بحسرة الى متى ستبقى عيوبنا مستورة وغائبة عنا ولا نراها ونرى فقط عيوب الاخرين ونحاسبهم عليها. الزواج شراكة واختياره ينبغي ان يكون على اسس ثابتة والا لسوف تكون نهاية هذا الزواج على درج البيت زوجة مهشمة الرأس كما حصل مع الزوجة الفلسطينية التي فقدت حياتها من غير اسباب الا سوء اختيارها الذي دفعت ثمنه غاليا. لا نريد المزيد من القصص الدامية والتي من اسبابها ان الزواج انما هو خطوة للتخلص من حالة عيب ان نبقى بلا زوج وبلا اطفال. وانا انتقل من فكرة الى اخرى يعوزني ان اقول اننا جميعا نحتاج الى تربية واعادة تأهيل من اول السطر لمعنى الحياة التي نرضها لأنفسنا ولغيرنا والا سوف تبقى ندور حول صخورنا الغارقة والتي تمنعنا من رؤية انفسنا بصورة كاملة لأننا ما نزال نراها نصف لشيء اخر ينقصنا.
#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)
Abla_Abed_Alrahman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارتزاق بالتمويه!!
-
الزنبقة السوداء للكاتب الكسندر دوماس
-
جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف
-
عمل المرأة في بيتها!!
-
كورونا وحصار طروادة
-
المرأة بصورتها المشرقة
-
رائحة الجوافة العطنة!!
-
السلامة في الحذر!!
-
كلن يعني كلن تحت القانون!!
-
من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟
-
انا كارنينا ودروس بالحب
-
الخاطبة والازمة السورية!!
-
هل نحتاج عرفات جديد....؟؟
-
ثرثرة حول قصة موت معلن!!
-
رواية العاشق!!
-
صاحب السعادة عادل امام!!
-
انت قلت!!
-
طلاء اظافر
-
المرأة اللاجئة في عيدها
-
حين يختلط الحابل بالنابل!!
المزيد.....
-
أكثر من 1.8 مليون بكتيريا مرتبطة بالإجهاض والتهابات الجهاز ا
...
-
محاسبة أقل من 1% منهم.. أكثر من 1500 شرطى متهم بجرائم ضد الن
...
-
هروب الأدمغة.. منع تعليم الفتيات يفاقم أزمات أفغانستان
-
ركلته وحاولت عضه.. شاهد ضابطًا يلكم امرأة في رأسها بينما كان
...
-
المرأة تغير الصورة النمطية لقطاع البناء -الخشن- بشرق أفريقيا
...
-
كلينتون تطالب بعودة الفتيات للدراسة في أفغانستان وعلقت -طالب
...
-
هيلاري كلينتون تطالب بعودة الفتيات للدراسة في أفغانستان و-طا
...
-
القبض على لاعب دولي في البريميرليغ شارك في مونديال قطر بتهمة
...
-
السجن عامين لموظف سابق في سفارة أستراليا في بانكوك صوّر النس
...
-
تقرير: نصف الكوريين الجنوبيين لا يريدون الزواج ولا يرغبون با
...
المزيد.....
-
النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول..
/ طلال الحريري
-
واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا
...
/ سلامه ابو زعيتر
-
توضيح المفاهيم من أجل مقاربة نسوية للتحرر
/ دينيز كومان
-
النساء وثورة 1917 -مقابلة مع جان-جاك ماري[*]
/ جاك ماري
-
المرأة المغربية بين الاضطهاد والتحرر
/ عبد السلام أديب
-
تقدم و إرتداد الحركة النسوية عبر قرن
/ محمد حسين يونس
-
هل يستفيد رجال الطبقة العاملة من اضطهاد النساء؟
/ جون مولينو
-
قراءة في كتاب (قضايا المرأة في التدين الأجتماعي ) للدكتور
...
/ حميد الحريزي
-
نقد جذري لجذور هيمنة رأس المال على النساء
/ ليوبولدينا فورتوناتي
-
اضطهاد المرأة أم إفناءها، منظوران مختلفان
/ مؤيد احمد
المزيد.....
|