أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ياسمين الزرقاء(ياسمين الكئيبة) 2013 وودي الن: نساء على شفا الانهيار العصبي















المزيد.....

ياسمين الزرقاء(ياسمين الكئيبة) 2013 وودي الن: نساء على شفا الانهيار العصبي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


أمي تقول إنك كنت بخير ولكن اصابك الجنون...أجل وبدأت تكلمين نفسك...حسن
هناك العديد من الصدمات التي قد يتحملها الفرد الى ان يصيح في الشارع ويصرخ...هذا صحيح يافتية،لقد أخذوني من الشارع عندما كنت اكلم نفسي ،واعطوني شيئا يسمى دواء (ايديسون).
لماذا ايديسون...لأنهم يستخدمون الكهرباء كي يجعلونك تفكر بشكل صحيح.
كما ترون،كل شيء ينهار سريعا،بدأت اعاني من القلق ورهاب الاحتجاز والخوف الكبير من الموت،كانت تأتيني كوابيس وانهيار عصبي.
اعني،لابد انكم سمعتم عن(البروزاك والليثيوم)،ما اقصده كل هذه العقاقير قد تزيد الأمر سوءا بالطبع،ربما قد اشك أن هال لم يبح بكل شيء بنسبة 100%.
فيلم ياسمين الزرقاء،او ياسمين الكئيبة من بطولة كيت بلانشيت وحصلت عنه على اوسكار افضل ممثله وهو من كتابة واخراج وودي الن...
يستخدم وودي الن الخلفية السوداء التامة التي يظهر عليها اسماء الممثلين والمشاركين في العمل،وهي الطريقة المالوفة عند مخرجنا والتي استخدمها في كل افلامه تقريبا.
حيثيات لقاء...على لسان ياسمين:
شخصيات وودي الن كثيرة الكلام ويعتمد الن على الحوار كثيرا في افلامه
لم يكن هناك من يماثل هال،تقابلنا في حفلة ووقعت في غرامه على الفور
Blue Moonكانو يعزفون اغنية بلو مون....
عام آخر وكنت سأنال شهادتي،لكني تركت جامعة بوسطن لأتزوج منه...أعني ماذا كنت أدرس على اية حال،أعني،ايمكنك ان تتخيلي هيئتي كعالمة انسانيات...علمني كل ما اعرفه عن ممارسة الحب الحقيقية بالرغم من اني لست مهووسة بالجنس الى ذلك الحد.
هكذا هي حال شخصيات وودي الن،تتحدث كثيرا،تراها في احيان قليلة جدا متحفظة بالحديث عن نفسها،لكنها تندفع فجأة كالبركان للحديث عن نفسها،وفي نفس الوقت تعامل الآخرين بعين الشك والريبة فتبالغ في تنميق نفسها الى درجة كبيرة،وكلها بلا استثناء تعاني من اضطراب عصبي من نوع معين،وخاصة شخصيتنا ياسمين التي تعاني من اضطراب عصبي جعلها بعيدة مقدار شعرة عن الجنون.
تريد ان تعيش الآن مع اختها جينجر،لتضع كل شيء خلف ظهرها وتبدا بداية جديدة، ومع شقة أختها(المتبناة) الضيقة المتواضعة،يعود بها هذا المنظر الى الماضي...هال زوجها السابق
الممثل اليك بالدوين-في دور يليق به تماما-يعيد الماضي نفسه في المخيلة...وتبدأ بالحديث مع نفسها على الدوام:لقد غيرته،أجل،يحمل اسم جانيت،أي اناقة
في الحقيقة،ليس عليها فقط أن تواجه الماضي،بل عليها ايضا ان تواجه هذا التغير الطبقي الاشبه بالانقلاب الذي حل بها...هي تشبه الان عنوان بيدرو المودفار الشهير:
نساء على شفا الانهيار العصبي
مع أول لقطة في الفيلم،مع مواجهة الشخصية الرئيسية المتمثلة بكيت بلانشيت بدور جاسمين او جانيت،يتملك المشاهد تعاطف كبير مع هذه الشخصية الى درجة الحزن والعطف والشفقة،خاصة ان هذا الفيلم معطياته متكاملة،فمن ذا الذي يستطيع أن لايعجب بهذه الخلطة السحرية:
فيلم من كتابة واخراج وودي الن،ومن تمثيل كيت بلانشيت...كيت بلانشيت بحضورها الاسطوري توجت الفيلم ليس بحصولها على الاوسكار فقط،بل جعلت من الفيلم أحد أفلام وودي الن التي لن تنسى على شاكلة آني هال ومانهاتن.
مسار الفيلم استرجاعي تفصيلي،ويعطي ايضا تفاصيل دقيقة عن اللحظة...عن لحظة امراة باتت تتحدث مع نفسها وفقدت شهادتها الجامعية في السنة الثالثة للدراسة من أجل زوج...أو ربما من أجل المال
لعب وودي الن دور المتعاطف ،وفي نفس الوقت،دور الكاشف ولكن بحذر،لأننا سنكتشف أن قصة الحاضر،أو قصة اللحظة ما هي الا انعكاس لماضي الماضي الذي يدور في ذهن جاسمين وتحدث به نفسها...
أي كيف تعرفت ياسمين على زوجها هال بالأساس
ياسمين ليست مذنبة...هي منضمة قسريا الى مجتمع يعتمد على الغش والخداع،ومقياس النجاح فيه هو الاكثر خداعا،أو الاكثر غشا،على ان النتيجة واحدة....عليها المواجهة وحيدة،بل وحيدة تماما،أو مع اخت تعاني شيئا من بلاهة واضحة،بل كانت ياسمين هي السبب لفقدها لكل اموالها-مائتا ألف دولار ربحتها في اليانصيب-هذا اولا،وثانيا انها لم تكن مرغوبة من قبل أختها في ذلك اليوم الذي كانت متزوجة فيه من هال.
ان قلنا ان هال كان محتالا فهذا كان متوقعا،وان قلنا أنه كان يقيم العديد من العلاقات الغرامية،فهذا ايضا كان متوقعا...ولكن هناك شيء لم يكن متوقعا على الأقل من قبل البعض...
عندما تريد جاسمين ان لاتعرف شيئا،فإن لديها عادة ان تشيح بنظرها الى الاتجاه الآخر
من ناحية ثانية،يبدو وودي الن مهتم بشيء أكبر من ذلك...يبدو مهتما بالفردانية،أي انعكاس كل تلك الهموم على الفرد،على الحس الداخلي للفرد،ومن ثم الواقع الخارجي...أنه الواقع عندما يلقي بكل ثقله على امرأة هشة بالأساس.
تحاول ياسمين ان تكمل تعليمها،ولكن احد معطيات الواقع ان تتعرض الى التحرش الجنسي،فتلجأ الى حيلة اكثر ميلا للطبيعة...تكرار حكايتها مع هال
تقرر ان تجرب حظها مع رجل في حفلة...تعرفت جاسمين على هال في حفلة ايضا
إذا كان عليها ان تواجه المجتمع،او تجرب حظها مع رجل فلابد ان تلجا الى الكذب...ان تلجأ الى الكذب فهذا صحيح نسبيا.
ان تستبعد الكثير من احداث حياتها السابقة وكانها كيتش طويل
ان تعيش عل مهدئات الاعصاب كنموذج عصري للحياة...
كادت جاسمين ان تنجح،ان تكرر نموذج هال مرة اخرى،ولكن تنكشف امورها بصدفة هي سقطة تقريرية في الفيلم،ولكن هي من صميم أسلوب وودي الن.
في الماضي كانت توقع على الكثير من الأوراق لهال-الذي انتحر بعد سجنه-وهي من قامت بالأبلاغ عنه بعد ان كادت علاقة غرامية لزوجها هال ان تنحو منحا جادا...هل من الممكن ان نحمل جاسمين كل النتائج؟
دمار اختها الماي وانفصالها عن زوجها
انتحار زوجها ودمار حياة ابنه داني الذي كان متفوقا في هارفرد ليتحول الى مدمن مخدرات يمتهن بيع الأدوات الموسيقية المستعملة....
إذا كنت تعيش في عالم كامل من الغش والخداع،فيجب عليك ان تتغاضى عن كل شيء...عن كل شيء...لا يوجد استثناءات والا ستصبح على شفا انهيار عصبي أنت فيه فعلا...
فما هي الحياة الجيدة فعلا...في مجتمع غشاش كنت عضوا فعالا فيه،عند ذلك يبدو ان الغش ليس بحاجة الى تبرير ابدا.
تغادر جاسمين منزل شقيقتها،منتصرة ومهزومة في نفس الوقت بالادعاء الكاذب بانها ستنتقل الى حياة افضل.
تجلس على مقعد في الحديقة وتبدا بالحديث مع نفسها...
لازالت ياسمين تعيش على الخيط بين الماضي والحاضر،وتذكر اغنية قمر أزرق-فرانك سيناترا
انها تتذكرها جيدا...كانوا يعزفونها
هل جاسمين كانت تعرف أن اغنية قمر أزرق هي اغنية عن الفرصة الوحيدة المتاحة للحب.
فيلم ياسمين الكئيبة ليس كوميديا سوداء على الاطلاق...انها كوميديا منغمسة اشد الانغماس في الواقع.
25/06/2022



