|
وجهة نظر في الديمقراطية ( 2 )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7587 - 2023 / 4 / 20 - 16:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" اثناء اشتغالي على هذه الدراسة ، مدير البوليس السياسي DGST الجلاد Le bourreau, le psychopathe et le tortionnaire ، يقطع الكونكسيون عن منزلي ، فسأضطر للخروج لأرسلها من Cyber " الفصل الثاني : لم تكن كل مشاريع أحزاب المعارضة البرجوازية ، المعارضة البرلمانية ، ومختلف تصوراتها لمسألة التغيير ، من الوضوح والتجلي ، بحيث يمكن معها تحديد كل معالم المجتمع البديل في علاقاته الاجتماعية واطاراته السياسية ، وكذا صلته بالمسار التاريخي لواقع التحولات الاجتماعية ومستوى الوعي بشروطها . كما ان هذه القوى لم تهتم كبير الاهتمام بمسألة توضيح مشاريعها وتصوراتها تلك ، بالقدر الذي تأخذ معه بعدها التعبوي ، وتقوي من صلة التحام هذه القوى بحركة الجماهير ، ومدها بكل أدوات كسب الوعي بشروط وجودها ، وكذا مستوى الفعل فيه . وما يبرر غياب هذا الاهتمام ويفسر ابعاد حقيقته ، هو طبيعة الرؤية التي اعتمدتها هذه القوى في صياغة فهمها لحقيقة الواقع ، وتحديد عناصر تشكله ومجمل مكوناته . فهي إنْ سعت الى بلورة مشروعها في التغيير ، فانها لم تصل الى مستوى فهم وتجديد شروطه وطبيعة اداته .فكان ان اختزلت كل إمكانيات تحقيق الفعل وإنجاز التحول المجتمعي في مختلف مستوياته ، في مسألة السلطة والاستيلاء على جهاز الدولة ، كسبيل لتحرير الشعب من قبضة مستغليه ، وتمكينه من العيش في شروط اجتماعية واقتصادية افضل ، يضمنها انجاز مجموعة من المشاريع والبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي تكون جاهزة للتنفيذ . هكذا تبقى المسألة عالقة بين نجاح او فشل الوصول الى جهاز الدولة والسلطة ، دون ان يكون لكل ذلك أي تأثير في نمو وارتقاء مستوى اسهام الحركة الجماهيرية ، او نضال الشعب في عملية التغيير وإرساء اسسه ، وهذا ما يسمح لنا بالقول على ان مختلف تصورات أحزاب برجوازية الدولة المعارضة ، صيغت في شروط الصراع ، ومن خارج اطاره في نفس الوقت . أي انها حاولت ان تعكس الحاجة الى التغيير ، دون ان تصل الى مستوى بلورة الفعل التاريخي الذي يحققه في سياق تطور شروطه . فضاعت بذلك طبيعة العلاقة التي تميز صلة الحركة الجماهيرية كفعالية تاريخية ، بعملية التغيير ومجمل شروط التحول النوعي ، الذي لابد وان يتجلى في الواقع كوعي واطارات للممارسة . تلك سمة عامة ميزت مختلف الحركات الوطنية الديمقراطية ، سواء في العالم العربي ، او على مستوى العالم ، إذ كثيرا ما اعتبر الاستيلاء على الدولة باسلك الطرق ، بمثابة المقدمة او المدخل لكل تحديث او تنمية للمجتمع . وبصرف النظر عن حمولة الخطاب السياسي الذي يعتمده هذا التوجيه ، وما يزخر به من شعارات ، فان اهتمامه الضيق والمحدود بحركة الجماهير ، ورؤيته المشوبة بنوع من النفعية لنضالها ، جعلته يساهم في إعاقة تطور فعاليتها ، ويكرس حالة من الريب تنتهي الى النفور والابتعاد عن كل نشاط سياسي كيفما كان مستواه . ان الحركة الجماهيرية في فهم هذا التوجه والذي انقرض بانقراض أصحابه ، لا تزيد عن كونها قوة ضاغطة يمكن الاستفادة من نضاليتها في تحقيق اهداف سياسية ، دون ما حاجة بها لوعي طبيعة تلك الأهداف ، ولا مدى صلتها المباشرة ، او غير المباشرة ، بمصلحيتها الأنية او التاريخية ، حيث كان التحريض