أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لاتمت قبل ان تقول لي الى اين ذاهب 1995(اليسو سوبيلا):وداعا هيدجر














المزيد.....

لاتمت قبل ان تقول لي الى اين ذاهب 1995(اليسو سوبيلا):وداعا هيدجر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7443 - 2022 / 11 / 25 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


لازال مخرجنا يخوض في عالم الوهم،في تلك الرؤية النظرية المتشكلة في الاحلام،قد تكون هذه الرؤية خلابة ملفتة للأنظار،خاصة ان مخرجنا هو من اتباع سينما المؤلف-يكتب افلامه بنفسه-ولكنها في نفس الوقت-تخوض في مجموعة من الأفكار المتشابكة التي لاتجد الرابط المنطقي بينها سوى خيط رفيع،وحتى طريقة السرد لاتدفعنا بقوة الى ان نقول:أليسو سوبيلا...يا لذلك العبقري..؟!ّ
مع مقدمة من العام 1885،عن توماس اديسون،يبدأ الفيلم بالذهاب الى جنازة،فمن الواضح أن ثيمة الفيلم هي عن الموت،لكن ليس الموت بمعناه الادراكي،بل هو عن الموت المبطن بالحياة،الموت الذي لايبطل الحياة،بل يكملها...الموت في الفيلم هو نوع من الاستمرارية-وكلنا نؤمن بهذا-ولكن هنا،بدا الموضوع شائكا قليلا...
ليوبولدو يحمل نفس ثيمات البطل المألوفة عن اليسو سوبيلا،فهو يمتلك قدرات خارقة للعادة،تجعله قادرا على الحديث مع النبات وحتى مع الموتى،بل هو يمتلك (نبتة) وكأنها قادرة على قياس والتماس ردات فعل الأشياء اتجاه الموت.
ليوبولدو مخترع مفلس،اختراعه الجديد هو جامع الأحلام،بحيث يعمل-كحالة مألوفة-على جمع الاشارات الحلمية وتحويلها الى صورة فيلمية...هل هناك عمق فلسفي في هذا الفيلم...؟!
تبدأ الآلة بالتقاط الأحلام،واول حلم هو حلمه الشخصي عن امرأة تعزف على البيانو،للتتشكل هذه المرأة لاحقا وتعرف بنفسها:أنا رايتشيل،زوجتك في عالم ماضي من حياتك السابقة...أنا لست هلوسات،انا روح.
وطبعا سيقود مخرجنا كل معطيات الفيلم لتؤكد الحقيقة المطلقة لما يحدث أمامنا،فالمشهد هو مشهد التقاط حلمي يتشكل لاحقا على شكل شخصية روحية ولكنها بالأساس شخصية حقيقية....
تقول رايتشل مخاطبة ليوبولدو:أنت روح...انت فقط تناسخت،تجسدت من جديد
من الواضح ان الفيلم يقول صراحة بتناسخ الأرواح،على اننا لا نعتقد بأن هذه هي الحقيقة التامة للموضوع وكانه يحاول اختراع عوالم غير مدركة يعيش فيها الموت،وكأن هذا الموت يعيش في عالم نستطيع ادراكه في لحظة ما أو في ظرف ما،فالموت ليس الا انتقالات في هذه الحياة ولكنها انتقالات عشوائية وكانه ينفي فلسفة هيدجر في انتقالاتها هي الأخرى،وكأن انتقالاته الأخيرة-اي هيدجر-هي من الكينونة نحو الموت،كحالة اخيرة أو كنتيجة اخرى توصل اليها هيدجر من حالات الكينونة والادراك،فالادراك عند سوبيلا غير منتهي بل متكرر في هذه الحياة ولكننا فقط لا نتذكره.
طبعا-بما أننا تحدثنا عن هيدجر-هذه الحالة لايمكن تطبيقها فينومينولجيا على الاطلاق...
نحن نحب بعضنا منذ قرون ولقد اجتمعنا في الكثير من الحيوات الأخرى...هي قادمة لتعلمه الحب...الحب فقط.
أولا:هذا يثبت فشل فلسفة هيدجر باطلاقها الوعي الأخير:وعي الكينونة نحو الموت
كما ان القياس بالنسبة لنا،فهذه الحبكة المضخمة شعريا،تصلح لفيلم خفيف من فئة تلك الأفلام التي تخاطب فئة المراهقين،ومن السهل جدا تحويلها الى اوبرا صابونية.
ولكن اليسو سوبيلا يؤكد منطق حكايته:الله لايلعب حجر النرد
بالنسبة لي-عذرا-اعتقد ان هذه الجملة على انها وردت كتوكيد،ولكني اعتبرها بالنسبة لأليسو سوبيلا تعني المفارقة:الله لا يلعب حجر النرد
ولكن هناك اشياء ايضا لايمكن ان نغفلها:تقول راشيل
إذا كان الكون نحن فقط،جيرانك،قريتك،مدينتك،نبتتك،سوف تنتهي الحياة في قفص خشبي...إذا كنت هذا الذي تعرفه عندها سيكون الله متواضعا جدا...؟!...صغير جدا...؟!
ربما هذا ما يدعى عند الوجوديين بقصدية الادراك...ولكن لنتابع هذا الحوار قليلا:
بما انك تستطيع أن تفهم بأنك مستعد للخطوة التاية...أنت ستحرر نفسك
