أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زهدي شاهين - قراءة في مشهد مناوشات الشمال














المزيد.....

قراءة في مشهد مناوشات الشمال


محمد زهدي شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 00:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


اختلفت التحليلات والرؤى والتصورات حول عملية اطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني على منطقة الجليل الفلسطينية المحتلة يوم الخميس الماضي، فهناك من يرى بأنها تندرج تحت بند الرد الطبيعي على الاقتحامات المتكررة وشبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك وتدنيسه والاعتداءات الهمجية على المصلين والتنكيل بهم من قبل جنود وشرطة الاحتلال الصهيوني من اجل فرض امر واقع جديد مع مرور الوقت في المسجد الاقصى من اجل تقسيمه مكانياً وزمانياً، وهذه الاحتمالية هي الاحتمالية الواردة. لكن يعتقد البعض بأنها خطوة انفعالية اتت دونما تروي ودراسة في حال ما كانت من غير تنسيق مسبق مع الحزب، لكنها وبغض النظر عن ذلك فقد كشفت لنا بواطن الضعف الأمني الاسرائيلي، واضمحلال قوة الردع لديهم وخوفهم المؤكد من المواجهة التي عززها قصفهم لمناطق زراعية خالية ومفتوحة خوفا من رد المقاومة اللبنانية.
يظن أخرون بأن من يقف خلف هذه العملية هي دولة الكيان إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة من اجل الهروب من الأزمة الداخلية التي تعصف في كافة القطاعات الاسرائيلية الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغير ذلك من القطاعات الاخرى دونما استثناء. هذا التصور على الأغلب مستبعد، ولكنني لن أخوض فيه وساترك الباب هنا مفتوحا، ولكنني سأعرج على ازمتهم الداخلية فواهم من يعتقد أو يظن بأن هذه الجولة ستخرجهم من أزمتهم كونها أزمة عميقة جدا وسرعان ما ستعود لكي تطفو على السطح من جديد.
هناك ايضاً من يعتقد بأنها عملية متفق عليها مع الجانب الاسرائيلي وهذا أمر مستبعد جملة وتفصيلاً كونها تندرج تحت بند التخوين المباشر وهذا ما لا يتم التعاطي معه ابدا كونه كلام شعبوي هنا وهناك.
هذه الصواريخ دونما ادنى شك رفعت من معنويات الفلسطينيين والمقدسيين على وجه الخصوص الذين اصيبوا بالخيبة والخذلان من قبل الدول العربية والإسلامية التي تقف مكتوفة الأيدي اتجاه الاعتداءات على الاماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في فلسطين ، ومما زاد الطين بِلة بيانات الشجب والاستنكار والإدانات بأشد العبارات، ومناشداتهم للمجتمع الدولي التي تأتي من باب الضعف والعجز والهوان.
رجح الكثير منذ البداية بأن دولة الكيان لن تحتفظ بحق الرد كما هو الحال عليه في عالمنا العربي والإسلامي، ولكنها ستكتفي برد محدود من باب ذر الرماد في العيون وحفظ ماء الوجه، وهذا يأتي من باب عدم الصعود على الشجرة لأن عملية النزول عنها ستكون مكلفة جداً وهم غير مستعدين لدفع الثمن هذا من باب ، ومن باب اخر فقد اختار ساسة الاحتلال هذا النوع من الرد لكونهم يرغبون بالدرجة الأولى في تحقيق وحدة الصف الداخلي من خلال احراج المعارضة الداخلية بأن دولتهم أمام الكثير من التحديات وفي مقدمتها الخطر الوجودي لكيانهم ولا بد من تنحية خلافاتهم جانباً. فهم يعتقدون بأنها فرصة مواتية لهم من اجل استثمارها وصيد عصفورين بحجر واحد، من خلال رد محدود لا يدخلهم اتون حرب مفتوحة ستكون صعبة وطويلة، وتحييد للمعارضة الداخلية وفقا للحجج أنفة الذكر، وهذا ما لا اظنه كما يقول مثلنا العربي كونها مسلة ما بتخيط فأزمتهم عميقة، وحكومتهم حكومة ضعيفة متهورة، وكيانهم أخذ بالتأكل بفعل عدة عوامل داخلية اهمها الأزمة الحالية، وخارجية في تنامي محور المقاومة، ومعادلات الإقليم الجديدة، وخلافاتهم الدولية.
تعددت التساؤلات كذلك في كون هذه العملية قد جاءت بعد تخطيط مسبق بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله أم لا، واذا ركنا للحالة الأولى فأنني لا اعتقد بأن محور المقاومة بحاجة لاختلاق المبررات من اجل مهاجمة الكيان الصهيوني الذي يقصف جهارا نهاراً في سوريا اهدافا سورية وإيرانية ولبنانية تابعة للحزب، إلا اذا كان ذلك من باب الاستثمار واللعب على الوتر العاطفي الديني للشعوب العربية والإسلامية كون قضية المسجد الأقصى هي قضية كل مسلم، وهذا ما لا يختلف احد معه أو عليه، وهناك احتمالية اخرى بأن حزب الله لا علم لديه عن هذا الأمر لعدة اسباب لن نتطرق اليها كون هناك ما يدحض هذه الاحتمالية ويعيدنا للاحتمالية الأولى وهو التسجيل الذي بدى هادفا لأمر ما، والذي نشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي لفتاة لبنانية صورت المكان الذي انطلقت منه بعض الصواريخ من ارض زراعية حتى بدى الأمر كما لو أنه قد خطط له مسبقاً كون المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ كانت قريبة من مكان تواجد الفتاة وهي منطقة هشة امنيا لكونها مكشوفة، ومنصات الاطلاق بحاجة لبعض الوقت والترتيبات من اجل تجهيز عملية الاطلاق.
وفي هذه المناسبة نجد أنفسنا نقف أمام عدة تساؤلات:
من هي الجهة الفلسطينية التي تقف خلف عملية اطلاق تلك الصواريخ؟ هل هي بالفعل حركة حماس؟ وهل كان ذلك بتنسيق مسبق مع حزب الله أم لا؟
أم يا ترى جهة فلسطينية اخرى فكرت خارج اطار الصندوق؟ وهل سيكون المسجد الاقصى في ليلة الثامن والتاسع عشر من رمضان عرضة للاقتحام أم لا؟
فلكل اجابة هنا مدلولها وما يبنى عليها، وها نحن في حالة انتظار وترقب لنرى مدى نجاعة وتحقيق انجازات واهداف عملية اطلاق تلك الصواريخ، وتطوراتها وتبعاتها على حالتنا الفلسطينية وهل كانت في مصلحتنا أم لا، وما مدى تأثيرها على الوضع الداخلي الاسرائيلي، والساعات أو الأيام القليلة القادمة كفيلة بإعطاءنا اجابات شافية ووافية، ولا شك بأن اعيننا ستبقى تتجه نحو المسجد الاقصى المبارك.



