أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المغامرات الالهية(اليسو سوبيلا): نحن لسنا الا معطيات حلمية لإله لا يولي لهذا الامر الكثير من الأهمية















المزيد.....

المغامرات الالهية(اليسو سوبيلا): نحن لسنا الا معطيات حلمية لإله لا يولي لهذا الامر الكثير من الأهمية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7471 - 2022 / 12 / 23 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


المغامرات الالهية(اليسو سوبيلا): نحن لسنا الا معطيات حلمية لإله لا يولي لهذا الامر الكثير من الأهمية
يبدأ الفيلم مع اقتباس حرفي من اندريه بريتون:
لتعيش،ولتجعل الآخرين يعيشو،هناك حل خيالي...الوجود في مكان آخر
بالتأكيد،اليسو سوبيلا يفترض وجود عالم آخر،ولكن ماهية هذا العالم اشكالية وعصية على الفهم أو التحديد نوعا ما،على انه متكون-مهما كانت طبيعته وطبيعة وجوده-من عناصر سوريالية واضحة،وتشير الشخصية الرئيسية في الفيلم -غير المسماة- بأنه عالم حلمي،والحلم هو مفهوم مختصر لشرح السوريالية.
وكان من الممكن تحليل الفيلم من خلال هذه النقطة بطريقة اقل تعقيدا لولا اقحام سوبيلا المفهوم الديني الالهي الوجودي في الموضوع،ولا نستطيع ان نلومه على هذا،لأننا نعتقد ان سوبيلا يتحرك صوب هذه القصدية من منطلق ومنطق الحادي،كما ان المقدمة التي وضعها سوبيلا عن اندريه بريتون صاحب البيان السوريالي الشهير،ستساعدنا خاصة أنها من الممكن أن تترجم حرفيا على احداث الفيلم....
هناك شقة كئيبة يجلس فيها شخص في اواسط الثلاثينات من عمره،محمولا بالكآبة ومتاملا لفترات طويلة،واول ما نحكم عليه أن هذه الشقة هي في العالم الطبيعي-المتداول-ولكن بطلنا يغرق في الذهن ليعمق صفة الخيال(الحلمي) عنده...اغلاق عمدي للعينين لمحاولة التخيل والانطلاق ومن ثم في رحلة حلمية تحدث في عالم النوم....
ثم،ووكانه قادم من اعماق البحر يحمل متاعه على ظهره الى هذا العالم صعب التكوين،ومع قدومه...تحركه في البحر يبرز العنوان الغريب:مغامرات الاله
وهذه الشخصية لايمكن الحكم عليها ابدا بالألوهية ، او بأنها تمثل الألوهية
هنا يصل-كما يبدو وكما يوصف-الى فندق كبير اشبه بالمتاهة المليء بالأمتعة،ومن ثم يلتقي بشخص يبدو ارستقراطيا يحمل سيجارا في فمه:لا تقل اي شيء،سوف يصبح من التاريخ بمجرد النطق به...
ولكن،ماذا تعني هذه الجملة أعلاه خاصة بأنها باتت مثل اللازمة:نفي الكلمة المنطوقة؟
والأدلة التاريخية تشير الى ان النطق كان قبل الكتابة....هل الكلمة مجرد انتقالات ليست ذات اهمية في الحياة
كما ان نفي الكلمة المكتوبة تقرر نفي الدين بكامله...؟!
الأمتعة التي يحملها على شكل كيس قماشي،يلتقي بموظف الاستقبال مع عامل فندق كبير في السن الذي يضع الامتعة على عربة ويلاحقه بها لفترة طويلة،كما ان هناك شخصان وكانهما ينتظرانه يقرآن الجريدة وكأنهما يتقمصان شخصية التحري الخاص.
هناك ممر طويل مليء بالغرف...هل انت في اجازة؟! يسأله عامل الفندق
لا...في الحقيقة أنا لا اعرف لماذا انا هنا،لذا ربما اكون في اجازة...أنا لا أتذكر
أنا اتفهم...إنه يحدث لنا جميعا
الفكرة هنا،بأننا لانستطيع ان نحكم بأن هذا العالم هو عالم انتقالي برزخي بين الحياة والموت،أو حتى عالم ما قبل التكوين وفقا للمعطيات القادمة على سبيل المثال.
هناك اشخاص يتوقفون على باب وينظرون من خلال ثقب الباب،وهم كلهم من الرجال...وهذا المشهد سوف نحيله على مشهد قادم...من الممكن ان يقودك الممر الى المكان الذي اتيت منه حتى نصل الى قاعة الفندق
شخصان يرتديان اقنعة الوقاية من الغازات السامة ويرقصان رقصة غريبة،وامرأة خمسينية تداعب شابان وهناك شخص يتحدث الى قس:انت تعلم يا سيدي بأني احتضر
هل هو الايدز...؟!
لا ياسيدي،أنه مجرد استمناء حزين....سوف اساعدك
ومن ثم يبدأ بالتهام قطعة من الزجاج بشرهة شديدة...
فجأة يمر قطيع من الخراف ويبدأ الجميع بالتصفيق
الاحالات الدينية تقودنا الى ان نفسر الخراف بالتفسير المألوف والمنطقي،فالناس خراف في مواجهة ذئاب والراعي هو المسيح...ثم يظهر نفس الرجل ويردد نفس الكلمات:
لاتقل اي شيء،كل ما ستقوله سيصبح تاريخا
