أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم عبدالله - قراءة نقدية في كتاب انبياء سومريون















المزيد.....



قراءة نقدية في كتاب انبياء سومريون


باسم عبدالله
كاتب، صحفي ومترجم

(Basim Abdulla)


الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 03:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقف كتاب الباحث العراقي في تاريخ الاديان الكاتب خزعل الماجدي ” انبياء سومريون ” على مفترق طرق بين النقد والإعجاب، ذلك بحسب وعي القارئ، ومدى ادراكه جمع المعلومات والقرائن التاريخية كي يتسنى للمثقف العربي اعطاء رأي واع ومسؤول، لم اعرف شخصيا هذا الرجل رغم كونه من بلادي ولنا ميول مشتركة في مجالات بحث تاريخ الأديان، رغم اننا عشنا سنين طويلة في العراق قبل ان نغترب ونشق طريقنا في حياة قادرة اكثر على العطاء إلا انني اثمن دائما اصحاب الفكر الفكر واحيي جهودهم لاني اعلم كم يكون عمل الفكر متعباً عند الوقوف على حقيقة تاريخية، في مقالي اعرض الناحية النقدية ليس على اساس ان الذي قدمه لا يمثل اية صلة بالحقيقة التاريخية والاركيولوجية، لكن انتقد الكتاب من زوايا اخرى مختلفة هي الأقرب للمنطق والقرينة، واريد التأكيد ان الباحث الماجدي لم يعن بنشر كتابه المس بمشاعر المؤمنين بالاديان وقد اثبت بنفسه صدق هدفه من البحث من اجل البحث وان الامانة العلمية تتطلب وهذا فعلا حق محفوظ لكل باحث وصحفي. النقاط النقدية التي اضعها امام الماجدي والقراء بخصوص كتابه يمكن درجها على شكل نقاط كي يتسنى للجميع تفهم طبيعة الكتاب الفكرية والتاريخية، تتضمن نقاطي النقدية ادناه:

1 - ان التخصص في تاريخ الحضارات واديانها كمن يعوم في اعماق البحر ، فلا قدرة له اجتياز البحر بحسب قدرته الفردية والأولى ان يعوم في مناطق محدودة فيه، هكذا التخصص في دراسة الحضارات، ان يكون الباحث المتخصص في تاريخ الحضارة السومرية غير ذلك الباحث المتخصص في تاريخ الحضارة البابلية، الكنعانية، الآشورية، الفينيقية، عبرية، اكدية، فارسية، فلا يمكن الإلمام بتاريخ مجمل الحضارات بعقلية رجل واحد ادعى التخصص فيها جميعا. كما فعل الماجدي. هذا الإدعاء سيبطل فعل المصداقية في بحثه الشخصي. فالماجدي شمولي البحث مما يجعل بحثه يفتقر غالباً للمصداقية والموضوعية.
2 - اشكالية الباحث الماجدي عدم تمييزه بين الآباء والانبياء في التوراة، فتاريخ الأنبياء التوراتي يبدأ بإبراهيم. يجهل حتى اسماء كتب التوراة، فعدم علمه بأسفار التناخ جعله ينقل مصادر بحثه من مرجع شعبي اسرائيلي كما هي، ولم يقم بمراجعة مصادر بحثه من مصادرها الأصلية، تحدث عن سفر التكوين بخصوص آدم وحواء لكنه لم يذكر لنا اصل تلك المصادر. ان البروفسور جان أستروك، الباحث الفرنسي استخدم نقد نصوص سفر التكوين الذي اكتشف ان سفر التكوين مكون من نصين مختلفين متداخلين حتى يبدوان وكأنهما نص واحد، فاختلافات النصوص وتباعدها في رسمها البياني يدللان على ان من كتب سفر التكوين قد لا يكون موسى، فأذا ساورنا الشك من حقيقية شبه قاطعه ان موسى قد كتب سفر التكوين وتأتينا الحقائق ان من حرر النصوص التوراتية في سفر التكوين اكثر من شخص، كيف سنتثبت ان كل الذي اعتمده الماجدي من اقرار شخصيات لا يعرف اصلها التاريخي ولم يضبط اسماء اصحابها انما قام بتحوير الأسماء محاولا بأية طريقة كي تنسجم تلك الأسماء في حضارة سومر مع اسماء الآباء في التوراة؟ التوراة بأسفاره 39 كتبها عدة اشخاص. ذلك ان الأسفار كلها، تناقضات داخلية، اختلافات في الأسلوب واللغة، اختلافات إيمانية وفكرية. فأذا كان هذا تاريخ الأوائل قد وقعوا في تلك المشكلة من التلاعب وغياب الحقيقية وقد سبقوا الماجدي بآلاف السنين، كيف سيستوثق الماجدي ان ما اقره في كتابه حقيقة تاريخية ؟ لم يذكر لنا لا من خلال كتابه ولا من خلاله لقائاته المتلفزة عن حقيقة قصة الخلق مادام قد اعتمدها انها اهم مصادر الربط بين آباء التوراة وملوك سومر، فهو لم يعلم ان قصة الخلق هي في الحقيقة قصتان، عندنا قرائن جديدة تتعلق بقصة الطوفان، المليئة بالتكرار والتناقضات والتغييرات الفكرية، اي ان ما ورد عن رواية تمتزج بروايتين بشكل غير مباشر كان في الاولى ارسل حمامة وفي الثانية غراباً. فلم يقدم لنا جذور قصة الخلق في الرواية التوراتية.