من ماذا...
من الأبعاد الثلاثة التي تحدد رؤيتك
ربما قصدت رايتشل ان تقول:قصدية الوعي....
اليسو سوبيلا راد خلق عالم مدرك-ربما فكريا-يخلصنا من الرعب والخوف...من ترك الأموات لنا وحيدين...ليس عليك ان تستغرب عزيزي القارئ من استخدامي للمصطلحات الوجودية،لأن سوبيلا يحاول ان يحل الأسئلة الوجودية بطريقته الخاصةنولكن الذي يحدث فعلا هو شيء سخيف جدا.
يمتلك الفيلم ناحية وجودية واضحة...يسأل ليوبولدو احد اللآلات(مجسم رأس رجل آلي):
من الوضح ان هدفنا الرئيسي في الحياة هو التعلم،ليس هناك شك بأننا نحن هنا لكي نتعلم...هل توافق على ذلك...؟
ولكن لماذا نتعلم اذا لم يكن هناك شيئا بعد ذك،غذا سينتهي كل شيء بالموت،سوف نعود أو سوف نستخدم معارفنا في مكان آخر.
فجاة يطل صديق ليوبولودو الذي كان ذات مرة على كرسي عجلات وبات يمشي على عكازات الآن،ليقدم لنا حوارا مشوشا عن الانتقالات في هذه الحياة...
لقد حلمت حلما غريبا جدا،لقد حلمت بانني قدمت مرات عديدة خلال هذه الحياة نفسها...اوسكار الطيار في يوم ما مات،وبعد ذلك الأوسكار العاجز ولد مرة اخرى ووقته-المقصود وقت موته-سيحل قريبا لاحقا،وبعدها اوسكار الذي تراه ستعاد ولادته من جديد مختلف عن كل السابقين وحتى الآن هو نفسه....
كلهم علموني شيئا بانني لن اسير بالمسار الذي سرته سابقا،سأمشي بشكل مختلف مستخدما كل الذي تعلمته على كرسي عجلات.
ليوبولدو:هل هناك العديد من الموت والولادة في نفس هذه الحياة...؟
أوسكار:إن كان كذلك،فنحن لا نختبر موت واحد،بل العديد منه
العديد من حالات الموت التي منها نبعث من جديد مع كل انتقال في هذه الحياة...
نقول:اليسو سوبيلا وضع نظرية وفشل تماما في شرحها،فهو يبدو وكانه مؤمن بالفلسفات الشرقية التي تؤمن بالبعث والتناسخ،ولكنه جعل منها نظرية لاتفرق بين الحياة والموت...
لكن،هل الحوار اعلاه-عن الانتقالات في حياة واحدة-قدمت توضيح لما اراد ان يقوله سوبيلا؟!
من الواضح ان هذه النظرية ذات المعاني المشوشة والمختلطة مبنية على وجهة نظر خاصة وليس على اساس معرفي واضح.
لكن،إذا اردت ان نشاهد فيلما عن الحلم فقط،فالفيلم جيد ويستحق المشاهدة،ولكن لاتخبرني عن مكان ذهابك بعد الموت لأني-ارجوك-لن افهم شيئا.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورحل مخرج سينما الكائنات: كيم كي دك-فيلم آمين 2011
- فينوس في الفراء 2013(رومان بولونسكي):الوضع الطبيعي البسيط لل ...
- الجانب المظلم من القلب1992(اليسو سوبيلا):كمن يبحث عن الحقيقة ...
- الصورة الأخيرة لحطام السفينة 1989(اليسو سوبيلا): رؤية الهية ...
- عن المخرج الأرجنتيني إليسيو سوبيلا والرجل الذي يوجه وجهه للج ...
- ياسمين الزرقاء(ياسمين الكئيبة) 2013 وودي الن: نساء على شفا ا ...
- عيد ميلاد مجيد سيد لورنس 1968(ناغيسا أوشيما):قبلتين على الخد ...
- الولد 1969(ناغيسا أوشيما):المنتج الفيلمي التقليدي
- ميديا 1988(لارس فون تراير):عن الاسطورة والبدايات
- يوميات لص شينجوكو 1969 (ناغيساأوشيما): اللغز المحلول غير الق ...
- الجوع 1966: بؤس الواقع الذي يعيش فيه الكاتب
- ثلاثة سكيريين مبعوثين من الموت 1968(ناغيسا أوشيما):مفارقة
- صيف ياباني-انتحار مزدوج 1967(ناغيسا أوشيما):قناع الموت
- كم من الغريب ان يكون اسمك فيدريكو فليني 2013(ايتوري سكولا): ...
- من يخاف من فرجينيا وولف 1966: مسرح الانكشافات والاندفاعات غي ...
- أناس روما 2003(ايتوري سكولا): في النهاية هم شعب كمثل اي شعب ...
- لنغني اغنية عن الجنس 1967(ناغيسا أوشيما):469
- منافسة غير عادلة 2001(ايتوري سكولا):الانتصار الاجتماعي على ا ...
- عنف في الظهيرة 1966(ناغيسا اوشيما):القاتل الوهمي
- االعشاء 1998(ايتوري سكولا):انه يقتنص الحياة


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لاتمت قبل ان تقول لي الى اين ذاهب 1995(اليسو سوبيلا):وداعا هيدجر