أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم عبدالله - الزواج بين القيم الدينية والدوافع الجنسية















المزيد.....

الزواج بين القيم الدينية والدوافع الجنسية


باسم عبدالله
كاتب، صحفي ومترجم

(Basim Abdulla)


الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 00:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحديث عن العلاقة بين الزواج كنظام اخلاقي ديني اجتماعي والدوافع الجنسية كنظام غزيزي بيولوجي يشكل الحجر الأساس لأخلاقية المجتمعات وطريقة تحضرها الإنساني ومدى ادراك العقل الذكوري لطبيعة علاقته بالمرأة، كجسد وامومة وقرين في علاقة قائمة على المساواة؟ هذي الإشكالية في الحقيقة تشير اليها جميع المجتمعات المتحضرة منها والمتخلفة. فهل الزواج واجهة جنسية ام موروث ديني لنظام اسري؟ الزواج علاقة تنظيم لحياة الإنسان في كافة شؤون حياته حيث يلتزم الفرد بالقيم الروحانية فلا يصح ان يكون صادقا في موقف وفي موقف آخر كاذب، فالقيم الروحانية ثابته لا تتغير في الزمان والمكان فهذه القيم تقوم بهذيب سلوكيات الإنسان بنفسه في علاقته بمجتمعه وعائلته واصدقائه، تترسخ هذه القيم في الفرد ويتعمق تأثيرها فيه من خلال تأثير الوازع الديني فتنمي فيه العطف، المودة، الوفاء، الولاء، الاحساس بالمسؤولية فهي حالة تهذيب اخلاقي سلوكي شامل بل وتقوي قيم الإنسان الشخصية على تحمل المعانات والحياة الصعبة وتدفع بالنفس الى عمل الخير ونبذ الكراهية والخيانة.
هذا الأمر ينعكس ايجابيا وبشكل حاسم وفعال في العلاقة الزوجية، فهي تهذب الطبيعة الشهوانية وضبطها والسيطرة عليها وتوجيه هدفها الأخلاقي والروحاني في تأسيس اسرة ، لهذا تكافح الشهوة المنفلتة وتحجم الدافع الجنسي. تتأثر الشهوة الجنسية بعوامل بيولوجية، نفسية، اجتماعية، فالحالة البيولوجية تنظم عمل الهرمونات التناسلية، هذه الرغبة تؤثر على العوامل الإجتماعية وتحدد طبيعة السلوك الشخصي فيها. قد تختلف ردود الافعال الحسية بين الأفراد في ممارسة الجنس، اذ قد يقمع بعض الأفراد مشاعرهم الجنسية لأسباب شخصية او اخلاقية او دينية، فالسلوك الجنسي عندهم بمثابة موقف معيب او مخجل او يدفع بالنفس الى درجات المشاعر الحيوانية الساقطة، فهذه الحالة النفسية تمثل الكبت، وقمع النزوات لإحساس الفرد بعوالم الكمال، نجد كذلك من يمارس الجنس دون وجود رغبة حقيقية في فعل ذلك، وقد تتملك الفرد في تلك الحالة بسبب الإجهاد ، المرض، الخوف من الفشل. عند فحص تاريخ العلاقات الإجتماعية غالبا ما نرى ان الرغبات الجنسية تساهم بشكل فعال في تكوين العلاقات الحميمة بين الافراد والجماعات وقد يحدث العكس اي ضعف الرغبة الجنسية تساهم سلبا في انهيار بعض العلاقات. تشكل الخيانة الجنسية الطريق الشاذ في الولاء لعلاقة شخصية، فهي لم تعد ممكنة في اطار العلاقة الحالية مؤكدين ان الخيانة الجنسية تمثل كذلك خللا في النظام الأخلاقي للفرد، وقد تساهم تباين الرغبات الجنسية بين الطرفين الى انهيار العلاقة او الى ضعف التواصل بين الرجل والمرأة ذوي الميول الجنسية المختلفة.
