أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - مقدمو المحتوى السيئ وحرية التعبير عن الرأي














المزيد.....

مقدمو المحتوى السيئ وحرية التعبير عن الرأي


احمد الخالصي

الحوار المتمدن-العدد: 7520 - 2023 / 2 / 12 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحمد الخالصي

تعتبر الحرية جزء من الهوية الذاتية للإنسان، وهي مفهوم متجذر يشكل ظِلًا لوجوده، ويرتبط ويمتد ليصل إلى ماهية خلقه، ولكنه حلقة ضمن مثيلاته التي تشكل سلسلة تراتبية في الحياة، ولذلك أي انحراف يصيب أي جزء من هذه السلسلة سيؤدي حتمًا إلى خلل واقعي يؤثر على الفرد والمجتمع على حد سواء.
بعد عمليات إلقاء القبض التي جرت مؤخرًا في العراق بحق أصحاب المحتوى السيئ, أثيرت مسألة حرية الرأي بهذا الصدد, وهل يمكن انطباق هذه الحالة تحت بند هذا الوصف, هذا السؤال يقودنا للنظر للأمر من زاوية سياسية مرتبطة بإطار تأريخي, وهنا أقصد بالذات تفسير نشوء الدولة وبالتحديد أكثر نظرية العقد الاجتماعي, بغض النظر عن مدى صوابها, لكن بما أن مُثيري هذا التساؤل بصيغة وبأخرى هم ليبراليون، وبما إن منظري العقد الاجتماعي (توماس وروسو ولوك) من رواد ومفكري هذا الاتجاه، فيبدو منطقيًا جدًا النظر لهذا الأمر من الزاوية التي اخترناها.

ترتبط فكرة العقد الاجتماعي كما هو معروف بنشوء المجتمع وانتشاله من الحالة الفردية العدائية، إلى حالة تنظيمية تحكمها الضوابط، وهو ما لايتم إلا بتنازل الأفراد عن بعض حرياتهم لصالح المجموع، وهذا ما يقودنا إلى ظهور ثنائية الحاكم والمحكوم، وبغض النظر عن الاختلاف بين (هوبز وروسو ولوك) في تحديد الالتزام بين طرفي هذه الثنائية أي (الحاكم والمحكوم)، فأن الغاية من هذا المقال مقتصرة على عمومية هذه النظرية، ألا وهو التنازل في سبيل التنظيم والضبط، والخروج من الحالة البدائية إلى الحالة المتقدمة،
ما أود الوصول إليه، هو إن لاتلاقي بين إطلاق الحرية والدولة بأركانها الثلاث، إذا أنها تضد السلطة إذا لم تكن تنفيها، فما المغزى من وجودها وهي المحتكرة للقوة، بغياب الشرعية التي سـتأفل هي الأُخرى فمن ذا يعطيها بالأصل والجميع أحرارًا بالمطلق؟، وهي تضد عنصريّ الإقليم والشعب معًا في آن واحد، فلا يمكن تصور ولادة المفهوم الأخير، من حيث وجود وحدة اجتماعية محكومة برابطة تنظيمية، مما يعني انسحاب التأثير أيضًا لجزء مهم من الإقليم ألا وهو الأرض، أي تجزئتها، وتحويلها إلى بُؤرة صراعية مستمرة، تتغير خرائطها وفق قوة هذا الفرد أو ذاك،
وتكون حينها العودة إلى الكهوف خيارًا مثاليًا للغاية!.

وفيما يتعلق بحرية التعبير عن الرأي، علينا نسأل أولًا هل يمكن اعتبارها أي ( المحتوى السيئ) ضمن هذا الإطار، هنا تتعلق الإجابة بإذا ماكنت تؤمن بالحرية المطلقة للفرد والمرادفة للبدائية سابقًا، واليوتوبيا حاليًا، فهنا سينتهي المطاف ب(بلى)،ماعدى ذلك ستكون (كلا)، ببساطة لأنها تعدي بأشكال متعددة، إذ يتمظهر نتاجها السلبي بالحاضر( أي الشباب) من ناحية الرمز والتأثر المباشر، والناشئة من جهة تراكم هذا التأثير السلبي ومن ثم البناء عليه، بالتالي مستقبل يعتبر فيه السوء بداهة متجذرة.