3 - كتبة التوراة تعلموا اللغة الآرامية بالأساس، كان الكتبة يتجهون إلى العمل في المعابد، أو كمستقلين، أو في خدمة أثرياء أو لدى الملك كمستشارين ووزراء ودبلوماسيين، كانت اللغة الآرامية، اللغة التي تحدث بها يسوع المسيح، وقد كتبت التوراة باللغة العبرية ، فلا ملوك سومر عرفوا اللغة الآرامية ولا العبرية، فاللغة السومرية لغة غير سامية، معزولة تماماً، كانت في جنوب بلاد الرافدين، وكانت صلتهم بالأكديين، وليس بالعبرانيين، فصارت بينهما ثنائية لغوية بينما بقيت اللغة العبرية محصورة في تاريخ اليهود، ولم تمتزج مع بقية الاقوام واللغات، اليهود شعب ذو دين غير تبشيري بحسب اعتراف الماجدي نفسه، فكانت ابواب الكهانة اليهودية لا تسمح لغير اليهود من الاسباط الاثنا عشر، لهذا يستبعد تغلغل اسماء ملوك سومر او حتى تشابه اسمائهم في ملفات التلمود العبري والتوراتي. تاريخياً امتزج التاريخ السومري بالاكديين في الالفية الثالثة قبل الميلاد، بينما دفع السبي البابلي اليهود الى الانطواء والانكفاء على ذاتهم في الالفية الاولى فهناك فارق زمني هائل يمنع فرصة امتزاج السومريين بأقوام عبرية عانت السبي البابلي مرتين في تاريخها. اللغة العبرية موزعة بين يهوذا وبني اسرائيل والاراضي الفلسطينية كانت لغة دينية استعملها المتعبدون اليهود ولا تشابه بينها وبين اللغة السومرية، استمدت اللغة العبرية اسماء كنعانية ذلك ان اللغة العبرية امتدت الى ارض كنعان، البعيدة نسبياً عن بلاد الرافدين تلك التي انتشرت فيها اللغة السومرية. بعد انتشار الآرامية صار تفسير العهد القديم والتلمود بها وبعد السبي البابلي انحصرت حياة العبرانيين داخل معابدهم وكهانهم وانسخلوا تماما عن بقية الأقوام.
4 - غياب شهادة كتبة اسفار العهد الجديد، لم تظهر كتابات بولس و الاسفار الاربعة المعتمدة كنائسياً ولا حتى تلك الأسفار التي استبعدت كسفر برنابا وتوما، لم تحمل اية اشارة الى تاريخ علاقة دينية او وثنية بين السومريين واليهود، كان اتباع المسيح يكتبون القصص ويتخذون من امثال التاريخ العبر لدوافع ايمانية لكن لم يوجد ذلك التمازج الحضاري بين السومريين والعبرانيين كي نرجح الظن بتسلل اسماء سومرية معروفة الى تاريخ اليهود، خاصة عندما تكون الأسماء كملوك معروفين عند شعوبهم.
5 - مصادر التوراة داخل مملكة اسرائيل اي في القسم الشمالي من فلسطين فلقد كتبت بيد كهنة هذه المملكة في نهاية القرن التاسع قبل الميلاد، اي خلال مرحلة تدمير مملكة اسرائيل على ايدي الآشوريين، في العام 700 قبل الميلاد. فلم تكن هناك علاقة بين السومريين والعبرانيين لا على اساس ديني ولا اساس حضاري، كي تحصل هناك فرصة اقتباس اسماء وادخالها في التاريخ العبري.