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ميلاد مجيد سيد لورنس 1968(ناغيسا أوشيما):قبلتين على الخد ...
- الولد 1969(ناغيسا أوشيما):المنتج الفيلمي التقليدي
- ميديا 1988(لارس فون تراير):عن الاسطورة والبدايات
- يوميات لص شينجوكو 1969 (ناغيساأوشيما): اللغز المحلول غير الق ...
- الجوع 1966: بؤس الواقع الذي يعيش فيه الكاتب
- ثلاثة سكيريين مبعوثين من الموت 1968(ناغيسا أوشيما):مفارقة
- صيف ياباني-انتحار مزدوج 1967(ناغيسا أوشيما):قناع الموت
- كم من الغريب ان يكون اسمك فيدريكو فليني 2013(ايتوري سكولا): ...
- من يخاف من فرجينيا وولف 1966: مسرح الانكشافات والاندفاعات غي ...
- أناس روما 2003(ايتوري سكولا): في النهاية هم شعب كمثل اي شعب ...
- لنغني اغنية عن الجنس 1967(ناغيسا أوشيما):469
- منافسة غير عادلة 2001(ايتوري سكولا):الانتصار الاجتماعي على ا ...
- عنف في الظهيرة 1966(ناغيسا اوشيما):القاتل الوهمي
- االعشاء 1998(ايتوري سكولا):انه يقتنص الحياة
- كم الوقت الآن 1989:(مايكل وأبوه)
- مقبرة الشمس (ناغيسا أوشيما)1960:الرغبة المتسامية على الواقع
- روعة 1989(ايتوري سكولا): فيلم عن بكاء ماستروياني نفسه
- فيلم معكرونة 1985(ايتوري سكولا):البهجة التي تنقص افلام انتون ...
- قصة قاسية عن الشباب 1960(ناغيسا أوشيما): فيلم عن احباط اجتما ...
- تلك الليلة في فيرنا 1982(ايتوري سكولا):الأدب الأيروسي في الق ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ياسمين الزرقاء(ياسمين الكئيبة) 2013 وودي الن: نساء على شفا الانهيار العصبي