لسنا وحدنا في هذا الكون ..!!

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 22:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

-------------------------
مؤخراً ، تناقلتْ بعض محطات الأخبار والصحف العالمية أخباراً مقتضبة، حول وجود أجسام اقتربت من كوكب الأرض، تمّ رصدها و التعامل معها، في أجواء بعض الدول، ولا أقصد هنا المناطيد الصينية، بل أجساماً أخرى، قيل أنها ذات أشكال غريبة. وأنّ مراكز الابحاث العلمية المتخصصة في بعض الدول المتقدمةـ مثل ناسا وغيرها، تعكف على فك لغزها واكتشاف ماهيتها.
هذا الخبر اعاد إلى ذاكرتي قراءات قديمة جديدة، تتحدّث في مجملها، عن إمكانية وجود حضارات متقدّمة عنّا، تسكنُ في مناحي الفضاء اللامحدود.
كما تناهى إلى ذهني تساؤل قد يبدو غريباً للبعض :
هل حضارتنا البشرية الراهنة، في صدد التواصل حقاً مع حضارة أخرى، ما هي ملامحها ياتُرى ؟، كيف وكم تفوقنا تقدماً وعلماً و تقنية. ؟!
هذا التساؤلات وغيرها، دَفعتني لأنْ أبحث مجدداً وأقرأ عن "مقياس كاردشيف" ذائع الصيت في الإشارة إلى هذا الموضوع.
أثناء بحثي عما هو "مقياس كارداشيف" تبيّن لي أنّه مقياس للتقدم التكنولوجي، طوره عالم الفيزياء الفلكية الروسي "نيكولاي كارداشيف" في عام 1964. وهو مبني على فكرة أن مستوى التطور التكنولوجي للحضارة يتناسب طرديًا مع قدرتها على تسخير الطاقة.
أي أنه وسيلة لتصنيف استخدام أية حضارة للطاقة، بناءً على قدرتها على التقاط واستخدام الطاقة من بيئتها.
ثم وجدت أن هذا المقياس - كما يقول صاحبه - ينقسم إلى ثلاث فئات رئيسية من الحضارات، كل منها يعتمد على مستوى استخدام الطاقة الذي تستطيع الحضارة تحقيقه. وهي:
- النوع الأول من الحضارة:
هي الحضارة القادرة على تسخير واستخدام كل الطاقة المتاحة لهم من كوكبهم الأصلي. وهذا يشمل الطاقة من الشمس ومصادر الطاقة الحرارية الأرضية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
و ستكون الحضارة من النوع الأول قادرة على التحكم في الطقس ، ومنع الكوارث الطبيعية ، والحفاظ على بيئة مستدامة. سيكون لديهم أيضًا فهم عميق لقوانين الفيزياء والكون.
الحضارة من النوع الثاني:
هي الحضارة القادرة على تسخير واستخدام كل الطاقة المتاحة لهم من نجمهم الأم. وهذا يشمل الطاقة من إشعاع النجم والرياح الشمسية.
ستكون حضارة النوع الثاني قادرة على بناء "كرة دايسون" ( سأشرحها في مقال مستقل ) أو أي جهاز آخر لجمع الطاقة حول نجمها لتسخير كل طاقتها.
أي سيكون لديهم أيضًا معرفة متقدمة بالفيزياء الفلكية وسيكونون قادرين على السفر بين النجوم.
النوع الثالث من الحضارة:
هي الحضارة القادرة على تسخير واستخدام كل الطاقة المتاحة لهم في مجرتهم بأكملها. وهذا يشمل الطاقة من جميع النجوم والأجرام السماوية الأخرى في المجرة التي ينتمون إليها.
و ستكون حضارة النوع الثالث أيضا قادرة على بناء شبكة من كرات دايسون أو غيرها من أجهزة تجميع الطاقة حول كل نجم في مجرتهم.
سيكون لديهم أيضًا فهم متقدم لقوانين الكون وسيكونون قادرين على السفر بين المجرات.
قصارى القول :
لا أدري إذا كنا سنفاجئ هذا العام باتصال حضارة ما ، لكائنات من حضارة أخرى، وأظن من الصعب الان معرفة ما هو نوعها أو مستوى تقدمها عنا .
لكن المؤكد - بالنسة لي - بحسب هذا المقياس، إن حضارتنا البشرية الراهنة مازالت دون مستوى الحضارة من النوع الأول الذي حدده كارداشيف.
فكما لاحظنا أعلاه هو يُركز على قدرة الحضارة على تسخير الطاقة واستخدامها، وليس على أي مقياس آخر للتقدم التكنولوجي.
بمعنى إنّه حتى الحضارة التي حققت السفر بين النجوم، و لم تستطع أن تسخر كل الطاقة المتاحة لها بعد، ستظل تُعتبر حضارة من النوع الأول.
أخيراً : تجدر الإشارة أن هذا المقياس الحضاري، على الرغم من نظريته الصرفة، إلا أنه مازال يعمل بمثابة أداة مفيدة للتفكير في القدرات المحتملة للحضارات المتقدمة والتقدم التكنولوجي لحضارتنا الراهنة، والتحديات التي قد تواجهها قريباً جداً ، وربما اقرب مما نتوقع .
zakariakurdi
للتعمق والاستزادة :
"مقياس كارداشيف" لإيفان ألمار وزولتان كولاث: يقدم هذا الكتاب تاريخًا مفصلاً لتطور مقياس كارداشيف ويستكشف آثارها على مستقبل البشرية والحياة خارج كوكب الأرض.
"مستقبل البشرية: تعديل المريخ ، والسفر بين النجوم ، والخلود ، ومصيرنا وراء الأرض" لميشيو كاكو: يستكشف هذا الكتاب مستقبل الحضارة الإنسانية ، بما في ذلك إمكانية تحقيق النوع الأول، والنوع الثاني، والنوع الثالث على مقياس كارداشيف وبناء الهياكل العملاقة مثل كرات دايسون.

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل