زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 7370 - 2022 / 9 / 13 - 22:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
---------------
في ثوراتهم المتتالية، جلبوا الوبال على حياة الناس البسطاء المؤمنين،
من خلال إشعال داء الحماسة الطائفية، وايقاظ وباء النعرات المذهبية،
وجاهدوا في إرواء الأفهام السقيمة بأفانين البغضاء المدنسة،
وعملوا بدأبٍ - وما زالوا - على احتلال أذهان الناس وحشرهم في بمستنقعات الكراهية المُقدسة..
فدمروا المنجزات البسيطة، في تلك الأوطان المنهكة،
وأعدموا الاحلام النشيطة للإنسان الشرقي المتعب بلغو أجوبته،
وهدموا نا استطاعوا من الاستقرار الهش في المجتمع ،
ثم قتلوا الأمن والأمان الغرّ في نفوس أبنائه التائهين أصلاً بين شظف العيش ورُعب المعيش..
الآن .. و لضرورة حركة التاريخ ،
هزموا - إلى حين - في أكثر من مكان ،
ربما بالغلظة والدماء ، و ربما بتجاوز الكرامة، و قليلاً من الاعتداء على كينونة الإنسان ..
لكنهم الآن، ومن تحت رماد جهل المُنتصرين عليهم، وبُهتان غلوائهم الفاسد.
هم فاعلون _مرة أخرى _ في تنشيط دور الثورات الثانية ،
عبر الفتك اللئيم ، بما تبقى من أمشاج الوطن،
و عبر استغلال صوت الضنك، و ضيق حياة المواطنين،
والعمل على إزكاء غباء الغضب في ضعف الناس،
و بالتالي تعزيز قلة حيلتهم المشلولة امام الواقع الجديد ،
لقد عادوا لاستغلال بؤسهم المعاشي ،
وجرّهم الى موت أقسى من ذي قبل ،
من خلال الهذر المرسوم على قرقعة البطون،
والتخفي بمهارة فائقة وراء نحيب الأطفال الباقين،
هم قوم أتقياء للباطل، لا يؤمنون بعزة و حرمة للوطن،
بل يرونه مُجرّد كمشة تراب عفن، وبقعة أرض مرمية في دار الفناء وحسب .
ولهذا لن تجدهم يؤمنون بحق الإنسان في المخالفة والتفكير ، إلا إذا سلّم لهم ناصية عقله كلية ..
و لنْ تراهم يركنون إلى ضلالتهم السماوية، أو يعودون الى صلاتهم المأفونة.
حتى يروا بأم أعينهم، هروب ما تبقى لهذا البلد من مستقبل، أو حتى يطفئوا تماما آخر بصيص للحياة ..
انهم "الاخوان المسلمين .. طاعون الشرق المقيت، الذي تتحكم دهاقنة الغرب بكل أواصره ..
ويستفيد الاخرون دائماً - عن وعي - من كافة توجهاته وظواهره ..
حذّروا أفهامكم منهم.. واحذروا جهلهم المقدس..
وتذكروا ما قيل لكم منذ عشرات السنين:
فظيع جدا ما يُرسم ..
والافظع منه أن تُعلمْ
بأنّ الخططَ مُدبرة..
وأسواراً من عقلك تُهدمْ
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