أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قصة قاسية عن الشباب 1960(ناغيسا أوشيما): فيلم عن احباط اجتماعي من نوع معين














المزيد.....

قصة قاسية عن الشباب 1960(ناغيسا أوشيما): فيلم عن احباط اجتماعي من نوع معين


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7174 - 2022 / 2 / 26 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


الفيلم،وان كان من بدايات ناغيسا أوشيما،وان كانت الاشكالية التي يخوض فيها تقليدية ايضا من ناحية القصة،على ان لها ابعاد شديدة الوضوح من ناحية المعالجة...فمثلا-لا على سبيل الحصر-فالمدخل الابداعي للفيلم كان رائعا جدا،وكأن الفيلم سوف يقتنص قصة من اعلان في جريدة،وهناك ضوء ساطع يبشر بما هو قادم.
يبدأ الفيلم من حيث الخلفية السياسية والتشكيل الوثائقي للصورة،فالوثائقية تدل على العصيان الدموي في كوريا الجنوبية،وهذا الشكل السينمائي كان سائدا ومتبعا في سينما تلك الحقبة من الزمن...سينما الموجة الجديدة وسينما الواقعية الجديدة وحتى سينما ايتوري سكولا...
مداخلة الواقع المعاش بالواقع السياسي المؤثر على المحيط،انه اقحام واقع على واقع آخر،وعلى الرغم من هذه الاحاطة يبقى الواقع المقحم متواريا من خلف النص،والواقع السياسي يبشر بثورة الشباب في الاقليم باسره،فمن كوريا الجنوبية هناك جمع غفير لثورة الشباب ايضا في اليابان.
هناك جمع غفير،بل غفير جدا من الشباب يحمل الاعلام الشيوعية ويصرخ: لا لميثاق امن الولايات المتحدة
باختصار،انه الواقع الذي كان مشارا اليه ايضا في فيلم (لنغني اغنية عن الجنس)،على ان هذا الفيلم الأخير سار في مسار ابداعي اجمل بكثير من هذا الفيلم...
ماكو الشابة الطالبة تلتقي عرضيا مع فوجي الأزعر من خلال الدفاع عنها ضد متحرش،وهذا اللقاء سيحمل في طياته الكثير من الاغتصاب والعنف وحتى الجنس والاجهاض والحب.
كما نعرف،فموضوع الجنس تحديدا،هو موضوع اثير عند مخرجنا حتى انه سيتحول الى عنصر فلسفي خاص جدا،ويحمل النبرة الجريئة الفضائحية،على ان الجنس في هذا الفيلم يتعلق بالشباب انفسهم،فيداية كانت مع اغتصاب ستتحول لاحقا الى لحظة مهمة من ارتباط المصير،ولكن ناغيسا أوشيما لايحصر الفيلم في واقع ضيث بين شخصيتين،بل يتحول الفيلم صوب تصوير الواقع وما يحيط بكلا الشخصيتين من شخصيات عانت ايضا من فقدان الأمل.
على مايبدو-وان كان هذا الحكم ليس دقيقا-تتخلص ماكو من الحاجز الاخلاقي وتتحول الأمور نحو القبول الطبيعي للآخر،ولكن إن اردنا ان ننظر الى الأمور من ناحية اكثر عمقا:
هل هذا قبول لهذا الشاب تحديدا أم لكل الجنس....اي اضفاء الشرعي على الرغبة؟
كيف ستتحرك العلاقة بين فتاة تمتلك نوعا من السذاجة والفضول نحو التجربة الجنسية،ورجل ليس معزولا ابدا عن النساء.
لنتوقف الى هنا،لأن تاريخ ناغيسا اوشيما القادم كفيل بالرد على مثل هذه التساؤلات،ولكن الملفت للنظر أن العلاقة بين فوجي وماكو فيها شيء قريب من فيلم الحارس الشخصي لكيم كي دك،ذلك المبدع الكوري الذي تحدثنا عنه مطولا والذي توفي مؤخرا بفيروس كرونا.
إذا،يتحرك الفيلم ضمن قالب انتاجي متقشف جدا بحيث يطلق المخرج خلفية سياسية على علاتها في الفيلم،ومن ثم ينطلق بفكرة أكثر خصوصية عن الجنس والشباب،ونطلع في الفيلم ايضا على شخصيات كثيرة منها اخت ماكو وحبيبها القديم الدكتور...يتبادلان هذا الحوار:
عندما كنا يافعين،كنا متلهفين جدا لتغيير المجتمع لكنا كنا ساذجان وارتكبنا العديد من الأخطاء،لقد ضربنا بقوة لكن الحائط بقي شامخا بسبب قلة صبرنا وانتهى بنا الأمر ان نؤذي بعضنا.
انه فيلم عن احباط اجتماعي من نوع معين بتلك الثيمة التي وكأنها تكرار لناغيسا اوشيما في تلك الفترة،وهي نفس الثيمة التي لعب عليها اوشيما في فيلم مقبرة الشمس والذي اخرجه ايضا عام 1960.
الفيلم ليس كبيرا جدا وليس سيئا في نفس الوقت،وان كانت النهاية تتعلق بالموت نفسه،فمن حسن الحظ أن افلام اوشيما ليست من نوعية افلام النهايات،لأن النهاية كانت مؤلمة فعلا ولكنها مفتعلة وغير قابلة للتصديق...شيئا ما من الميلودراما.
7/1/2022



