أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - رسالةٌ إفتراضية..














المزيد.....

رسالةٌ إفتراضية..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 00:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


---------------
أرسلَ لي صديقٌ غضوبٌ رسالة مُقتضبة، يُسائلني فيها :
إلى متى سيبقى الناس رهناء مُخلصين للتفكير الديني ؟
ولماذا لا يرى هؤلاء الناس أثر العلم، رغم أنهم ينتفعون - في كلّ دقيقة - بمنجزات التفكير العلمي وفضائله الجمّة على حيواتهم .؟
قائلاً لي : أنت تعلم جيداً ، أنّه في رياض التفكير العلمي و سياق منطق العلم يُمكن للمرء بسهولة، إثبات أيّ خطأ فكري أو حسابي أو تجريبي ..
بينما في سياق فهم الدّين و أنموذج التفكير الديني ، فأنت لا تستطيع مجرّد التصدّي لأبسط أضاليل التفكير الديني البيّنة، أو حتى تفنيد خرافاته الفاقعة ..
وانْ انتَ فعلت ، فسينبري لك جيش من المؤمنين الحمقى والموتورين والمغيّبين ، ليقذفوا في وجهك، ألافاً مؤلفة من الأعذار والأسباب والمُغالطات و التبريرات غير المنطقية.
فأجبته بما يلي ، بعد مُطالبته بأن يُهدأ من روعه قليلاً ، كي يفهم جوهر المقال :
لا شك لديّ يا صديقي العاقل ، في أنّ طريقة التفكير الديني وطريقة التفكير العلمي هما طريقتان مختلفتان لفهم وتفسير العالم.
فالتفكير الديني مثلا ، يعتمد على الإيمان والمعتقد ، وغالبًا ما يُركز على فهم الجوانب المتعالية للحياة، والتفكير فيما وراء الطبيعة والوجود ، مثل طبيعة الله أو أو الروح ، والغرض من الحياة ، ومكان الإنسان في الكون..الخ
و أنت تعلم جيدأ ان مظاهر التفكير الديني تُعبرُ عن نفسها في الطقوس والاحتفالات والصلاة والتأملات وبعض أساليب الحياة كالزهد والتصوف، والفن والأدب و حتى في نمط التفكير الفلسفي الديني .
أما التفكير العلمي فهو يعتمد اسلوب البرهان، و على الملاحظة والتجريب والأدلة .
وبالتالي هو يهدف إلى اكتساب فهم اعمق للقوانين والعمليات الطبيعية في العالم ، من خلال البحث والتحليل المنهجي. وبالتالي الحصول على المعرفة الموضوعية ، وتطوير النظريات والنماذج القائمة على الأدلة.
لكن أعلم جيداً ، أنه قد يتساءل معك كثيرون :
تُرى أيّهما أفضل لتنمية الحياة الانسانية وتطوير الوعي و التقدم في فهم الحياة؟
في الحقيقة - حسب فهمي المنطقي - منْ غير الممكن - للاسف- أن نُطلق على هذه المسألة العقلية حكم قيمة ، وأن نتوخى -في ذات الوقت - الصواب التام فيه .
فالموضوعية تقتضي منا ياعزيزي القول أنه
من الصعب تحديد أيّهما أفضل للتنمية البشرية والوعي و التقدم في فهم الحياة.
لأن ذلك يعتمد - في تقديري - على طبيعة المعتقدات ونوعية التجارب الشخصية معاً وكثير من الأمور الأخرى.
اذ يمكن أن يُساهم كلٍ من التفكير الديني والتفكير العلمي في التنمية البشرية والوعي والحياة.
كما يمكن أن يُساعد الدّين في إعطاء معنى وتوجيه لحياة الناس ، وتقديم الدعم في المحن و الكوارث أو في الأوقات الصعبة، و بالتالي يعمل على تعزيز الشعور بالتواصل مع الآخرين.
بالاضافة أنه يمكن أن يُساعد الدين أيضًا في تطوير البوصلة الأخلاقية للمجتمع الانساني، وتعزيز التعاطف والرحمة بين افراده، رغم صراع المصالح وتنازعها.
كما لا انسى في المقابل ، يمكن أن يساعد التفكير العلمي في الحصول على معرفة موضوعية للعالم، وتطوير فهم للقوانين والعمليات الطبيعية.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى التقدم التكنولوجي والمجتمعي ، الامر الذي يساعد في حل المشكلات وتحسين مستويات المعيشة.
ومع ذلك ، منَ المُهم جداً ، أن تُدرك أن التفكير الديني والتفكير العلمي ليس بالضرورة أن يكون بينهما حرب وجود ، أو أنْ يكونا معاكسين لبعضهما البعض. نافياً أحدهما للأخر بالضرورة.
فالملاحظ المُنصف ، يرى أنه يُمكن أنْ يكونا كلاهما معاً في مجرى الواقع ، وأنْ يكمل بعضهما البعض في فهم وتفسير العالم.
من المهم جدا - في زعمي - أن يكون المرء أولاً متفتّح الذهن، صادق الطوية ، يؤمن بالتعددية ، وأنْ يدرك جيداً ، أنه يمكن أن توجد في الواقع ، وجهات نظر وتفسيرات متعددة.
بمعنى أن الأمر في حقيقته، متروك لأفهام الناس ، لتحديد تأثير الدين والعلم على حياتهم ، وما هو جوهر التوازن الذي يريدون الحفاظ عليه بين هذين التأثيرين.
أخيراً وليس آخراً :
لا أريدك أن تنسى أبداً يا صديقي العاقل، أنّه لطالما هناك حياة، سيكون هناك صراع على نحو ما . وقد يأتي ذاك الصراع الأبدي ، بجديد كلياً ، لا يوافقنا جميعاً ..
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ حول أهمية الإنسان -جبران خليل جبران-
- رسالة حول التسامح ..
- لإرهاب عدو الانسانية جمعاء..
- هلْ يوجد لدى الإنسان إرادة حرّة أمْ أنّها مُجرد وهم.؟
- الفرق بين التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي
- نبذة بسيطة حول فلسفة إسبينوزا
- أفكار أولية حول مفهوم الدّينْ..
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (17)
- مداخلة حول -معنى وأهمية التفلسف-
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (16)
- أفكارٌ عامةٌ حول الأصولية والفكر الأصولي (2)
- أفكارٌ عامةٌ حولَ الأصولية والفكر الأصولي (1)
- متى يَخون المُثقّف..؟!
- أفكارٌ بَسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحَد ..( 15)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ ..(14)
- طاعون الشرق..
- رأيٌ خاص حولَ مَنْعِ التّفاهة ..
- آراءٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحَدْ ..(13)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد .(12)
- آراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ (11) ..


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - رسالةٌ إفتراضية..