أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ضربة المباراة 2005:فيلم عن الاحتكام لوودي ألن














المزيد.....

ضربة المباراة 2005:فيلم عن الاحتكام لوودي ألن


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


كانت له نظرة متعمقة في الحياة..تخشى الناس رؤية أن جزء كبير من حياة الانسان يعتمد على الحظ،أمر مخيف التفكير في أن هناك الكثير خارج نطاق سيطرة الانسان.
هناك لحظات في المباراة تصطدم الكرة بأعلى الشبكة،وللحظة يمكنها أن تتحرك للأمام أو تسقط للخلف،ببعض الحظ تتحرك للأمام وتفوز أو ربما لايحدث هذا وتخسر...
من الممكن القول ان هذه المقدمة عن أقدار الحياة...سواء المألوفة أو غير المألوفة....
مدرب التنس اليائس من تحقيق الشهرة أو الوصول الى مستوى أندريه أجاسي،يقرأ دوستيوفسكي وبالذات الجريمة والعقاب...يبتسم الحظ ويفتح القدر له أبوابه،فيلتقي بتوم هيويت أحد أعضاء مجتمع لندن الراقي،ومع مشاركتهم الاهتمامات من حيث حب الأوبرا يكتمل الحظ معه بأن تقع في غرامه (كلوي)،أخت توم الذي تجعل منه يمسك منصبا مهما في شركات والدها...
من الواضح ان لعبة القدر كانت كاملة تماما مع كريس،ولم يكن ينقصها شيئا سوى تصرفات كريس كيلتون نفسها....
يقع كريس كيلتون في غرام خطيبة توم الحسناء نولا(سكارليت جوهانسون) المتدربة الأمريكية على التمثيل،فتنشأ علاقة بينهما قبل وبعد انفصالها عن توم وتحدث الورطة الكبرى عندما تصبح نولا حاملا.
عند ذلك فقط...عند هذه النقطة شعر كريس بالفرق بين الحب والشهوة...
للوهلة الأولى،يظن المشاهد أن كريس كيلتون اضاع الضربة،واضاع الفرصة التي أتاحها له القدر من لاشيء...من لاشيء تقريبا
ثم ماعلاقة هذه القصة بأدب دوستيوفسكي...بالأدب الانساني بشكل عام؟!
نحن معتادين على سقطات وضربات وودي الن الميلودرامية الساحقة...؟!
ولكن هذه المرة...يبدو أن الأمر مبالغ فيه قليلا،ومن الاستحالة تصديق كل هذا...هذه المحاكاة لرواية الجريمة والعقاب-وودي ألن هو من كتب الفيلم طبعا-ولكن بطريقة تبدو بعيدة عن الرواية،كما أنها-وهو الأهم-تبدو ساخرة من الرواية أصلا،ساخرة من الفلسفة القدرية للجريمة والعقاب.
كما أن كريس كيلتون لايحمل هذا الحيز العالي من الشعور بالذنب كالذي كان يحمله راسكلينكوف في أعماقه،الأمر الذي جعل من هذا الأخير يغير أقداره...
يتعمد كريس قتل جارة نولا،ومن ثم يقتل نولا ليظهر الأمر أن قتل نولا هو أمر عرضي لأنها ظهرت في مسرح الجريمة والتي كان سببها السرقة المزدوجة للمتلكات ولعلب الأدوية القريبة من المخدرات.
تدور الشبهات من حول كريس كيلتون،ولكن القدر ينقذه هذه المرة بطريقة غريبة.
عندما يرمي كريس كيلتون المجوهرات في ماء النهر،يصدم خاتم ويبقى على الأرض،وان كنا سنعتقد أن هذا هو دليل ادانته ومفتاح العدالة الالهية،فالأمر كان معكوسا تماما،لأن هذا الخاتم سيصبح دليل براءة كريس الذي لايشك فيه...
يلتقط الخاتم مدمن مخدرات ويقتل تقريبا في نفس الليلة ويجدون الخاتم في جيبه....هذه خبطة افتعالية واضحة
وعلى الرغم من وجود لعبة قدرية مضادة،إلا أن القدر الايجابي اتجاه كريس كان الأقوى وكان قادرا على تبرأته من كل أفعاله.
وودي ألن،أراد ان يقول أن للقدر سلطته في النهاية،وهو محرك جبري لعناصر لا يمكن توقعها سوى من وودي ألن...أنه فيلم عن الاحتكام الى قرارات وودي الن حتى لو كانت غير مقنعة،كما انه ليس من الداعي أن تسقط فريسة تأنيب الضمير اذا ارتكبت جريمة قتل بشعة...عش حياتك كما يجب ان تكون
لكن،يبدو لي أن دافع جريمة القتل عند راسكولينكوف مختلف تماما عن دافع كريس كيلتون،فحتى حيز المقارنة بين الجريمتين يبدو معدوما ايضا بحيث ان اقحام رواية الجريمة والعقاب في هذه الخبطة المسرحية يبدو افتعالا آخر من قبل وودي ألن.
11/09/2022



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنوان مجهول 2001(كيم كي دك):العدو في الداخل
- معجزات صغيرة 1997(اليسو سوبيلا): الحياة هي الجانب الخارجي لل ...
- حيوان طبيعي 1996(كيم كي دك):نقطة اللاعقل
- نتيجة الحب (2007)اليسو سوبيلا: التقاء على هامش الحياة
- الانسان,الفضاء, الزمن، والانسان 2018 (كيم كي دك): العروس الم ...
- لاتنظر الى الأسفل 2008(اليسو سوبيلا): الأمر أكثر شاعرية وسور ...
- قفزات القلب 2005(اليسو سوبيلا):بقيت الأمور كما هي صغيرة وغير ...
- الجانب المظلم من القلب 2001 (2) أليسو سوبيلا: الحب عبارة عن ...
- المغامرات الالهية(اليسو سوبيلا): نحن لسنا الا معطيات حلمية ل ...
- استيقظ ايها الحب 1996(اليسو سوبيلا):الانسان ليس سوى حصيلة ما ...
- لاتمت قبل ان تقول لي الى اين ذاهب 1995(اليسو سوبيلا):وداعا ه ...
- ورحل مخرج سينما الكائنات: كيم كي دك-فيلم آمين 2011
- فينوس في الفراء 2013(رومان بولونسكي):الوضع الطبيعي البسيط لل ...
- الجانب المظلم من القلب1992(اليسو سوبيلا):كمن يبحث عن الحقيقة ...
- الصورة الأخيرة لحطام السفينة 1989(اليسو سوبيلا): رؤية الهية ...
- عن المخرج الأرجنتيني إليسيو سوبيلا والرجل الذي يوجه وجهه للج ...
- ياسمين الزرقاء(ياسمين الكئيبة) 2013 وودي الن: نساء على شفا ا ...
- عيد ميلاد مجيد سيد لورنس 1968(ناغيسا أوشيما):قبلتين على الخد ...
- الولد 1969(ناغيسا أوشيما):المنتج الفيلمي التقليدي
- ميديا 1988(لارس فون تراير):عن الاسطورة والبدايات


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ضربة المباراة 2005:فيلم عن الاحتكام لوودي ألن