أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - عروس بفستان اسود!!














المزيد.....

عروس بفستان اسود!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 21:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حكايتها شائكة بكل فصولها منذ ولادتها وحتى موعد اعلان خطوبتها والذي كان سببا لنا لنشعر كم هي تعيسة وحزينة ووحيدة. الحسرة التي سكنت قلوبنا لن تنهي معاناتها اعرف ذلك ويعرف كل من حضر حفل خطوبتها، ولكن الصدمة اكبر من نرضى بخاتمة حزينة لإنسانة ذنبها الوحيد انها ولدت لعائلة مفككة. فيما الام انهت معاناتها بالطلاق وبالزواج مرة اخرى، بقيت الابنة بمكانها بمستنقع القهر والظلم مع أبيها الذي نشأ هو ايضا في اسرة مفككة فأخذ يتزوج المرأة تلو الاخرى ويترك اطفالا دون رعاية. هذه الابنة التي اتمت من العمر ثماني عشرة سنة تهرب من قهر الاب وزوجته الى قهر اخر اشد واصعب بقبولها الزواج من العريس الذي تقدم لها بتزكية من بنات عمها اللواتي يسكن بمدينة اخرى ظنن منهن بأن في ذلك خلاصها من بطش الاب وخدمة زوجة الاب. هنا كانت الصدمة اكبر من تختبئ من على وجوه كل من حضر اعلان الخطوبة بعد ان اصبح الزواج رسميا وعلى عيون الشهود! مبروك كانت غصة لم تكن لتخرج من افواه الحاضرين الا بصعوبة. ان شلة المتآمرين على هذه الجريمة يستحقون التقريع وليس المباركة. كان الاجدر بهم ان ينقذوها من هوة البؤس التي تنتظرها من هذا الزواج! الذي لن يكون لها سترا من الوقوع بالخطأ وان براءتها تلك ستفقدها مع اول خلاف مع زوجها او عائلته لترى سريعا في اي مستنقع رمت بنفسها هروبا من حياتها البائسة الى حياة اكثر بؤسا. الكارثة بأن اقاربها اخذوا يتلاومون فيما بينهم بعد اعتراض احدهم على مصير تلك الصغيرة وفي يقينهم انها ستتقاضى شيئا سعيدا من هذا الزواج، ولن تتقاضى الا اليأس والعجز وربما الانتحار.
انسانة منغلقة على نفسها لم يصقلها التعليم ولا طول العمر، لم تتعلم من احد ولا تدري شيئا عن هذا العالم، حياتها الماضية لا تؤهلها ان تتحمل مسؤولية الزواج بشكله الطبيعي فكيف لو كان هذا الشريك فاقدا لنعمة البصر وقدراته العقلية لم تصقلها مدرسة ! نعم ليس كل اعمى مؤهلا لان يكون طه حسين! ان هذا العريس الذي كان يستمتع بعصير الحبيبات الذي قدم ضيافة للحضور كما وكأنه احد الحضور المساكين وليس كل الحضور. اهل العريس يريدون من هذا الزواج ان يخلعوا عنهم مسؤولية العناية بهذا الابن العاجز ويضعونه امانة في عنق انسانة لا تعرف ان تقود نفسها حتى تقود غيرها او تقود ابناءها فيما بعد.
لأول مرة اصاب بالعجز من فكرة النصيب والمصير، وعقلي اخذني الى تلك الام التي نسيت انها انجبت اطفالا لهم عليها حق الرعاية، لماذا لم تشارك في تسبيب اسباب النصيب؟ لماذا ارتضت ان تترك ابنتها تصارع واقعها الحزين وحدها ولم تفكر مرة بإنقاذها.
اعرف بأن تلك البائسة تعيش مثلها مثل غالبية الناس من دون هدف تسعى لتحقيقه، ولكن هذا لن يبعد عنها ان مسؤوليتها اصبحت الضعف بقرارها قبول الزواج من هذا الانسان العاجز والخارج عن سياق المألوف وفي قدرتها على تحمل نقل الوصاية من والديه اليها فيما يخص كل شؤونه.
ان المسرحية التراجيدية لحياة تلك الصبية لابد ان تزداد تعقيدا ما دام دور الاهل معطل او مغيب اما بسبب الانانية او لفشلهم في توفير حياة سعيدة وحياة فضلى لأطفالهم. ولا بد ان تتكرر مشاهد المأساة مع اطفال تلك الصبية التي تهرب من الاضطهاد والعنف الى مزيد من الاضطهاد بصورة ابشع. الحقيقة ان الامل في ايجاد حل لمأساة تلك العروس اصعب من الصعود الى القمر ذلك لانها لم تعرف السعادة يوما حتى تفكر بها او تسعى لها او تحلم بها، فكان همها ان ترتاح من صراخ والدها لتصرخ هي ببيتها لا ان تضحك به كما ارى وربما يرى غيري ما اراه وبأنها عروس بفستان اسود.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوج في ملكوت الاخرى
- مخيم الزعتري ومال ليس لنا!!
- عريس لابنتي!!
- مخيم الزعتري وشعوب ستبقى ضائعة!!
- التوجيهي.. وماذا بعد!!
- اعترافات تولستوي
- طعام.. صلاة .. حب!!
- قليلا من المربى!!
- هل كانت مجنونة!!
- نجاح الكوتا ليس نجاحا!!
- الحلول لا تأتي خلعا!!
- الارتزاق بالتمويه!!
- الزنبقة السوداء للكاتب الكسندر دوماس
- جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف
- عمل المرأة في بيتها!!
- كورونا وحصار طروادة
- المرأة بصورتها المشرقة
- رائحة الجوافة العطنة!!
- السلامة في الحذر!!
- كلن يعني كلن تحت القانون!!


المزيد.....




- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - عروس بفستان اسود!!