أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - ليسَ بعيداً عنْ خدرِ العَواطفِ . .














المزيد.....

ليسَ بعيداً عنْ خدرِ العَواطفِ . .


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 22:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- - - - - - - - - - - - - - ----
لعلَّ تجربةَ فقدانِ أحدِ الأحباءِ ، هيَ منْ أكثرِ التجاربِ الوجدانيةِ تحدياً لوعيِ وأحاسيسِ الإنسانِ . حيثُ تنفجر في أعماقه براكين مرعبة من الشعورُ بالارتباكِ والضياعِ أو التشتت الذهني، و قد يصل الحال لدى بعضنا إلى حد الانهيارِ الكلي عندَ مواجهتة لهكذا حدثَ جلل مزلزل .
ربّما بسببَ مخالفتهِ لمنطقِ الطبيعةِ العامِ ، أو اعتياد الفهم على موتِ الأقدمِ وجوداً والأكبرُ سناً ، يعتبر فقدانُ أحدنا لطفلهِ - بلا شكٍ - منْ أكثرِ التجاربِ المُحزنةِ ، التي يمرُ بها الوالدانِ على الإطلاق. بلْ لعلها أكثر الخطوبُ أذىً ، وأشدّها إيلاماً وأسفاً في النفس .
وذلك بما تسببه هذه الفاجعة ، منْ مشاعرِ الصدمةِ و الحزنِ و الغضبِ ، والشعورِ بالذنبِ وتبكيت الضمير ، بالإضافةِ إلى الشعورِ العارم بالعجزِ وفقدانِ السيطرةِ على توابعِ الأمورِ ونواصي الحياة.
في تحليلٍ موضوعي عامٍ ، ودونُ الوقوعِ في خدرِ العواطفِ .
أنْ تفقدَ إنسانا عزيزا حبيبا كانَ أمُ قريبا ، ستشعرُ بكلِ تأكيدٍ ، وكانَ جزءا منْ وعيكَ قدْ ماتَ بالفعلِ أيضا ، وذهبَ بعيدا عنكَ ، معَ منْ تحبُ . الأكيدَ أنهُ ليسَ منْ السهلِ على هذا الإنسانِ المفجوعِ ، العودةُ إلى مسارِ حياتهِ الطبيعةِ ، أوْ مثابرةٍ حياتهُ العاديةُ كما كانَ منْ قبلٌ ، دونُ أنْ ينوءَ تحتَ ذكرياتٍ متدفقةٍ وعمرٍ ماضٍ ، وربما أسفٌ متعاظمٌ ، على ضياعِ ثوانٍ أوْ ساعاتِ أوْ هدرِ أيامٍ ، هربتْ منهُ وضاعتْ في سرابِ العمرِ ، دونُ استغلالها جيدا في اللقاءِ معَ ذاكَ الشخصِ الفقيدِ . وقدْ يكونُ الحدثُ أكثرَ صعوبةٍ ومرارةٍ ، إذا ما كانَ الإنسانُ المفجوعُ عاطفيا بعضَ الشيِ أوْ كانَ المفقودَ لهُ مكانةٌ كبيرةٌ في حياتهِ ،
بالطبعِ منْ المستحيلِ أنْ نتوقعَ منْ أيِ أحدِ النسيانِ إثرَ قترة محددةً أوْ نقررَ متىْ يمكنهُ المضيُ قدما في حياتهِ الطبيعيةِ ولوْ ظاهريا .
لأنهُ منْ المهمِ - في تقديري - أنْ تأخذَ الذاتُ الملوعة تلكَ ، وقتا للحزنِ والتعاملِ معَ فيوضُ مشاعر الحزنِ المتتاليةِ ، بكلِ أناةٍ وفهمٍ .
مؤكد هناكَ طرقٌ مختلفةٌ ، للتخفيفِ عنْ النفسِ الملوعة ، تعتمدَ بالضرورةِ على احتياجاتِ كلِ منا ، وتفضيلاتهُ الشخصيةُ ، وما إلى ذلكَ.
بعضنا يجدُ نوعا منْ الراحةِ في مشاركةِ مشاعرهِ معَ الآخرينَ ، بينما يفضلُ بعضٌ آخرُ ، أنْ يكونَ بمفردهِ تماماً ، وأنْ يخلوَ بنفسهِ ، كيْ يتفكرَ بروية بما جرى حولهُ ، بعيدا عنْ صخبِ الحياةِ وسلوانِ المجتمعِ .
في وقتٍ يجدُ بعضُ الناسِ العزاءِ في ممارسةِ الطقوس الروحية ، أو القيام بالأنشطةِ الإبداعيةِ مثلٍ الكتابةِ أوْ الرسمِ أوْ الاستماعِ الموسيقى...
في تقديري ، الأهمَ في ذلكَ كلهُ ، هوَ ألا يقسوَ المرءُ على نفسهِ ، وألا يحاولَ أنْ يفعلَ الكثيرُ منْ أفعالِ إجهادِ الوعيِ في وقتٍ واحدٍ .
وانْ يدركُ جيدا ، بأنَ الحزنَ هوَ عمليةُ مشاعرِ شخصيةٍ إنسانيةٍ معقدةٍ ، وان استحكام العادة منها و التمكن من تخفيف حدتها قدْ يستغرقُ وقتا طويلاً ، وربما العمر كله .
