أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زهدي شاهين - الخطأ الاستراتيجي الفلسطيني في ادارة ملف مشروع القرار الأممي














المزيد.....

الخطأ الاستراتيجي الفلسطيني في ادارة ملف مشروع القرار الأممي


محمد زهدي شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 15:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل تجهض الحامل جنينها؟ وهل يفشل صاحب الرؤيا رؤيته وتوجهه؟ بالتأكيد لا، وهذه هي الاجابة الصحيحة عن مثل هذه الاسئلة مجتمعة. لقد كانت خطوة التراجع عن طرح مشروع قرار ادانة الاستيطان في مجلس الأمن الدولي بمثابة خطأ استراتيجي قاتل اصابنا في مقتل، أعزوه الى خلل في كيفية ادارة المعركة من خلال عدم قراءة الموقف بشكل سليم.
عندما يتم تبني توجه سياسي معين، يقاتل حامل راية هذا التوجه على عدة جبهات، منها وفي مقدمتها اقناع جبهته الداخلية في توجهه، وهذا الأمر بالذات كان لا بد بأن يكون حاضرا في ذهن الساسة وصناع القرار كون الحالة الفلسطينية مشتتة ومنقسمة على ذاتها، بين مؤيد ومعارض للتوجه السياسي الفلسطيني الرسمي في كيفية ادارة الصراع، والتي تعتبر الجبهة الدولية أحد أركانها وجبهاتها الأساسية، وفي مقدمتها المعركة على جبهة القانون الدولي. بالتأكيد فالحالة الفلسطينية الرسمية بحاجة الى تعزيز ثقة الشارع الفلسطيني في توجهها وسلوكها النضالي. فهذا التراجع عمّق الأزمة الفلسطينية ، ومن جهة أخرى أخرج الإدارة الأمريكية من دائرة الحرج أمام العالم، كون حق النقض "الفيتو" الامريكي كان حاضراً لمنع قرار إدانة وشرعنة الاستيطان، وهذا التراجع بحد ذاته كان بمثابة طوق نجاة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت ستتعرى تماما من قيمها جراء استخدامها حق النقض الفيتو من أجل إجهاض مشروع القرار الذي يدين ويجرم الاستيطان في أراض عربية محتلة باعتراف واقرار المجتمع الدولي.
قد تكون الدبلوماسية الفلسطينية تراجعت عن تقديم هذه الورقة الدبلوماسية والقانونية تحت الضغط الأمريكي والتلويح والتهديد باستخدام حق النقض الفيتو، ممّا حدى بالجانب الفلسطيني بقبول الحصول على بعض التعهدات والتطمينات الأمريكية التي تعتبر مصلحة فلسطينية عاجلة بإلزام اسرائيل بوقف اجراءاتها أحادية الجانب، كالاستيطان وهدم المنازل واقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، واقتحامات المسجد الأقصى وأعمال قتل واستباحة دماء الفلسطينيين.
ولكن الصواب كان في استمرارية تقديم المشروع حتى لو استخدمت أمريكا حق النقض الفيتو، فهذا كان سيزيد من ثقة الشارع الفلسطيني بصانع القرار الفلسطيني. وكان الفلسطينيون واحرار العالم سيصبون جام غضبهم على الادارة الامريكية وربيبتها، اللتين تخالفان الشرعية الدولية، لأن الاستيطان يعد انتهاكاً صارخا للقانون الدولي، الذي يعتبر جميع المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة غير شرعية، فنحن نقاتل هناك ولكننا ننتصر هنا.
في اقتحام مدينة نابلس وإراقة الدم الفلسطيني غدر الاحتلال بالجميع، وذهبت التفاهمات والتطمينات الامريكية أدراج الرياح، وكان هذا العدوان السافر على أبناء شعبنا بمثابة ضربة موجعة للكل الفلسطيني، ممّا زاد الطين بِلة، كونه أثر سلباً في متانة الجبهة الداخلية الفلسطينية وتماسكها، وأصاب شريحة واسعة منهم بالإحباط بسبب آداء المستوى السياسي، في حين كانت حالتنا الفلسطينية بأمس الحاجة لبناء جسور الثقة من جديد بين مكونات شعبنا الفلسطيني.
كان الحصول على قرار يدين شرعنة الاستيطان مطلبا فلسطينيا، وكان سيعد بمثابة انتصارا فعليا لقضايا شعبنا لو مرّ في حال لو تم تقديم مشروع القرار واخضاعه للتصويت، فاحتمالية امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت كانت واردة ولو بشكل ضئيل كما حصل عام 2016، ومن المحتمل أيضاً بأن الضغط الامريكي الهائل على الجانب الفلسطيني كان من باب المناورات السياسية.
لقد اصدر مجلس الأمن بعد تراجع وسحب وتأجيل الإمارات العربية المتحدة تقديم مشروع قرار الإدانة بيانا رسمياً مخففا، ندد فيه بخطة اسرائيل التوسع في المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومع هذا وذاك فقد قامت حكومة الاحتلال بالتنديد بهذا البيان معتبرة إياه بأنه أحادي الجانب، وبأنه ينكر الحق "التاريخي لليهود"، وهنا لا بد لنا من وقفة، فعن أيّ حق تاريخي يتحدثون والمستوطنات تقام على اراض الضفة الغربية؟ هذا اعتراف صريح بأنهم ما يزالون يحلمون بيهودا والسامرة. كيف لا وهذه الحكومة هي حكومة يمينية متطرفة تضم بن غفير الذي هدد بالوصول الى اسحق رابين بعد توقيعه لاتفاقية اوسلو، وقد وصلوا إليه بالفعل. انهم يسعون للتنصل من هذه الاتفاقية التي يعتبرها اليمينيون المتطرفون كارثة ولعنة حلت عليهم، وما يؤكد هذا الحديث هو ابرام ما يسمى بوثيقة التفاهمات بشأن تقسيم الصلاحيات بالأراضي الفلسطينية بين وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت ووزير المالية سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، وهذا يعد بمثابة تحد جديد وطارئ امام القيادة والشعب الفلسطيني والشرعية والقانون الدولي، فهي خطوة تشرعن ضم الضفة الغربية.
لهذه الاسباب مجتمعة يجب أن يبتعد الفلسطينيون عن لغة التخوين والتناحر والتنافس فيما بينهم، وعليهم رأب الصدع ومداوة الجرح والبحث عن القواسم المشتركة كون تناقضنا الرئيس والوحيد هو مع هذا الاحتلال فقط، الذي لا يعير انتباها لا للمجتمع الدولي ولا للقرارات والأعراف والمواثيق الدولية. وبممارساته تلك يقلص الخيارات امام الفلسطينيين، فماذا يجب علينا أن نفعل؟