الرغبة الجنسية بحسب تعريف سيجموند فرويد مؤسس علم التحليل النفسي الطاقة فهي المقدار الكمي للغرائز، بالمعنى تعتبر الوعاء لما يسمى عالم الحب. هي الهيكل او القناة القابعة في اللاوعي، القوة الغريزية وراء كوامن النفس واندفاعها والقناة الناطقة للنفس، هي حالة اساسية للصنف البشري وتسود في اغلب مراحل حياة الأنسان. لقد قسّم فرويد مراحل النمو الغريزي هذا بخمس مراحل تنطلق من خلالها المشاعر الحسية كالمرحلة الفمية هي انها توفر احساس الاكتفاء الذاتي فيها كما هي في التقبيل والرضاعة، المرحلة الشرجية، احساس الاستفراغ لدى الطفل فتتولد الراحة في التخلص من افراغ محتويات حركة الامعاء، ثم المرحلة القضيبية، تركيز احساس الطفل الرضيع اثارة اعضائه التناسلية، ثم المرحلة التناسلية، المرحلة الكامنة التي يخمد فيها احساس الرغبة الجنسية، ثم مرحلة البلوغ تكون في ادراك الإنسان بكامل دوافعه الجنسية واكتشاف دروه المتميز في العلاقة الجنسية. هذه الدوافع كلها تتفق او تتعارض مع الاعراف السلوكية والحضارية للفرد وتجسد مدى اندماج الذات في الأنا العليا ومدى قدرة الفرد على التكيف والتلائم مع المجتمع ووضع الضوابط الأخلاقية للسيطرة على تلك الرغبة.
ان الذي يهمنا مدى قدرة او عدم قدرة الفرد في السيطرة على التوتر والاضطراب النفسي مما يجعل الأنا ميزان الضبط السلوكي للطاقة النفسية، هذه الطاقة تمثل حاجة النوع قد تكون غير مشبعة ولا واعية في الغالب تتطور عند الحرمان الى اشكال ونماذج لسلوكيات تصل الى الجرائم الأخلاقية مما يجعلها المعول الهادم لتلك القيم. امامنا قضية انحراف الأنا بربطها الأخلاقي عن الأنا العليا، ودخولها عالم الجريمة الأخلاقية بتلك الدوافع الجنسية البغيضة والتي استرخصت قيم الذات مما ادت الى حرمانها حق الاندماج الاجتماعي، فالجرائم الجنسية قد وصلت بأصحابها الى المشانق والسجون وقامت بهدم الأسر فانحلت القيم وانفكت العرى، ولعل هذا الإنحراف احد اقوى الأسباب ان تتطور الأنا العليا عند الصفوة المختارة ان تجعل من القيم الدينية الرادع لقمع النفس وعدم التوغل في شهواتها الشيطانية. لقد وصل عدم القدرة على ضبط الدافع الجنسي ان اعتبر احد اخطر واكبر التحديات التي تواجه القيم الأخلاقية للمجتمعات، بل وتطور الامر الى زنى المحارم، اي الاعتداء الجنسي داخل الاسرة ذاتها، مما جعل امر العلاج النفسي من الأمور الصعبة والمعقدة للغاية، من جانب آخر وصل كفاح الشهوات ودوافع النفس للطاقة الجنسية انها وظفت الأنا العليا التي تحلق عاليا في سماء القيم تكون مثالا اخلاقيا كما هو الحال عند بعض الشخصيات الدينية البارزة، الأن كيف يمكننا فهم وتفسير هذا التفاوت الهائل بين العفاف والإنحراف؟ بين الميول الجنسية والمشاعر الروحانية؟ وهل الزواج يمكن وضعه في سلة الميول الجنسية بطريقة اجتماعية هي المقبولة عبر القوانين التي تجيز هذا النوع من الدوافع الجنسية؟
ماذا قدم الفكر الديني عبر التاريخ نحو السلوكيات والأخلاقيات الجنسية؟ هل كان له تأثير ايجابي في كبح وتقليل الميول الحسية والانفعالات الجنسية عبر الأجيال؟ لقد تنوعت الأخلاقيات الجنسية في الكثير من مضامينها واتجاهاتها، اسهم الدين بشكل ضئيل ومحدود في تحجيم السلوكيات الجنسية الشاذة، لكن لم يكن دوره فعالاً في جعل الشعوب تتبنى قيماً اخلاقية وتسلح انفسها امام الرغبات والميول الشاذة لا على الصعيد الاجتماعي ولا على الصعيد العائلي في زنى المحارم، فالطباع الجنسية ارتبطت بشكل مباشر احيانا على نوع المعتقدات الدينية وظروفه الأخلاقية، فالسلوك الجنسي والتكاثر عنصران اساسيان في تقييم العملية الدينية والاجتماعية، لقد تبنت العديد من المراجع الدينية ترشيد السلوك الجنسي لما