أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم عبدالله - خرافة سورة النمل















المزيد.....

خرافة سورة النمل


باسم عبدالله
كاتب، صحفي ومترجم

(Basim Abdulla)


الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 04:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يشار الى سورة النمل كأحد اهم السور القرآنية في اثبات القدرة الإلهية في جعل العلاقة بين مخلوقاته والملك سليمان قائمة، كعلاقته بالنمل والهدهد، وملكة سبأ. نستعرض سورة النمل من خلال موروثها التاريخي، كي نتوصل الى خرافية مصادرها التي اعتمد عليها القرآن. تشير السورة الى شخصيات تاريخية ارتبطت بلاهوتها ووضعت المبررات الإيمانية لوجودها، تاريخياً ابتدأت تلك الشخصيات بالملك سليمان. هو احد ملوك مملكة اسرائيل الموحدة، وقد ورد ذكره في سفر الملوك الأول وفي سفر اخبار الايام الأول. هو ابن داود وثالث ملوك مملكة اسرائيل قبل انقسامها الى شمالية وجنوبية. عاش الملك سليمان في الالف الاولى قبل الميلاد وتوفي عن عمر 52 عاماً، وقد اشتهر بثرائه الفاحش وبسبب ملكه الكبير وذنوبه تقطعت اوصال مملكة بني اسرائيل وقد ارتبط اسم سليمان بعدد من القصص في اسفار العهد القديم كلقائه بملكة سبأ، حتى ذكر ان سليمان اول من بنى الهيكل. كذلك له قصة مع ملك الجن. وقد اشار القرآن الى قصة سليمان في سورة النمل، البقرة وفي سورة الانعام مع اختلافات في السرد القصصي بين التوراة والقرآن.
لو قرأنا ما جاء في كتب التفاسير في تحليل منطقية وعقلانية قصة الملك سليمان وفي تحليل شخصيته وسيرته الذاتية لوجدنا ان ما يقوله المفسرون لم ينسجم مع الواقع التاريخي الذي عاشه الملك سليمان، فمن المستحيل لقائد عسكري فذ كما صوره لنا التاريخ لم يدل على كون الهدهد قائداً من الطيور ضمن جموع الجيش الغازي الذي امره سليمان لآحتلال ارض بعيدة، وفي حقيقة الامر ان السيطرة على جيش قائده طير سيكون عرضة للنبال والقتل ولا يحقق من امره ما جاء من اجله. لقد ادرك اصحاب العقول ان الجيوش لا تأتمر إلا بقادة عسكريين يعرفون اساليب الكر والفر وفنون الغزو وطرق اقتحام العدو حتى يتم لهم النصر في تحقيق اهدافهم، ولم نعهد في تاريخ البشرية ان الطيور كانوا قادة حرب، وليس من القناعة في قوانين الحروب كما عهدنا في خيال طيور الأبابيل، في سورة اصحاب الفيل ان للطيور قادة جيش في الأرض كما كان حالهم في السماء عندما رجموا الأعداء بحجارة من سجيل. ان الأمر يستعصي على اصحاب العقل والمنطق اتيانه بالحجة، فما دامت طيور الأبابيل ترمي بحجارة من سجيل لماذا لا يكون الهدهد فيها قائدا عسكرياً ضمن قادة جيش الملك سليمان او اكبر قادته؟ ولربما من اختلاق رواية احد قادة سليمان ان يكون اسمه الهدهد قد حوله تاريخ المعتقدات الخرافية الى طائر او عملاق اسطوري كتبوا على يده ذلك النصر الخرافي؟ ان الأمر الأكثر غرابة، ان سليمان رق قلبه على نملة، لكن هدد بذبح الهدهد الذي لا عقل له ولا ادراك سوى انه غاب فاستحق العذاب ” لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ” ان ردة فعل سليمان لم تتناسب مع عطفه على نملة. فمحال ان يعادل اي انسان منطق الطير وذكائه بمنطق الإنسان وعقله. فلابد ان يكون هذا النقيض في حكمة التعامل مع الخلق لا يناسب ايمان النبي الذي ارسله الله كي يعادل الإنسان بعقل الطير ويفعل به ما يشاء كما فعل مع نظرائه في الخلق. حوار سليمان بتهديده تعذيب او ذبح الهدهد هل يناسب منطق العقل في عصرنا؟ ماذا سيكون رأينا في من يهدد طيراً، يتكلم معه بصيغة خطاب بشرية ” لأعذبنك او اذبحنك او لتأتني بسلطان مبين ” فهذا الخطاب غير العقلاني لشخص غير سوي، هو ذات الخطاب الذي نسبوه الى الملك سليمان. فلقد طلب منا النص القرآني الى ايمان يلغي بموجبه موازين العقول، فكيف عرف الهدهد الأدلة وتقديم وثائق سلطانه الى الحاكم العسكري سليمان بحيث توقع سليمان ان يقدم ادلته لإثبات اخلاصه؟ الامر الغريب في اعتماد الملك سليمان على الهدهد رغم امتلاكه العديد من الجنود والجن، فلم يعنه امر جيشه بقدر ما كان يعنيه امر الهدهد من بين كل الجيش، فلم يبين سليمان سبب اعتماده على الهدهد ولم يجعل في جيشه غير هدهد واحد، فلا هو منتظم في كتيبة يكون الهدهد مسؤولا عنها، ولا اظهر لنا حوار سليمان معه قدرات الهدهد في القيادة، بدل اظهار براعة الهدهد اخبرنا سليمان عن معرفته منطق الطير، فكيف تمكن هذا الطائر البطئ الطيران من الوصول الى مملكة سبأ وقطع كل تلك المسافات البعيدة ولم يكن من فصائل الطيور المهاجرة. لقد تفرد الهدهد بحسب سورة النمل بإعجاز لا مثيل له، ليس من خلال ذهابة وعودته، فلقد احاط بعلم ما لم يحط به سليمان ” احطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ” وبدل الإستعانة بقائد الجيش ” قال عفريت من الجن انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك ” هكذا من معجزة الهدهد الى معجزة الجن، كذلك اظهر الهدهد علمه في الشرك والتوحيد “ وجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ .. ” فصار الهدهد سفير الإيمان ليخبر سليمان بما يأتيه الناس من اعمال الشرك وعبادة الاوثان، ولقد عرف الهدهد خزائن بلقيس وانها عرفت ماهو ضروري للحكم. كان الهدهد يعلم جيدا كيف يكون عرش الملوك حيث قال ” ولها عرش عظيم ” كيف امتلك الهدهد خبرة العلماء والقادة والفقهاء كل هذا كان يدل ان عقل الهدهد الصغير لم يكن طيراً فأمانة الشرع بحسب النص القرآني فلم تحملها الملائكة ولا السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها فحملها الإنسان، فهو وحده الذي يعلم شريعة الله. عند تصفح التاريخ اليهودي في زمن الملك سليمان نرى ان في اليهود اناس كثيرون حملوا اسم “ هـدد” ففي سفر الملوك الأول ورد ذكر هذا الأسم في الاصحاج الحادي عشر: ” وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ، كَانَ مِنْ نَسْلِ الْمَلِكِ فِي أَدُومَ ” بل ان أمر هدد كانت صلته بالجيش ” ولَمَّا كَانَ دَاوُدُ فِي أَدُومَ، عِنْدَ صُعُودِ يُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ لِدَفْنِ الْقَتْلَى، وَضَرَبَ كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ ” فما الذي يمنع من تحول هدد الى هدهد وتحول النص بدل القيادة البشرية لقيادة الطير، شأنه شأن أبرهام الذي صار إبراهيم وموشي الذي صار موسى في العربية خاصة ان لغة القرآن هي العربية؟ تاريخياً اطلق اسم ” هدد ” على الملك الأدومي الثالث الذي الحق الهزيمة في مدين، فهؤلاء الادوميون بحسب المصادر اليهودية قبائل بدوية من سيناء استخدم ملوك آشور الأدوميين في اخماد الثورات المناوئة لهم، وقد استمر حالهم الى الغزو البابلي لمملكة يهوذا عام 600 قبل الميلاد تقريباً ان يستوطنوا جنوب مدينة الخليل، ان كل ما ورد في النص القرآني تعريب كلمة ” هدد” العبرية التي رمزت الى احد امراء قبائل الأدومية فقد كان قائداً في جيش سليمان.
إن قول الهدهد مع سليمان ” احطت بما لم تحط به ” استدل المعنى الغيبي الذي استدرك فيه عدم قدرة سليمان بما تمتع به الهدهد من قدرات عقلية وغيبية في جعل التوحيد غايته، فاستمر الهدهد بقوله ” وجئتك من سبأ بنبأ يقين، اني وجدت امرأة تملكهم و اوتيت من كل شَيْءٍ ولها عرش عظيم، وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدّهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... ” هذه الدعوة الجهادية قد استدل بها في النص القرآني اضفاء شرعية الجهاد حتى في منطق الطير، الأمر الذي خالف النص التوراتي، متبعداً عن جوهر القصة فرواية سليمان التوراتية لا علاقة لها بالجهاد الديني. كان الإسلام بحاجة الى استعمال ادواة الإقناع الفكرية والعقائدية بهدف تثبيت الدعوة الجديدة في جزيرة العرب. ان سفر الهدهد وعودته السريعة بخبره اليقين لم يتناسب مع طول الطريق ودقة معلوماته ان لم يكن قد جمعها خلال علاقاته الإجتماعية التي تتطلب وقتاً طويلاً حتى يستنتج من خلاله تبعية القوم للشيطان وسجودهم للشمس من دون الله، فهذا الأمر ليس بمقدور الهدهد اتيانه، ذلك ان الأمر كله صياغة تشريع لهدف الإسلام الجهادي. اذا كان الهدهد قد فهم لغة سليمان، وتبادل معه هدف العقيدة الجهادية، كيف تفهم لغة القوم في اليمن، فشعب اليمن لم يمتلك منطق الطير، كذلك كيف ومتى عرفت بلقيس منطق الطير، ليس لدينا ما يوثق تلك العلاقة حتى بينها وبين سليمان. لم توجد اشارة في العهد القديم ما يوثق علاقة زواج بين سليمان وملكة سبأ، فلم يذكر سفر الملوك الأول في الاصحاح 10 اسمها “ ... وَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيًّا عَنِ الْمَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ، وَالْبَيْتَ الَّذِي بَنَاهُ، وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ، وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ، وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ، وَسُقَاتَهُ، وَمُحْرَقَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ، لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: «صَحِيحًا كَانَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ. وَلَمْ أُصَدِّقِ الأَخْبَارَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا النِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ. زِدْتَ حِكْمَةً وَصَلاَحًا عَلَى الْخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ. طُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِمًا السَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ... ”