#محمد_زهدي_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب النفسية على الفلسطينيين جبهة مفتوحة على مصراعيها
- الأمن المجتمعي والأمن القومي الفلسطيني
- معالم في طريق مستقبل قضيتنا الفلسطينية
- دعوة القيادة الفلسطينية نحو رؤية وطنية شاملة
- على كرسيه لا يجلس غريب
- الهيئة الوطنية العليا لمدينة القدس
- كريم يونس طائر الفينيق الفلسطيني
- ذكريات في ساحات سجن النقب
- المطلوب فلسطينيا لمواجهة حكومة نتنياهو المتطرفة
- وقفة مع المشهد الفلسطيني
- فتح وأسلمة الخطاب
- معركة الخطابات والكلمات
- لقاء جدة مع بايدن ضحك على الشعوب
- تقييم الذات وقصيدة الحياة
- الهوّة بين الأمل والعمل
- قراءة نقدية في مصباح ديوجين-
- قراءة نقدية في الفلسفة الكلبية -مصباح ديوجين-
- في ظلال الانقسم
- الكتابة تحت الاحتلال اشتباك معه
- هل السلام مع المحتلين مستحيل


المزيد.....




- بحضور إيتمار بن غفير.. تظاهرة في سديروت تدعو لبناء مستوطنات ...
- -وضع العبوة مباشرة تحت الدبابة-..-القسام- تستهدف جنود وآليات ...
- بوتين يوقع المراسيم بشأن تعيين الوزراء الجدد
- السعودية.. الملك سلمان بن عبد العزيز يرحب بـ-ضيوف الرحمن- ال ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تكشف حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي والمس ...
- أندريه بيلاوسوفوزيرًا للدفاع في روسيا: ألغاز ومفاجآت ودلالات ...
- مراسلتنا في لبنان: غارة جوية إسرائيلية تستهدف سيارة بمدينة ص ...
- بلينكن: تكامل أوكرانيا مع الناتو سيدعم بسلسلة من الاتفاقيات ...
- الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان عدة مناطق في شمال غزة إخلاءها ...
- مهرجان كان: هل يعكس الفن السابع الواقع؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زهدي شاهين - الخطأ الاستراتيجي الفلسطيني في ادارة ملف مشروع القرار الأممي