أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق (2)














المزيد.....

ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق (2)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7564 - 2023 / 3 / 28 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التعليم في المراحل الدراسية يعتبر المهمة الأساسية في التنمية البشرية في العلم والمعرفة والثقافة والوعي في جميع مستلزمات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم التي تعتبر أساسه المدرسة هي إحدى الركائز المهمة في الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم).
إن أية ظاهرة في الوجود تؤكد حقيقتها من خلال السلوك والممارسة والتصرف ومن خلال هذا السياق لابد من الإشارة إلى الضوابط النفسية والسلوكية لدى الإنسان التي هي (منظومة من القيم) تحرك سلوك الإنسان وتوجهها نحو الأهداف المحددة وإن الإنسان في هذه الحالة لا يدركها ولا يعلم بأن هذه القيم هي التي تحرك سلوكه وتصرفاته وتوجهه في الحياة والمجتمع ولذلك فإن سلوك الإنسان (رجل دين أو سياسي أو مفكر أو اقتصادي) تختلف بين إنسان وآخر بسبب منظومة القيم في الثقافة والوعي الفكري وما ينتج عنها من سلوك وتصرف لذلك الإنسان نوعياً وكمياً وإن هذه القيم لا تولد مع الإنسان وإنما يكتسبها من خلال (الأسرة والمدرسة) وتكون هي المميزة لثقافتنا ووعينا الفكري ويكون لها تأثير كبير في طرق تفكيرنا وتعبيرنا عن انفعالاتنا ودوافعنا وما نتعلمه من معايير المباح والمحظور والعدل والظلم والحق والباطل وكذلك ما نكتسبه من معلومات ومهارات وعواطف وأذواق جميع تلك السلوكيات تحددها نوع الثقافة إلى حد كبير إن كانت ديمقراطية أم غير ديمقراطية تعاونية أم تزاحمية مادية أم روحية مسالمة أم عدوانية مستنيرة أم غير مستنيرة.
إن المدارس أنشأت عندما شعرت الإنسانية أن الأسرة وحدها عاجزة عن إعداد الفرد للتوافق الاجتماعي اللازم وقد تأكد من حيث الواقع أن للمدرسة دور مهم يفوق مقدرة الأسرة على القيام بتكوين بناء شخصية الإنسان لأنها أقرب إلى مطاليب المجتمع من الأسرة باعتبار المدرسة أرحب أفقاً وأوسع مجالاً من الأسرة وبمنجاة وبعيدة من التقاليد البالية الغريبة التي تسود الأسرة وتثجم عليها من فشل وعادات ترزح تحتها الأسرة وإن المدرسة أقرب وأدنى من الحدّ والجدية والضبط والالتزام وبعيدة عن الدلال في معاملة التلميذ ولذلك يكون الاعوجاج والسلوك في المدرسة أكثر مما يتجلى في البيت لأن الطفل يخرج من البيت وقد تأثرت شخصيته به تأثيراً عميقاً ولذلك يعتبر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة بعد الطفولة المبكرة حدث حرج خالد في حياته لأنه يعتبر انتقال من مجتمع صغيرة وضيق وبسيط منطو على نفسه إلى مجتمع أوسع وأعقد وأكثر اتصالاً بالحياة وهي بيئة جديدة ذات نظم وقوانين جديدة وبها من الواجبات والتكاليف ما لم يعهده الطفل وفيها علاقات جديدة ومنافسات ومغامرات جديدة وأصبح يعيش ويمارس حياته بين أتراب يختلفون عنه وعن البيئة التي كانت تعيش حوله من أنواع كثيرة ونواحي مختلفة وفيها يضطر الطفل إلى التضحية بكثير من الميزات التي كان ينعم فيها في البيت .. أما المدرسة سواء كانت روضة أو مدرسة فمعناها الانفصال عن البيت والوالدين وخاصة الأم ولذلك يعتبر هذا التغيير العنيف في بيئة الطفل له أثر كبير في شخصيته وخلقه وسلوكه الاجتماعي فالعادات والسلوك والتصرفات في البيت ليس لها وجود في المدرسة كما أنها تفرض عليه واجبات جديدة وأن يراعي ويحترم النظام ويلتزم بالآداب وأن يلتفت وينتبه إلى محدثه وأن لا يقاطع ويتجاوز على حقوق الآخرين وأن يتعاون مع زملائه الطلاب ويشترك معهم في الأشغال والألعاب وأن يحافظ على نظافة وأثاث المدرسة وبذلك تعتبر المدرسة مرحلة انتقال إلى مرحلة أخرى من حياة الإنسان وتأثير كبير في نمو وتطور شخصيته وأن تفعل الكثير في حياة الطفل ونموه وتطوره وتكوين شخصيته .. ومن خلال هذه المنظومة من القيم (الأسرة والمدرسة) التي تعتبر بمثابة الرحم الذي ينمو فيها الإنسان المدرك والواعي والمفكر والعالم والمثقف والخير والشرير والتقدم والتطور .. يقول عالم الاجتماع الفرنسي (جاك بيرك) أن الوعي الفكري لدى الإنسان ينطلق من الثقافة والمعرفة التي تعتبر مطلب خاص بمجتمع يبحث لنفسه عن دلالة وتعبير.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على بوتين أن يعلم أن الخطأ لا يحل بالخطأ وينسحب من أوكرانيا ...
- الشعب هو القوى المحركة في التاريخ نحو التقدم والتطور (2)
- الواقع التربوي في العراق بعد عشرين سنة من حكم الأحزاب والكتل ...
- ذكرى مرور عشرون عاماً من محنة الإرهاب إلى مصيبة الفساد
- سعر الدولار الذي أنهك شريحة واسعة من الشعب العراقي لم ينخفض
- أرض العراق معرضة للجفاف والتصحر (2)
- الديمقراطية وأهدافها
- المتقاعدون المظلومون في دولة الضياع والجوع
- العراق دولة ريعية يحتاج إلى عقود من عمل التنمية لإنعاش الشعب
- التغييرات الاجتماعية ليس الجمود والثبات وإنما التقدم والتطور
- السياسيون العراقيون والعراق بعد / 2003
- ذكريات عن شط الحلة وسدة الهندية
- الدولة والإنسان والديمقراطية (2)
- الإدراك الحسي عند الإنسان
- ما هي الدولة العميقة في العراق .. ؟
- جفاف الأنهار والأهوار ومخاطره
- قوانين كم الأفواه وحرية التعبير تتناقض مع الدستور العراقي
- الفساد الإداري أخطبوط يمتد إلى جميع مفاصل الدولة العراقية
- المخدرات وخطرها على الشعب العراقي
- السلطة في واد والشعب في واد آخر


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق (2)