هو النهج المتبع في تعبئة هذه القوى الضاغطة ، والذي لا يجعلها على بينة الاّ بما طفا من حقيقة الأمور . وإنْ كنا نبسط هذه الملاحظة على هذا النحو ، فإننا نعتقد ان الاهتمام بنمو وتطور حركة الجماهير ، لا يقف عند حدود تعبئتها لخوض نضالات مطلبية محدودة ، او اللجوء الى اعتماد طاقاتها في كسب مواقع سياسية في الصراع . بل انه يتعدى كل ذلك الى ضرورة ربط هذه الحركة كوعي وممارسة ، بسياق عملية التغيير وتنظيم الفعل فيها ، بما يتناسب وسعة إمكانية عطائها النضالي ، وقوة اندفاعها فيه ، دون الدفع بالأمور الى حد تفجير معارك فيها الجماهير مكشوفة الظهر ، وتجهل كل ابعادها السياسية . ان هذا الفهم ينطلق من معاينة لواقع الصراع في بلادنا ، ورصد لمستوى تطوره ، ومدى فعالية اسهام الحركة الجماهيرية فيه ، ويعتمد كخلاصة ، ضرورة تغليب وتقوية خط النضال الديمقراطي الجماهيري الذي يفسح المجال لانخراط الجماهير في كل مستويات الصراع ، بما يكسبها وعيها بحقيقة شرط وجودها ، ويحول اندفاعها العفوي الى فعل واعٍ يقوي من مستوى فعاليتها في عملية التغيير وتثبيت مشروع المجتمع الجديد . ولا يفوتنا هنا ان نؤكد على ان التقدم في اتجاه ذلك ، يقتضي بالأول تجاوز كل المفاهيم والتصورات الضيقة التي قادت الجميع الى تكثيف محاولاته في اتجاه بسط هيمنته ، واحكام سيطرته على كل الإطارات الجماهيرية ، وخنق كل إمكانيات الصراع الديمقراطي المفتوح بين مختلف القوى التقدمية والديمقراطية التي تحلم بالتغيير . ففي الوقت الذي كان على الجميع ان يعمل على تطوير مجالات ممارسة الديمقراطية ، وتعميق أساليب الاخذ بها ، اعتمد كل طرف نهج التصفية واقصاء الاخر ، ذلك الى حد الملاحقة والحرمان من حق التواجد في العديد من الأحيان . ( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجهة نظر في الديمقراطية
-
الديمقراطية كأداة للترويض السياسي
-
السياسة بين الحب والحرب
-
الغلاء وارتفاع الأسعار في المغرب .
-
العقلنة المشوهة
-
العيّاشة المُتعيّشون من السياسة
-
هل إسرائيل في طريقها الى الزوال ؟
-
في الثقافة السياسية
-
هل ستفعلها المملكة العربية السعودية ، وهل سيفعلها الرئيس الر
...
-
فشل الدولة البوليسية بعد سبعة وستين سنة من النهب والافتراس
-
الخطاب السياسي ( 4 )
-
الخطاب السياسي ( 3 )
-
الخطاب السياسي ( 2 )
-
الخطاب السياسي ( 1 )
-
السلف . هل حقا كان سلفا صالحا ، ام كان في حقيقته سلفا طالحا
...
-
في البطريركية السياسية
-
تغول بوليس الدولة البوليسية السلطانية
-
استراتيجية الاختراق الإسلامي للجامعة ومنها للمجتمع
-
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
-
التحالف ضد الشعب
المزيد.....
-
غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ
...
-
ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز
...
-
اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق
...
-
ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
-
-إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
-
مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار
...
-
سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
-
هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص
...
-
الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
-
الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|