يلتقي بفتاة تدعى فاليري...ماذا تفعلين في هذا الفندق؟!...مثل كل الآخرين:أنتظر
كل شيء يستعيد الذكريات،منذ لحظة وصولي وانا اعتقد بأن شيئا ما على وشك الحدوث...
لن يلتزم الفيلم بمعطيات محددة،ولن يخرج الفيلم عن النسق العشوائي الفوضوي السوريالي،فمن الطبيعي اذا ان نصادف إمرأة تبحث عن نفسها...
وسيتداخل العميق الحياتي للشخصية مع هذا التكوين السوريالي،لأن هذا الحلم ليس سوى انعكاس لشخصية الحالم الذي هو نفسها حسب رؤيتنا الخاصة للفيلم....
فإن ظهرت والدته في كيس قماش الذي كان يحمل فيه امتعته ثم يقوم بذبحها واكلها فهذا ما يدعى بالحلم...قطعا بالحلم،لأن في الحلم هناك انعكاس رمزي للحدث داخل الحلم نفسه،وهذا الحدث يظهر بغرابة دائما ما تحتاج الى تفسير ينطوي على طبيعة وحياة الحالم نفسه-هذا مخالف نوعا ما لنظريات فرويد حول تفسير الاحلام-،وبما ان قصدية النص هنا مفقودة تماما،فالنص يحمل كل الثيمات التي تخص النقد التفكيكي للنص...
هنا النص يطبق مقولة نيتشة الشهيرة:الاله قد مات ونحن الذين قتلناه
لا من حيث الرؤية الالحادية للمقولة نفسها،بل من حيث ان هذا النص الفيلمي وهذه الرؤية فاقدة للمرتب...للشخص الذي يحكم صياغتها ويلجم انطلاقتها من عقالها...القصدية ضائعة تماما.
اليسو سوبيلا يحاول ان يخضع الحبكة لشيء مجرد من خلال توكيده على نظرية الكهف الافلاطوني بان الاشياء ليست الا انعكاس أو ظواهر للاشياء الحقيقية،ومن خلال ايضا النزعة السوريالية التي سيحاكيها كفن لدرء المنطق...أي منطق..
تتبلور في ذهنه فكرة:هناك شخص يحلم بنا ولا بد لما من قتله،على ان هذه الفكرة التي ينطق بها تجعلنا نتساءل نحن الآخرين:لماذا هو الوحيد الذي يمتلك هذا الشعور الادراكي حول الوضع الحقيقي للعالم الذي يعيشون به وللحياة التي يحيونها كما هو مقصود...لماذا لايستطيع الحياة فقط من دون ان يشغل نفسه بهذه الاسئلة؟!
بالنسبة الينا نقول بانه هو الحالم على ان للفيلم وجهة نظر اخرى....
هناك ايدي تخرج من اللامكان لتداعب جسد امرأة مسكونة بالرغبة،فالنظرة كافية في هذا العالم لتحقيق فعل جنسي،كل نظرة عبارة عن يد أو يدين تحققان الفعل،وهذا الفعل سينتتج الذرية،فالمرأة المسكونة بالرغبة هي امنا الطبيعية التي قد تنجب من خلال فعل مجرد،مثل الاستماع الى موسيقى مودزارت وهذه احالة على فاليري نفسها.
ولكن...هناك كتاب ضخم وحيد في احد خزانات الفندق:المغامرات الالهية
يقول موظف الاستقبال:الكتاب قضية كبيرة...مستحيل...أنا لا املك المفاتيح يجب ان اسأل المدير
لكن،من هو المدير...هل هو الاله نفسه...؟
تتبلور الحقيقة الالهية في عالم مكنوناته سوريالية،فهناك العين التي تفتح وتنظر...ترمش وتنظر
وهناك يد مقطوعة تتحرك وتقوم بنشاطاتها مثل جمع رمال البحر
هذه المعطيات السوريالية تتداخل مع الزمن،فالزمن منفي ولا يمكن الوثوق به أبدا...الزمن هو الشاطئ الذي نلقي عليه الصور والذكريات...
ومن ثم تخرج يد من تحت الانقاض،يسألها صديقنا:هل انت بحاجة الى مساعدة...؟!
الوقت متأخر جدا،ولكن شكرا لك على اية حال...إذا انت واحد من اواخر الحمقى الذين لازالو يسألون إذا كان شخص ما بحاجة الى مساعدة....
ألا يحمل المشهد السابق معنى على شاكلة الاهمال الوجودي...؟
خاصة،ان سيدنا المسيح يعمل في كازينو الفندق ويدير نوعا من الياناصيب،بحيث يوزع طريقة موت كل شخص بطريقة ذات قرار مرجعي واضح...فالقرار ليس عبثيا.
كما قلنا،القصدية ليست واضحة تماما،والعالم مرتبك على اننا نقول ان الفيلم ليس معفي من التجديف أبدا.
والمتابع للفيلم سيحصل على جرعة دسمة في حين ان الكون برمته ليس الا حلم...ربما أثناء الاستراحة السبتية وفقا للكتاب المقدس...
عبثية الحياة...عبثية الكون...نحن لسنا الا معطيات حلمية لإله لا يولي لهذا الامر الكثير من الأهمية
بطلنا مع فاليري،ويسوع يطلب توصيلة ...يعطي جسده على شكل الخبز ويأكل هو خبزه أيضا
النهاية المفتوحة للفيلم لاتشي بأي شيء،ولا تقول او توضح اي شيء،نص في غاية الغموض لايوجد له اي
استنادات تقريبا....
يا للهول....عن ماذا سنكتب إذا؟!
ثم،لماذا لم تقتل شخصيتنا نفسها لتعرف ان كانت ستستيقظ أم لا...؟!