يتناسب واخلاقيات الاسرة، فاليهود الارثوذكس يرون العلاقات المثلية فاحشة والرغبات المثلية سلوك شاذ. لقد حافظت الديانة الابراهيمية على الخط الأخلاقي للسلوك الجنسي، لكن ليس بشكل مطلق، حين كشف التوراة عن سلوكيات جنسية شاذة عند النخبة الدينية في المجتمع اليهودي، لقد صعد لوط الى الجبل وابنتاه معه فقالت البنت البكر للصغيرة في سفر التكوين 19 ” ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل يدخل علينا ... هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا ” لقد وصف الاصحاح بشكل صريح السلوك الجنسي الشاذ في انهيار العلاقة الاخلاقية التي تربط النظام الأسري.
تنطلق المسيحية كذلك في دعم القيم الأخلاقية للأسرة داخل اطار الزواج وان اي عمل خارج منظومة الزواج يعد عملاً فاحشاً ، لقد اشار الرسول بطرس في رسالته الأولى الى اهل رومية ” ... كذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتغلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ” فبقدر ما يكون هذا السلوك الأخلاقي المندد للشذوذ الجنسي، اخترقت العديد من كنائس العالم معايير القيم الدينية كما هو حال الكنيسة البريطانية واصدرت موقفها الايجابي الداعم بشأن السماح لزواج الشواذ داخل الكنيسة لانها باركت زواج الأشخاص من نفس الجنس. فهذا القرار يجعل بأمكان الازواج الشواذ الحصول على مباركة الكنيسة وان يقوم القس بقراءة الصلوات لطقوس الزواج، هذا الأمر كسر العقيدة الأخلاقية و الدينية للعقيدة المسيحية مخترقاً احد اهم القيم الروحانية في طريقة علاقة الفرد بخالقه. لم تجسّد القيم الروحانية النزاهة والسلوك الرصين لقيم الايمان المسيحي، ان الدين فصل الميول والغرائز الجنسية عن المعتقد الديني، فلم تعد توجيهات الطوائف المسيحية تتمسك بالنهج الأخلاقي تجاه النشاط الجنسي فصارت القيم الروحانية للعلاقة بين المرء وخالقه شكلاً ظاهرياً. انقسمت العديد من الكنائس كالكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي اقرت المثلية ورفضت السلوك المثلي، فطلبت من المثليين ان يمارسوا العفة. فالشهوات المثلية يجب ان لا تتوفر في سلوكيات من سيقرر ان يكون قساً. في الإسلام الأمر لا يختلف كثيرا في ان العلاقات خارج الزواج تسمى زنا، ويعاقب عليه الشرع الإسلامي، لكن اقر نظام التعدد في الزواج ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء، مثنى وثلاث ورباع .... ” لم يبق السلوك الجنسي الأخلاقي والديني في الإسلام الى هذا الحد بل شرعت المذاهب الإسلامية العديد من التفسيرات والتبريرات في توسيع دائرة الحق الجنسي للعلاقة بين الرجل المرأة على اساس جنسي صريح اباح فيه حتى التمتع بالقاصرات وفق بعض الشروط الممكن توفرها عند اغلب الرجال، بل وتعددت اساليب المتع الجنسية بزواج المتعة والعرفي وغيرها من اساليب الابتزاز الجنسي لجسد المرأة. لقد قدّم العهد القديم في سفر الأمثال، ونشيد الانشاد، الكثير من العبارات الجنسية الصريحة التي خالفت التعاليم اليهودية، ففي سفر الامثال 5 ” افرَحْ بامرأةِ شَبابِكَ، الظَّبيَةِ المَحبوبَةِ والوَعلَةِ الزَّهيَّةِ. ليُروِكَ ثَدياها في كُلِّ وقتٍ، وبمَحَبَّتِها اسكَرْ دائمًا ” فالارتواء من الثدي دليل الإحساس الجنسي الذي تجاوز الحد الطبيعي وانتقل الى الإعلان الصريح لتبني الرغبات الجنسية الخاصة.تمثلت القيم الدينية بالكثير من التفسيرات والنواحي الأخلاقية رغم اختلافها بين دين وآخر، هناك الكثير من عاشوا بدون علاقة زواج حتى ان بعض المسيحيين والمسلمين مارسوا بالفعل حياة التزهد والاعتكاف عن الحياة الطبيعية وعاشوا في يقين شخصي ان الامتناع عن الزواج يمثل نوعا من الطرق الباطنية للكمال الروحاني.