6 - قارن الماجدي بين الأسماء السومرية والتوراتية محاولا اثبات التطابق بينهما وهذا اساس هدفه من الكتاب، الربط اللغوي والتاريخي، هذا الاختصاص اللغوي تدقيق انتساب الاسماء العبرية، الارامية، السومرية، وغيرها تحتاج خبير لغوي في اظهار تمييزها وامكان معرفة تغييرات بنائها اللغوي مع اللغات الأخرى، فالماجدي لا يعرف اية لغة تؤهلة في اتخاذ قرار الحسم في حقيقة تلك الإسماء وزجها في تاريخ حضارات اخرى. ثم اين المراجع العلمية التي مكنته من الوصول لقرار خطير كهذا ان تلك الأسماء دخلت التاريخ التوراتي؟ هل يقف تاريخ البحث الشخصي غير الاركيولوجي على ان العالم يجب ان يصدق احساس باحث اديان بين يديه مصادر شخصية مجهولة لا نعرف مراجعها ان نحكم ان ما وصل اليه الماجدي حقيقية تاريخية؟
7 - الأب السابع التوراتي والملك السابع السومري، حاول اثبات ان بينهما تطابق تاريخي في صعود كليهما الى السماء، هذا الأمر كان يعني عند الماجدي انهما الشخص نفسه، ومن اجل ان يزيد احتمالية انهما الشخص نفسه في تاريخ اليهود، اخبرنا ان كلمة اخنوخ تعني الصعود او المرتفع بحسب ظنه، فلقد قام بتحوير الإسم رغم جهله باللغة العبرية كي يعطي الفكرة التي عنده ويصر عليها انها مطابقه لبحثه. الترجمة العبرية Hanokh ورد ذكرها في سفر التكوين وفي سفر الخروج انه ابن يارد ووالد منوشالح الجد الاكبر للنبي نوح ” مشى مع الله ولم يعد ” سفر التكوين 5 . ذكر السفر أنه سابع من عشرة آباء قبل الطوفان، قيل أن "الله أخذه ولم يعد". لقد فات الماجدي الاطلاع على الترجمة السبعونية للتوراة ترجمت ” اخذه الله ” المذكورة في سفر التكوين ” نقله الله ” من مكان الى آخر ، في سفر سيراخ ذكر انه نقل الى حديقة بدل كلمة ” الجنة ” حتى ان اوريجانوس السكندري كان زاهدا مسيحياً وراهباً في القرن الثالث الميلادي، قد انكر صعود اخنوخ للسماء، وفي انجيل يوحنا ينفي المسيح صعود احد للسماء الا الذي نزل منها، فهذا الشك والطعن في خرافة صعود اخنوخ تزيل التشابه بين اخنوخ التوراتي والملك السومري السابع اينمين دور انا En-Men-Dur-Ana وان حدث صعود الرجال للسماء عند السومريين شائع حتى بحسب الماجدي نفسه. بهذا يكون الماجدي قد الزم نفسه بعدم وجود المقارنة بين اخنوح التوراتي والملك السومري.
8 - قائمة اعمار الملوك التي اعتمدها الماجدي قبل الطوفان، لم تقنع عقله انها لم تناسب تاريخ اعمار آباء التوراة، وبالتالي كان يجب عليه ان لا يضعها بموضع مقارنة مع قائمة آباء التوراة، حكم الوليم Alulim 28600 سنة في مدينة اريدو السومرية بين القرنين 35 الى 30 قبل الميلاد، الملك الانجر Alalgar ، مدة حكمه 36000 سنة، وعند سقوط اريدو تسلم الحكم اينمين لو انا Enmen-Lu- Ana مدة حكمه 43200 سنة، هكذا بقية حكم الملوك، هل ينسجم تاريخ حكمهم مع التاريخ المدون لكتابة التوراة؟ كلا، فهؤلاء الملوك قبل الطوفان، بينما تم تدوين التوراة اواخر القرن التاسع عشر الميلادي. كيف امكن تدوين اعمار ملوك سومر بتاريخ اعمار آباء التوراة؟ اذا تمكن الماجدي الغاء الفرق التاريخي الهائل بين سنين تدوين اعمار ملوك سومر، كيف اقتنع بالغاء تاريخ اعمار آباء التوراة وجعلهم القرين المتطابق كليا لملوك سومر؟ فهذا خطأ تاريخي فاضح وبحث ساقط لا قيمة له ، اساء لمكانته العلميه كرجل باحث كما ادعى.
9 - اكد المؤرخ ديلا بورت ان السومريين قد تلاشوا في كفاحهم ضد العيلاميين وقد احرقت مدنهم واختفت لغتهم (1)وكما اشار الباحثان ديالكوف وكوفاليف في كتابهما الحضارات القديمة بما نصه ” العموريين والعيلاميين قضوا على السومريين ” (2) تخصص جورج هارون بارتون George Aaron Barton في ترجمة الألواح والأختام والأسطوانات السومرية والأكادية. قام بترجمة مجموعة من الألواح السومرية التي تم استردادها في 1896–1898 من خلال أعمال التنقيب التي أجرتها جامعة بنسلفانيا في نيبور والتي وصفت في البداية باسم "النقوش البابلية المتنوعة" ، بما في ذلك أساطير الخلق. تمت مراجعتها لاحقًا بواسطة صموئيل نوح كرامر. فلا بحوث دبلا، جورج هارون، صموئيل كرامر اثبتت طبيعة ايجاد علاقة او حتى الشك في ترجمة تلك الالواح والاختام والاسطوانات السومرية بآباء العهد القديم من خلال ربط اسماء ملوك سومر او حتى الإشارة الى احدهم كشخصيات معروفة ، ولم تقدم لنا بحوث ديالكوف، كوفاليف اية اشارة الى ربط ملوك سومر بآباء العهد القديم، بل ان جورج هارون بارثون George Bartonقد عمل دراسة علمية في هذا الموضوع فلم يتوصل الى اي علاقة تربط آباء التوراة بملوك سومر في العام 1915 لهذا توقفت الابحاث بما يزيد عن مئة عام اي قبل ولادة خزعل الماجدي بعشرات السنين. (3) .