24/7/2022



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استيقظ ايها الحب 1996(اليسو سوبيلا):الانسان ليس سوى حصيلة ما ...
- لاتمت قبل ان تقول لي الى اين ذاهب 1995(اليسو سوبيلا):وداعا ه ...
- ورحل مخرج سينما الكائنات: كيم كي دك-فيلم آمين 2011
- فينوس في الفراء 2013(رومان بولونسكي):الوضع الطبيعي البسيط لل ...
- الجانب المظلم من القلب1992(اليسو سوبيلا):كمن يبحث عن الحقيقة ...
- الصورة الأخيرة لحطام السفينة 1989(اليسو سوبيلا): رؤية الهية ...
- عن المخرج الأرجنتيني إليسيو سوبيلا والرجل الذي يوجه وجهه للج ...
- ياسمين الزرقاء(ياسمين الكئيبة) 2013 وودي الن: نساء على شفا ا ...
- عيد ميلاد مجيد سيد لورنس 1968(ناغيسا أوشيما):قبلتين على الخد ...
- الولد 1969(ناغيسا أوشيما):المنتج الفيلمي التقليدي
- ميديا 1988(لارس فون تراير):عن الاسطورة والبدايات
- يوميات لص شينجوكو 1969 (ناغيساأوشيما): اللغز المحلول غير الق ...
- الجوع 1966: بؤس الواقع الذي يعيش فيه الكاتب
- ثلاثة سكيريين مبعوثين من الموت 1968(ناغيسا أوشيما):مفارقة
- صيف ياباني-انتحار مزدوج 1967(ناغيسا أوشيما):قناع الموت
- كم من الغريب ان يكون اسمك فيدريكو فليني 2013(ايتوري سكولا): ...
- من يخاف من فرجينيا وولف 1966: مسرح الانكشافات والاندفاعات غي ...
- أناس روما 2003(ايتوري سكولا): في النهاية هم شعب كمثل اي شعب ...
- لنغني اغنية عن الجنس 1967(ناغيسا أوشيما):469
- منافسة غير عادلة 2001(ايتوري سكولا):الانتصار الاجتماعي على ا ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المغامرات الالهية(اليسو سوبيلا): نحن لسنا الا معطيات حلمية لإله لا يولي لهذا الامر الكثير من الأهمية