الجنس في القيم حالة تقييم للذات ولفحص مهاراتها الروحانية والاخلاقية، يذكر النص القرآني في سورة يوسف ” وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ .. ” فهذا الاقرار للدوافع الجنسية لم تكن عند نبي فحسب بل هي احساس بشري قائم لا علاقة له بالاستعداد النفسي كحالة للتهذيب والعرفان. هذه الميول والرغبات الجنسية كانت لدى طائفة من الانبياء مثل النبي داود، لوط، يوسف، كذلك ربط النص القرآني السلوك الجنسي بمجموعة قوانين ليجعل مستقر الجسد كفضاء مادي واعي بالنظام الإلهي محاط بطابع قدسي لا يحيد عن المسلم في تنوع الممارسة الجنسية حتى تكون فريضة دينية كفريضة الصلاة، صار الجنس في الإسلام اسلوب الفعل الإيماني والنكاح الشكل الاخلاقي للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة المرتبط بنظام الزواج، رغم ان ما فعلته المذاهب الإسلامية وتبريراتها التشريعية من انفلات الاحساس المتزن تجاه المرأة حتى تحولت لمشروع جنسي غير اتجاه الفريضة الدينية الى نظام المتعة الجنسي الذي ابتعد كثيرا عن العقيدة الدينية الباكرة للعلاقة بين الطرفين بخصوص تقديس العلاقة في اطار الزواج وليس في اتجاه المتعة الجنسية.
بات من الواضح ان الجسد في انسياقه داخل العملية الجنسية من منظور ديني له دلالات وتفسيرات عديدة فصار الجسد في الثقافة العربية الإسلامية اصابه الكثير من التحقير فلقد ظل اسير الدوافع الجنسية. لقد تحرر الجسد من عبودية الدين الى مصطلح الجسد فصار ذات قيمة في الفتوحات العلمية التي منحته كيانا مقدسا في اطار الفنون والآداب والتكنولوجيا المعاصرة الى النضال من اجل التحرير والدفاع عن القيم الثورية. مثلت قصة يوسف في التوراة والقرآن، في بعدها التوراتي والإسلامي انتصار الدين لجمال الجسد، اذ لم تدحض تلك النصوص المقدسة آلية الجسد بل اعترف النص الديني بمبدأ الرغبة الجنسية في اطار داخل اطار الدائرة المقدسة، لم يبق النص الديني ربما فقط في فترات عصر الآباء الاوائل محافظا على التراث الجسدي في قيمه الروحانية لكنه في النهاية انكفأ الجسد وانهار امام التفسيرات اللاهوتية اللاحقة ان الرغبة الجنسية قد تنوعت في اطار عصر العولمة الى الخروج عن النص المقدس الى استنتاجات اضرت بالعقائد الروحانية للأديان.
