أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - المعلم ودوره الجوهري في الإصلاح














المزيد.....


المعلم ودوره الجوهري في الإصلاح


احمد الخالصي

الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 03:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحمد الخالصي

صار من الممل ذكر أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في المجتمع، لما في الأمر من تكرار لآلاف الطروحات التي تناولت ذلك، وكذلك فأن وجوده وفاعليته أصبحتا من البداهة التي تماثل في أهميتها الماء بالنسبة للأرض، ولكنه ماء بحر، أي يحتاج لعوامل تساعد في جعله أكثر ملائمة للاستخدام والفائدة.
دور المعلم هو الأخطر من كل ماعداه
لعدة أسباب أهمها ارتباطه في عملية التنشئة المجتمعية والتي تؤدي لجعل هذا الدور ذات خاصية عامة وبالتالي فأن أي خللٍ صادر ولوكان على الصعيد الفردي يخرج من إطاره الشخصي ليكون شاملًا مؤثرًا بالجميع.
لذلك لاتتم أي عملية إصلاحية دون إن يكون للمعلم فيها دورًا جوهريًا، ولكن قبل ذلك يجب إن يتم إعداد المعلم لكي يهيئ من ثم يأخذ على عاتقه ممارسة دوره بالطريقة الأمثل، ولامناص في سبيل الوصول لذلك من معالجة المشاكل التي تشكل عائق أمام ذلك والتي منها تدني معدلات القبول في كليات التربية، مما يؤدي في الغالب لدخول طلاب غير مؤهلين ومدركين للدور الجوهري الذي سيلقى على عاتقهم، ولنكن أكثر وضوحًا فأن تدني المعدل غالبًا مايشير للمستوى العلمي المستحق للطالب (باستثناء بعض الحالات طبعًا)، وكذلك يشير الأمر لكسل وفشل في علاقة الشخص بالتعليم وإن نجح فيكون الأمر بطرق غير مشروعة وهذا ما لايحتاج في الأصل لبيان وشرح لإنه أصبح واقعًا مطلع عليه معظمنا، وهذا خلل بحد ذاته يمكن في كثيرٍ من الأحيان من إن يستمر وبالتالي كما أسلفنا مسبقًا إنه (أي الخلل) بالنسبة للمعلم ينسحب تأثيره على الكل وإن كان فرديًا، وهنا بالكاد ستؤثر مرحلته الدراسية بما حملته من ضمور في التعاطي والانسجام مع المنظومة التعليمية في طريقته الحالية المتبعة في تدريس طلابه، وهنا ببساطة يعني نقل الخلل بعدوى التماثل الذي تفرضه السياقات النفسية من خلال التجارب الحياتية، وهو مما لايمكن ردعه كليًا ولكن يمكن التقليل من حدته، لذلك ينبغي بلا مواربة إن يكون معدل كليات التربية هو الأعلى بين كل الاختصاصات بعد إن يكون التعيين فيها مركزيًا اسوةً بالطب، وهذا مايؤدي لجعل الخطوة الأولى في بناء المعلم ذاته والطالب فيما بعد رصينة، عبر فرض هذا الشرط الذي يؤدي لأن يحصر الدخول للصفوة من الطلاب الأكثر انسجامًا وإيمانًا بالمنظومة التعليمية.
كما يجب إن يكون الراتب الذي يتقاضاه هو الأعلى أيضًا،بالتزامن مع تجريم ومعاقبة كل من يلقي دروس خصوصية ولأي سببٍ كان، وهذا الأمر يؤدي لتعضيد مكانة المعلم كفرد والتعليم الحكومي كمنظومة، فقضية الدروس الخصوصية فتحت المجال لإظهار مساوئ الشخصية الحداثوية، وهنا في هذه الحالة فالسبب يكون عامًا وخارج الحدود المكانية للبلد، وذلك لارتباطه بماهية الإنسان الحديث أو مايسمي بالحداثوي كما ذكرنا، والتي من مساوئها النفعية وربط الإنسان بها بعيدًا عن أي معايير أخلاقية أو وضعية تتعلق بأصول المهنة، وهذه الظاهرة حديثة كما يشير لذلك المنظر الأمريكي روبرت هيلبرونر وذلك بقوله بإن الفكرة القائلة بأن على الجميع البحث عن الطرائق الكفيلة بتحسين وضعه المادي لم تكن موجودة لدى الطبقات الدنيا والوسطى في المجتمعات البشرية القديمة.....، وبالفعل فأن هذه الظاهرة لم تكن يومًا ذات جذور تاريخية سوى في الحضارة البابلية و المصرية أو الأغريقية والرومانية فيما بعد، وحتى لم تكن موجودة في العصور الوسطى الأوروبية لأنها ولدت مع عصر التنوير كما يؤكد ذات الكاتب، ولعل السبب في ولادتها في هذا العصر من وجهة نظرنا، إنه وفي إطار الصراع الفكري الذي احتدم في وقته بين الفلسفة والعلم من جهة والنفوذ الكنسي والسلطة الملكية من جهة أخرى، أدى ذلك لجرف المعايير الأخلاقية والدينية التي تحد من هذا المبدأ وتحول دون برزوه وتناميه، ولعل مايعضد من تحليلنا هذا قول هارولد لاسكي حول نشوء الرأسمالية في الغرب( كانت طريقة التفكير الرأسمالية مترسخة في الأذهان وبشكل ملحوظ إبان القرن الرابع عشر الميلادي، ولذلك تولدت نزعة كنز المال والثروات وأصبحت الحافز الرئيس للنشاط البشري، قبل هذه الفترة وتحديدًا في القرون الوسطى كانت القواعد الأخلاقية التي يروج لها رجال الدين عاملًا في تقييد نزعة كنز المال..........،)،
ولمجابهة النفعية فلا بد إذًا من تقديس التعليم كمهنة لها تأثيرها في الشقين الوضعي كدولة ومجتمع وذلك من خلال دورها في البناء العلمي والاجتماعي للأفراد وميتافيزيقي من خلال بيان أهمية المعلم في الدين، وهذا الأمر يؤدي لتعضيد عملية الردع المفروضة في حالة المخالفة من قبله عبر تطويقه بالأطر الوضعية (القانون ) والدينية ( المعصية والعقاب).
في الختام فلايمكن تصور نجاح المعلم والتعليم مع وجود النفعية كظاهرة متفاقمة خارج حدود المألوف ،و تهميش كليات التربية من مكانتها الحقيقية، ومع كل الإجراءات التي ذكرناها وتلك التي غفلنا عنها فأن النفعية سيحد منها ولايمكن القضاء عليها نهائيًا لارتباطها بالإنسان كذات أنانية ومصلحة ،لذلك لابد من الأجر الأعلى للمعلم بين كل الوظائف ، فنحن نريد للمعلم إن ينتهج الإيمان السقراطي اتجاه التعليم دون إن يحيا حياته بكل تأكيد.