10 - مما يزيد الموقف اكثر احراجا للباحث العراقي الماجدي اختلاف الاعداد بين القائمتين فملوك سومر ثمانية وقد درج جميع الباحثين على تثبيت الارث التاريخي لملوك سومر بحسب العشرات من البحوث الاركيولوجية وحتى باعتراف الماجدي نفسه، لكنه اضاف من عنده حواء، قابيل وهابيل، وجعلهم ضمن ملوك سومر، لكن كيف برر الماجدي تاريخية قائمة ملوك سومر؟ في كتابه (4) اشار ” ان اسم امرأة من امورو كان يسميها آدم امرأة لانها اخذت من امرء، والرجل عند الاموريين يسمى امرء، واسم المرأة عندهم امرأة وفي سفر التكوين للمرأة هو امرأة ” لقد وقع الماجدي في سوء تخبطه اللغوي وعدم فهمه، فكلمة ” امرأة ” ليست عبرية انما عربية، وقد خلط بين الترجمة العبرية فالمرأة في العبرية ” إشا ” ولعل جهله باللغة العبرية جعله يظن ان كلمة ” امرأة ” في التوراة اصل عبري. بهدف ان يثبت انها من ضلع آدم، قال ان ” ننتي ” فكلمة ” تي ” منها يعني الظلع في اللغة السومرية والمرأة خلقت من ظلع. كل هذا التخبط اللغوي كي يثبت وجود تاريخي لحواء في تاريخ الحضارة السومرية، بينما لم تجد تلك البحوث معنى شخصي لحواء غير الشكل الرمزي من ظلعه لكن الماجدي صنع لها وجودا شخصياً واعتبرها ضمن قائمة ملوك سومر ولها علاقة شخصية ليس مجرد ظلع في تاريخ آباء العهد القديم. عندما صنع لها وجود شخصي في تاريخ سومر انتقل بها لتاريخ الآباء في العهد القديم، هذا التخبط ومحاولة تقريب الإسماء السومرية وزجها في تاريخ إسماء عبرية غير معروفة عندهم قد حول تاريخ البحث الاركيولوجي الى تصورات عقلية وتخبطات ذهنية على قياس خالف تعرف، هذه ليست نزاهة ولا امانة علمية في اساليب البحث مما يجعل افكاره وكتبه السابقة كلها موضع شك وما جدوى اهميتها العلمية. كيف كان آدم يسمي حواء امرأة؟ هل كانت ايام آدم لغة عربية؟
11 - بحسب صموئيل كريمر : ”... اما عن بلاد سومر والسومريين فلم يكن لديهم اية اشارة او لمحة، اذ لم يرد اي اثر معروف عن بلاد السومريين او عن اهلها في جميع المصادر المتوافرة لدى الباحث الحديث ، فان نفس اسم سومر قد امحي من فكر الانسان وذاكرته طوال اكثر من الفي عام ... ” (5) ذلك ان الدولة السومرية الحديثة بقيت تحت حكم اسرة اور الثالثة وقاموا ببناء العديد من المعابد الا ان نهاية هذه الأسرة كانت قريبة على يد العيلاميين فانتهت آخر معالم تاريخية لهم في العام 2004 قبل الميلاد، خضعت بعد ذلك للدولة البابلية والآشورية. ان التاريخ يحسم استحالة تحول المعتقدات اللاهوتية وانتقالها للمجتمع العبراني ذلك ان وجودهم الجغرافي لم يعد ممكناً كذلك، زالت الدولة السومرية قبل السبي البابلي بعدة قرون، ما جعل عدم انتقال الموروث الإعتقادي السومري ممثلاً في عدم تشابه روايتي الخلق السومرية بالرواية التوراتية، فالرواية السومرية تقوم على عمل الآلهة آنو وانليل وانكي، ولدت الآلهة نامو ابنها آنكي، كان آنكي كيان واحد في السماء والأرض، ولد