أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - حول القيم الدِّينيَّة والقيم الإنْسانيَّة ..














المزيد.....

حول القيم الدِّينيَّة والقيم الإنْسانيَّة ..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 20:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


---------------------------------
اعتقد أنّ القول في أهميّة وأولوية وسمو القيم الدينية على القيم الإنسانية ، هُو قَوْل قديم ممجوج ، أو خطأ فكري تاريخي غير متعمّد ، يَحمل في طيّاته ، حال اَلجُمود والثَّبات لِلْفكْر ، ويعْتَمد في مآلاته ، على مَبدَأ السُّكون لِلْحقيقة والْواقع ..
فالواضح لكلّ ذي بصيرة مُنصفة ، أنّ مَسَار تَطوُّر الوعْي الإنْسانيِّ ، قد أَثبَت لَنَا – بِالْفِعْل - خَطأَه مُنْذ أمد بعيد . . لَيْس أقلُّه مَنْع العبوديَّة بتاتًا، وتجْريمهَا إِنْسانيًّا ، فِي حِين كَانَت – إِلى أمد غَيْر بعيد - مُبَاحَة اِجْتماعيًّا وثقافيًّا ، بل مشرعنة ومنْصوص عليْهَا دِينيًّا . .
ناهيك عن أن تَجارِب التَّاريخ المريرة أثبتتْ بُطْلانه .. وَ بينتْ للعقل الفاحص أنه حُكم مُغَالِط ، لََا يَستقِيم بتاتًا ، مع حُجَج العقْل الموْضوعيِّ ، وبراهينه القاطعة فِي إِثبَات نَامُوس التَّغَيُّر الأزَليِّ لِلْوجود ، وقانون الصَّيْرورة فِيه ، ولَا يَتفِق البتَّة ، مع خُطَى اَلمنْطِق اَلعلْمِي اَلسلِيم والْمعاصر . .
كذلك لا يَخفَى على الفهْم اَلحصِيف ، أيضاً ، أنَّ هذَا القوْل بِالذَّات ، مُؤسِّس على مُغَالطَة مَنطقِية شَائِعة ، ومسْلمات إِيمانيَّة لََا عَقلِية خَطرَة المآرب ، كمَا ذكرْنَا سابقًا - لِكوْنه يقوم على اِفتِراض مَعرفِي ، مُتَهافِت اَلأُصول والتَّمْحيص مُفَادِه :
أنَّ مَا يَأتِي مِن اَلمُطلق ( الماورائيَّ - الميتافيزيائي ) غَيْر المحْدود بِزمان أو مَكَان ، هُو صحيح دائمًا وأبدًا بِالضَّرورة . .
ومَا يَأتِي مِن اَلنسْبِي ( الوعْي الإنْسانيُّ - الفهْم الكائن فِي الواقع الفيزْيائيِّ ) المحْدود بِزمان وَمَكان ، هُو خطأ مُبرَم أو ذُو حقِّ أَنِّي ، مُؤقَّت على أَبعَد تَقدِير.
والْحقيقة كما ازعمها هي أنَّ هذَا الفهْم اَلرَّث ، إِنَّما يَصدُر عن ذِهْن إِيماني وُثوقيٍّ مُتَأخر جِدًّا ، اي ذِّهْن مازال يَستَنِد إِلى فِكْر " مَا قَبْل الحداثة " وتطوُّر اَلعُلوم ، ويعيش في حِينٍ ، كان الفهْم الإنْسانيُّ فيه ، طُفوليّا سَاذِجا وبدائيّ المدارك ، يَعْتاش على أَساطِير الأوَّلين ، ويؤمِّن بِخرافات الأقْدمين ، أو تصوُّراتهم المتراكمة وأضاليلهم المتوارثة عَبْر الأجْيال .
أو لنقل هو ذهن أو فَهْم ماضٍ ، يَعُود إِلى حِين كان فِيه الإنْسان ، يُؤْمِن بِأَنه مَركَز اَلوُجود والْكَوْن ، وأنَّ أحْلامه تَتَحكَّم بِهَا أَروَاح عُليَا وَقوَى خَفيَّة ، وأنَّ أسْلافه اِنْحدروا دُفعَة وَاحِدة مِن قِطْعَة طِين أو بُقعَة سَفِينَة ، وان غَايَة وُجوده وَاضِحة ، و . . وَإلَخ .
هو ذهن و فَهْم بالٍ ، يَنتَمِي إِلى حِين كان الفهْم فِيه ، يعْقلْن أَحدَاث الطَّبيعة ، كَسقُوط النَّيازك مثلا ، ويرْفع خُطوبَهَا الغريبة إِلى السَّمَاء ، بِتصوُّر بديع وَخَيال وَقَاد وهج ، ثُمَّ يْتنْزلْهَا بَعدئِذ بِنصوص مَنسُوبة ، وطلاسم مَرهُوبة ، ذات لُغَة مَفتُوحة الدَّلالات غَامِضة الإجابات ، بُغيَة تحْصينهَا مِن النَّقْد أو الانْتقاد ، وَتشجِيع الخشْية عليْهَا مِن أَيَّة شَذرَة عَقلِية تَكشِف تهافتهَا ، أو جُرأَة أَيَّة مُسَاءلَة رَفْض أو شكٍّ ، تُبْرِز هَشاشَة أَسسَها .
