أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - التناقض آفة المجتمع العراقي














المزيد.....

التناقض آفة المجتمع العراقي


احمد الخالصي

الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما لجأ المفكرون أو المتأملون للسيميولوجية
فتبقى هذه الدلالات مجرد سفسطائية وبمدلولها الحديث وليس القديم مالم ترتكز للواقع وتتخذه نقطة إنطلاق صادقة بدل التموضع داخل شعارات وإستذكارات بليدة تفتقد لأدنى معايير أوجه الشبه.

لا نحتاج اليوم للغوص في الأعماق لإكتشاف ما نعانيه فحتى سطحيتنا عالقة به وتحتاج لمن يرتدي الصراحة للبحث في أعماقها، بدل هذا الواقع الذي التبس بالنرجسية فولد آمالًا مريضة ورؤى مضطربة تحتاج لمن يعالجها. فالناظر اليوم للوضع العراقي يعلم جيدًا بدون رتوش ومقدمات بأن من أصعب ما يواجهنا هو أن
الشعب يناقض نفسه في كثير من الأحيان في مواضيع متعددة دون إمتلاك معايير محددة يستمد منها ثبات الرأي في القضايا المختلفة بدل دور السحلية المعتمد على المتغير المكاني، وفي بعض الأحيان يناقض نفسه في الموضوع الواحد عدة مرات ولا يتماشى إلا مع ما يوافق مزاجيته في هذه اللحظة بالذات فهو لا يكتفي بالتوافق أنما يحتاج لقولبة التوقيتات بحسب مزاجه الضبابي الذي لا يفهم منه عمومية الرأي أو خصوصية وجهة النظر، أن هذا التقلب والتناقض أدى إلى وقوع الكثير في شعارات ومواقف حدية والتي تحتمل الوجهين الوطنية والخيانة معًا، لذلك العراق لازال في سبات ومحاولات ٱيقاضه لا زالت تبوء بالفشل نتيجة فلسفة التضاد الناجمة عن المزاج المجتمعي العائم على سطح التناقض.
ومن أبرز الامثلة على ماقلناه هو تأييد أحد الأسماء النيابية كمرشح مقبول من ساحات التظاهرات وهذا الأمر بحد ذاته علامة بارزة للتناقض بأبشع صوره، بل المؤشر الأوضح والأفضح لإزدواجية الفرد فبينما أعلنا مسبقًا رفض كل الطبقة السياسية وأصحاب الأجندات الخارجية، نصدم بدعم وتفضيل هكذا شخصية متواجدة في الخارطة السياسية منذ بدايتها ولم تقدم و لو إستجواب واحد، والأتعس من ذلك أنها تحمل جنسية ثانية وثبتت ميولها لصالح دولة جوار معينة ولو أن تغريداتها توحي بإضافة ميول دولية أكثر قوة.
وكذلك مسألة الإضراب من عدمه يعد مثالًا آخر للتناقض فبينما نادينا بالحرية وضرورة محاربة التطرف كأمور مكملة لعملية الإصلاح، إنجرف الكثير لمسألة فرض الرأي على الآخر المخالف ضاربًا كل المبادئ التي خرجنا من أجلها عرض عنجهيته و(الأنا)، هذه الأنا التي نُفخت نفسيًا بواسطة الأجندات الإلكترونية التي كانت تتعمد هذا النفخ لأنها تعلم تمامًا ولادة تصورات واهية في اللاوعي تتمثل بأن العراق معها اينما دارت ومن يقف بالضد منها هو العميل والذيل والجوكر وغيرها من مصطلحات الترويج المنحط،
ولو أخذنا عينة من هذه الأنا لإكتشاف خباياها بدل التشتت في عدة فئات تؤدي بنا لنتائج تعيدنا لأصل المشكلة ومحور الموضوع ألا وهو التناقض، ولناخذ مثلا المثقف العراقي، وهذا المصطلح لا يشترط فيه صحة المنح بقدر ما هو تماشي مع السطحية الطاغية، لرأينا أنه يعتبر الوجه الأبرز لهذه المزاجية والنفخ، لأنه يمثل في هذه الحالة أعلى حالات الأنا المكبوتة، والتي تنشد الخلاص ولو بطرقها المميتة، بالرغم من أن بعض هذا الكبت وهم نسجته تراكم المحاولات لمحاكاة تجارب الغير، كما أن إنعدام الدعامات المعرفية اللازمة للمثقف عبر حصر نفسه بإطار معين دون عداه بحيث يؤطر نفسه بين خيارين لا ثالث لهما (ﻻما، أو) (مدني، إسلامي) أدى لكل هذه التراكمات والحرمان من المعرفة الحقيقية، ومادام أن كل ضدٍ منه (عدو) فسيحاول نسف الآخر واقعًا وتأثيرًا ومنجزًا بفعل كل هذه الإرهاصات، مستخدمًا شعارات التسامح والقبول بالرأي الأخر مع المتوافقين مع أيديولجيته فقط دون أن يسمح بمرورها للطرف الآخر، مضافًا لذلك فداحة الوضع السياسي الذي إمتد لهذه الفئة فحجمها بالشكل الذي يسمح لها بديمومة وضعها بين الأفخاذ والحرص على عدم رجوعها لمكانتها التنويرية كواجب أصولي للمثقف.
في الختام نحتاج لمثقف خارج أسوار الآيديولجية بتنظيراته وتعامله لكي يكون هو الخطوة الأولى لمعالجة أكثر تقدمية للمجتمع ككل.