سرد الاصحاح العاشر خلاصة قصة ملكة سبأ وحوارها معه، فلو قرأنا النص، لم نعثر في كلامها عن طيور او عن حواره مع النمل او مع مخلوقات غير بشرية، لقد امتدحت رجاله وعبيده، الباقون معه لحكمته وليس لبراعته في منطق الطير، فلو انها تحدثت مع الهدهد لماذا لما لم تذكر سفره وحواره معها، فهو السبب الذي جائت من اجله لسليمان. ان التاريخ الخرافي للمعتقدات العبرية، وبحسب التلمود وفي سفر طوبيا كان سليمان على علاقة بالجن والعفاريت، اذ ساعدوه على بناء الهيكل، لكن القرآن ذكر عن تحكم سليمان بالجن والعفاريت، نلاحظ الخط المثيولوجي لللعهد القديم وانتقاله للقرآن مع بعض التعديلات التي تناسب المعتقد الغيبي الإسلامي. تنوع خيال المفسرين على علاقة سليمان بمنطق الطيور فصاغ كل مفسر بحسب ما يسمح له خياله الخرافي. كيف يمكن للعقل العلمي والتنويري يستنتج ان سليمان كان يتعلم من الطيور، العلوم والمعارف فلماذا احل الإسلام ذبحها؟ يتبين من تحريم قتل الإنسان واستباحة ذبح الحيوان والطير بسبب الفارق العقلي بين الطرفين، اذ مهما سعى الحيوان والطير من الرقي الفكري لا يبلغان ما بلغه الإنسان من عقل مستنير يفهم الوجود والحياة. لقد استهان المفسرون بالعقل البشري فجعلوا عقل الهدهد انه فهم كلام ملكة سبأ وكلام سليمان وانطلق بسفره بعيداً وعاد الى سليمان، فهذا بحسب المفسرين اكثر ذكاءً من جميع الامراء والورزاء والقادة والمفكرين في بلاط سليمان بل واجتاز برحلته هذا ما تعجز البشرية عنه من ادراكه وتميزه عن سائر الخلق. ليس من يعادل عقل الهدهد إلا سليمان فهذا النبي وحده عادل عقل الهدهد، فهل هذا ممكن؟ فالله وضع الجنة ووضع فيها آدم وارسل الإنبياء وفتح ابواب جنانه للإنسان، لماذا لم يضع الهدهد في جناته مادام قد تمتع بعقل لا يعادل قدراته الخارقة غير عقل سليمان؟ لا شك ان وجود سليمان التاريخي وبالشكل الذي اظهره لنا العهد القديم محل خلاف بين علماء الآثار والانثروبولوجيا، اذ لا يوجد دليل له ولا على هيكله الذي اشيع الحديث عنه في ارض فلسطين وليس له ذكر حتى في تاريخ الحضارات اذ يفترض ان يتم ذكره في تاريخ مصر القديمة، وحضارة ما بين النهرين، او حتى في تاريخ اليمن القديم، فذكر معجزات كهذه لا تمر عند المؤرخين بلا ذكر لها، ذلك ان غياب معجزات سليمان وتاريخه الواسع يدلل على تراث الفكر الغيبي في سرد القصص الخرافية بهدف زجها في عقائد الغيب. اذا كانت تلك القصص قد لاقت رواجاً وقتئذ فهي اليوم موضع محاكمة فكرية منطقية تخضع للنقد والتشكيك وعدم التصديق بغياب برهانها الاستدلالي والنقلي.
تبين من النصوص القرآنية لسورة النمل انها تفاصيل عامرة بكلام الهدهد والنملة والعفاريت وكذلك الجن، عمل الخوارق في الإتيان بالعرش في طرفة عين، فعالم الشياطين استحوذ على النصوص القرآنية وعلى العقلية الدينية للإسلام وصار له وجود فعال رغم خرافية وجوده الواقعي في الكون. هذا الخيال الديني قد هيمن في سورة النمل وصار الإيمان بمعتقدات الكائنات الغيبية الخرافية مزيج بين الأوهام ووخداع العقل المسلم بعبقرية الهدهد اذ بدونه لا يصبح لسورة النمل معنى تخيلي للمعتقد السائد وقتئذ. اظهرت كذلك نصوص العهد القديم، ما اقتبسه القرآن من معتقدات خرافية، فهذا السرد التوراتي والقرآني نتاج لأساطير سابقة تسللت الى الأديان الإبراهيمية، يصف العهد القديم حال ابراهيم في سفر الملوك الأول من الاصحاح الرابع ” وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي الْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ... وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَل، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفًا وَخَمْسًا. وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ... مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ الأَرْضِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ.” فهذا الوصف المبالغ في اظهار تفرد سليمان بحكمته جميع بني المشرق وتكلمه عن الطير والسمك والبهائم، كله بهدف ربط المعتقد التخيلي في جعل الجن والعفاريت والطير تتداخل في رسم الشخصية الأسطورية لسليمان. عند مراجعة سفر استير يعتبر دقيق تاريخياً وقد استندت نصوصه على العادات الفارسية، كذلك يجب ان تتم قرائته كروايات تاريخية تحكي قصص احداث تاريخية وليس بالضرورة حقيقة تاريخية. وقد تضمنت العديد من تلك الروايات التي تحكي قصص الطير والحيوان والجن والعفاريت والشياطين وتصوغ منها قصصاً دينية ترتبط بالوحي الإلهي، فحادثة موسى والشجرة المشتعلة بالنار، ثم حديث لوط إلى قومه، القرآن يذكرهما في سور أخرى كأحداث تاريخية. لاشك ان اقتباس القرآن والعهد القديم وضع المعتقد الخرافي في اطار قصصي. كيف انسجمت نهاية سليمان اذا كان الله قد اختاره وجعله اعلم واحكم ما في الشرق؟ نراه يتكئ على عصاه دون ان يشعر به احد حتى الذين يقدمون له الطعام ولا احد من قادة جيشه، ولا حتى الهدهد الذي الذي احاط علماً، لم يعلم الى ان قرضت دودة الأرض عصاه فسقط على الأرض، اي ان الله رغم ايمانه بتميز سليمان عنده عن سائر انبيائه لكن اذله في موته، هنا يواجهنا سؤال أخلاقي: هل يخدع الله الجن ليسخّرهم ليخدموا سليمان؟ ثم يميته كأي ذليل حتى لا يتساوى بموته اي انسان عادي، وهل خدع الله البشر فيظنون أنهم صلبوا المسيح، بينما واقع الحال أنه شُبِّه لهم؟ لا نستنتج إلا انها روايات تاريخية لا وجود تاريخي حقيقي لتدوينها.