قُصَارَى القوْل :
إِنَّ التَّمَسُّك بِهَذا القوْل – الحقيقة الدِّينيَّة أَسمَى مِن الحقيقة الإنْسانيَّة - يُعبِّر بِالضَّرورة عن نمط مِن التَّفْكير الخطر ،
اَلذِي يَحمِل فِي ثنايَاه هَفَوات مَعرفِية فِي عِدَّة مَناحِي :
المنْحى الأوَّل : الإيمان اَلمُطلق بِعَجز الإنْسان على مُوَاجهَة الطَّبيعة .
الْمنْحى الثَّاني : الأيْمان التَّامُّ بِقصور العقْل الإنْسانيِّ عن الإجابات عن الأسْئلة المصيريَّة أو الغائيَّة والْكلِّيَّة .
والْمنْحى الثَّالث : التَّشْكيك المسْتمرُّ فِي مُقدرَات ذَلِك العقْل على الفهْم والْإحاطة وحلِّ مُشْكلاته دُون مُسَاعدَة خَارجِية ماورائيَّة . .
والْمنْحى الرَّابع : الاعْتقاد بِأنَّ مَنظُومة الرَّأْي القديمة ، والْعقائد المتوارثة المقدَّسة ، هِي ذات أَحَقيَّة مُطلَقَة وَأبدِية ، وَذلِك لِإعْجَاز فهْمهَا التَّامِّ لغوياً مِن قَبْل الأكْثريَّة ، أو للْقَدم اَلذِي يَتَمتَّع بِهَا وُجودهَا . . .
ولذلك كله، الحقيقة الدِّينيَّة - فِي تَقدِير القائلين بِهَا - هِي أهمُّ وأسْمى وأقدِّس مِن كُلِّ حُقُوق الإنْسان والْحرِّيَّات الأساسيَّة النِّسْبيَّة المتغيِّرة ، بل حتى مِن أَيَّة حَقِيقَة مِن الحقائق العلْميَّة والْإنْسانيَّة ، اَلتِي وصل إِليْهَا الفكْر أو سيتوَصَّل إِليْهَا الوعْي الإنْسانيُّ اَلقدِيم والْحديث والْمعاصر لَاحقًا . . .
وأخيراً أهمس لنفسي مُتسائلاً : منْ يدري ..!!
لعَل في مثل تربة هذا القول و الاعْتقاد بِالذَّات ،
تنمو وتترعرع أُولَى المنابتِ الفكْريَّة لِلْإرْهاب الدَّاعشي بين ظهرانينا. .
وَ يكمن عيَّن ظَلَام التَّدهْور اَلعقْلِي اَلذِي مازلْنَا نُكابِد شروره بمرارة . .
لِلْحدِيث بَقيَّة . .
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكِتَاب الفيروسي - مِن الدِّيكْتاتوريَّة إِلى الدِّيمقْراطي ...
- - فاوستْ - Faust - الرجلُ الذي باعَ روحَهُ للشيطانِ-
- البَحثُ في إيمانُ - هيغلْ -
- ليسَ بعيداً عنْ خدرِ العَواطفِ . .
- كتابُ ال لفياثانْ Leviathan
- الفنان التشكيليِ السوري - محمودْ الساجرْ -
- حوارٌ معَ صَديقي المُتَديّنِ . .
- أفكارٌ حولَ مثَالية الفيلسوف -هيغل - ..
- مِمَّا تَتَأتَّى أَهَميَّة اَلمبْدِع - وِلْيم شِكْسبِير -... ...
- قصّة كهفِ أفلاطونْ ..
- عبرةُ - تَاجِرُ اَلْبُنْدُقِيَّةِ - ..
- المِهنْ الآيلة للزوال بسبب ثورة الذكاء الاصطناعي القادمة
- العِلْم الحَقيقي وَالعِلم الزَّائف ..!
- تَوضِيح حَوْل مَعنَى - النَّظريَّة العلْميَّة -
- لِلنَّاسِ فِيمَا يُفكِّرون مَذاهِبْ..
- أَحزان الشّاب - فارتر- .. ل غوته
- حَدِيثُ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ . . ( 2 )
- دِينُ اَلطَّبِيعَةِ عِنْد - جَانْ جَاكْ رُوسُّو -
- سؤالٌ أكْبر مِنْ إجابَتهِ ..
- كتاب - هَكذَا تَكلَّم زرادشْتْ -


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - حول القيم الدِّينيَّة والقيم الإنْسانيَّة ..