#احمد_الخالصي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توماس هوبز في العراق
- إشكالية المشاركة الانتخابية
- صناعة الرمز في الحركات الاجتماعية
- بركان يقترب من حرق ماتبقى من العراق
- (الجوكر والذيل) قنابل اجتماعية موقوتة
- الأخطر من عمليات التطبيع الجارية والسابقة
- رؤية حول مرحلة الكاظمي
- العراق إذ ماتسنم الكاظمي
- (كورونا) خارج المجهر
- كيف ستتسلل صفقة القرن للعراق
- التناقض آفة المجتمع العراقي
- (نظرية الضرورة) لحل الأزمة العراقية
- خطر الجيوش الإلكترونية على التظاهرات العراقية
- الحكومة والرأي العام في القضايا الحساسة
- الجنوب في الدراما العبثية العراقية
- قراءة في فنجان السياسية (التطبيع الإسرائيلي على العراق)
- قراءة في الفنجان السياسي (التطبيع الإسرائيلي على العراق)
- تشكيلة عبد المهدي ( حكومة سبيعية دون خدج)
- هالووين يمني
- مقترحان بشأن أزمة وزارة الثقافة


المزيد.....




- السلام المفقود: ما هي التحديات التي تعرقل تحقيق سلام دائم بي ...
- إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار ...
- ترامب يؤكد مقتل زعيم -داعش- في العراق.. والجيش الأمريكي ينشر ...
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 126 مسيرة أوكرانية غربي البلاد ...
- مستشار أردوغان: هناك -أزمة ثقة- في مفاوضات أوكرانيا
- ضباط أمريكيون يكشفون عن دور دبلوماسي لجيش بلادهم يخص الأكراد ...
- عاصفة عاتية وحرائق مرعبة تجتاح ولايات أمريكية وتخلف دمارا شا ...
- أميركا.. التحقيق في احتجاجات حرب غزة بجامعة كولومبيا
- واشنطن تتهم حماس بـ-رهان سيئ للغاية-
- تركيا تعتقل 5 أشخاص للاشتباه بالتجسس لصالح إيران


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - المعلم ودوره الجوهري في الإصلاح