آنكي انليل، إله الهواء، قام انليل بفصل والديه، آن السماء وكي الأرض الأم. صار والده في اعالي السماء، خلق آلهة القمر نانا التي خلقت إله الشمس اوتو، انليل وكي انجبا انكي إله الماء والزراعة، قام بخلق الماشية، على الأرض والاسماك في البحر، قررت الآلهة خلق البشر، كان الجنس الاول من الطين، نزل البشر ليعشوا في الأرض، خاب ظن الآلهة بهذا البشر، فقامت بتدميرهم في طوفان عظيم. لكن الآلهة ابقت زيوسودرا وزوجته. هذه القصة السومرية لا علاقة لها بقصة الخلق التوراتية مما يدلل بشكل قاطع استقلال التصور اللاهوتي العبري عن رواية الخلق السومرية مما جعل استحالة نقل التراث السومري للتاريخ التوراتي. فقصة آدم وحواء قصة نالت استقلالية التصور لتاريخ اليهود وهي قصة انفصلت تاريخيا بعدة قرون عن قصة الخلق السومرية مما يضعف استدلال الماجدي بأمكانية ربط قصة الخلق السومرية وزجها عنوة في التاريخ التوراتي كي يهيأ الفكرة التي صاغها بحسب قناعاته الشخصية نقل الشخصيات السومرية ليكون لهم وجود تاريخي في الاسفار العبرية. لقد انتهت الحضارة السومرية قبل ولادة يعقوب الأب التاريخي لأصل اليهود، فكيف غير اليهود تاريخ اجدادهم وانتحلوا تاريخ جديد لوجودهم بعمل تاريخ من امة دون ان يرفض المجتمع، خاصة ان اليهود شعب متعصب لتراثه وانسابه ولوجوده وفي اسفارهم التوراتية ما يثبت شدة تمسكهم بأنسابهم فسفر العدد دليل ساطع على تمسكهم باسباطهم الاثنا عشر وفي عقيدة التوحيد، هل ابتدع السومريون عقيدة الآله الواحد؟ كلا. فإذا افترضنا ان هذا التاريخ المزيف قد لقي رواجا وقبولا لبني اسرائيل، لكن كيف تطابق هذا التاريخ اركيولوجياً ؟ كيف امكن تطابق البحث الاركيولوجي مع احداث التوراة التاريخية؟ فهذا الأمر لا يمكن لعقل الماجدي او غيره ان يخفيه او يزيله.
12 - الماجدي جعل اوتنابشتيم في الحضارة السومرية نوح التوراتي، والطريف طريقة تصرفه بتقريب الإسماء بما يوحي للقارئ وكأن خزعل الماجدي كان في حياة اوتنابشتيم وعرف طريقة تحريف اسمه كي تنسجم مع الواقع التاريخي لنوح حتى يتمكن من اظهار معجزة اكتشافه في ان اوتنابشتيم هو الرجل التوراتي نوح بطل الطوفان. كيف تم ذلك؟ لقد تصرف الماجدي بالتلاعب في اسم اوتنابشتيم، بحذف ”اوت ” ثم حذف ” بشتيم ” فلم يبق عنده غير حرف ” نا ” ثم اضاف من عنده حرف ” ح ” ثم ابدل حرف الالف بالواو فصار : ن + و+ ح = نوح ، وكما اظهر ذلك في كتابه (6) اي ان الماجدي كان يقرأ الكلمات العبرية والسومرية بالحرف اللاتيني ويقيم عليها التغييرات من حذف وتعديل كي تنسجم مع تاريخها العربي وكأن التوراة اصل عربي. هذا الأسلوب لا يقوم بعمله اي شخص عادي مهما كان جهله في ميادين البحث العلمي، كيف اذا كان رجل باحث له من المكانة والقدرة كالماجدي الذي يفترض فيه الامانة والنزاهة العلمية والموضوعية في البحث؟ الجهل باللغة الأصلية جعلته يتحول الى مجاهل احتمالات والفاظ لا وجود تاريخي لها.