ومن ناحية الإثارة الأُخرى المتعلقة (بنسبية) التحديد، وهنا لا أُريد الخوض بهذا المفهوم لإنه ليس موضوع هذا المقال، ولكن لو سلمنا جدلًا التماشي مع هذا الطرح ألا وهو نسبية الاعتبار والتحديد، أي إن ما هو سيئ هناك قد لايعتبر كذلك هنا، فياترى ألا يعد كون دستور هذا المكان (العراق) في مادته(38) الذي قيد حق التعبير بشرط عدم الإخلال بالنظام العام والآداب، والأخيرة أي الآداب متعلقة قانونًا بالمبادئ المستقاة من المعتقدات الدينية والأخلاقية والعادات المتوارثة، ألا يعد كافيًا كون الاعتبارات هذه والتي تشكل بمجموعها الثقافة العامة، أن تعتبر هذا المحتوى سيئ، أم ترى أن أصحاب (النسبية) لايعترفون بالثوابت والموازين هذه، وبالتالي نسف المفهوم النسبي، عبر تجاهل تعدد الرؤى المختلفة نحو الموضوع، والاكتفاء فقط بأُحادية الرؤية الغربية، ألا ويعد هذا الأمر حصر للحقيقة بالزاوية الغربية، عبر إقصاء كل ما هو خارج عن ثوبها، وبالتالي يصبح لدينا حقيقة غربية مطلقة ترتدي خِرقة نسبية!.



#احمد_الخالصي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تُرسل طائرات الإف 16 العراقية لأوكرانيا.
- التغيير كبالونة شعاراتية، الواقع كإبرة مفجرة
- النظام الرئاسي... الحل المشكلة
- إشكالية التأخير في الحكومات العراقية
- داخل متوتر وخارج مطمئن، المشهد السياسي العراقي
- تحديات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة 2
- تحديات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة 1
- مفهوم الأغلبية في الحكومة العراقية المقبلة
- أفغانستان في مهب طالبان، رؤية في العودة
- الحياة في مهب الأقفاص
- لا أزمات في العراق، كل شيء مفتعل
- إلى فلسطين في ذكرى ولادتها من جديد
- بايدن والصين والمسارات المتخذة
- المعلم ودوره الجوهري في الإصلاح
- توماس هوبز في العراق
- إشكالية المشاركة الانتخابية
- صناعة الرمز في الحركات الاجتماعية
- بركان يقترب من حرق ماتبقى من العراق
- (الجوكر والذيل) قنابل اجتماعية موقوتة
- الأخطر من عمليات التطبيع الجارية والسابقة


المزيد.....




- -آمل أن أعيش لأكثر من 130 عامًا-.. احتفالات بعيد ميلاد الدال ...
- مصر.. أحمد الرافعي يثير قلق زوجته وأشرف زكي يوضح ملابسات -اخ ...
- وفدان مصري وإسرائيلي يتوجهان إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن ...
- شاهد.. خندق إسرائيلي يقطع شريان حياة قرية فلسطينية بالخليل
- دكتور سترينجلوف وتخفي الجنون في ثوب -الإستراتيجية-
- بالصور.. حرائق وفيضانات في العالم تخلف عشرات القتلى
- تخيفها الألعاب النارية.. شاهد ما يفعله خبراء مع الحيوانات لت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن والحوثيون ...
- -ثأر الله من بني أمية-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بتدوينة في ...
- منصة رقمية لدعم المصممين في تحقيق الاستدامة


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - مقدمو المحتوى السيئ وحرية التعبير عن الرأي