أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - حالة طلاق لا تنسى














المزيد.....

حالة طلاق لا تنسى


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 13:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا ادري كيف تتأرجح مشاعرنا ما بين الغضب والفرح في ذات المواقف. اذ وجدتني استمع بدهشة وابتسامة عريضة وخالي يحدثنا عن اول حالة طلاق تمت بالعائلة وكان ذلك قبل منتصف القرن الماضي. واذا كنت اكتب لافهم جوهر اسباب الطلاق في حكاية تلك الجدة التي تزوجت من تاجرا للمواشي والاغنام. فأنني ابدا لن افهم كيف بدأت حياتها وزوجة اخرى كانت تنتظرها في بيتها. وبعيدا عن البحث في اسباب تعدد الزوجات في ذلك الزمن الذهبي النبيل والذي كان شاهدا على صبر الاجداد والجدات وحياة القلة، فأن الطلاق كان من الحالات النادرة حينذاك. ان تجبر احد الاطراف على الاخر سواء في متطلبات الزفاف او في صعوبة العشرة يكاد يكون السبب الاول للطلاق في اي زمان ومكان. اما قريبتي فأنني احاول ان اصف بدقة ما حصل معها من غير زيف لتعود مطلقة، اذ انها لم تخضع لقاعدة الخوف ليبقى زواجها صامدا، بل تمردت على حياتها واكتسبت من وتيرة الحياة التي عاشتها مع ذلك الزوج قسوة وجرأة حتى تقول له لا على طريقتها حدسا منها بالسعادة المقبلة. واذا اردنا ان نوضح كيف قالت لا! على بساطتها وبساطة زمانها: بأن حضر الزوج ومعه الضيوف ولم يجد سوى الارز بالبندورة طعاما في البيت وهذا الطبق بالمطبخ الفلسطيني يسمى هلالوبة ويقدم للأطفال الصغار في مرحلة التسنين. استشاط الزوج غضبا وهو يرى اللحم مهملا في زاوية من زوايا البيت ولم يطهى كما اتفق معها، بيدا انه كتم غضبه واستعان بزوجته الاخرى والتي كانت تقيم في بيت عائلتها لتقوم بأعداد الطعام اكراما لضيوفه. عادت قريبتنا مطرودة ومطلقة الى بيت اهلها بعد مغادرة الضيوف. فكرت بعد ان ضحكت لما قامت به، وقلت لابد انها فعلت ذلك بنفس راضية، وكأنها اقسمت الا تحتمل فوق طاقتها كما كن يفعلن النساء في ذلك الزمن. لا استطيع ان اتخيل مقدار ما وقع عليها نتيجة قرارها، واشفق عليها لان الجميع كانوا يرون بأنها داست بقدميها على سعادتها، وقد تركت وراءها بيتا عامرا وخيرا وفيرا. بيدا ان الغالبية يقولون من وسع وقرارها هي يأتي عن تجربة. اذ انها وحدها من تقرر انها لا تستطيع ان تبقى في حالة جري وراء متطلبات الحياة الاقرب منها الى الموت منها الى الحياة وهي تذوب فيها يوما بعد يوم. بالنسبة لقريبتنا حدسها بالسعادة المقبلة كان صحيحا وتحقق بزواجها الثاني وعاشت الحياة التي تشبهها. ان طلاق قريبتي لم يكن وليد اللحظة ولم يكن بسبب الارز مع البندورة بل لأسباب عديدة لا نعلمها وان ظهر منها ما عرفنا، حتى جعلها انسانة لا تنسى! نتندر بحكايتها وكأنها قصة مروية. وكأن الايام تعيد نفسها لم اتمالك نفسي من الضحك وانا استمع لصديقة وهي تتحدث عن عريس تقدم لخطوبتها وكان قد سبق له الزواج ولكن لأسباب تشبه سبب الارز بالبندورة اخبرها في جلسة التعارف ان حياته الزوجية انتهت بعد مضي تسع سنوات وسبب طلاقه ان الكيمياء بينه وبين زوجته كان صفرا. في جلسات التعارف نستمع للأسباب لنرضى ونبرر لأنفسنا اننا بمعية خير الناس وفي الحقيقة نحن نحتكم لظروفنا التي تجعلنا نقبل بما لا نريد. الحقيقة انني كنت اريد اعرف منها ان كانت قد سألته عن اسباب اخرى للطلاق. وما اكتبه الان ليس تصورا من الخيال وانما وصف بدقة لما قاله لها في جلسة التعارف قال: ان تلك الزوجة المهملة برأيه! لم تكن تشغل جهاز التكييف كما كان يطلب منها قبل حضوره البيت متعبا من العمل وانه في كل المرات هو من كان يقوم بتشغيله. اذا اعتبرنا ان هذا تذليلا على ان الكيمياء بينهما كانت صفرا كما يقول، فأن الحياة ما زالت تمشي بمنطق الرز بالبندورة وان مثل هذا السبب يعتبر تحديا من تلك الزوجة لزوجها حتى تستحق عليه الطلاق، أن مثل هذه الحيوات لا تشبه الا افلام الرعب القائمة على الآكشن. في النهاية اردت ان اقول اننا نحتاج لنرى الناس مرة اخرى وكأننا نتعرف عليهم مرة اخرى، ومعرفتنا تلك بقين التكيف مع الحياة حتى لا نفقد بريق الوانها من دون الضرر بأنفسنا.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروس بفستان اسود!!
- زوج في ملكوت الاخرى
- مخيم الزعتري ومال ليس لنا!!
- عريس لابنتي!!
- مخيم الزعتري وشعوب ستبقى ضائعة!!
- التوجيهي.. وماذا بعد!!
- اعترافات تولستوي
- طعام.. صلاة .. حب!!
- قليلا من المربى!!
- هل كانت مجنونة!!
- نجاح الكوتا ليس نجاحا!!
- الحلول لا تأتي خلعا!!
- الارتزاق بالتمويه!!
- الزنبقة السوداء للكاتب الكسندر دوماس
- جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف
- عمل المرأة في بيتها!!
- كورونا وحصار طروادة
- المرأة بصورتها المشرقة
- رائحة الجوافة العطنة!!
- السلامة في الحذر!!


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - حالة طلاق لا تنسى