13 - كيف اقام الماجدي ميزان بحثه في جعل زيو سودرا Ziusudra الشخصية التي تكررت في التراث التوراتي؟ تم ادراج زيوسودرا ضمن قائمة آخر ملوك سومر قبل الطوفان، في الالفية الثالثة قبل الميلاد، بطل اسطورة الخلق السومرية ضمن قصص اوتنابشتيم، اترا هاسس وغيرهم. لا مجال لذكر تفاصيل قصة طوفان زيوسودرا لكن ينبغي علينا ذكر الفروقات الاركيولوجية والتاريخية بين طوفان نوح واسطورة طوفان زيوسودرا ، مقارنة غير علمية اقامها الماجدي في كتابه. من اوجه التشابه بين الفيضانين انهما نتجا عن طريق التدخل الإلهي، بهدف تدمير البشرية، وكلاهما بنى فلكاً للنجاة من الطوفان وكلاهما حفظا ازواجاً من الحيوانات كذلك، فالقصة تظهر التشابه لكننا ازاء الفروقات بين الفيضانين لانها الأهم. كان زيوسودرا ملكا، لم يذكر سفر التكوين ان نوحاً امتلك سلطة دنيوية بل كان شخصاً عادياً. كان زيوسودرا جزءاً من اساطير تضمنت مجموعة من الآلهة الوثنية، بينما وجد نوح في الأساطير اليهودية التوحيدية. الإله انليل إله زيوسودرا انزعج من الضوضاء التي تحدثها المدن لذلك امر بالقضاء على البشرية، كان إله نوح حزيناً لانه خلق البشرية فكانت اعمالهم شريرة فقرر تدميرهم، كان أنكي إله آخر لزيوسودرا مغرماً به رغم شروره لذلك قرر ان ينقذه، لم يكن نوح شريراً لذلك قرر الإله انقاذه مع عائلته وحيواناته، كافأت الآلهة زيوسودرا بالخلود ضمن الاسطورة نفسها، لم يكافأ الإله نوح، ولم ينل الخلود، بل بقي في اطار بشريته، كذلك نوح كان بشراً ، راعياً وسيداً في قومه، يعبد إلهه وعلّم الآخرين طريق الإستقامة. ان البحث عن بشرية نوح يمكن الحصول عليها في عدد وافر من المصادر التاريخية غير الإسلامية. هناك سلسلة انساب، وموقع استقر فيه فلك نوح، ومن كان معه، يبدو ان طوفان نوح شكلاً اكثر معقولية واقل تشبثاً بالأساطير الملحمية. كون طوفان نوح ضمن التراث الميثيولوجي، لم يعن ان زيوسودرا هو الشخص نفسه الذي تكرر في التراث التوراتي. لقد عانى الشعب اليهودي محنة السبي البابلي في القرن السابع قبل الميلاد مما جعل ايجاد شخصيات تمجد إله واحد وتتخذ من تراث العقائد الفعل الإلهي للانتقام من الشعوب التي تبتعد عن وصاياه، القصص تختلف في القيم الروحانية ولكن قد تتشابه في سيناريو الحدث، الأمر كذلك يمكن عقد التشابه المذهل بين الاسطورة الهندية لطوفان مانو والقصة التوراتية لنوح. فلماذا نقبل ان يكون زيوسودرا النسخة التاريخية في طوفان نوح ولا نقبلها ان تكون النسخة التاريخية لطوفان مانو؟ رغم ان التقارب في سينايو طوفان مانو اقرب لرواية نوح من رواية طوفان زيوسودرا، لكن لا ينبغي للباحث ان يشرّع لنفسه اثبات الحقائق التاريخية بحسب ظنونه الشخصية. هذا ما جعل الماجدي يخطأ بدمج التاريخ الوثني بعقائد التوحيد التي لها هي الآخرى اساطيرها الخاصة بها.
14 – تخبط الماجدي بخصوص علاقة آدم بالتراث السومري كي يجد له مبررا فيما ظن ان آدم يمثل الملك الأول في تاريخ ملوك سومر، رغم عدم وجود هذا الإسم في تاريخ سومر. هذه الحضارة رغم انها كالت عالية الشأن عدة قرون: ” لم يعد في البلاد من اثر يدل عليها لقد مسحوها تماما من الوجود ... فقد استهدفت قوات الغزاة جذور الحضارة السومرية حتى تنتهي سومر الى الابد ” (7) هذا ما فعله العيلاميين، ابادة شاملة للحضارة السومرية، وكان قد انتهى وجودهم في العام 2004 قبل الميلاد، ولم يعد لهم اي اثر تاريخي ” لقد انتصر الإله مردوخ على الآلهة القديمة ... ظلوا حاضرين خلال لغتهم فقط و آلهتهم ظلت تعيش كالطيف في ذاكرة الناس بدت لكهنة مردوخ حية وخطيرة وجب ابادتها من خلال عملية ابادة عنيفة ” (8) كيف بعد 1500 عام ينقل بني اسرائيل عن الشعب السومري وقد ابيدت حضارته كلياً؟ من الفوارق الغريبة التي دلت على جهل الماجدي، اورد انتساب كلمة اسرائيل في صفحة 139 بمعنى اسرة ايل ، لقد ظن ان كلمة اسرة بالعربي هي نفسها باللغة العبرية، بينما معناها باللغة العربية مشباحا، ينطق العبري بالحرف العربي، لجهله بنطق الاسماء في لغاتها الاصلية يقرأها بالحرف اللاتيني وهكذا فعل مع كل الاسماء التي وردت في كتابه. استمر بتحريف الاسماء السومرية واللاتينية كي يصل الى التحريف الذي يناسب الفكرة او المصطلح الذي يناسب رغبته في استنباط المعنى المطلوب. لنرى مثلا في كلمة قينان في كتابه، صفحة 271 ” كينان، كوينان، غينان، كاينّان ، كيناّن” لكن هذه ليست اسماء، عندما يجهل الإنسان اللغة التي صدرت منها هذه الكلمة، تتم قرائتها باحرف اللاتيني وهذا ما يجعل الشخص يستعمل الاسماء المختلفة التي تتناسب مع النطق وهذا ما فعله الماجدي، فهو يحرف الكلمة الأصلية الى العربية كي تتناسب مع المعنى العربي بهدف الوصول الى فكرة يعتقد انها جديدة واستنباط عبقري. الامر يدل على سذاجة التفكير ثم يحول هذا النطق الجديد على علاقته بالاساطير القديمة. يأتي من خرافة النطق الجديد نظرية جديدة ، حتى في صفحة المراجع الأجنبية، المرجع التاسع على سبيل المثال، في الصفحة 486 ، هذا ليس مرجع اجنبي، انما مقارنة مواضع، ان يراجع القارئ المواقع في التلمود، لقد ترك المقارنة بما توحي للقارئ انها مصدر اجنبي اطلع عليه الماجدي. الغريب كيف بعد العام 2004 قبل الميلاد حيث انقرضت الحضارة السومرية وتلاشت من الوجود، ينقل اليهود تاريخ سومري لتاريخهم القاسي الذي عانوا فيه خاصة بعد السبي البابلي الذي جعلهم يتمسكون اكثر بتاريخهم وبتاريخ انبيائهم، لقد عاش الشعب اليهودي محنة السبي معزولا عن تاريخه القومي، مهمشاً، مقطع الأوصال، مقصوص الجناح، عاش المرارة والتشرد، فكيف بعد كل هذه المحن يتمسك بتاريخ لا وجود له فيه؟ ” ويجمع الباحثون على أن الديانة اليهودية كما هى معروفة الان قد ولدت أثناء الأسر فى بابل، وان الأسفار الأولى التى تبدا بها التوراة قد أخذت شكلها الذى جائتنا به من خلال وجود اليهود فى الأسر الذى استمر قرابة نصف قرن وانتهى عام 538 ق. م . ومما لا شك فيه أنه كان للكهنة اليهود الدور الأساسى في تدوين هذه الأسفار التى كتبوها باللغة العبرية المعروفة بأرامية التوراة ” (9) فالاطلاع على الوثائق المسمارية المدونة بالسومرية والبابلية التي اختصت بخلق الكون والإنسان والحياة والموت، انما كان تلاقح حضارات وهي الفكرة التي سادت في عموم حضارات العالم القديم، لا علاقة لها بأنظمة الحكم في ملوك سومر، فلقد كان اليهود قبل السبي البابلي في يهوذا كيان حكم اكثر تطورا خلال الحكم السومري، لهذا لم يكن ممكناً نقل التراث السومري لملوك محاربين غزاة لا علاقة لهم بالتقاليد الدينية ان يكون لهم وجود كأنبياء في التاريخ التوراتي لليهود. ” ثم ا ن العبرانين ، كما هو معروف ، كانوا قد قضوا فى بابل ردحا من الزمن ، وأن التوراة تحدثت، كما قلنا ، عن بابل ، )أرك( الوركاء ، اكد ، اور، أشور ، كالح ، نينوى.. ومع كل ذلك فليس هناك أية إشارة إلى سومر أو السومريين فى التوراة إطلاقاً .. ” (10) كان يفترض عند اقتباس عقائد مهمة تحول التاريخ الوثني لليهود الى التوحيدي يفترض ان نجد دليل اثبات بلمحات او اشارات تدل وجود قادة دينيين اسسوا التوحيد، لم تكن هناك اية اشارة سومرية ولا الى ملوكها فهذا يدخل في اطار تفرد اليهود بعقيدة التوحيد.
ان الأمر لم يقف عند هذا الحد في سرده المتناقض، لقد ناقض الماجدي نفسه في كتاب سابق : ” هجم العيلاميون على المدن السومرية وخربوها والثاني اتى من الغرب، حيث هجم الاموريون، على سومر وامسكوا الحكم في مدنهم ثم استطاعوا طرد العيلاميين من وادي الرافدين واصبحوا هم ملوك السلالات والممالك الجديدة ثم وحدث العراق احدى السلالات الآمورية هي سلالة بابل الاولى، هكذا زال الكيان السياسي للسومريين الى الابد ” (11) ان قائمة الملوك اظهرت حكمهم الذي امتد لعشرات الآلاف من السنين، اخرجهم من الطبيعة البشرية، فإذا امسك الاموريون حكم المدن بعد ان طردوا العيلاميين، وانهار كيان سومر اين سيكون التاريخ الديني الذي تشرف به اليهود كي يؤسسوا من تراث ملوك سومر السياسي تاريخهم التوراتي؟ لقد ناقض الماجدي نفسه ان ازال عن ملوك سومر تاريخهم كفرضية حتمية في التاريخ التوراتي عندما مسك الاموريون الحكم، فهذا حكم سلطوي لا علاقة له بتثبيت اسماء ملوك سومر لهم جذور دينية في التوراة.