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك الليلة في فيرنا 1982(ايتوري سكولا):الأدب الأيروسي في الق ...
- عاطفة الحب 1981(ايتوري سكولا): التعليق بحس جمالي
- الأسير 1961(ناغيسا أوشيما):الغريب الذي قال شيئا عن المجتمع ا ...
- شارع الحب والأمل 1959:الفيلم الأول لناغيسا أوشيما
- يوم خاص(ايتوري سكولا)1977: الواقع هو استسلام وبحث مؤقت عن نص ...
- نيتشة الصغير فيلم الأم 2003(جورج باتاي):
- قبيحة وقذرة وسيئة 1976 (ايتوري سكولا):خلية النحل
- نحن نحب بعضنا البعض 1974: كنا نظن بأنننا سنغير العالم،لكن ال ...
- حكاية العين(جورج باتاي): انتصار فرويد
- أجمل أمسية في حياتي 1972(ايتوري سكولا): المحاكمة الذهنية لما ...
- الميت(جورج باتاي):قبح ادراك المشاعر
- اسمي هو روكو باباليا 1971(ايتوري سكولا):يوميات أبله في المدي ...
- دراما عن الغيرة واشياء أخرى 1970(ايتوري سكولا):يوم الوحدة
- مدام ادواردة:مقدمة عن جورج باتاي
- المفوض بيبي 1969(ايتوري سكولا): الوجه الناعم المزيف للسلطة
- ايتوري سكولا:10 مايو 1931- 19 يناير 2016:الأفلام الأولى
- مفكرة مهووس 1993(ماركو فيريري):تاريخ مضطرب مع النساء
- جستن الماركيز دي ساد 1969:لعنة الفضيلة-نقد افكار الماركيز
- منزل الابتسامات (ماركو فيريري) 1991: فكاهة مصطنعة تشير الى ا ...
- أنا أحبك 1986(ماركو فيريري):مقتطفات


المزيد.....




- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...
- حل لغز مكان رسم دافنشي للموناليزا
- مهرجان كان السينمائي يطلق نسخته الـ77 -في عالم هش يشهد الفن ...
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل صلاح الدين الحلقة 24 Selahaddin ...
- بعد الحكم عليه بالجلد والسجن.. المخرج الإيراني محمد رسولوف ي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قصة قاسية عن الشباب 1960(ناغيسا أوشيما): فيلم عن احباط اجتماعي من نوع معين