ولا اظن أن هناكَ طريقةٌ صحيحةٌ أوْ خاطئةٍ أوْ وصفة سلوك حتميةٍ للتعاملِ معها . ، لذلكَ على كلِ شخصِ منا أ أنْ يفعلها بطريقتهِ الخاصةِ وبالسرعةِ والطريقةِ التي تناسبهُ. .
لذلكَ أرى ، علينا التحلّي بالصبرِ معَ ذواتنا المرهقةِ ، وأخذَ الوقتِ الكافي للعيش على أمل التعافي ، ومحاولةُ العثورِ فيمنْ حولنا ، من نفوس وأرواح جميلة ، على الدعمِ النفسي ، والرعايةِ الانسانية ، التي نحتاجهما بشدة للوقوفِ مرةً أخرى .
فالحزنُ والسعادةُ - كما يبدوان لي أحياناً - هما أمرانِ لا يتجلّيانِ بعمقٍِ إلا بالمشاركةِ والاجتماعِ .
قصارى القولِ : لربما الحقْ وقفَ إلى جانبِ منْ قالَ يوماً :
أنَ الإنسانَ في المدرسةِ يدرسُ ويفهمُ ثمَ يدخلُ الامتحانُ ، أما في الحياةِ فالإنسانُ يدخلُ الامتحانُ منذُ اللحظةِ الأولى ، ثمَ أخيراً ، قدْ يفهمُ الدرسُ منها ، وكثيرٌ قد لا يفعلُ بالطبعِ .
القولُ أخيراً ، إنهُ مهما قلنا أوْ تساءلنا أو تمنطقنا ، في فهمِ وتحليلِ هذا النوعَ منْ مشاعرِ الحزنِ لدى الإنسانِ،
سيجيبنا الشاعرُ " إيليا أبو ماضي " قائلاً :
كلُ ما في الأرضِ منْ فلسفةٍ . . لا يُعزّي فاقداً عمنْ فقدَ .
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابُ ال لفياثانْ Leviathan
- الفنان التشكيليِ السوري - محمودْ الساجرْ -
- حوارٌ معَ صَديقي المُتَديّنِ . .
- أفكارٌ حولَ مثَالية الفيلسوف -هيغل - ..
- مِمَّا تَتَأتَّى أَهَميَّة اَلمبْدِع - وِلْيم شِكْسبِير -... ...
- قصّة كهفِ أفلاطونْ ..
- عبرةُ - تَاجِرُ اَلْبُنْدُقِيَّةِ - ..
- المِهنْ الآيلة للزوال بسبب ثورة الذكاء الاصطناعي القادمة
- العِلْم الحَقيقي وَالعِلم الزَّائف ..!
- تَوضِيح حَوْل مَعنَى - النَّظريَّة العلْميَّة -
- لِلنَّاسِ فِيمَا يُفكِّرون مَذاهِبْ..
- أَحزان الشّاب - فارتر- .. ل غوته
- حَدِيثُ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ . . ( 2 )
- دِينُ اَلطَّبِيعَةِ عِنْد - جَانْ جَاكْ رُوسُّو -
- سؤالٌ أكْبر مِنْ إجابَتهِ ..
- كتاب - هَكذَا تَكلَّم زرادشْتْ -
- كِتَاب - تَطوُّر مَفهُوم الإله -
- لَسنَا وحْدنَا فِي هذَا الكوْن 2
- لسنا وحدنا في هذا الكون ..!!
- حَدِيثُ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ .


المزيد.....




- أمريكا.. السجن 53 عاما لرجل قتل طفلا من أصل فلسطيني وأصاب وا ...
- -ديلي ميل-: ملفات سرية للمخابرات المركزية الأمريكية تكشف وجو ...
- تطبيق تيمو يوقف بيع البضائع الصينية -بشكل مباشرة- لعملائه في ...
- إسرائيل تقرر توسيع العملية العسكرية في غزة وتستدعي عشرات الآ ...
- إصابة عدد من الأشخاص إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألم ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخَين أُطلقا من اليمن
- محكمة أمريكية تقضي بسجن قاتل الطفل الفلسطيني وديع الفيومي 53 ...
- ماسك: الحظر المحتمل لحزب -البديل من أجل ألمانيا- سيكون -هجوم ...
- باكستان تناشد حلفاءها في الخليج المساعدة في تهدئة الأوضاع مع ...
- الحوثيون: استهدفنا موقعا في إسرائيل


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - ليسَ بعيداً عنْ خدرِ العَواطفِ . .