#باسم_عبدالله (هاشتاغ)       Basim_Abdulla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكراد العراق .. ولاء وطن أم حلم استقلال؟
- خرافة نار جهنم في الفكر الديني
- العراق وفقدان الهوية الدولية
- العلمانية والاسلام في الدولة المدنية (1)
- العلمانية والإسلام في الدولة المدنية (2)
- سفر ايوب، خرافة المذهب الألوهي (2)
- سفرايوب، خرافة المذهب الألوهي (1)
- مريم العذراء والعلاقة المحرّمة (3)
- مريم العذراء والعلاقة المحرّمة (2)
- مريم العذراء والعلاقة المحرّمة (1)
- الحجاب بين الوثنية والوحي الإلهي (2)
- الحجاب بين الوثنية والوحي الإلهي (1)
- الدولة الدينية وانهيار الاقتصاد الوطني
- التوراة بين بشرية النص وعنف الإله
- عقيدة البداء، حقيقة إلهية ام خرافة دينية؟
- إنجيل يوحنا وخرافة إلوهية المسيح (2)
- انجيل يوحنا وخرافة إلوهية المسيح (1)
- قراءة نقدية في سفر دانيال
- سفر الأنشاد، نص اباحي ام وحي إلهي؟
- الله بين التوحيد والتعدد


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم عبدالله - خرافة سورة النمل