#محمد_زهدي_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة ممالك بني اسرائيل المرتقبة
- الخطأ الاستراتيجي الفلسطيني في ادارة ملف مشروع القرار الأممي
- الحرب النفسية على الفلسطينيين جبهة مفتوحة على مصراعيها
- الأمن المجتمعي والأمن القومي الفلسطيني
- معالم في طريق مستقبل قضيتنا الفلسطينية
- دعوة القيادة الفلسطينية نحو رؤية وطنية شاملة
- على كرسيه لا يجلس غريب
- الهيئة الوطنية العليا لمدينة القدس
- كريم يونس طائر الفينيق الفلسطيني
- ذكريات في ساحات سجن النقب
- المطلوب فلسطينيا لمواجهة حكومة نتنياهو المتطرفة
- وقفة مع المشهد الفلسطيني
- فتح وأسلمة الخطاب
- معركة الخطابات والكلمات
- لقاء جدة مع بايدن ضحك على الشعوب
- تقييم الذات وقصيدة الحياة
- الهوّة بين الأمل والعمل
- قراءة نقدية في مصباح ديوجين-
- قراءة نقدية في الفلسفة الكلبية -مصباح ديوجين-
- في ظلال الانقسم


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زهدي شاهين - قراءة في مشهد مناوشات الشمال