بحسب الدوافع والميول الجنسية لا تتعارض قيم النبوة في اليهودية والإسلام في امكانية اشباع تلك الدوافع فالنص الديني فيه من الجمالية والتبرير ما يكفي لجعل الجسد يتعامل مع الواقع كما لو كانت النبوّة طريقاً تشريعيا له. لقد افاض سفر نشيد الأنشاد بالكثير من تجميل الدوافع الجنسية وتبريرها على اساس تديني، مستعملا الفاظاً جنسية لا تحمل صفة القداسة، اذ ورد في الاصحاح 7 ” ... دَوَائِرُ فَخذَيكِ مِثلُ الحَلِيِّ صَنعَةِ يَدَي صَنَّاعٍ,. سُرَّتُكِ كَأسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعوِزُهَا شَرَابٌ مَمزُوجٌ. بَطنُكِ صُبرَةُ حِنطَةٍ, مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوسَنِ. ثَديَاكِ كَخِشفَتَينِ تَوأَمَي ظَبيَةٍ ...” فوصف السرة بالكأس المدورة تتحول بحسب الإحساس الجنسي الى شراب ممزوج، القصد منه عضو الانوثة بوصف السرة بديلا عنها في الشراب. يتبين من ذلك ان فهم تاريخ النبوة مخصص كذلك في الإسلام على نحو تعاطي النبي ميوله الجنسية بالاشباع من خلال التعدد وامتلاك الجواري والسبايا في غنائم الحروب، حتى ان الحديث النبوي قد وضح ذلك الإحساس الجنسي دون تردد ” حبّب اليّ من دنياكم ثلاث، الطيب والنساء وجعلت الصلاة قرة عيني ” فالقدرة على اتمام الرغبة الجنسية بالمتعة او الزواج تحولت الى اساس التقوى بينما اباح التشريع اليهودي اللواط بزوجته.
لم تفلح القيم الدينية في ضبط الميول الجنسية والسيطرة على انفلاتها إلا في اطار محدود، وربما كان اكثر تماسكاً في ضبط النظام العائلي والحرص على عدم زنى المحارم. صفوة القول ان الجنس بقي محافظاً على تراثه الغريزي بشكله الجوهري ولم يمنع عنه الاجتياح الأخلاقي ولم يتمكن الدين من ضبط دوافع الميول الجنسية الا من خلال تجميل النص وتطويقه بإحساس إلهي فضفاض لا قيمة جوهرية له. استنتاجاً يكون الزواج بكل اشكاله دواما كان النكاح او منقطعاً شكلا مقننا لعلاقة جنسية تكون هي الدافع اما ظاهريا في تأسيس النظام العائلي واتمام القصد الإلهي في اعمار الأرض لا يكون إلا مبررا لجعل الدوافع دينية حالة شكلية ليس اكثر. لقد بات الفعل التديني امام النص الديني متخفياً داخل مغالق الميول الجنسية الذاتية للفرد لم تتغير في حوافزها ومؤثراتها قبل وبعد قيام الاديان الابراهيمية فهي تتخفى تارة وتتجلى للعيان والأحداث تارة اخرى، فلم يكن الدين إلا واجهة إلهية خفية لجعل الدوافع الجنسية عند النخبة تتخذ مساراً شرعياً على حساب جسد المرأة الذي بقي على مدى التاريخ الديني كله رهناً لتبريرات دينية واهية لم تنته ليومنا هذا.



#باسم_عبدالله (هاشتاغ)       Basim_Abdulla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الأنا العليا بخرافة الوحي الإلهي
- - نجار و اعظم - وتناقضات إلوهية المسيح
- سلمان الفارسي والمعراج الإسلامي الزرادشتي
- نرجس وخرافة المهدي المنتظر
- قراءة نقدية في معجزات ومعراج ايليا
- نقد كتاب [ بنو اسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر]
- قراءة نقدية في كتاب انبياء سومريون
- الوحي الإلهي وخرافة النص الديني
- الإله يهوه رحلة التوراة والوثنية
- علاقة التدين بالشخصية الفصامية
- قانون العقوبات بين التشريعات الدينية والوضعية
- ازمة الفكر اليساري في الشرق الإسلامي
- الالحاد في الإسلام : ابن الراوندي نموذجاً
- عقوبة الأعدام في القرآن: السعودية نموذجاً
- الإله مردوخ
- المسلمون في السويد (2)
- المسلمون في السويد (1)
- هل النبي موسى، سرجون الأكدي؟
- خرافة سورة النمل
- اكراد العراق .. ولاء وطن أم حلم استقلال؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم عبدالله - الزواج بين القيم الدينية والدوافع الجنسية