#احمد_الخالصي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (نظرية الضرورة) لحل الأزمة العراقية
- خطر الجيوش الإلكترونية على التظاهرات العراقية
- الحكومة والرأي العام في القضايا الحساسة
- الجنوب في الدراما العبثية العراقية
- قراءة في فنجان السياسية (التطبيع الإسرائيلي على العراق)
- قراءة في الفنجان السياسي (التطبيع الإسرائيلي على العراق)
- تشكيلة عبد المهدي ( حكومة سبيعية دون خدج)
- هالووين يمني
- مقترحان بشأن أزمة وزارة الثقافة
- الحسين مُرحبًا
- هل تشكيل الحكومة العراقية أزمة وفق المنظور الأمريكي
- إلى جراح الحسين
- اثبتوا الانتماء بمساندة البصرة
- جدلية العقوبات الأمريكية بين الاضطرار والتحكم
- شكوى لأبي منتظر المحمداوي
- الرسائل الخفية من موقف المرجعية
- إلى ابو منتظر المحمداوي
- أيها الشعب لاتعترض فأنتَ مجرد كومبارس
- إلى جاسم ال شبر
- قلعة وصفك


المزيد.....




- عراقجي: أمريكا خانت الدبلوماسية.. وتعاون إيران مع الوكالة ال ...
- ترامب يصعّد -الحرب التجارية- بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على ...
- بغذاء ومذياع ومصباح يدوي.. دعوة لسكان ألمانيا للاستعداد للطو ...
- منى فتو: -المتفرج المغربي يتقبل مشاهد العنف أكثر من مشاهد ال ...
- طواف فرنسا: ميلان يتصدر المرحلة الثامنة ويصبح أول إيطالي يفو ...
- مخرج هوليودي ينتظر السجن 90 عاما بتهمة غسل أموال نتفليكس
- كيف يغيّر -مشروع ديجيتس- من -إنفيديا- مشهد الذكاء الاصطناعي؟ ...
- مسؤولان أمميان يصفان ما يحدث بغزة بأنه جنون وبلا أخلاق
- ضربوه حتى الموت.. مقتل فلسطيني أمريكي على يد مستوطنين في الض ...
- ماذا نعرف عن الصندوق الأسود الموجود في الطائرة؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - التناقض آفة المجتمع العراقي