أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - الدراما العراقية كمنتج سياسي














المزيد.....

الدراما العراقية كمنتج سياسي


احمد الخالصي

الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الدراما مظهرًا لحركية النص الأدبي، إلى جانب أنواع الفن الأُخرى، كما أنها تمثل خلطة من التفاعلات الثقافية والاجتماعية والسياسية للمجتمع، تغدو من خلالها معبرًا عنه، أو مشيرةً إلى مكامن معينة فيه، بحسب رؤية الجهات المنتجة لها.

كل شيء داخل حدود الدولة هو مرتبط عضويًا بسياستها المتبعة سوى كان تأييدًا أو معارضة، بشكلٍ يجعل المجالات المختلفة تصب في رؤيتها الواحدة، من هنا فأن علاقة الدراما ككل بالسياسة، هي علاقة وثيقة تنسجم بنيويًا وواقعيًا بالمسار التأريخي لولادة هذا الفن، وهذا يبدو جليًا وواضحًا منذ المسرح اليوناني إلى وقتنا الراهن.

الدراما وبالأخص المسلسل كمعبر ثنائي عن النص وله، سوى من خلال الصورة أو الصوت، يمثل أعلى التجليات الداخلية للنص بوصفه أيضًا رؤية كاتبه، المتأثر هو الآخر بتوجهات المنتج أيًا كان، والذي بدوره له أهداف محددة تترجم تأثيرًا على المشاهد، وهذا الأخير هو الطرف المهم في هذه المعادلة، لكونه الوسيلة المقاربة للغاية والتي ستكون الفكرة التي يراد غرسها في ذهنه أو وصولها إليه على أقل تقدير,لكن رغم أهميته فهو جزء خامل محبوس في إطار التلقي في معظم الأحيان.
ترتبط الدراما بالسياسة من جهة ما تقوم به الأولى كأداة مساهمة في إعادة التشكيل الذهني لأفراد المجتمع اتجاه قضية معينة، أو رسم صورة بذاتها تريد إيصالها لهم، وهذا لا يعني أن الأمر سلبيًا بالمطلق، لأن هناك أعمال درامية سياسية تبلور مضامين إيجابية خصوصًا حينما يتعلق الأمر بالوطن ونسيجه الاجتماعي، وهذا يغدو واضحًا في حال كون السلطة وحدة ترابطية غير متناثرة بين عدة أطراف متصارعة, ففي حالة كون النظام السياسي مستقرًا وقويًا بغض النظر عن تمظهره في أي شكلٍ للحكم كان، سنكون أمام وحدة الرؤى سوى من خلال مساعدة الدراما في بناء واضح للمعالم الكلية لرواية السلطة، أو من خلال دحض المضاد أو مكامن الخلل أو تحديد بوصلة اتجاه للعدو، والذي يقره النظام، لكن في هذه الحالة ستكون الدراما أمام معضلة الجمود، من خلال انعدام الخيارات المتاحة الأُخرى، لكن مع كل ذلك ستبدو الصورة واضحة للمتلقي، في تحديد رواية السلطة عن غيرها، وهنا قد يحتج بالأسلوب غير المباشر في النقد، الذي قد تنتهجه الدراما في هذه الحالة، لكنه يكون غير فعال من الناحية السياسية في معظم الأحيان، لكونه محبوس في تلقي النخبة، فيصار إلى مجرد منجز متجرد يسجل لصاحبه، أو هو مؤجل التأثير لمديات تطول أو تقصر بحسب ثقافة المتلقي، وهو أبعد ما يمكن أن يصل إليه.

إما في حالة كون النظام متعدد الأقطاب وتشاركي في مختلف الأصعدة، سوى من خلال التمثيل السلطوي أو بقية المجالات، مثلما يحدث حاليًا في العراق،
ففي هذه الحالة سنكون أمام سباق محموم في إثبات رؤى منقوصة كونها نتاج مساهمات صدامية مع غيرها, وخصوصًا مع حصر أغلب عمليات الإنتاج الدرامي في مؤسسات إعلامية حزبية وفئوية, والنتيجة ستكون هناك أفكار إقصائية متضاربة في ذهن المتلقي,
لا تساهم سوى في زيادة حالة الانقسام داخل المجتمع, لأن المشاهد سيكون في حالة ضبابية في تحديد الرواية السياسية هذه أو تلك، مع حالة التشظي السلطوي هذه، والتي تستتبع الحرص على إخراج الأعمال كما لو أنها من رحم نظرته،
من هنا تستكمل عملية نقل هذا الصراع من ميدانه السياسي إلى المشاهدين, و تتحول الدراما من كونها نتاج ثنائي مشترك إلى أداة سياسية بحتة في رداء فني, إذا تضمحل وظيفة الفن وتتحول من مشارك في عملية الإنتاج إلى تابع مؤدي فقط.



#احمد_الخالصي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة محاربة المحتوى السيئ والاستبداد
- مقدمو المحتوى السيئ وحرية التعبير عن الرأي
- أمريكا تُرسل طائرات الإف 16 العراقية لأوكرانيا.
- التغيير كبالونة شعاراتية، الواقع كإبرة مفجرة
- النظام الرئاسي... الحل المشكلة
- إشكالية التأخير في الحكومات العراقية
- داخل متوتر وخارج مطمئن، المشهد السياسي العراقي
- تحديات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة 2
- تحديات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة 1
- مفهوم الأغلبية في الحكومة العراقية المقبلة
- أفغانستان في مهب طالبان، رؤية في العودة
- الحياة في مهب الأقفاص
- لا أزمات في العراق، كل شيء مفتعل
- إلى فلسطين في ذكرى ولادتها من جديد
- بايدن والصين والمسارات المتخذة
- المعلم ودوره الجوهري في الإصلاح
- توماس هوبز في العراق
- إشكالية المشاركة الانتخابية
- صناعة الرمز في الحركات الاجتماعية
- بركان يقترب من حرق ماتبقى من العراق


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - الدراما العراقية كمنتج سياسي