12 – اشار الكاتب اياد الزهيري في مقاله “ عالم الاساطير في استخدامات الدكتور خزعل الماجدي ” في صحيفة مركز النور ” لمست منه توجه علماني متطرف لمفاهيم علمانية تسعى الى نسف الاديان عبر تأويل متعسف للأسطورة ... مشحونة بالتلفيقات والتحويرات الغريبة والعجيبة تأويلات لا تمت للعلمية بصلة ... يبدو ان الماجدي يتلاعب بشكل مزاجي في تكوينات الأسطورة ... ” (12) لقد بلغ انهيار الموضوعية العلمية في كتاب الماجدي تحوله الى مشرّع اركيولوجي وقاض للتاريخ البشري كله بزعمه ” يشكل دامو [ من وجهة نظرنا ] اسماً للإله ديموزي وهو في تحوله من الإله الى الإنسان فالاسم اقرب الى آدم وهو يعني الإنسان لكن من الناحية الآخرى يرد في النصوص على انه ابن الآلهة شفا التي لها اسم آخر هو Gula غولا وهي آلهة الصحة والشفاء ” (13) فعبارته من [ وجهة نظرنا ] اجتهاد ينم عن جهل شديد فيما كان يراه من وجهة نظر شخصية بغير استنتاج علمي قائم على البحث والتنقيب، اما كونه يحول مهام إله الى إله آخر ويستنتج ان الإلهين نتاج الى آادم، فهذا تجاوز على قيم البحث العلمي الاركيولوجي والتاريخي، تخبطه في وجهة نظره الشخصية ابعدت مكانة كل كتبه السابقة من النزاهة العلمية في المصادر والاستدلالات التاريخية في ربطها مع التاريخ الأركيولوجي.


مراجع البحث :

1 - ديلا بورت، بلاد مابين النهرين، ترجمة محرم كمال، الهيئة المصرية العامة للكتاب،مصر، ط2، 1997، الفصل الثاني، ص 23
2 - دياكوف وكوفاليف، الحضارات القديمة، ترجمة نسيم واكيم اليازجي، دار علاء الدين، دمشق، 2000، ج1، الفصل السابع، ص 96
3 - “A Sumerian source of the fourth and fifth chapters of Genesis ” Jounal of Biblical literature Vol 34. No: ¼ 1915.1.9.
4 - انبياء سومريون، د. خزعل الماجدي، المركز الثقافي للكتاب، الطبعة الاولى، المغرب، 2018 ، ص 186 .
5 - من الواح سومر، صموئيل كريمر، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، مكتبة المثنى ببغداد، ص 22 . ترجمة طه باقر.
6 - انبياء سومريون، د. خزعل الماجدي، المركز الثقافي للكتاب، الطبيعة الاولى، المغرب، 2018 ، ص 386 .
7 - الاسطورة السومرية، صموئيل نوح كريمر ، تموز للنشر، ص 100 .
8 - هلموت اوليش – السومريون شعب في مطلع التاريخ – ترجمه عن الالأمانية احمد امحان. ص 44
9 - من سومر الى التوراة، د. فاضل عبدالواحد. طبعة ثانية- سينا للنشر، القاهرة . ص 192 .
10- من سومر الى التوراة، دز فاضل عبدالواحد، سينا للنشر، القاهرة، ص 20 .
11 - خزعل الماجدي، متون سومر، التاريخ، المثيولوجيا، اللاهوت، الطقوس. الأهلية للنشر والتوزيع. لبنان. 1998 .
ص 55 – 56 .
12 - مقال “ عالم الاساطير في استخدامات الدكتور خزعل الماجدي “ صحيفة مركز النور، اياد الزهيري.
13 - انبياء سومريون، د. خزعل الماجدي – المركز الثافي للكتاب. الطبعة الاولى، المغرب. 2018 – ص 119 .



#باسم_عبدالله (هاشتاغ)       Basim_Abdulla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحي الإلهي وخرافة النص الديني
- الإله يهوه رحلة التوراة والوثنية
- علاقة التدين بالشخصية الفصامية
- قانون العقوبات بين التشريعات الدينية والوضعية
- ازمة الفكر اليساري في الشرق الإسلامي
- الالحاد في الإسلام : ابن الراوندي نموذجاً
- عقوبة الأعدام في القرآن: السعودية نموذجاً
- الإله مردوخ
- المسلمون في السويد (2)
- المسلمون في السويد (1)
- هل النبي موسى، سرجون الأكدي؟
- خرافة سورة النمل
- اكراد العراق .. ولاء وطن أم حلم استقلال؟
- خرافة نار جهنم في الفكر الديني
- العراق وفقدان الهوية الدولية
- العلمانية والاسلام في الدولة المدنية (1)
- العلمانية والإسلام في الدولة المدنية (2)
- سفر ايوب، خرافة المذهب الألوهي (2)
- سفرايوب، خرافة المذهب الألوهي (1)
- مريم العذراء والعلاقة المحرّمة (3)


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم عبدالله - قراءة نقدية في كتاب انبياء سومريون